الشهر: ديسمبر 2011

تجفيف منابع الإحباط

الإحباط الاجتماعي أن تقتل فرحة المجتمع بعد خبر مبشر أو أن تحبط المتأملين بانجاز موعود فلا تحققه ولا تعمل على تحقيقه بعد أن عملت جاهدا لفرض تصديقه، أو أن تصدم فردا أو جماعة بغلظة وجفوة وسلوك لايحقق احترامهم فتتناقله وسائل النشر الحديثة ويضايق العامة، عدد من المسؤولين مارس احدى تلك الصور أو بعضها أو كلها في وقت يعيش الناس فيه فرحة وضع اقتصادي مزدهر وميزانية ضخمة غير مسبوقة وقيادة تعمل على إسعاد المواطن ورفاهيته وتتعامل معه بمنتهى الشفافية والاحترام والعاطفة الجياشة.
ليس ذنب القيادة ولا المجتمع ولا الناس أن يخيب موظف الظن في حسن أدائه لمسؤولياته وقيامه بها على الوجه المرجو منه، وعندما لايقدر ظروف العصر ومتطلباته فهذا هو عيبه الشخصي، لكنه يؤثر على المجتمع وربما على المستقبل برمته، ومن ضمن مسؤولياتنا أن نبحث هذا العيب وندرس أسبابه ونشخص علله، والأهم من هذا وذاك أن نبحث جميعا أكاديميين و إعلاميين نتائجه المتوقعة وتأثيراته المستقبلية لا أن نستكين إلى المجاملة والسلبية ونقاوم حتى مجرد كشف العيوب وكأننا لا نعيش في عصر الإعلام الحديث الذي لا يعرف سرا ولا يعترف بمجاملة.
نحن من نجح بل أبدع في تجفيف منابع الإرهاب في تجربة فريدة عالميا، وعلينا أن نسعى بما اؤتينا من قوة بحثية ورقابية وإعلامية أن نركز على بحث أهداف ومسببات إصرار البعض على مقابلة بشائر الخير بالمحبطات، و بشائر احترام الإنسان بعدم احترامه وبشائر الشفافية بالعتمة وسرعة الإنجاز بإبطائه وهل يحدث هذا صدفة؟!، وهل (قل الدبرة) وعدم التأهيل والقدرة الإدارية والطباع الشخصية هي أسرار عدم القدرة على مواكبة العصر أم أن ثمة رغبة في عدم المواكبة.
صور عديدة من التضييق على مستثمر صغير بأجنبي وإجهاض بشائر لعاطلين وارتفاع غير مبرر للأسعار وتوبيخ سائل وطرد صحافيين، كل تلك صور محبطة يجب أن نسعى لتجفيف منابعها بوقف مسبباتها وعزل مسببيها وتعويضهم بمن هم أكثر طموحا وأصدق.

إسعاف الشؤون الاجتماعية

يفترض في وزارة الشؤون الاجتماعية أن تدرس أحوال المجتمع، كل المجتمع، وتطلع على ظروف كل فئاته وشرائحه وتتقصى أحوالهم المعيشية وتسخر أسطولا من الباحثين والباحثات والأخصائيين الاجتماعيين والأخصائيات لتولي هذه المهمة التي هي من صميم عمل الوزارة، بل ربما صلب عملها وأساسه. ذلك ما يفترض، لكن ما يحدث أن وزارة الشؤون الاجتماعية تنتظر ما ينشر في الصحف عن حالات خاصة تمثل وضعا أعم، فتهب لنجدة صاحب الحالة المنشورة وتعود أدراجها إلى قواعدها سالمة، بينما الوضع الأعم والحالات العديدة الأخرى التي لم ينشر عنها لا يزورها أحد، ولا يدرسها أحد، ولا ينجدها أحد، لأنه لم ينشر حالتها أحد، وهذا أسلوب لا يصح مطلقا كأسلوب عمل وزارة تعنى بالشأن الاجتماعي ويفترض فيها أن تبحثه لا أن يبحث الإعلام عنه نيابة عنها ثم يشعرها بالحالة لتهب لنجدتها فهي بذلك أشبه بسيارة إسعاف جاثمة في انتظار بلاغ عن حالة طارئة. آخر المواقف التي تؤيد ما ذكرت هو تجاوب وزارة الشؤون الاجتماعية مع ما نشرته صحيفة (الشرق) عن تجمعات مساكن (الصفيح) في منطقة الحدود الشمالية، حيث ذكر الخبر عن التجاوب أن الوزارة شكلت لجنة (للوقوف) على أوضاع تجمعات الصفيح في محافظة عرعر للاطلاع على الطبيعة على أوضاع سكان الصفيح وسيتم الالتقاء بسكان منازل الصفيح عن قرب ومعرفة أوضاعهم وما إذا كانوا يستفيدون من الضمان الاجتماعي وخدمات البرامج المساندة وسترفع اللجنة المشكلة من مدير الضمان الاجتماعي بالمنطقة وعدد من المتخصصين تقريرا عن أوضاعهم (انتهى)، فهل يعقل أن لا تعرف الوزارة عن أوضاع أكثر من أربعة آلاف نسمة يعيشون في مساكن صفيح في منطقة باردة دون ماء ولا كهرباء إلا من تقرير صحفي؟! ثم تشكل اللجنة من مدير الضمان الاجتماعي بالمنطقة الذي يعتبر مسؤولا مباشرا عن أوضاعهم؟!. كان يفترض أن تدرس أحوال هؤلاء وغيرهم عن طريق فرق بحث تابعة للوزارة وأن تكون الوزارة هي من تعرف أخبارهم وأحوالهم لا أن يصلها البلاغ عنهم من صحيفة ثم تدرس أحوالهم لجنة هي الخصم.

قالوا وقلنا

** قالوا: مسؤول الصحة يطرد الصحافيين من قاعة الاجتماعات بعد أن دعاهم لحضور اجتماع مع رئيس ورؤساء لجان الشورى!!.

 * قـلنا: (القرع لما استوى قال للخيار يالوبيا).

**

** قالت جريدة “الجزيرة”: جامع يهدد (400) مصل بعد سقوط أجزاء من سقفه والدفاع المدني يحذر من الصلاة به و”الأوقاف” تقول انتظروا الميزانية.

 * قـلنا: (بس السقف يمكن ما ينتظر).                     

**

** قالوا: أكلوا القمامة (الفريغانيون) في نيويورك يستمتعون بمشويات لذيذة وولائم فاخرة جمعوها من صناديق القمامة.

 * قـلنا: لو جاءوا عندنا استمتعوا بشوي ذبايح نعيمي من القمامة للأسف.

**

** قالوا: فئران في مركز غسيل الكلى بمجمع الرياض الطبي التابع لوزارة الصحة والوزارة تضع مصائد فئران.

 *  قـلنا: غداً تعلن الوزارة التعاقد مع قطط أجنبية !!.

**

** قالت (عكاظ): أن قرابة 500 طالب في مختلف المراحل الدراسية في العاجة يواجهون الموت يومياً بنقلهم في أحواض سيارات (الوانيت) ونفس الشيء يحدث للطالبات وصورة معبرة ترافق الخبر.

 *  قـلنا: ولو (لا سمح الله) توفي أحدهم خرج لنا من يقول لن نسمح بتكرار ذلك.

**

** المعلمات المصابات في حريق “براعم الوطن” قلن: أن الصحة أخرجتنا من المستشفيات والتأمينات الاجتماعية رفضتنا والتعليم تخلى عنا ونعالج حالياً على حسابنا.

 *  قـلنا: على حسابكم ؟! حسبكم الله عليهم وسينتصر لكم أبو متعب.

**

** قال الاقتصاديون لـ(عكاظ): إنتاج القمح محلياً يكبح الأسعار ويقلص فاتورة الواردات.

 *  قـلنا: لكننا نتبع مقولة (رح اشتر!!).

**

** قالوا: سعوديون يطرقون باب العمل في تسليح العمائر والمشاريع بالحديد المسلح.

*  قـلنا: سيكتشفون غش المقاول ويكون مصير عامل (التسليح) هو (التسريح)!!.

**

** قالت الفنانة هيفاء وهبي لجريدة (الجزيرة) أن فنانو الخليج أفضل من اللبنانيين.

 *  قـلنا: ( في ايش ؟!).

**

** قالوا: حشوات السليكون المغشوشة التي استخدمتها أكثر من 30 ألف سيدة في فرنسا لأثدائهن تسببت في وفاة سيدتين وإصابة ثماني سيدات بالسرطان وفرنسا تتحمل تكاليف إزالته.

 *  قـلنا: هن غشوا الناس بمادة مغشوشة ويحمدون الله أن السرطان ما يعدي.

**

صديق الصحافيين يطردهم!!

حسب «عكاظ» أمس فإن وزير الصحة حول اجتماعه مع أعضاء الشورى إلى سري، وطلب من ممثلي وسائل الإعلام الخروج من قاعة الاجتماعات الكبرى في الوزارة للاستماع لآراء أعضاء مجلس الشورى، محولا بذلك الجلسة إلى «سرية» رغم تأكيد الدعوة أن النقاش سيكون مفتوحا بين الطرفين!!.. أول سؤال يتبادر إلى ذهن صحافي جديد بكل براءة هو لماذا دعانا إذاً؟! وهل تمت دعوتنا لكي يشهد رئيس وأعضاء مجلس الشورى (ممثلي الشعب) عملية إخراجنا؟!، أما الصحافي القديم العالم ببواطن الأمور المتعود على طباع الناس (بعض الناس) فلن يستغرب ولن يصدم لكنه سوف يتساءل إلى متى سيبقى الإعلام والصحافة المكتوبة تحديدا، مأكول مجحود وهل وصل أمر الإساءة لوسائل الإعلام حد أنك تدعوها لكي تنشر في الغد أنك طردتها؟!. بعض المسؤولين قد لا يستغرب منه الجفاء مع الإعلام كونه أصلا كان بعيدا عن الأضواء غير عاشق لها ولا متيم بحاملها وليس للإعلام فضل عليه كثير ولا منة ومع ذلك فإن جفاءه للإعلام مقبول، لكن أحدا لن يقبل منه حجب الحقيقة وإغلاق النوافذ والستائر التي أمر ولي الأمر بفتحها لدخول شمس الشفافية فخادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ورعاه وأدام للوطن أريحيته ووضوحه وحرصه على احترام المواطن وتعامله معه بمنتهى الوضوح والصراحة ــ كرر في أكثر من مناسبة حثه لنا على ممارسة الشفافية والتحاور حتى في بيوتنا (لا أنسى كمواطن مقولته تحاوروا حتى في بيوتكم). صحة الإنسان هي أحد أهم ما يهمه في هذه الدنيا وأكثر ما يقلقه في هذا الوطن وهي أحق حقوقه التي يجب أن يطلع عليها ويطمئن على سير رعايتها، فأي شيء يمكن أن يكون سرا خطيرا في شأن الصحة؟! وما هي المعلومة التي تستدعي إخراج من تمت دعوتهم من الإعلاميين واقتطعوا جزءا ثمينا من وقتهم وعقدوا مع الدعوة موعدا وانتدبتهم صحفهم وتكبدوا مشقة الطريق والازدحام المروري ليقال لهم عودوا من حيث أتيتم ولتكتب صحفكم أنني طردتكم؟! وممن يأتي الطرد ؟! من أكثر طبيب دعموه!!.

السيد «شخصنة»

راجت هذه الأيام موضة جديدة أو طراز جديد من صواريخ (باتريوت) التي تطلق على (سكود) النقد الهادف البناء على أمل منع وصوله إلى هدفه، والموضة الجديدة أو الطراز الجديد هو حجة (الشخصنة)، فقد تكرر هذا الموسم على أسماعنا إشاعة بعض المسؤولين بأن سبب انتقادهم يعود لأسباب شخصية وخلفية تصفية حسابات وغيره من الأسباب التي كان من الممكن قبولها وتصديقها لو كانت تطعن في موضوعية المقال وحجته وإقناعه، وليس مجرد ادعاء.
في لقاء مفتوح مع معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي فتح للإعلاميين بل وكافة المواطنين قلبه ومنح وقته للحوار وأتاح صفحته في (الفيس بوك) و(تويتر) للتواصل قلت لمعاليه إن النفس أمارة بالسوء كما ورد في القرآن الكريم، لكن هذا الأمر ليس حكرا على الكاتب أو الصحفي بل أي بشر بما في ذلك المسؤول الذي قد تأمره نفسه بالتحجج بوجود أسباب شخصية أو تصفية حسابات بينه وبين الكاتب، ولذا فإن الاحتكام يجب أن يكون للموضوع المكتوب وهل هو نقد هادف وبناء وموضوعي وقوي الحجة، فإذا كان كذلك فلا فرق بين أن يكتبه من يدعي المسؤول (شخصنته) أو غيره، فالعبرة بموضوع النقد وواقعيته وموضوعيته بصرف النظر عن أي حجة أخرى لا يمكن معرفتها إلا بالشق عن قلب الكاتب، وواضح جدا من رد معالي وزير الإعلام أنه يوافق هذا الرأي (موجود على اليوتيوب بعنوان مداخلة جريئة مع وزير الإعلام)، مع أنني لا أرى فيها أي جرأة إلا لمن لا يعرف معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة.
كلما اتسعت رقعة وهامش حرية الرأي وبدأ في مواجهة القصور والفساد بصراحة ووضوح لا مجال للرد عليه فإن السبيل الوحيد اليائس هو التشكيك في من طرحه وهذا أمر متوقع مثلما أن تصفية الحسابات أمر محتمل أيضا، لكن الأمر غير المحتمل في هذا العصر أن ينطلي أي منهما على فطنة وذكاء القارئ والمتلقي بصفة أعم، لأن المتلقي لم يعد يسمع بأذن واحدة ولطرف واحد، لكن المشكلة الكبرى هي في من لم يقدر وعي وعقل المتلقي حق قدره.

خلوا الحزينة تفرح!!

المثل الشعبي (جت الحزينة تفرح مالقتش ليها مطرح) مثل مصري والأمثال المصرية الشعبية بعضها بالغ الدقة في الوصف عنيف التوظيف للسخرية في وصف أوجه القصور، وذلك المثل مصري الأصل يكاد أن يكون سعودي التطبيق هذه الأيام، خصوصا أن ثمة شعورا عاما أن تضييق الواسع أصبح سمة للتعاطي مع عطاء هذا الوطن المعطاء ومنحه وقراراته وبشائره.
كلما أرادت فئة من المواطنين أن تفرح ببشائر الخير خرج من يحاول بكل ما أوتي من إرث بيروقراطي أن يقلص عدد الفرحين أو يؤخر فرحهم أو يلغيه باختراع شروط وافتراض متطلبات ووضع عراقيل وتأجيل يليه تأجيل يليه عدم تطبيق.
المثل المصري يقصر عدم الفرح أو استحالة تحقق الفرح على الحزينة ويقصد في المثل (المنحوسة) التي ماكان لها أن تفرح إلى درجة أنه حينما جاءها الفرج لتفرح لم تجد مكانا تفرح فيه، ونحن لسنا لا بالحزين ولا المنحوس ولله الحمد والمنة، وتتوفر لدينا كل أسباب الفرح والسعادة والاستمتاع المباح بما أوتينا من خير عظيم، فدستورنا القرآن (أساس العدل والحث على الرحمة والمساواة وأن تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك)، وإمامنا وولي أمرنا رجل صالح مخلص لأبناء شعبه حنون عليهم يهوى لهم كل خير ورفاه، وأرضنا معطاء وخيرنا وفير.
كل ما ينقصنا هو مسؤول إذا أوكل إليه الأمر تعاطى معه وكأنه أحد مميزاته هو ومنحه هو وخير قصد به هو أي (ما يحب لنفسه) ولو توفر هذا الشعور لما بقيت معلمة محو أمية واحدة لم ترسم ولا ممرضة واحدة لم تحصل على بدل عدوى ولا عاطل واحد لم يمنح حافزا ولا فقير لم يحصل على الضمان ولا مريض لم يجد سريرا ولا مستهلك لم يحظ بحماية ولا راكب لم يجد مقعدا ولا باحث عن وظيفة لم يجد عملا ولا هائم لا دار رعاية تؤويه.
وطننا وقيادتنا تريد لنا أن نفرح وكل ما ينقصنا هو إزاحة من يقف بيننا وبين تحقق الفرح وتعيين من لديه القدرة والطموح والنية الصادقة لجعل الحزينة تفرح.

ماتوا «مهنيا» فأماتوا الشيخ «تويتريا»

حتى ساعة كتابة هذا المقال الساعة الثانية والنصف صباح يوم أمس الثلاثاء كان موقع «تويتر» ينقل الخبر تلو الآ خر، والشائعة تلو الأخرى حول الحالة الصحية للشيخ الداعية د.عبدالرحمن السميط، أماتوه وهو لا يزال حيا، ثم اعتذروا وأعادوه للحياة، ولكن بوصف مفصل لحالته وضغطه وكيف يتنفس، وتسابق هواة نقل الأخبار على نقل الشائعات عن وفاته كليا، ثم لا، بل دماغيا، ثم، بل هو حي يتنفس، تناقلوا الأخبار وهم يسابقون عقرب الثواني ويتحدثون عن الوفاة مثلما يتحدثون عن رؤية هلال رمضان أو العيد.
الأمر المؤسف أن من نشر المعلومات وأصدر شائعة الوفاة طبيب يدعي أنه الطبيب المشرف على حالة الشيخ، ثم يعتذر بأن قسم العلاقات العامة هو من أخبره بالوفاة، ثم يبدأ طبيب بنقل تفاصيل الحالة الصحية للشيخ (الضغط، التنفس، الوعي) عبر تويتر متجاهلا أساسيات و(ألف باء) سرية معلومات المريض التي يدرسها الطبيب في مراحل دراسته الأولى. .
عبثا حاولت عبر (تويتر) أن أذكر الطبيب وبعض الإعلاميين والتويتريين بأن الشيخ بصرف النظر عن شهرته وحجم محبيه (وأنا أحدهم) وكونه شخصية عامة، فإن كل ذلك لا يلغي حقه كمريض في صيانة سرية معلوماته الصحية، ولا يجيز لطبيب أشرف على وضعه أو (علمه) من الناس أن يفشي أسرار المريض، ويتحدث عن حالته لغير قريبه المباشر. فكيف بمتابعي صفحات التواصل الاجتماعي؟!..
الأمر بالنسبة للطبيب لم يخل من حب للشهرة، وتسلق على شهرة الشيخ وكثرة محبيه لإعلان عن الذات، والأمر بالنسبة لبعض الإعلاميين ومشاهير تويتر لم يخل من حب الإنفراد بنقل الخبر، وإشباع رغبة تحقيق السبق ونشوته حتى في خبر موت محبوب للناس، والأمر بالنسبة لأطباء المستشفى الكويتي وللمجتمع الخليجي لا يخلو من عيب واضح، وقصور في ترسيخ ثقافة سرية معلومات المريض، وحماية الخصوصية والمعلومات الشخصية من التطفل، ومن افترض الأعذار لهؤلاء بجماهيرية الشيخ وعدد محبيه إنما يغالط نفسه فالشيخ كان يسعد ويسعدنا بدخول المئات في الإسلام، لكن أحدا لا يسعده سماع خبر خروجه من هذه الحياة، أو تدهور حالته الصحية، والشخصية العامة والخاصة في الحقوق سواء.

قالوا وقلنا

 ** قال والد الطالب المضروب بالعقال أنني توجهت لمدير المدرسة لشكوى المعلم الذي ضرب ابني فوجدت المدير يضرب طلاباً بالعصا !!.

 * قـلنا: إذا كان رب البيت بالعصا ضارباً فشيمة أهل الدار بالعقل.

**

** وقال والد الطالب أيضاً ذهبت لمقابلة مدير إدارة التربية والتعليم فرفض مدير مكتبه إدخالي عليه حتى فرشت سجادة أمام مكتبه وجلست عليها فخرج لمقابلتي.

 * قـلنا: غداً سيرتفع سعر السجادات وتباع في السوق السوداء للدوائر الحكومية.

**

** قالت وزارة الإسكان أنها تدرس استرداد المنح غير المستغلة.

 * قـلنا: الله يقويكم لكن ابدأوا بمنح الخمسة آلاف متر وفوق أولاً.

**

** قالت: (عكاظ) أن عدداً من الوزراء الجدد سينقلون ملكياتهم في الشركات إلى أقاربهم، لأن ذلك يأتي في مسار تعارض المصالح، الذي تمنعه أنظمة مجلس الوزراء.

 *  قـلنا: مصالح الأقارب مصالح.

**

** قالوا: وزارة العمل تتعاقد مع شركة عالمية لتوظيف المعوقين.

 *  قـلنا: أهم شي ما تكون شركة (معوقة).

**

** قالت (عكاظ) أن خلاف ملاك المدارس وشؤون المباني يحرج وزارة التربية.

 *  قـلنا: لأن ما في القدر يخرجه الخلاف.

**

** قالوا:  تحديد 205 آلاف موظفة وموظف شملتهم آليات (التثبيت).

 *  قلنا: وما بعد التثبيت إلا (الشوت).

**

 ** قال مسؤول في وزارة الزراعة: نجران مقبلة على جفاف إذا لم يستخدم المزارعون أنظمة ترشيد المياه.

 *  قـلنا: ليس أكثر جفافاً من (رح اشتر).

**

** قالت المغنية الشهيرة جنيفر لوبيز أنها قررت بيع كل هدايا زوجها السابق مارك أنتوني والتخلص من كل ما يذكرها به عدا ما اشتراه مارك لطفليهما التوأم ماكس وإيما!!.

 *  قـلنا: حتى التوأم يمكن يذكرونها بغيره !!. 

 

**

** قالت جريدة (الجزيرة) أن الدفاع المدني بحي شبرا بالرياض أنقذ قطة عالقة في برج جوال بعد ساعة من العمل الشاق.

*  قـلنا: (لكن يقولون القطوة ما صدقت ومن الفرحة ركضت وقطعت الشارع ودعسها الوايت).     

 

**

** قالوا: وزارة التربية تبدأ بتخصيص 1600 مقعد جامعي لتحسين كفاءة المعلمات والمشرفات.

 *  قـلنا: وكم مقعد لتحسين كفاءة التعليم؟!.        

الفساد العلمي والطبي ليس جديدا

عشت في كنف الجامعة عمرا طويلا طالبا ثم معيدا وباحثا ثم محاضرا، ورأيت من الفساد في مجال البحث العلمي تحديدا أشكالا وصورا وأساليب متعددة، وجميعها أخطر بكثير مما حدث في فضيحة مجلة (ساينس) وأعظم تأثيرا على المجتمع والوطن وجميعها كتبت عنها مقالات طويلة وعديدة.
إن بعض الأبحاث العلمية والنظرية في جامعاتنا يقوم بها مجموعة من المتعاقدين الآسيويين، الذين لا يفشون سرا ولا يشتكون ولا يناقشون، وبعض البحوث (خاصة العلمية) المنشورة والمقدمة لطلب الترقية من قبل أعضاء هيئة تدريس سعوديين، لم يسهم فيها الأستاذ بأي جهد وقام بها الباحث المساعد كاملة، وليس عيبا أن يستعين الأستاذ بمساعد باحث أو أكثر، لكن العيب أن لا يعلم العضو شيئا عن مسار البحث ولا أرقامه ولا نتائجه وأحيانا لا يسهم حتى في كتابته، والخطير أنها أبحاث تتعلق بالوطن وبالمواطن في صحته وما يؤثر عليه وطبائعه وعاداته وأسلوب حياته بل وحتى (كروموزوماته) وجيناته الوراثية، وقد سبق أن كتبت أن الجامعة أصبحت شبيهة للمجتمع ففي المجتمع لكل أم خادمة تتولى أطفالها ومسؤولياتها باستثناء العلاقة مع الزوج وفي الجامعة لبعض الأعضاء مساعد يتولى أبحاثه ومسؤولياته العلمية باستثناء الاسم في النشر فإنه للعضو.
الغريب هو الصدمة التي أحدثها تقرير (ساينس) وكأن الخلل العلمي جديد علينا، وأرجو أن لا يأتي يوم نستغرب فيه حدوث فضيحة فساد طبي لأنني حذرت مرارا من أن عمل الأطباء الحكوميين المخالف للأنظمة في مستشفيات أهلية وخاصة أثناء ساعات الدوام الرسمي ومساء ونهارا جهارا دون مسوغ نظامي بل وبالرغم من المنع هو مخالفة بدأت في مستشفيات الجامعة وأجبرت الجامعات على إيجاد مظلة نظامية لهذه المخالفة.
وفي كلا المثالين الفساد العلمي والفساد الطبي لابد من التأكيد أن هناك من الأساتذة والأطباء الشرفاء لا زالوا يتمسكون بأخلاقيات المهنة ويعضون على الدين بالنواجذ وهم يخسرون دنيويا ويصابون بالغبن فالكاظم على دينه كالكاظم على الجمر.

الكذب على المواطن فساد أعظم

جهد إبداعي كبير ذلك الذي بذله الشاب ثامر المحيميد في إنشاء موقع «بورصة الوعود السعودية» والذي يرصد وعود المسؤولين المنشورة في الصحف الموثوقة ثم يحدد «عدادا» لما مضى على الوعد دون أن يتم إنجازه أو تلك التي أنجزت، أو التي قيد الإنجاز، وما أكثر التي مضى عليها أعوام ولم تنجز فأصبحت (كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا).
تلك الفكرة وذلك الجهد يعكس حجم معاناة المواطن مع الوعود بمشاريع وإنجازات لا تتحقق ولا شك أن معاناة الوطن مع تلك الوعود المنشورة في الصحف كبيرة جدا فالوطن كالمواطن يتأثر بالركون إلى القول دون العمل ويتألم عندما يجد نفسه ضحية لكلام إنشائي يهدف إلى الاستمرار في منصب أو الحصول على ترقية أو إيهام الناس بالنجاح.
شخصيا لا أرى التركيز على تعثر المشاريع التي بدأت أو تلك التي أقرت فعلا أو رسيت أو حتى تلك التي يوجد لها أساس من الصحة والمصداقية في شكل إجراءات واعتمادات مالية وتواقيع مع مقاول وخلافه مما يثبت أن ثمة مشروعا تعثر بسبب المقاول أو ملاك الأرض أو مسار المشروع أو أي أسباب أخرى، لأن مثل هذا الوعد لا تنطبق عليه صفة (سراب بقيعة) فهو ماء حقيقي لم تتم تصفيته لنشرب منه قبل أن يحوس الطين صافية.
مشكلتنا الكبرى مع الوعود الصحفية الوهمية الخيالية التي لا أساس لها ولا اعتمادات ولا تواقيع؛ إنما هي مجرد استغلال لمساحات صحفية متاحة (بكل أسف) لمن أراد أن يشعر الناس (بعض الناس) وكل الناس أنه مسؤول ناجح ويعمل وتتناقل الصحف أنباء عن عمله، أو نيته للعمل، ثم تمر السنين ولا نرى لوعوده أثرا (مثل كمبيوتر لكل طالب، وسرير لكل مواطن، ودور رعاية مثالية التجهيز في كل مدينة، وشبكة طرق وخلافه).
هذا النوع من الوعود المخادعة غير الحقيقية (المخدرة) هي الأكثر خطرا وإيلاما وإحباطا وفقدانا للمصداقية، وهذه المشاعر خطيرة على المدى البعيد وربما القريب، وهذا النوع تسهم فيه الصحف ووسائل الإعلام الأخرى بشكل كبير جدا بإتاحة الفرصة والمساحة لامتطاء صهوتها وعلينا أولا أن نحصل على (وعد صادق) بأن تتوقف وسائل الإعلام عن هذا الكرم غير المحمود، أما الوعد الأهم فهو أن تصنف هيئة مكافحة الفساد الكذب على المواطن ضمن جرائم الفساد.