يبدو أن بعض المسؤولين لم يستوعب متغيرات العصر ويقتنع بأن من حق المواطن أن يسأل ويستفسر من المصدر الموثوق، خصوصا أننا نطالب المواطن بالتثبت، وكيف له أن يتثبت إذا كان المصدر المؤكد يدير له ظهره أو يرد بـ (جزاك الله خير هذا من أخلاقك) أو يرفع أصبعه في وجهه موبخا، كما أنهم لم يستوعبوا الدرس من قادة هذا البلد وولاة أمره في سعة صدرهم لشرائح وفئات من المواطنين على اختلاف مستوى تعليمهم ووعيهم وأسلوبهم في التعاطي مع أعلى الهرم بدءا بالموحد الملك عبدالعزيز (أخو نورة) رحمة الله عليه، ومرورا بكل من خلفه من أبنائه ووصولا عند عبدالله بن عبدالعزيز الذي قرب الكرسي لمواطن يشتكي له وقدم كأس الماء لآخر.
أحد المسؤولين رد على صحفي سأله سؤالا مباشرا حول تحميل وزارته مسؤولية تساقط النخيل بالقول إن (هذه فتوى وليست سؤالا)، لكنه لم يسطع نفي التهمة بالفتوى التي يراها صحيحة!!، ويرد على اتهام كان من الممكن جدا أن يطرح عليه في مجلس الشورى مثلا، ومن المؤكد أن الإجابة ستختلف لطفا ومضمونا!!.
المواطن الثاني مزارع كان يقطر هما وحرصا وقلقا ورغم ذلك تجلى أدبا وتأدبا وهدوءا ووعيا فقد كان يتحدث بمنتهى الوعي عن ضرورة توفير لقاح الحمى القلاعية كأداة هامة للتنمية والحفاظ على الثروة الحيوانية، والمسؤول أجابه بأن الكمية موجودة لكنها لا تكفي الثروة الحيوانية في المملكة، وهنا لابد من سؤال عن كيفية وآلية التوزيع ومواصفات المستفيد (لمن الكمية الموجودة إذا؟!)، ثم إن المسؤول حلف بأنه يشتري اللقاح من الصيدلية وليس من حقه كقادر أن يقارن الجميع بإمكانياته، والمواطن رأى فيما يرى الحكيم الواعي أن في ذلك إهمالا فنهره بشدة وتكرارا قائلا (رح اشتر!!).
العتب الثالث على المسؤول أنه عندما سئل عن وضع الواردات بعد أزمة سورية رد قائلا (قرأت) أن تركيا سترسل منتجاتها عبر البحر ثم أدار ظهره لمواطن سأله عن انعكاس ذلك على الأسعار.

والله ما تتغير الأحوال إلا بمثل هذه المواضيع الهادفة المتميزة…وفقك الله
إعجابإعجاب