وقود الإصلاح

في تجاوب رائع ووطني مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والذي حثنا جميعا على ممارسة الشفافية والحوار في كل مكان، حتى في بيوتنا، بادر الدكتور خالد العيبان وكيل وزارة الصحة للتخطيط وأجرى حوارا صحفيا شفافا وصريحا ورائعا تحدث فيه بكل تلقائية عن حال وزارة الصحة ونشر السبت الماضي 82جماد الأولى 7241ه الموافق 42يونيو 6002م.
لا استطيع أن اختزل ذلك الحوار (الثري) الذي نشر في أكثر من نصف صفحة في هذه المساحة المحدودة،لأن كل جملة فيه يصعب اختصارها وإلا تغير معناها وفهمت على غير مقصدها النبيل، كما أنني لا يمكن أن اسميه تصريحا جريئا لأن التجاوب مع توجيهات الملك القائد في عصر الشفافية الرائدة لا يجب أن يعزى للجرأة أو التجرؤ على أحد و يستحق أن يحمل صفة المبادرة الوطنية والتجاوب المخلص .

كنا ولازلنا نتمنى أن يكون بيننا أكثر من مسؤول بنفس الصدق والصراحة، بل أن الصحة في كل القطاعات وليس في وزارة الصحة وحسب في أمس الحاجة إلى كلمة إداري صادق، لا يحدد مساره تعصب لمهنة ولا طلب لمصلحة خاصة و لا البقاء في نعمة كرسي (يتمصلح) منه ولا يعطيه!!، شخص لا يخشى في الله لومة لائم ولا يخطط لتجارة مهنية بل يستثمر عطاء الوطن وإخلاص قيادته وثقتها في تحقيق مصالح ومكاسب وطنية يستفيد منها الشعب (كل الشعب) لا فئة منه ولا تخصص واحد!!.

ذلك إداري متخصص متمرس يحمل الدكتوراه في علم الإدارة، الذي انتهك صحيا، ومتخصص في الإدارة الصحية التي هي صلب عمل الوزارة والصحة في شقها الإداري في كل قطاع.

ومثلما أن علينا أن نحترم تشخيص طبيب لمتلازمة مرضية مستعصية فإن علينا أن نقف احتراما لتشخيص إداري مختص لواقع الإدارة في الشأن الصحي والتي هي حالة مرضية إدارية لم تشخص إلا مرة واحدة وذلك في كتاب (حياة في الإدارة) بعد فحص دقيق عن قرب استغرق عاما واحدا ولم يعجزه التشخيص لأن المشخص كان وللوهلة الأولى إداريا فذا.

لقد آن الأوان لأن نمارس التصحيح بإعطاء القوس لباريها، فنترك الإدارة للإداري والطب للطبيب والهندسة للمهندس والصيدلة للصيدلاني دون تداخل في التخصصات، ولا مجاملة للمهن ولا تخط لعلماء الإدارة ممن صرفنا على تعليمهم لقناعتنا بأهمية ما يتعلمون!!.

كما أن على وزرائنا أن يتوقفوا عن منح المسميات والمناصب دون تفعيل لممارستها، فعندما يتم التخطيط دون علم وكيل الوزارة للتخطيط فإن ثمة إثم حاك في النفس وخشيت أن يطلع عليه الآخرون أو أننا لا نؤمن بالتخطيط ولا نخطط وهنا يحق القول أننا نتخبط وإلى متى نتخبط؟!!.

مختصر الحديث أننا في أمس الحاجة إلى أكثر من صريح في كل موقع لنشخص واقعنا بأمانة ونفعل توجيهات قادتنا التي هي روح الإخلاص النقي من كل أهواء، تلك الروح التي تهدف إلى مصلحة الوطن والمواطن والمقيم.

وحذار من اتخاذ مواقف شخصية من الصراحة لأنها وقود الإصلاح الحقيقي.

رأيان على “وقود الإصلاح

  1. الصراحة ثمنها احيانا المحاربة ومن ثم العزل من المنصب وهذا ماحصل مع الدكتور خالد

  2. تحية طيبة لك ايها الكاتب المميز

    بالحقيقة كم نحن بحاجة لاناس امثال الدكتور خالد العيبان ولكن ؟؟
    كان من المفروض علينا قبل ان نحدد حاجاتنا ان نعمل على حل المعوقات التي سوف تعوق حاجاتنا ومنها الفكر المتحجر في نفوس البعض والذين يرون في تحديد المشاكل انها تحديد لشخصهم ويرون ايضا بالتطوير انه محاربة لهم ولا نلومهم على ذلك فهم اناس لديهم شخصيات غير قابلة للتطوير ليتماشو مع العصر فلذلك هم يرون اي محاولة لتحديد المشاكل او حلها بأنها تهديد لمناصبهم للاسف !!

اترك رد