تشهد ولادة أي اتفاق خليجي مشترك مخاضاً صعباً وطويلاً وتنتهي غالباً بخروج الجنين بالمقعدة وهذا في علم الولادة، بل حتى لدى القابلات، يعني استحالة الولادة الطبيعية وتهديداً لحياة الأم والجنين .
صعوبة اتفاق دول الخليج العربي على مشروع مشترك أو تفعيل اتحاد خليجي في شأن اقتصادي أو حتى إجرائي كالتنقلات أمر لا يتناسب مع توفر المعطيات لهذا الاتحاد أو الاتفاق مثل تقارب العادات والتقاليد والظروف المعيشية وطبيعة السكان واللغة الواحدة والدين الواحد وغيرها من العوامل التي لم تتوفر للاتحاد الأوروبي مثلاً ومع ذلك حقق اتحاداً شبه تام وسوقاً مشتركة وعملة مشتركة وحرية تنقلات .
الغريب أن الحاقدين على الخليجيين ينظرون إليهم كوحدة واحدة ويوجهون لهم النقد والحسد بل والشتم على أساس أنهم خليجيون في بوتقة واحدة بينما لا يتعامل الخليجيون مع بعضهم كوحدة واحدة !!.
رغم كل المحن التي تعاملت مع الخليج كوحدة واحدة الا أن الخليج لم يتعامل مع نفسه كذلك فغريب جداً أن ينظر إلينا الخصوم كرقم واحد وننظر لأنفسنا على أننا ستة أرقام مختلفة !!.
وعلى أي حال فإن كل عوامل البطء والإحباط يجب أن لا تجعلنا نتوقف عن المحاولة تلو الأخرى، لذا فإنني أقترح فكرة سياحة خليجية مشتركة “دعونا نتحد ولو في السياحة”، بمعنى أن نحول خليجنا إلى وجهة سياحية واحدة نشجع عليها وإليها كسياحة داخلية خليجية بدلاً من السياحة الداخلية لكل دولة على حدة .
دول مجلس التعاون الخليجي لو توجهت مجتمعة لصناعة السياحة المشتركة فسوف تحقق استثمارات بينية وفردية ومشتركة كبيرة جداً.
لتحافظ كل دولة على قناعاتها ومسموحاتها وممنوعاتها ولكن تعمل معاً على استثمار عوامل الجذب لكل دولة فتكون السياحة الداخلية “خليجية” ووجهة السائح الأجنبي خليجية بتأشيرة زيارة واحدة لنسمها “خلجن” على وزن “شنجن” تسمح للسائح بزيارة شواطئ دبي وجدة ومصايف أبها وصلالة والشيء نفسه يقال عن نقاط الجذب في الكويت وقطر والبحرين .
من المهم جداً أن ينعم المواطن الخليجي بمميزات خاصة تشجعه على سياحة خليجية داخلية مثل تذاكر طيران مخفضة، تذاكر دخول مخفضة، إجراءات تنقل ميسرة، وأسعار إقامة مخفضة ومتقاربة حتى ولو بدعم من هيئة سياحة خليجية مشتركة .
دعونا نجرب شيئاً مشتركاً سهل التطبيق، نجرب فقط .
