الشهر: أبريل 2007

تبييض اللحوم!!

الجانب الأخطر في جرائم ترويج مئات الأطنان من اللحوم الفاسدة، والذي لم يُثر على مستوى وطني بكل أسف، هو أننا نواجه عمليات غسيل لحوم أو “تبييض لحوم” وهذه لا تختلف عن عمليات غسيل الأموال، بل هي أخطر قياساً بأنها تتفوق إجراماً على تبييض الأموال كونها تهدد الصحة!!
953طناً لحوماً فاسدة تم ضبطها في الرياض خلال أقل من ثلاثة أيام و 100طن كبدة فاسدة ضبطت في جدة في ثلاجة واحدة، إضافة إلى عشرات الأطنان من اللحوم الفاسدة الأخرى التي تكتشف يومياً على الطرقات وفي المستودعات سواء من لحوم الأضاحي والهدي أو “فطيس البعارين” أو الأسماك الفاسدة..

مئات الأطنان تلك لو لم تضبط إلى أين ستذهب؟!، بل ما لم يكتشف منها إلى أين ذهب؟!..

الأمر لا يحتاج إلى ذكاء ولا حتى تفكير فهي بلا أدنى شك يتم “تبييضها” في شكل وجبات نتناولها إما معلبة في سوبرماركت أو هايبرماركت أو بقالات صغيرة أو مطبوخة في مطاعم نجمة أو خمس نجوم لا فرق مطلقاً إذا تساوت الذمم!!

ولأن جرائم غسيل الأموال عالمية فإن عقوباتها رادعة، أما جرائم غسيل اللحوم كونها محلية فإن عقوباتها مشجعة جداً فقد نشرت الصحف “وما لم يصحح فهو صحيح” أن غرامة ثلاجة كبدة جدة الشهيرة كانت 32ألف ريال مع إعادة فتح الثلاجة ولم يذكر شيء عن محاولة رشوة المراقبين الأمينين!! وقد قمت بحسبة سريعة ذكرتها في برنامج “دوائر” في “الإخبارية” خرجت منها بأن المائة ألف كيلوغرام من الكبدة الفاسدة المذكورة لو باعها بالكيلو فستحقق مليونين ونصف المليون من الريالات، ولو بيعت على هيئة (سندويش كبدة) فسوف تعمل 2مليون سندويشة قيمتها ستة ملايين ريال (سندويش الكبدة الغنم بثلاثة ريالات).

الربح في كل الأحوال يزيد عن مائة ضعف العقوبة، أي أن العقوبة التافهة مشجعة جداً على المجازفة وهذا خطير في قاموس الاقتصاد وقاموس تبييض الأموال.

أما في قاموس الصحة فإن تلك الكبدة كان من المتوقع لو بيعت أن تسمم 2مليون شخص يشكل من يموت منهم خسارة وطنية واجتماعية وإنسانية مؤلمة، أما من يعالج فسيكلف الوطن رقماً فلكياً يصعب حسابه!!.

عصابات تبييض اللحوم يجب أن تعامل بطريقة أقسى وعقوبات أغلظ من عصابات غسيل الأموال فالجريمة هنا مضاعفة والخطورة أكبر من قدرة وزارة التجارة على تخيلها ناهيك عن تحديد عقوبتها!!.

من الفقير؟!

أحسنت قناة الإخبارية عندما وضعت ضمن برامجها فقرة (سؤال اليوم) لتتيح للجمهور وللشارع أن يقول رأيه دون وصاية وبكل تلقائية ويبين وجهة نظره وإجابته عن سؤال مهم، ثم إنها بذلك تزيد بشكل كبير من عدد المتابعين خصوصا أن كل سؤال يجيب عنه عشرات الناس من مواقع مختلفة ذكورا وإناثا .
أحد الأسئلة كان (من هو الفقير في نظرك؟) ولعل الإخبارية تعمدت أن لا تحدد (فقير في ماذا؟!) هل في فكره أم ماله أم دينه….الخ، فجاءت الإجابات واقعية معبرة تدل على أننا نخطئ كثيرا في تقييم درجة وعي الشارع السعودي، ولعلي ذكرت مرارا اعتقادي بأن درجة الوعي لدى كثير من الناس العاديين أعلى من بعض المسؤولين فالمعاناة أقوى أداة لاستحثاث الشعور والمشاعر !!.

جاءت الإجابات حسب شعور كل شخص ومعاناته فقيل الفقير هو فقير الفكر، وقيل فقير الدين، وقيل من لا يصلي على النبي وقال آخر إنه من يشتم هذا ويسب هذا، وذكر أكثر من شخص أن الفقير من كان غنيا قبل الأسهم وخسر في الأسهم واستشهد آخر أن راتبه كان عشرة آلاف وكان ينوي أن يبني منزلا لكن خسارته في الأسهم جعلته لا يدخر أكثر من أربعة آلاف ويعيش دون بيت يملكه!!.

وقال أكثر من شخص أن الفقير بخصوصية المجتمع السعودي هو من لا يجد أساسيات الحياة وهي الوظيفة والمسكن الملك والرعاية الصحية بمعناها الحقيقي وليس كما يحدث الآن مجرد مضادات حيوية !!.

وقالت فتاة مرحة إن الفقير هو من لم يجد قبولا في الجامعات مثل حالتي أو من لم يجد وظيفة وجلس في بيته (طفران) مثلي، أما أبو صالح، وهو مسن شمالي اللهجة (وأهل الشمال يتحدثون بصراحة وبراءة) فقال الفقير هو (اللي ما عنده لا وظيفة ولا شين وما عنده حلال إلا الشونه) ويقصد من ليس لديه وظيفة ولا شيء ومعتمد على إعانة الشؤون الاجتماعية .

أما أنا فأرى أن الفقر يعتمد على نوع ما يفتقر له الشخص، وإذا ما حددناه بالمفهوم المباشر الشائع وهو الحاجة المادية فإن الفقير ماليا في مجتمعنا هو من لا يسأل الناس إلحافا وعندما يتقدم للشؤون الاجتماعية بعد طول خجل وتردد وحياء فإنه يصطدم بطلبات غريبة، موغلة في البيروقراطية وصعوبة التحقيق بالطرق التي تحفظ الكرامة، وإذا أردتم أتعس أمثلة الفقراء فهي امرأة إما أرملة أو معلقة أو مطلقة لديها عدد ممن تعول، ليس فيهم ذكر بالغ يستطيع المراجعة ولا تحب أن تشتكي حالها لغير ربها (وفي هذا قمة الغنى) فلا يعرفها موظفو الضمان الاجتماعي ولا موظفات الجمعيات الخيرية.

أما أخلاقياً فإن أشد الناس فقرا هو من أوكل إليه أمر الفقراء ومعاملاتهم والبحث عن المستحق منهم ولم ينجح في ذلك ثم لم يعتذر عن هذه الوظيفة.

شكرا للإخبارية وشكرا ل أبي صالح فقد أثار شجونكم وشجوني وعسى أن يثار مزيد من الشجون في وزارة الشؤون !!.

قال: ( أي مسؤول!!)

لأن كلمات ملك الإصلاح عبد الله بن عبد العزيز تخرج من قلب ملك القلوب، وليس من لسانه، فإنها تختصر العبارات لتجسد هم المواطن وتتحدث بنبضه، فقلب ملك القلوب ينبض بقلوبهم، ولذا فان في خطاباته من الدقة في اختيار الكلمة، وليس الجملة وحسب، ما يحقق وضوحا منقطع النظير وينفي أي احتمال لتفسير آخر أو فهم خاطئ.
لاحظ في خطابه، يحفظه الله نصيرا للشعب، انه قال (وليعلم كل مسؤول بأنه مساءل أمام الله تعالى ثم أمامي وأمام الشعب عن أي خطأ مقصود أو تهاون) فهو لم يقل (كل وزير) ويترك محاسبة من دون الوزير للوزير المختص، بل سيحاسب كل مسؤول عن مسؤوليته وخطئه المقصود أو العائد للإهمال .

واجزم أن مجلس الشورى لن يفوته بعد الآن أن المساءلة في المجلس يجب أن لا تقتصر على الوزراء فالوزراء ليسوا هم فقط المعنيين بكل هموم المواطن، فثمة مسؤولون مراتبهم أقل لكن صداعهم أكبر، والمتضررون من سوء إدارتهم أكثر، فإذا كان لهم ارتباط مباشر بمصالح الناس وخدمتهم ورعايتهم فلماذا لا تتم مساءلتهم؟!، مثل مدير عام أو وكيل أو خلافهما، طالما أنه أخطأ بقصد أو تهاون أو ظلم وجار على الناس أو على موظفيه، خاصة وأن ملك الإصلاح أكد مساءلة الشعب للمقصر عندما قال (ومساءل أمام الشعب) وهذه تعطي مزيداً من الدعم والمسؤولية لمجلس الشورى الذي يمثل الشعب.

ثم تمعن في دقة خطاب الملك العادل عندما قال (من حقكم علي أن اضرب بالعدل هامة الجور والظلم) ففعلاً فإن هامة الجور والظلم لا يمكن أن تضرب بغير العدل، فهو حفظه الله لم يقل بيد من حديد أو حدد عقوبة، بل قاده إخلاصه المعهود إلى أعمق من ذلك فالعدل يضمن القضاء على الجور والظلم ويقطع رأسه، وبغير العدل فإنك لا تضرب غير أصابع الظلم أو أطرافه، لكنك لا تقضي عليه إلا بتعميم العدل.

الوعد ركبة الشيخ

اقترحت أكثر من مرة فتح قنوات ميسرة للشكوى ومعالجة القضايا الوظيفية أو الإساءات لأشخاص أو أشكال الظلم والخداع والتحايل التي لا ترقى إلى رفعها لديوان المظالم خاصة أنه يغص بالقضايا طويلة الأمد .
كما سبق أن طالبت بتنمية روح الشكوى وروح التبليغ لدى المواطن والمقيم شريطة تيسير سبل إنهاء القضايا المتوسطة والشكاوى المصنفة على أنها صغيرة “مقارنة بغيرها” لأن كل هم لدى صاحبه أكبر من جبل أحد .

والشكوى هي في حد ذاتها رادع للمجرم والمسيء والمتطاول والمعتدي وحتى المدير الظالم وبالتالي تقل المشاكل وتتحسن نفسية المجتمع .

أكره أن نستشهد بأمريكا في كل شيء، بل في أي شيء، ومن ذلك إمكانية مقاضاة أي شخص لأي إساءة مهما صغرت فالواقع أن مجتمعنا الإسلامي كان السبّاق لهذا الأمر، بل جميع أمور الحياة مهما صغرت فالقرآن الكريم، دستورنا، نزلت فيه سورة “المجادلة” عن امراة تشتكي زوجها، ورسولنا الكريم “صلى الله عليه وسلم” هو من رفض تذوق تمرة خوفاً من أن تكون من مال صدقة، والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه صنع نهجاً إدارياً فريداً ورثته عنه كل الأمم منذ ذلك العصر إلى يومنا هذا في رقابته وعدله وشمولية تحديده للمسئولية ومن الأمثلة قوله “لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها لما لم أسوّي لها الطريق” .

كما أننا في هذه البلاد منذ توحيدها كنا سباقون للاهتمام بالمقاضاة في كل أمر مهما صغر، طالما أنه يحقق العدل والانصاف، وهذه من أسرار نجاحنا، فقد كانت المحاكم في القرى، وربما إلى هذا الوقت، طالما لم تنشغل بالإجراءات الإدارية الأخرى، كانت تنظر في مرافعات لشكاوى تصنف الآن على أنها صغيرة، لكنها بالنسبة للمشتكي “حرقة قلب” تتعطش للإنصاف، وأذكر (ولست بكبير السن) أن من العبارات الشهيرة في سدير مثلاً عبارة “الوعد عند ركبة الشيخ” كناية عن رفع دعوى، ولعل الشيخ كان يجلس بسيطاً على بساط وركبته قريبة من المتخاصمين !!، ولم يكن ثمة طاولة ولا تطاول، لكن القضايا الصغيرة كانت تنظر ومن هنا فإنني أدعو إلى تحقيق الاستقرار النفسي للمجتمع بالنظر السريع في الخصومات التي لا تصل لحد إشغال ديوان المظالم، مهما صغرت، فكم من موظف تعمد إعاقة مصلحة مراجع دون حق فأضر به ضرراً كبيراً، وكم من مسئول استغل منصبه في ظلم المراجعين أو الموظفين وكأنه ملكه الشخصي، أو قطاع خاص استغل عملاءه دون حق، خذ على سبيل المثال قضية لا زلت أدرسها وأجهز إثباتاتها وسترونها قريباً مستشفى قطاع خاص يدّعي أنه طعم المولود ضد الدرن ويختم الشهادة وهو لم يفعل !!، أعلم أن الطفل لو أصيب بالدرن فإن الشرع سينظر في دعواه ويعوض لحصول الضرر، لكن إذا أراد الأهل رغم اكتشافهم للعبة رفع قضية نصب واحتيال ومحاولة تعريض ابنهم للخطر فقد لا يجدون السبيل السريع السهل لذلك .

أمتعتني بعورتها !!

عندما تسوء النوايا، يفسد كل شيء، بل تبدأ الأقنعة وأوراق التوت بالتساقط تدريجياً حتى تنكشف العورة.
وإذا كانت عورة الرجل من السرّة إلى الركبة، والمرأة كلها عورة إلا وجهها في الصلاة، فإن عورة القناة الفضائية تكمن في أهدافها الخفية وممولها المختفي.

ومثلما أن المتمرس في عالم الجريمة المنظمة يتمتع بذكاء خارق، وقدرة عالية على تفادي الاكتشاف وعدم ترك آثار للجريمة وأدلة للإدانة، فإن من إحقاق الحق القول إن قناة الجزيرة من قطر تتمتع بقدرة فائقة على الإيهام بالمهنية وحرية الرأي وخداع المشاهد العربي السطحي المغرم بالإثارة أو حتى المشاهد الغربي الذي قد يبهره هامش حرية الرأي الكبير، لكن خبرته في المنطقة لا تمكنه من إدراك أن الهامش الكبير هو مجرد هامش أعرج، موجه، ويقع على جانب واحد من الصفحة، لكن الجانب الآخر لم يتسع لصوت مواطن واحد من آلاف المواطنين القطريين المطرودين من آل مرّة الذين حرموا من أبسط حقوقهم، ولم يتسع لسؤال واحد عن القاعدة الأمريكية ولا لصورة واحدة من صور كبيرة للعلاقة مع إسرائيل عبر مكتب أكثر من تجاري !!.

تنكشف عورة الجزيرة أكثر ما تنكشف عندما يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية، فذكاء القائمين على القناة وممولها وطاقمها يذوب بفعل حرارة حقد واضح ورطوبة نوايا سيئة (ألم أقل لكم إن سوء النوايا يفسد كل شيء).

خذ على سبيل المثال، أحدثها، والمتمثل في تفاعل القناة مع قمة الرياض التي كانت قمة متميزة ومختلفة في كل شيء، بدءاً بظروف انعقادها وصعوداً إلى الطريقة المتميزة في إدارتها، هل يعقل أن تقبل قناة تدّعي المهنية أن يقتصر أسلوب المحللين فيها على عنصر التنبؤ بنوايا الأشخاص بدلاً من تحليل كل حدث في القمة بناء على واقع الحدث اليومي؟!

أليس من العيب بل انكشاف العورة أن يقتصر تحليل قمة عربية على توقع مقاصد أو غوص في مكنونات القلوب التي في الصدور، ليقتصر التحليل على عبارات (فلان قصده هيك) و(علان كانت نيته يعمل هيك) حتى أن أحد الضيوف علّق قائلاً: “كيف عرفت بما في قلبه؟؟”.

ثم ما هو سر إخراج أبواق صدئة من أدوات الجزيرة من بين غبار المخازن كلما تعلق الأمر بالمملكة حتى لو كان الأمر يتعلق بقمة وحدوية هي بصيص الأمل المتبقي للمنطقة؟! ومن ثم يعاد مرة أخرى للأرفف البالية في انتظار مناسبة ينعق فيها بالشؤم مجدداً.

نحن لسنا ضد الرأي والرأي الآخر ولكننا نتساءل: أين الرأي المفيد في خزعبلات “بصارة” أو “قارئة كف” تعتمد على التنبؤ بمكنونات القلوب؟! والسؤال المهم كيف تقبل قناة تدّعي المهنية وتبث باللغة الإنجليزية أن تصور العرب على أنهم مجرد (ضاربات ودع) حتى في تحليلهم لأهم مناسباتهم السياسية؟!.

أما السؤال الأهم فهو ما الفرق، والأمر كذلك، بين قناة الجزيرة وقنوات قراءة البلورة وفتح “الكوتشينة” وقنوات الشعوذة والسحر وقراءة الطالع.

نحمد الله أن عورات أعداء هذا الوطن تنكشف كلما هب هواء الإصلاح، وشخصياً استمتعت برؤية عورة “الجزيرة”.

بل ابكِ يا فهد

الزميل “النحلة” فهد عامر الأحمدي يجلب لنا عبر زاويته المفيدة جداً كل مفيد، وأصفه بالنحلة لأنه يتناول من رحيق كل مصدر موثوق ثم يمدنا بالمعلومة رائعة وسهلة الهضم كالعسل .
في زاويته لعدد الخميس 10ربيع الأول 1428ه وضع فهد عسله على جرح المجتمع والعسل على الجرح يحرق، فقد تحدث عن بيئة العمل قائلاً “لست وحدك من يكره الذهاب للعمل .. ولست وحدك من يعاني من الظلم والإحباط والترصد الشخصي ..الخ” وكأني به هنا يخاطب العديد من الموظفين المحبطين في مواقع عملهم لدينا نحن قراءه تحديداً .

في المقابل نقل لنا عبر نفس الزاوية (حول العالم) نتائج دراسة مجلة فورتشن بعمل قائمة لأفضل 100شركة يرضى عنها موظفوها ويتمنى الناس العمل فيها وقد أتت في المركز الأول شركة “جوجل” وجميع الشركات – في هذه القائمة – اعتمدت على فكرة إرضاء الموظفين وإكرام المبدعين لكسب ولائهم وإخلاصهم .. فقبل ثلاث سنوات قامت موظفة شابة بتطوير برنامج يتيح لمتصفح جوجل البحث في كومبيوتره الشخصي فتم منحها مليون دولار مكافأة .

ثم عاد الأحمدي ليقارن ذلك بصور التسلط وهضم حقوق الموظف – وعدم راحته في العمل – والتي تؤدي إلى ردود فعل سلبية مكبوتة تظهر بشكل إهمال وتسيب وعدم اكتراث بنجاح المؤسسة ذاتها !! لكنه قال : وبالمناسبة لن أتباكى على ما يحدث في مواقع العمل لدينا، لأن ما يحدث في جوجل أمر يثير حيرة العالم أجمع ..

أما أنا فأقول للزميل الرائع فهد الأحمدي : بل إبك يا فهد، فما يحدث في بعض مواقع العمل لدينا أمر يثير الحيرة هو الآخر، فالمدير بالرغم من حصوله على كل البدلات والتسهيلات والمخصصات والهبات والدعم من الدولة، إلا أنه يستحوذ على إبداع موظفيه ويسرق إنجازاتهم “عيني عينك” ولا يحق لهم في نظره أن يطالبوا وإن طالبوا حوربوا .

كم من مبدع أحبط وكم من حريصة وطنية مخلصة عوقبت، لأن المدير متسلط .

ولا بد أخي فهد أن نستدرك ونقول إن ما يحدث من السيد المدير لا يعكس سياسة المؤسسة، ولا الجهات الحكومية عامة وهو تصرف فردي يعكس سلوكيات وأخلاقيات المدير وحده، بدليل أن نفس المؤسسة لا تعاني نفس المشاكل مع مدير سابق ولا مدير لاحق، لكن الأهم وطنياً أن نفرض ثم نرسخ ونطبق آلية وطنية عامة لتتبع الإبداع ومعرفة أصحابه الحقيقيين بصرف النظر عن كونهم من صغار الموظفين أو كبارهم، ثم لابد من تقييم رضا الموظفين وراحتهم بعيداً عن هيمنة المدير وعن طريق جهة رقابية مستقلة، ومشكلتنا نحن الصحفيين أننا في زياراتنا للمؤسسات الحكومية نسمع من المدير ونشاهد المدير وبعض الأجهزة والمباني، ولو سألت الموظفين فقد تبكي كثيراً يا فهد، فما يحدث في كواليس بعض الإدارات يحتاج إلى زيارة خاصة .

اقترح تسمية (شارع القمة العربية)

أجمع حكماء العالم وساسته على اختلاف توجهاتهم على أن القمة العربية (قمة الرياض) كانت تاريخية وناجحة بكل المقاييس وستبقى قمة “مفصلية” في تاريخ الصراع في الشرق الأوسط وفي شأن الوحدة العربية وتطلعات شعوب المنطقة.
كما أشاد كثير من قادة العالم المنصفين بدور المملكة العربية السعودية في وصول قمة الرياض إلى ما وصلت إليه من اتفاقات وشفافية في المواقف وتميزها عن الطابع التقليدي الممل لقمم سابقة، ولم يخف قادة العديد من دول العالم وخبراء السياسة فيه إعجابهم بالشخصية الفذة المخلصة والصريحة لرئيس القمة خادم الحرمين الشريفين مهندس تلك القمة التاريخية التي أسميتها في مقال الأربعاء (قمة القمم في مملكة القيم) ومهندس اتفاق مكة التاريخي، والقاسم المشترك الأعظم لكل عمل إنساني مخلص، ونسب كثير من الساسة والقادة والمحللون، غير الخاضعين لأهواء تحارب النجاح وغير الناعقين بالشؤم ومحاربة الناجحين، نسبوا النجاح المميز للقمة إلى الحكمة والصراحة والقبول الذي يحظى به الملك عبدالله بن عبدالعزيز عربياً وإسلامياً وعالمياً.

ولأن التأريخ لا يعترف إلا بالرصد، والرصد يحتاج إلى التذكير فإنني أقترح من موقع المواطن الفخور بإنجازات وطنه والمزهو بحكمة قادته ومكانة وطنه عربياً وإسلامياً وعالمياً أن تتم تسمية أحد شوارع الرياض الرئيسة باسم (شارع القمة العربية) وتسمية آخر ب (شارع مؤتمر الطائف)، والثالث (شارع اتفاق مكة)، لأن تخليد تلك الإنجازات الوحدوية والإصلاحية واستمرار التذكير بها يشعر المواطن المخلص بالفخر، ويشعر العربي المنصف بالامتنان، ويحث الأخ المسلم (وكل مسلم حقيقي مخلص ومنصف وناطق بحق) على الدعاء لهذا الوطن وقيادته.

هو مجرد اقتراح أرجو أن يحالفه الصواب، وإذا نجح فأتمنى أن تسعد به مدن رئيسة أخرى غير الرياض وليكن لدينا شارع القمة العربية بجدة، وشارع اتفاق مكة بالدمام، وشارع مؤتمر الطائف في أبها، فكلها مدن في وطن إنجازات.