الكاتب: محمد الأحيدب
قنواتنا لم ترحم مؤتمر الرحمة
لا تستهينوا بإحباط الشباب مالياً
مواقف إحباط الشباب ماليا عديدة ومتعددة للأسف، وفي كل موقف تسهم دائرة حكومية مع القطاع الخاص في إحباطهم أو تسهل للقطاع الخاص استغلالهم وأخذهم لحما ورميهم عظما وهذا وربي خطير.
جميعنا نتذكر طلاب الدبلومات الصحية الذين وعدهم وزير الصحة حمد المانع بوجود حاجة للتخصصات التي سيدرسونها تمتد لعشرين سنة، فباع بعضهم سيارته واستدان بعضهم واقترض آخر ليجمعوا ثمن الدراسة في معاهد مرخصة ويحصلوا على الدبلوم المطلوب، ثم يأتي وزير الصحة عبدالله الربيعة فيرفض مؤهلاتهم المعتمدة، في وقت قبلت مؤهلات عرب وآسيويين لا يعرف مصدرها وإمكانية تزييفها!، وقبلهم حلت مصيبة مشابهة بخريجي دبلوم اللغة الإنجليزية.
قلت حينها ليس أخطر من إحباط شاب عصامي بذل مالا من جيبه ليتعلم ويحصل على عمل ثم يخسر هذا وذاك.
صندوق الموارد البشرية (هدف) كان ولا يزال يعين القطاع الخاص على غبن شبابنا بدفع دعم بـ٢٥٠٠ ريال لكل من ادعى توظيف شاب أو شابة بخمسة آلاف، ثم يأخذ التاجر الدعم ويدفعه للشاب ويجبره على القبول بقوة عدم الرقابة أو التساهل أو أسلوب (قال من أمرك؟ قال من نهاني؟) ثم يأتي مدير الصندوق ليقول إن الشباب يتواطؤون مع جهة التوظيف معلقا على ٥٠٠ حالة توظيف وهمي لفتيات في شركة ليس لديها أقسام نسائية ولا مقر عمل نسائي ولم يكتشفها واشتكين ولم يتجاوب معهن.
كنت قد وجدت عذرا للجامعة في ما حدث للملفات المرمية في الزبالة، لكنها غير معذورة في عدم تأكدها من مصداقية وظائف المشاركين في المعرض وكان عليها أن لا تكتفي فقط بما يدفعون من مبالغ طائلة كإيجار للجناح!، ومثلما تتأكد من (دفع الإيجار) يفترض أن تتأكد من (دافع الاستئجار) وأنه ليس مجرد استعراض وخداع.
وكان على وزارة الصحة أن تفي بوعدها لخريجي الدبلومات الصحية أو تبين مأخذها على مخرجاتهم وتساند إعادة الرسوم الدراسية لهم، لا أن تتركهم فريسة لتاجر هي من «وهقتهم» به حتى وإن تغير الوزير.
وكان على صندوق الموارد البشرية أن يخلص في الرقابة بما يضمن ذهاب مال الدولة ودعم المال العام كاملا للشاب والشابة ليحقق الغرض منه، والذي من المؤكد أنه ليس دفع كل الراتب الزهيد نيابة عن تاجر مخادع.
إن من التهاون والسذاجة حد الغباء الاستهانة بتأثير الإحباط المالي والوظيفي على شاب جاد عصامي وعلينا التعامل بحزم مع كل مسؤول يعرضه لذلك الإحباط الخطير.
رمي ملفات المتقدمين قديم ولندني!
الصحة وشح الصيادلة
وزارة المياه تهدر الماء وتعاقبنا!
افحصوهم نفسيا يا اتحاد القدم!
أوقفوا تدليس المأكل والمشرب
بين نفع الداعية و ضرر شبه الليبرالي
لكل منبره ولكل موقفه ولكل أولوياته، ومواقع التواصل الاجتماعي منبر مشترك للكل، يطل منه كل فرد ويرمي بما في جعبته و ينضح كل إناء بما فيه.
أثبتت المواقف والإطلالات أن المواطن الداعية ذي المنطلق الشرعي الديني أنفع للوطن وللمجتمع وللأمة و أكثر إيجابية و أخلص موقفا وأكثر دقة في تحديد الأولوية ممن يدعي (ليبرالية) هو أبعد ما يكون عنها.
في منابر الدعاة تجد نصائح مدعمة بأدلة من الكتاب والسنة تحث على توحيد الصف وطاعة ولي الأمر والبر بالوالدين والرفق بالقوارير والقيام بالمسئولية نحو الأسرة واللطف مع الزوجة والأبناء والحث على الصدقة ونبذ الإسراف والتبذير، وتذكير بما نحن فيه من نعمة أمن و استقرار ورغد عيش وكيف نحافظ عليها بشكر النعم وعدم هدرها، ونصح وحث على إطعام البائس والفقير وكفالة اليتيم والرفق به والحفاظ على ماله، ونشر للأدعية والأذكار الواردة في سنن المصطفى عليه أفضل الصلاة وآتم التسليم ودعوات للصلاح وعدم الإفساد في الأرض، وتذكير بعظم أمر قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وفضل القصاص وفضل تطبيق أحكام الله في المجرمين في حفظ الحياة والأمن، وتذكير بعظم أمر الدفاع عن الدين والوطن والإستشهاد في سبيل ذلك، ومنزلة من قتلوا في سبيل الله وطمأنة ذويهم وعزاء كل من أصابته مصيبة وصبر وفضل الصبر على المصاب، وغير ذلك من ذكر ونصائح لها مردود إيجابي في الحفاظ على مجتمع متماسك، صالح، صحيح نفسيا، وعناية بأهم الأولويات من منطلق شرعي وليس سفائف أمور من تقليد غربي كما يفعل بعض أدعياء الليبرالية.
لقد شهدنا الجمعة الماضية كيف ركزت خطب الجمعة على نبذ مظاهر الإسراف وهدر الموائد والتباهي بالهدر والهياط، بل هذا الأسبوع كله رأينا مواقف منابر الدعاة في ( تويتر) وغيره من أمر الهدر و (الهياط) وقبل ذلك من تأييد لتنفيذ أحكام الله في المفسدين وقبله بتشجيع أبطال الحد الجنوبي والتذكير بفضل ثباتهم وأجر تحملهم لمشاق البرد والفراق ومنزلة الشهداء.
على الجانب الأخر لدى أدعياء الليبرالية تجد في منابرهم بعدا عن هموم الوطن وأولياته وتركيزا على أمور بعضها سطحي هش أقل ما يقال عنه أنه (سخيف)، وبعضها مقبول الأهمية لكن ليس في التوقيت المناسب وبعضها مدعاة للسخرية، فهذا يريد حضور نساء لملعب كرة وذلك مطلبه دور سينما وثالث همه أن تقود المرأة السيارة وكأنه انجاز العصر أو مطلب غالبية النساء، وآخر همه إلغاء جهاز الهيئة وأخرق أو خرقاء يعتبر المفسد في الأرض وقاتل النفس معبرا عن رأي! متجاهلا حق الأرواح التي أزهقها ومشاعر ذويهم وحقوق الإنسان في أن يبيت أمنا في سربه!، فيا عجبا من هؤلاء ويال إعجابنا بأولئك وكفى.
التجارة والدواء بعد زيارة رالف نادر وخطأ نادر
كان رالف نادر المحامي والناشط الأمريكي في حماية المستهلك يزور المملكة منذ ٣٢ سنة، وكنت آنذاك محققا صحفيا في جريدة (الجزيرة) معنيا بقضايا المجتمع والمواطن فاستغللت الفرصة و أجريت معه حوارا نشر على صفحة كاملة في ١٦ جمادى الآخرة ١٤٠٤هـ الموافق ١٨ مارس ١٩٨٤م حول وجهة نظره عن حماية المستهلك في المملكة العربية السعودية، فقال كلاما كثيرا عن الحقوق والضمانات الضائعة خاصة في تجارة السيارات والأجهزة وعدم فحص الأغذية والأدوية ومجالات عدة كانت قاصرة آنذاك، لكنني لا زلت أذكر تصريحه الذي اتخذته عنوانا حين قال (وزارة التجارة سحبت سيارة إحدى الشركات من السوق السعودية وذلك إنجاز كبير لحماية المستهلك)، كما ذكر أن الجهود في مجال فحص الأغذية جيدة لكنها في مجال فحص الكيماويات والأدوية لم تحقق النتائج المطلوبة.
بالمناسبة رالف نادر رشح منذ سنوات قليلة لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية و لا زال عند مبادئه ومواقفه نحو المواطن وتحديدا المستهلك وربما لهذا السبب لم يفز!، وأنا أعيد قراءة الحوار اليوم وبعد مرور ٣٢ سنة تمنيت لو أن رالف نادر زارنا مرة أخرى ليرى أن حماية المستهلك تراجعت كثيرا مقارنة بوضعها عند زيارته حين كان الدكتور عبدالرحمن الزامل وكيلا للوزارة، ثم هوت إلى مستوى سحيق لعدة سنوات، حتى جاء د. توفيق الربيعة وزيرا للصناعة والتجارة فأعادها لمستوى رفيع لم يصل القمة بعد، لكن سحب السيارة لعيب صناعي أصبح خبرا عاديا في وطني و أن الدكتور الصيدلي محمد المشعل جعل من هيئة الغذاء والدواء صمام أمان للأغذية والأدوية لا يقل أمنا عن هيئة الغذاء والدواء عندهم في أمريكا!.
نادر لو جاء مرة ثانية سيدرك أن وطني لديه كل الإمكانات ولديه حرص القيادة ويتغير أداء أجهزته الخدمية ١٨٠ درجة عندما يكسب الرجل المناسب في المكان المناسب، وهذا ما حدث في حماية المستهلك بسحب السيارات المخالفة وفي فحص الأدوية والأغذية والتي كان نادر يعتبرها انجازا نادرا !.
هذا لا يمنع من القول بأننا ننتظر المزيد من وزارة التجارة في حماية المستهلك، وننتظر منح هيئة الغذاء والدواء صلاحيات أكبر خاصة في تحديد العينة العشوائية لفحص الغذاء الوارد للجمارك و اعتماد تقرير مختبراتها في رفض الشحنة الفاشلة، ومنع دخولها، فهو قرار هيئة الغذاء في كل أنحاء العالم بما فيها بلد السيد نادر وترك القرار لإدارة الجمارك خطأ نادر.
