الكاتب: محمد الأحيدب

دسوقي مدير بائعة العطور

عندما كتبت في هذه الجريدة في ١١ يوليو ٢٠١٢م مقالا بعنوان (المدير إنطوان) مبديا القلق من تقديم سعودة وظيفة المحاسبة (الكاشيرة) مع عدم سعودة الوظيفة الأهم والأثمن لمديرها غير السعودي لم أكن أعلم بعد عن هذه القصة أو غيرها من معاناة الموظفة السعودية مع مؤسسات القطاع الخاص التي توظفهن وتهمل أبسط حقوقهن، لكنني توقعت أن تستغل تلك المؤسسات حاجتهن واستعجال وزارة العمل في توظيفهن دون توفير أدنى متطلبات حماية حقوقهن، وأعترف أيضا أنني لم أكن أعلم أو أتوقع أن تكون مكاتب العمل مخترقة بأجانب يعلمون عن شكاوى الموظفين والموظفات على المؤسسات فيبلغونها عن الموظف أو الموظفة الذي يقدم شكوى أو بلاغا!!.

 

هذا الموقف لفتاة سعودية وردني حديثا وبعد مرور سنتين على نشر مقال (المدير إنطوان) وهو يحكي معاناة فتاة فقيرة لكنها نابغة دراسيا وحاصلة على البكالوريوس بتفوق، ولم تحصل على وظيفة ومصدر رزق إلا في مؤسسة بيع وتصنيع العطور والتي اشتهرت بأن جميع قياداتها ومديريها من غير السعوديين، وكما استغربت في المقال السابق عدم سعودة وظيفة إنطوان فإن أحدا لم يسألهم عن عدم سعودة وظائف دسوقي وبرعي وربيع وعبد الفتاح!!.

 

الفتاة السعودية حرمت من نسب البيع الموعودة رغم براعتها في كسب ثقة (زبوناتها) وتحقيق دخل كبير للمتجر، وقاموا بتحويل نسبها لأنفسهم وصبرت، وقاموا (بتنقيلها) بين الفروع عندما رفضت بيع عطور منتهية التاريخ متمسكة بمبادئها وصبرت، ثم قام أحد المديرين فجأة بلمس يدها بحجة وضع كريم جديد، فلم تصبر ولم تسكت، شأنها شأن كل حرة، واشتكت ولم تنصف بعد!!، بل يعلم المتجر عن كل خطوة من شكواها تقدمها على مكتب العمل فيهددونها بضعفها وقوتهم!!.

 

وأنا الآن أهددهم وأتوعد أنه إذا لم تنصف هذه الفتاة ويجبر المتجر على رد حقها ونسب بيعها ويوجد لها وظيفة تكفل كرامتها، ويتأكد مسبقا بتوفر متطلبات كرامة وأمن وسلامة وحقوق من يزج بهن في تلك الوظائف، فإن الله سينصرها بقوة من يحق الحق لها.

 

الدفاع المدني في خدمة المجتمع

الحق يقال إن جميع الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية (مقارنة بالوزارات الأخرى) شهدت تطورا مذهلا خاصة في استخدام التقنيات الحاسوبية وتوظيف تطبيقاتها لخدمة الناس ولعل خدمات الجوازات أولها والبوابة الإلكترونية لوزارة الداخلية وخدمة (أبشر) أوضحها إذهالا فمن كان يصدق أن يتم كل إجراءاته من المنزل؟! في ذات الوقت الذي يتطلب فيه الحصول على موعد مستشفى تابع لوزارة الصحة الحضور قبل صلاة الفجر.

 

المرور وحده استثناء فاستخدامه لتقنية (ساهر) الرائعة صاحبها تقاعس في الرقابة الميدانية فلم يكتمل الهدف المنشود وهو الحد من الحوادث.

 

الدفاع المدني لا بد أن يكون محبوبا فهو جهاز تفان ومحاولة إنقاذ، وتطور فأصبح جهازا رقابيا على تطبيق معايير السلامة من الحوادث التي يعنيه إنقاذ ضحاياها مثل الحرائق والغرق والاحتجاز في المرتفعات أو السقوط في عمق أو التعرض لأي ضرر يمكن تلافيه.

 

ينتقد الدفاع المدني في مستوى أداء بعض أفراده نتيجة تدني تعليمهم أو تدريبهم وهذا أمر مرتبط بقاعدة (الجود من الموجود) وعلى المواطن المنتقد أن يظهر حماسة ويوظف أبناءه في هذا الجهاز وعلى التاجر أن يقوم بواجبات المسؤولية الاجتماعية فيسهم القطاع الخاص في دعم برامج التعليم والتدريب والمكافآت التشجيعية.

 

الدفاع المدني بموقفه الصارم وتوصيته بعدم سلامة إقامة مباراة تتويج بطل الدوري في ملعب القصيم، سجل موقفا تاريخيا أكسبه حب الجميع باستثناء المتعصبين المحتقنين رياضيا، وهؤلاء مثل كل الحساد والناقمين لا يقاس عليهم ولا يعتد بمواقفهم، فأي عاقل يحمل ذرة من قيم دينية إسلامية ومشاعر إنسانية لا يقبل بنسبة واحد من مليون تعرض حياة إنسان للخطر.

 

أتمنى من رجالات الدفاع المدني وقيادته الجديدة الشابة أن تنطلق من موقفها هذا الذي تلافت فيه كارثة جماعية إلى مزيد من المواقف ومن أهمها التركيز على انعدام مخارج الطوارئ في الأسواق وغياب الملاجئ تحت الأرض في حالات الحروب وملجأ الزلازل وكل هذه متطلبات أساسية طالبنا بها سابقا ولا يعلم إلا الله متى قد نندم على عدم توفرها.

قالوا وقلنا

** قالت منظمة الصحة العالمية: المكياج يحتوي الزئبق والرصاص ومذيبات عضوية قد تؤثر على المخ والقدرات العقلية!!.

*قلنا: (يعني يخلي كلام الواحد كله بربسة!!).

 

**

** قالوا: الدفاع المدني يوصي بنقل مباراة التتويج بين النصر والتعاون حفاظا على سلامة الجماهير.

* قلنا: العقلاء دائما يغلبون ثقافة الوقاية قبل وقوع الفأس في الرأس.

 

**

** قالت (عكاظ): الشورى يطالب بضوابط صارمة لحماية المقيمين في دور الرعاية من العنف.

* قلنا: (الضوابط موجودة، طالبوا بمراقبتها، يا حب الشورى للضوابط!!).

 

**

** قالت (ي. ب. أ): طائر شبيه بالحجل يهاجم المركبات والناس والكلاب والقطط في بريطانيا ويوصف بالطائر الإرهابي!!.

* قلنا: (لو في أمريكا قالوا طائر مسلم!!).

 

**

** قالت (مكة): الصين تمنع الشحن السريع للسلع المقلدة للسعودية.

* قلنا: (ليت تجارنا يمنعون من الاستيراد السريع للمقلدة من كل أنحاء العالم).

 

**

** قالت (د. ب. أ): رئيس (فيس بوك) يحصل على دولار واحد كراتب سنوي بينما موظفوه يحصلون على عشرات الملايين!!.

* قلنا: (علموا ربعنا إلي راتب المدير عشرات الملايين وموظفوه يتقاسمون دولارا).

 

**

** قال رئيس جمعية مكافحة السرطان السعودية: وزارة الصحة ليس لديها استراتيجية واضحة لمكافحة السرطان!!.

* قلنا: ولا لمكافحة (الكورونا) داخل مستشفيات الوزارة!!.

 

**

** قالوا: شركة الكهرباء تعترض على الطائرة المطعم لتسببها في انقطاع الكهرباء عن قرى مرت بها.

* قلنا: (طول عمرنا نعترض على انقطاعات الكهرباء اليومية بدون طائرة ولا مطعم ولا عبرتونا!!).

 

**

** قالت (الرياض): مزارع إثيوبي يقاضي بريطانيا بسبب مساعداتها لبلاده!!.

* قلنا: (يمكن فاتت عليه وهو في منفوحة!!).

 

**

** قال رئيس مجلس الغرف: السعودة الوهمية جاءت بسبب القرارات المتسرعة!!.

* قلنا: (بس كذا أنت تبرر للسعودة الوهمية).

 

**

** قالت (عكاظ): مصاب كورونا تحت التخدير وزملاؤه يشتكون سوء النظافة والتعقيم!!.

*قلنا: (اسكتوا لا يحطونكم تحت التخدير).

أبو ملعقة

بالمناسبة، حادثة القتل في السويدي ليست الأولى ولا الوحيدة، ولا يميزها عن حالات قتل مريض نفسيا أو مدمن طليق لبريء سوى التصوير!!، السويدي نفسه كان مسرحا لقتل مؤذن الفجر ولم يتحرك أحد، ربما لأنه لم يصور أحد، ولعلنا من سرعة النسيان وعظيم الإهمال نسينا المريض النفسي الذي طعن الشاب محمد العنزي ونجا ورفع عليه الشكوى، وقلت حينها عليه أن يشتكي وزارة الصحة التي أطلقته دون رعاية وبعد جرح العنزي (وهو الإنذار) قام ذات المريض بقتل الطفل رائد الكعبي المشهور بطفل تبوك، وسبق أن مريضا نفسيا مشخصا بمرض انفصام الشخصية من مستشفى الأمل بالرياض، وخارج من ذات المستشفى، دون تنويم، قام بنحر شقيقه المعوق أمام والدته وأبناء أخيه داخل منزل أخيه، وعند انتهاء محكومية سجنه المحدودة؛ لثبوت مرضه بالتقارير، أخرج دون سابق إنذار ليطرق منزل أخيه، ولم يتم إدخاله لمستشفى الأمل إلا بالواسطات والتوسلات وحب الخشوم، وحاليا قرر المستشفى إخراجه وشقيقه يطالب بأبسط الحقوق، وهو تقرير بسلامة وضعه وعدم تشكيله خطرا جديدا على الأسرة والحي، ولم يحصل عليه إلى اليوم ــ حسب إطلاعي على قضيته!!.

 

واضح جدا وقوع ما حذرت منه مرارا وتكرارا في هذه الزاوية وفي برامج تلفزيونية من خطر مرضى نفسيين هائمين في الأحياء دون رعاية لما أسميته (نصف الصحة المهمل)، وهو المرض النفسي الذي يشكل مع المرض العضوي كامل مرض الإنسان، وكلاهما مهمل، لكن الأول مهمل تماما ودون الحد الأدنى من الرعاية!!.

 

وواضح أيضا وقوع ما كنا نخشاه جميعا، وهو أن ما أصاب مشروع الحزام الصحي ومشروع التأمين الصحي (بلسم) قد يصيب مشروع المستشفيات النفسية الأربعة عشر التي كانت تحت التنفيذ في فترة وزارة الوزير حمد المانع، فها هم المرضى النفسيون هائمون يجرحون ويطعنون ويقتلون دون رعاية نفسية تحميهم من المرض وتحمي الناس منهم، وسنستمر في المعاناة والحوادث والتصوير ما دام أمثال أبو ملعقة يدورون في كل الأحياء

على ذمتي .. الأخصائيات الاجتماعيات «يشحذن»!!

في مقال أول أمس الاثنين بعنوان (في ذمة النقل والمرور) تحدثت عن مآسي الوفيات الجماعية في حوادث الطرق وفقد أسرة لكل أفرادها أو عدد من أبنائها وركزت على دور قصور وتراجع وزارة النقل والمرور في حدوث تلك الكوارث، ولم تكف المساحة للتطرق لقصور وزارة الشؤون الاجتماعية في القيام بدورها لمساندة اجتماعية ونفسية لمن بقوا أحياء وفقدوا فلذات أكبادهم أو أباءهم أو أحبابهم، فوعدت أن أتطرق في مقال الثلاثاء لهذا القصور، لكنني وجدت أن كوارث مرورية وإنسانية أخرى في الطريق إذا أصر اتحاد كرة القدم على إقامة مباراة تتويج فريق النصر الجماهيري في القصيم فرأيت تقديم مقال أمس بعنوان (على العقلاء حقن دماء تتويج النصر) وأعتذر لكم. فالواضح أن أشكال القصور و التخبط والإهمال تتكاثر علينا ككتاب رأي فأصبحنا مثل خراش لاندري ما نصيد، أو بالعامية (ما ندري وش نبدي؟!).

 

على أية حال الشؤون الاجتماعية في أي بلد متقدم لا تقتصر مهمتها على صرف مستحقات الضمان أو بطانية الشتاء، كما هو الحال لدينا، بل إن مهمتها الأساس هي توظيف أخصائيات اجتماعيات وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين يتواجدون فورا وبسرعة لا تقل عن سرعة سيارة الإسعاف لمواساة وطمأنة أقارب الضحايا، وحماية من بقي حيا من التعرض لصدمة نفسية مميتة له في الحال، أو تعيش معه وتقتله بعد حين!!.

 

للأسف، وخذوها مني أن هذا الدور معدوم تماما لدينا، وأنه رغم كثرة خريجات وخريجي تخصص علم الاجتماع وبطالتهم إلا أن وظائفهم هي من أشح الوظائف وأقلها، بل خذوا مني أيضا وعلى مسؤوليتي وفي ذمتي أن الأخصائيات الاجتماعيات في مستشفيات وزارة الصحة لم يمكن من القيام بدورهن الذي تعلمن من أجله وهو مساندة المرضى، وتلمس احتياجاتهم الاجتماعية في حدود المرض و المستشفى ومساندة أقارب من يتوفى أو يبلغ بمرض خطير، بل يطلب منهن ويجبرن على جمع التبرعات لشراء أجهزة، أو دعم برامج ويتم تقييمهن على هذا الأساس وهذه من أعظم شكاواهن وأكبر مسببات إحباطهن.

 

وعودا إلى موضوع المساندة الاجتماعية والنفسية لمن فقدوا أحبابا فإن هذا الدور معدوم لدينا ولا توليه وزارة الشؤون الاجتماعية أدنى اهتمام رغم أهميته الكبيرة في بناء مجتمع سليم نفسيا وذهنيا، ولولا قوة الإيمان وتواجد دعاة أفاضل و تكاتف أفراد المجتمع لحدث ما لا تحمد عقباه علما أنه ولانشغال الناس بأنفسهم، وأن بعض المكلومين لا يجد حوله من يواسيه فإن الحاجة ماسة الآن لمساندة اجتماعية رسمية، وتوظيف المتخصصين في هذا العلم الهام.

 

على العقلاء حقن دماء تتويج النصر

عندما يتعلق الأمر بخطر يهدد نفسا بشرية واحدة فإن كل قوانين الأرض الموضوعة من البشر تقبل الاستثناء، وكل القناعات لابد أن تتغير لحماية هذه النفس، استجابة لأمر خالقها العزيز الحكيم الذي قال عز من قائل (أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فسادا في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)..الآيه.

 

نحن ككتاب رأي اجتماعي يعنينا بالدرجة الأولى سلامة الإنسان وصلاح المجتمع وقد نفقد، بسبب نقدنا، الكثير من العلاقات والمصالح وربما الحريات، هذا ونحن نكتب في الشأن العام فكيف إذا دخلنا بحر الرياضة متلاطم أمواج الميول الذي لا يقبل فيه تيار أن يوافق الآخر ولا يعرف مبررا لرأي إلا بربطه بالميول، وبالرغم من إدراكي لحقيقة وحساسية الوسط الرياضي إلا أنني أرى أن سكوتنا على تعريض نفس لخطر الموت هو سكوت عن الحق لا يفعله إلا شيطان أخرس أو جبان يخشى التفسيرات.

 

اتحاد كرة القدم السعودي أصر على أن يتم تتويج نادي النصر ببطولة الدوري في مباراته مع نادي التعاون في القصيم، وهذا معناه أن الجماهير الغفيرة المتعطشة لذلك التتويج والتي سجلت أعلى أرقام الحضور في الدوري وتجاوز حضورها منفردة لبعض مباريات فريقها مع فريق ضيف غير جماهيري ٤٢ ألف متفرج، سوف تتسابق للقصيم في يوم دوام أفاقت فيه منذ الصباح الباكر وستنطلق قبيل العصر لتقطع أكثر من ٣٠٠ كيلومتر بأعلى سرعة وتعود ليلا دون نوم!!.

 

أرتاد نصف طريق الرياض ــ سدير ــ القصيم كل نهاية أسبوع تقريبا متوجها إلى جلاجل وأعيش فيه رعبا من السرعة الجنونية والتجاوز من اليمين أو كتف الطريق والانحراف المفاجئ ويشهد الطريق رغم اتساعه حوادث يومية مروعة وشهد العديد من الخسائر في الأرواح واحتراق السيارات وتفحم الجثث، وكل ذلك رغم أن ارتياده لا يمكن أن يصل لنسبة واحد من الألف لما سيحدث يوم التتويج!!، فكيف ستكون الحال إذا تدفق الآلاف خلال فترة زمنية محدودة بخمس ساعات؟!.

 

الأمر لا يحتمل المجازفة لمجرد إصرار على قانون لعبة أو قرار لجنة مسابقات فالاحتياط من أخطار أقل احتمالا جعلتنا نعلق الدراسة ونؤجل رحلات طيران ونخلي قرى كاملة ونغلق طرقا جبلية وعقبات، ويجب على العقلاء وتحديدا رجال المرور تحذير وتنوير أعلى الجهات المعنية والحريصة على تفادي الكوارث، فالمجتمع يعيش هذه الأيام حالة حزن عارم بسبب حادث واحد ذهب ضحيته خمسة من أبناء مدير جامعة الجوف، فكيف بعدة حوادث متوقعة إذا أصرت لجنة كرة قدم على موقف يفتقد للحكمة.

 

إدارة النصر مطالبة في حال عدم نقل المباراة بتأجيل التتويج ليتم في مباراة ودية أيا كانت، فالمهم أن لا تجعل من تتويج فريقها سببا لحزن أحد أو المجازفة بنفس بشرية واحدة ففينا ما يكفينا من أحزان الحوادث.

في ذمة النقل والمرور

لم تعد الحوادث المرورية طفيفة أو محدودة الضحايا، أصبحت تحصد أسراً كاملة ومجموعة أفراد تشكل كامل ركاب المركبة وهذا دليل واضح على أن حالة الطرق وحالة الرقابة المرورية لا تتناسبان إطلاقاً مع تزايد المركبات وسلوك القيادة، فالواضح أن المركبات تتزايد وتتطور سرعاتها ونهج سلوك قائد المركبة يتأثر كثيراً بما استجد من مؤثرات أخلاقية كالمخدرات والمسكر أو ما هو أقل كعدم التركيز نتيجة استخدام الهاتف المتنقل أثناء القيادة أو الانشغال أو النعاس.

 

في الوقت نفسه لم تتطور الرقابة المرورية عن حالها منذ خمسين سنة إلا بتطبيق رصد للسرعة بكاميرات ساهر والتي أدت كما ذكرنا كثيراً إلى نوم الرقابة الميدانية وتراجعها عن ذي قبل في رصد سلوك قائد المركبة الذي لا يقل خطراً عن السرعة كالتجاوز غير النظامي ومعاكسة الطريق والتحول الفجائي من اتجاه إلى آخر والسلوكيات التي تدل على سائق مخمور أو يتعاطى مخدرات.

 

وفي الوقت نفسه أيضاً تزداد حالة الطرق ووزارة النقل سوءاً في تنفيذ المشاريع والإصرار على التقتير بإنشاء طرق مزدوجة وأخرى لا تحقق أبسط مقومات سلامة قائد المركبة المقابلة من التعرض لإهمال قائد مركبة متهور أو مخمور أو مشغول بجوال أو أصابه نعاس.

 

الموت الجماعي أصاب أسراً كثيرة بفقدان خمسة أو ستة أشخاص في حادث واحد ولم تكن أسرة الدحيم التي فقدت ستة من أبنائها بسبب سائق مخمور الأولى ولن تكون الأخيرة وها هو مدير جامعة الجوف الدكتور أسماعيل البشري يفقد خمسة من أبنائه في حادث مروري بالاصطدام بشاحنة أمام عينيه وهو يرافقهم على ذات الطريق في سيارة أخرى، وأعرف شخصاً فقد كامل أسرته الثمانية في حادث مروري لسيارة صالون عاد لمنزله بعد أشهر متألماً ومصدوماً نفسياً ومصاباً في ذهنه ليردد عبارة (كيف سأعيش في منزل لم يبق فيه حولي إلا القطط؟!).

 

وزارة النقل والإدارة العامة للمرور تتحملان جزءا من وزر مصاب هؤلاء بعدم تطويرها لأدائها وحماية الناس من قصور أجهزتها، وإن كانت تقول غير ذلك، ونظراً لضيق المساحة نتحدث غداً عن قصور وزارة الشؤون الاجتماعية في القيام بدورها نحو المصاب النفسي والاجتماعي لمن بقيوا أحياء وحيدين.

 

وزارة العمل تعلن عن فقدان عقوبة!!

بعض حجج الوزارات تشعرك بأن المخالف الكبير يعيش في مأمن من العقوبة فلا تلومه إذا أساء الأدب!!.

 

تخيلوا وزارة مثل وزارة العمل التي سنت الأنظمة والقوانين العديدة والمتعددة الدقيقة والمرتجلة، وطبقتها دون هوادة على المواطن (الغلبان)، كفيلا كان أم رب عمل أم طالبا لتأشيرة عاملة منزلية أو سائق، يصرح وكيل هذه الوزارة للسياسات العمالية الأستاذ أحمد بن صالح الحميدان لصحيفة الرياض مؤكدا أن وزارة العمل لا تزال تبحث عن آلية لمعاقبة أصحاب التوظيف الوهمي!!، ويقول نصا إن وزارته تبحث عن آلية لمعاقبة أصحاب التوظيف الوهمي بجريمة التزوير ثم يعرفهم بأنهم من يقومون بتوظيف سعوديين دون علمهم ثم يشدد في ذات التصريح على أن توظيف السعوديين دون علمهم جريمة تزوير وأن الوزارة تبحث وفق الأطر القانونية عن كيفية معاقبة من يرتكب مثل هذا العمل!! (انتهى) (صحيفة الرياض ١٨/٥/١٤٣٥هـ).

 

هل وصل بنا الحد في (تمطيط) التساهل مع الشركات المخالفة درجة البحث عن تكييف للجريمة الواضحة والبحث عن عقوبة لها رغم توفر الوصف بأنها تزوير في السجلات وكذب على جهات حكومية والأهم من هذا وذاك أنها سرقة لرقم هوية وطنية لمواطن واستغلالها للحصول على تسهيلات للشركة تحرم المواطن من حقوق كثيرة وتنتهك حقوقا أكثر وتصوره على أنه موظف في الشركة وهو إما عاطل (فتحرمه من حافز) أو موظف في جهة أخرى فتحرمه من بدلات التقاعد أو التأمينات الاجتماعية مستقبلا؟!!.

 

مصدر الغرابة في هذا الإعلان، عن فقد عقوبة، هو أن هذه الجريمة ليست وليدة اليوم بل أعلن عن اكتشافها بالصدفة منذ أكثر من خمس سنوات عندما طبقت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية نظاما حاسوبيا قائما على رقم الهوية الوطنية يكشف سجل التأمينات لكل موظف في القطاع الخاص.

 

خمس سنوات لم تجدوا إطارا قانونيا لتجريم تزوير وسرقة وكذب وعبث بحقوق مواطن غافل؟!!، هذا أمر يدل على غفلة أو تهاون واستغفال!!.

قالوا وقلنا

** قالوا: اتحاد الكرة يرفض طلب النصر نقل مباراة التتويج من القصيم للرياض رغم إلحاح الراعي وموافقة التعاون!!.

* قلنا: أمطري يا سحابة العالمي المحسود حيث شئت فستجدين عشاقه.

 

**

** قال وكيل وزارة العمل: نبحث آلية لمعاقبة أصحاب التوظيف الوهمي بجريمة التزوير.

* قلنا: ابحثوا بحث غير وهمي وستجدون!!.

 

**

** قال مدير عام الدفاع المدني: لا يستطيع أحد منعنا من مباشرة الإطفاء والإنقاذ في المنشآت النسائية.

* قلنا: لا أحد يمنع أحدا من الإنقاذ، والمشككون لم يجدوا من يمنعهم من تلفيق التهم.

 

**

** قال أمنيون ومختصون: ضبط مهربي المخدرات تجسيد لكفاءة ويقظة رجال الأمن.

* قلنا: رجال الأمن والجمارك وسلاح الحدود كفاءتهم مجسدة دوما وبالوقائع وتقديرهم لا يجسد بتصريح.

 

**

** قال رسام الكاريكاتير الهليل: (أناشيد زمان.. مدرستي تفتح بدري آخذ فطوري وأجري..

أجري من تحت الكبري!!).

* قلنا: (انتبهوا هالزمان صارت أعمدة الكبري هي إلي تجري!!).

 

**

** قالت نزاهة: السجن والغرامة لغير المتعاونين مع الجهات الرقابية!!.

* قلنا: (والجهة الرقابية التي لا تتجاوب مع المتعاونين ما جبتوا لها طاري!!)

 

**

** قالت (عكاظ): مستشفى حكومي يؤجل إخراج جنين متوفى في رحم أمه أسبوعين!!.

* قلنا: (بكرة يطلعون لنا بشعار الجنين المتوفى أولا).

 

**

** قالت صحيفة (مكة): البروتوكول لا يسمح لأميرة بلجيكا بالتصريح!!.

* قلنا: ليتها رئيسة نادٍ عاصمي!!.

 

**

** قالت التجارة: مداهمة مستودع يسوق دواجن فاسدة بعلامات تجارية مزورة!!.

* قلنا: (تأكدوا لا يكون دجاج مزور بعلامات تجارية فاسدة!!).

 

**

** قالت (الرياض): قبلة قوية من سلحفاة تنقل صينيا إلى المستشفى!!.

* قلنا: (انتبهوا ترى السلحفاة ضب بس مصندق).

 

**

** قال رد البلدية: بيع الأغنام بعد صلاة الجمعة فقط!!.

* قلنا: رأي سديد لأن أسعارها تنقض الوضوء!!.

 

**

** قالوا: دراسة مقترح لقفل المحلات التجارية الساعة التاسعة مساء!!.

* قلنا: (ما باقي إلا ننام في الدوام ونفطر ونداوم وننام).

لكيلا تتكرر الكارثة في مباراة النصر

حسب صحيفة النادي وعدد من الصحف، فإن مهاجم المنتخب السعودي الأول ونادي النصر السعودي اللاعب الخلوق محمد السهلاوي قد حقق أمنية الطفل سعود العنزي (متحدي الإعاقة)، والذي يعاني من فقدان قدميه المبتورتين، وكانت أمنيته أن يداعب كرة القدم مرتديا شعار النصر وأن يشارك هذا اللاعب الذي يعشقه في تنفيذ ضربة بداية المباراة، وتحمس اللاعب لهذه الأمنية وسعى لتحقيقها، وحسب الأخبار، فإنها سوف تتم في مباراة النصر مع الشباب غدا الجمعة قبل الانطلاق الرسمي للمباراة، وأن نادي النصر حصل على موافقة نادي الشباب وموافقة رابطة دوري المحترفين.

 

أشياء كثيرة جميلة جدا في هذا الخبر، منها تعبير الطفل عن رغبته وعشقه في تغريدة، وتحديده لمداعبة كرة القدم رغم فقدان القدمين في تحدٍ عظيم للإعاقة في سن مبكر، ثم عدم تجاهل تلك التغريدة من اللاعب رغم مشاغله وشعبيته، ثم حماسه لتحقيق أمنية الطفل العاشق وتفاعل ناديه وسعيه لتحقيقها ومباركة نادي الشباب والرابطة للفكرة، كل تلك بوادر مبشرة وجميلة وتدعو للفخر والارتياح.

 

الأمر المقلق جدا يأتي من تجارب سابقة لسلوكيات (فردية) تفسد كل ما هو جميل، فاعذروني إن أبديت تشاؤما، فلا بد أن نقلق ونحتاط كثيرا عندما نتذكر منع ٢٥ يتيما من دخول مضمار ذات الملعب (استاد الملك فهد) بسبب تصرف خاطئ من إدارة الملعب والشركة المنظمة، وذلك بعد أن وعدوا بتحقيق أمنيتهم بالدخول مع اللاعبين في إحدى المباريات وحرموا من ذلك في تصرف أهوج لم يجد عقوبة تليق به، بل تبعه استعراض بالتبرع لـ٢٥ طفلا بـ١٠٠٠ تذكرة أو تزيد بعد أن وقع الفأس في الرأس!!.

 

الأمر المقلق الآخر يكمن في مواقف القناة الناقلة والتي لا يروق لمخرجها ما يحدث في الملعب من جديد وإبداع ينم عن وعي ورقي وإمتاع يصدر من جماهير بطل الدوري النصر، فمثلما تجاهل مرارا وتكرارا التركيز على لوحات (تيفو) رائعة وإعجازية غير مسبوقة رسمها جمهور النصر، فقد كتم الصوت عن هتافات راقية تغنى بها ذات الجمهور في المباراة السابقة بين العالمي والمونديالي، وهي صور وأصوات يحب من تعب على تنفيذها أن تنقل قناة وطنه إنجازه للعالم وتفاخر به.

 

أخشى أن يمنع سعود في آخر لحظة، أو أن لا تنقل الكاميرا لحظات تحقيقه لأمنيته، وعندها سيصدم ويتمنى لو لم يسهل السهلاوي تحقيقها.