إعلان توعوي تلفزيوني رائع ذلك الذي أعدته الكوادر الشابة في مجلس الضمان الصحي وبث ويبث حالياً خلال بعض القنوات الفضائية.
الفيديو كليب يصور باختصار كل ما يهيج الأعصاب من مواقف يومية تؤدي إلى “النرفزة” ثم يذكر الشخص بأن “صحتك أهم”.
أعجبني الأسلوب التوعوي كثيراً وأعجبني أكثر انه ركز على أن المدير في العمل هو أحد أهم أسباب حالات الإحباط ورفع الضغط وإثارة الأعصاب لدى الموظفين وبالتالي هدم صحتهم، فكان المقطع الأخير من لقطة الفيديو يوضح موظفاً بلغ به الهيجان أن رمى بالأوراق والمعاملات في الهواء وأصبح أشبه بمن أصابه مس من جان لتخرج العبارة التوعية “صحتك أهم”.
ويتضح أن مجلس الضمان الصحي سعى بحكمة إلى خيار الوقاية ووفق في هذا الاختيار الوقائي رغم أن المستفيدين من الوقاية إذا طبق التأمين هم شركات التأمين مالياً والمؤمن عليه صحياً بطبيعة الحال، والمجلس مصلحته السعادة بتحسن الوضع الصحي وهذا هدف نبيل أرجو أن يكون الأساس لكل مقترحات وتشريعات المجلس فيما يخص ما يشمله وما لا يشمله التأمين وتفاصيل شروط التأمين الصحي بما يخدم كل مواطن ومقيم سواءٌ في المدن أو الهجر، الصحيح والمريض المزمن، الحامل والعقيم، الشاب والشيخ الهرم، الفاتنة والعجوز المنهكة .
في المقابل ساءني جداً مقطع فيديو توعوي آخر، أجزم أن من اقترحه كان كئيباً جداً ولم يحالفه التوفيق .
المقطع يبث حالياً على القناة الرياضية بهدف التعبير عن حبنا لمنتخب كرة القدم ومساندته في بطولة آسيا، لكن المقطع يصور شاباً مريضاً توقف قلبه ودخل في غيبوبة.
ولم ينفع لإنعاش قلبه التنبيه الكهربائي بأجهزة الإنعاش لكن المريض تحرك قليلاً ونظر باكتئاب بعد أن سمع المعلق يصرخ بأن اللاعب قد سجل هدفاً حقق كأس آسيا.
الفيديو كئيب حتى في نهايته، وطبيعي جداً أن مريضاً في سريره أو في العناية المركزة لا يمكن أن يكون مشهداً يدخل البهجة، ناهيك عن عدم واقعية الدعاية مطلقاً فالأقرب أن يتوقف قلب مشجع بسبب إخفاق المنتخب مثلاً كما حدث في ثمانية ألمانيا، أما البهجة بفوز المنتخب فتدخل الضمائر والقلوب الحية وليس مكانها العناية المركزة .