عرق وطني

سبق أن كتبت عن جانب مفقود في التوعية لدينا رغم الحاجة الماسة له بسبب كثرة ضحاياه ألا وهم سكيرة العرق!!نقرأ بصفة شبه يومية عن اكتشاف عمالة تصنع الخمور محلياً وهو ما يسمى بالعرق ومنتجاتهم القذرة يسميها السكيرة «عرق وطني» مع انه اسم يسيء للوطن والوطنية ولكن من يستكثر لفظ «سكران» أو يعتب عليه، بل إن من «أجّر» الدور العلوي من جسده وهو المخ لا تستكثر عليه أن يؤجر وطنه ويبتذل لفظ الوطنية!!. أما في عنواني فقد ذكرته بعلته كما يقال ومن أجل لفت النظر لواقع خطير ولا يعني الإقرار بالاسم قلت إن مقاطع العرق تلك تستخدم إلى جانب النفايات القذرة من الفاكهة المتعفنة وأواني الزبالة والمواسير الصدئة والأيادي الملوثة والمواقع التي غالباً ما تكون دورات مياه تعج بالصراصير ويختلط فيها ماء الحمام بماء الاستحمام، أقول تستخدم إلى جانب هذا كله اضافات سامة شديدة الخطورة على العصب البصري وخلايا المخ وخلايا الكبد وتسبب السرطان.

إنهم يستخدمون مواد بديلة للكحول الإثيلي الذي يخضع لرقابة مشددة في بلادنا ولله الحمد فيضعون بدلاً منه مادة «البايردين» التي تستخدم كمذيب صناعي وفي صناعة المواقد وهي مادة تؤدي مباشرة إلى تكسر خلايا الكبد وثبت قطعاً أنها من المواد المسرطنة.

كما أنهم يستخدمون الكحول الصناعية والكحول المثيلي (ميثانول) وهو النوع السام من الكحول ويسبب تلف العصب البصري وفقدان البصر التام بعد حين كما أنه يسبب تليف الكبد بسرعة كبيرة ومنهم من يستخدم كحول التعقيم في المستشفيات (الأيزوبروبايل) وهو سام جداً وله تأثير مباشر على خلايا المخ والكبد والكلى ويسبب الفشل الكلوي بعد فترة قصيرة من الاستخدام بصورة مفاجئة.

ورغم خطورة هذه المواد وارتفاع حالات تليف الكبد والأضرار الصحية الناجمة عن تناول هذه السموم ورغم تكثيف التوعية بأضرار المخدرات والتدخين إلا أننا لم نقرأ أو نرَ أو نسمع جمل توعية صحية تتناول أضرار العرق المصنع محلياً وما فيه من إضافات أتدرون لماذا؟!

لأننا حتى في مجال التوعية نستورد المعلومة من الخارج والمعلومات حول المخدرات والتدخين متوفرة عالمياً لكن العرق المحلي والإضافات الخطيرة التي يحتويها لا يمكن استيراد المعلومات عنها ويجب أن تكتب محلياً و«ربعنا دورهم من النقل» أما الإبداع فلا.

يصنع العرق محلياً ولا تصنع عبارات التوعية وطنيا!! لتوضيح المخاطر والأضرار التي ذهب ضحيتها الكثيرون.

أضف تعليق