قد يقال يجامل وزيراً، وقد يقال يروج لنفسه لكن الله وحده يعلم أنني «ولا أزكي نفسي» أروج لرحمة ربي واستجابته وأحث على دعائه.
جاءتني رسالة جوال من احدى القارئات تقول فيها: سأروي لك قصة قد تقول إنها من نسج الخيال، هجرني زوجي وسافر مع زوجته الثانية خارج منطقة الرياض وتركنا ولن يتركنا رب العالمين وأحد أبنائي مدمن مخدرات وللأسف ساءت حالته وأصبح مصدر خطر وبعد عناء شديد استصدرت أمراً بالقبض عليه وإيداعه مجمع الأمل وذهبت بالأمر لشرطة العليا فلم يكلفوا أنفسهم بمساعدتي وطلبوا مني التوجه الى مجمع الأمل لتأمين سرير فذهبت للمجمع وأخبروني أنهم سوف ينسقون مع الشرطة ولا حاجة لرجوعي لهم وخرجت وأنا ألهج بالدعاء أن يسخر الله من يأخذ بيده وأن تكون عين الخيرة له وكانت دموعي تختلط بحروفي، ومنذ شهرين لم يتم أي شيء حيث راجعت مركز الشرطة بعد أن وصل ابني مراحل خطيرة فأصبح يستولي على أي شيء ثمين في المنزل ويضرب اخواته فذهبت للشرطة وتوسلت إليهم أن يقبضوا عليه فرفضوا وقالوا ليس بيدنا اعتقاله وهناك الآن حقوق إنسان تحاسبنا وبعد رجاء وبكاء وتوسل أخذوه مشكورين لمجمع الأمل وشخصت حالته على أنها إدمان ويحتاج تنويماً ولكن لا يوجد سرير فأعادوه للشرطة لتبدأ معاناتي مرة أخرى حيث طلبوا أن أحضر لاستلامه وإلا سيطلقون سراحه وإذا أطلق سراحه فإننا جميعاً في خطر خاصة بعد أن سلمناه للشرطة (انتهت رسالتها).
اتصلت بالمرأة فإذا هي في مجمع الأمل تجهش بالبكاء وتتوسل لمدير مكتب مدير المجمع (المسافر) أن يقبل بدخول ابنها وهو يرفض بعنجهية بحجة عدم وجود سرير ورفض التحدث معي أيضا!!
طلبت منها أن تهدأ وأن لا تغادر المجمع حتى اتصل بها وحاولت الاتصال بكل من له علاقة بالمخدرات أو الشرطة لمحاولة التحفظ عليه حتى يتوفر سرير لكنني لم أفلح فالساعة قاربت الثانية بعد الظهر يوم الأربعاء وستحدث كارثة إن خرج في عطلة نهاية الأسبوع، عندها توجهت إلى القبلة ودعوت ربي «اللهم أعني على تفريج كربة هذه المرأة» وما هي إلا أقل من خمس دقائق وإذا بجوالي يرن وأرد فيكون المتصل معالي وزير الصحة د. حمد المانع (لم يكن الوزير ولا الوزارة من ضمن من حاولت الاتصال بهم بل إن هذه الوزارة أشبعتها نقداً ووزيرها أدهشني لطفاً وتقبلاً) تحدثت مع معاليه وكان يسأل عن امكانية مركز الأمصال الذي أديره في تغطية احتياج إحدى الدول العربية وبعد حديث طويل يعكس حرص معاليه على المركز والدول المجاورة شرحت له معاناة تلك المرأة وموقف ذلك الموظف فما كان من معاليه إلا أن طلب رقم جوال المرأة واتصل بنفسه بالموظف وبالمرأة وما هي إلا نصف ساعة حتى أودع المدمن في المجمع.
إن قبول الله لتلك الدعوة بالفرج وتسخير وزير مخلص، ديناميكي، دمث الأخلاق نعمة إلهية تستحق الشكر ضمن نعم كثيرة لا نحصيها عدداً ومنها أننا في بلد يتحلى وزراؤه بأخلاق قيادته ويستمدون منها سرعة التجاوب والتفاعل بمشاعر كلها الحب والإخلاص للوطن والمواطن ولكن متى ما وصل الأمر لهم فابشر بنعم التجاوب والخوف كل الخوف على من لا يستطيع الوصول وهو أمر كتبت عنه في هذه الزاوية في 11 ابريل 6002م بعنوان (صوت لم يصل) وأحسب أنني أوفيته حقه.
