أمريكا وقناة الجزيرة صنوان كشفهما حميدان

لو قيل لك إن في فساد النية إيجابية لقلت إن المتحدث فقد عقله، ومع ذلك لا أجد غضاضة في القول إن (أجمل) ما في فساد النية على قبحها هو أن من يمارسها يستحيل عليه أن يخفي مشاعره ويتحكم في سلوكياته بحيث يبدو للآخرين حياديا أو (حقانيا) أو منصفا للطرف المستهدف.

يستحيل ذلك لأن تعبير النفس البشرية عما يدور في داخلها يفوق قدرة العقل على ضبط انفعالاتها و تعابيرها مهما بلغ هذا العقل من القدرة والدهاء.

قناة الجزيرة من قطر والولايات المتحدة الأمريكية مثال متطابق لما ذهبت إليه وفي مجالين متشابهين.

قناة الجزيرة التي استعجلت انتقاد موقف (السعودية) من الحرب في لبنان وسخرت كل من يجيد النعيق من غربان السياسة المتربصين لفرصة استرزاق عن طريق محاولة النيل من هذا البلد الذي يحمل هم الأمة ويمثل عقلانيتها ورزانتها. وقناة الجزيرة التي سخرت من التبرع المبدئي العاجل الذي قدمته المملكة كإغاثة عاجلة بخمسين مليون دولار وركزت عليه في برامجها الموجهة ضد المملكة.

نفس القناة أخرسها تماما الموقف الحازم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نحو الغطرسة الإسرائيلية، ذلك الموقف الشجاع الرادع غير المسبوق لم تتناوله (الجزيرة) مطلقا ولو كمادة إعلامية كونه موقفاً نادر الحدوث منذ حرب 73م.

التبرع السعودي السخي لإعمار لبنان (500 مليون دولار) ومليار دولار لدعم الاقتصاد اللبناني لم يحرك روح الصحافة في (الجزيرة) لمواكبة الحدث والتعليق عليه مثلما فعلت مع التبرع المبدئي العاجل للسعودية.

المضحك أن التبرع النهائي للدول العربية الأخرى بمعدل20مليون دولار (أقل من نصف التبرع المبدئي السعودي) والذي يشكل 4٪ من مساعدات الإعمار السعودية الجديدة لم تتناوله قناة الجزيرة بالنقد أو المقارنة مع المساعدات السعودية مما يدل أن الهدف ليس لبنان ولا شعب لبنان ولا ضحايا الحرب بل السعودية.

لو كان للعقل سيطرة على أهواء النفس لدى (الجزيرة) لكانت أظهرت ولو إيهاماً بالحياد وتعاملت مع الموقف الثاني بنفس مقدار التعامل مع الموقف الأول لتوهم جمهورها بالحياد , لكن فساد النية هنا أجبر(الجزيرة) على عدم إخفاء مشاعر الحقد على المملكة فعجزت عن تمثيل دور الحياد!! ولذا فأنا أعتبر هذه الخاصية في فساد النية جميلة لأنها تكشف الستار.

الولايات المتحدة الأمريكية أكثر أدعياء العدالة والديمقراطية أجبرها فساد النوايا نحو الإسلام والمسلمين على إظهار زيف ادعاءاتها فجاءت مواقفها من الاعتراض على وقف القتل في لبنان متوافقة مع ممارساتها في (غوانتانامو) وأبو غريب من حيث الافتقاد للحكمة في إظهار الحياد.

حميدان التركي (فك الله أسره) ضرب العصفورين (الجزيرة) وأمريكا بحجر واحد يتمثل في قضيته، فقد كشفت زيف العدالة الأمريكية لتصبح أقل بلاد العالم أمنا وأكثرها استهدافا وتجريدا من الحريات وحقوق الإنسان، وبينت أن (الجزيرة) لا تطيق التعامل مع أي (سعودي) حتى لو كان أسيرا في أمريكا طالما وقفت معه بلاده، فلم نشاهد أدنى إشارة من (الجزيرة) لقضية حميدان التركي أو وقوفاً إلى صفه ولو بعشر ما يحدث مع تيسير علوني أو سامي الحاج.

نحن لا نقول لا تتابعوا قناة الجزيرة فتلك حريتكم ولكن تابعوها بحس العاقل ودققوا في أهدافها ولا تنخدعوا، والشيء نفسه مع المبادئ الأمريكية المعلنة، قارنوها مع واقع أفعال أمريكا في الداخل و الخارج وستجدون أنها أكثر السياسات سلباً للحقوق والحريات?. ?

رأي واحد على “أمريكا وقناة الجزيرة صنوان كشفهما حميدان

  1. أجدت وأفدت

    والشطر الأول من مقالك كنز على الاقل في وجهة نظري

    آآآه آآآآه الجزيرة وما ادراك مالجزيرة
    على مافي الجزيرة من عيوب فلا يوجد لها منافس عربي.
    اعطنا البديل الافضل ولن ابرح عن متابعته ان ثبت انه افضل.

    نعم اتفق معك في ان موقف الجزيرة من السعودية والكويت ومصر فيه نوع من الظلم. ولكنها في بقية تغطياتها افضل رائعة.

    يعطيك العافية

اترك رد