اليوم: 28 يناير، 2009

إعلام الرسائل النصية

إن كنا نصنف الإعلام إلى مرئي ومسموع ومقروء (ورقي وحاسوبي) فإن الواقع يفرض علينا إضافة إعلام جديد لا يقل أهمية في تحديد المواقف أو تغييرها هو الإعلام المرسل.رسائل الجوال أوجدت وبسرعة لها مكاناً ومكانة مهمين فهي مؤثرة ومقبولة وسريعة وخفيفة ظل، في الغالب، لأنها تتخذ طابعاً طريفاً، وظريفاً مضحكاً أحياناً ومبكياً أحياناً أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بمثل العدوان على غزة.

هذا الإعلام له مميزات عدة، فهو الأسرع والأكثر تأثيراً ويتميز بالاستقلالية والانتشار والتحرر من الرقيب ويعتمد على الرقابة الذاتية من المرسل.

يتميز هذا الإعلام بميزة فريدة ونادرة وهي أن تكلفته على المصدر بينما القارئ يحصل عليه مجاناً، ويصل إليه دون تكاليف اشتراك أو شراء، إلا إذا أعجبته المادة ولم ير بداً من إرسالها إلى صديق وهذا أحد أسرار انتشاره وسرعة وشمولية توزيعه.

هو كغيره من وسائل الإعلام استخدم للدعاية وللتهنئة وللتعزية ولإيصال الرأي وللضغط على صاحب القرار في كل أنحاء العالم خاصة في العالم الثالث.

الذين كانوا يخشون على الصحافة المكتوبة من منافسة الصحافة الإلكترونية (صحافة النت تحديداً) عليهم أن يعيدوا حساباتهم ويضيفوا منافساً جديداً لا يقل أهمية في سرعة الانتشار وسهولة الوصول وقوة الضغط هو الإعلام المرسل وأقصد إعلام الرسائل النصية الذي بات عاملاً مهماً في تحديد المواقف وإيصال الكلمة المختصرة المؤثرة.

بدأ إعلام الرسائل النصية عبر الجوال بالنكتة فنافس رسامي الكاريكاتير، ثم استخدم للتهنئة فألغى تماماً كروت التهاني، ثم أضاف تناول الأخبار فسبق الصحف والمواقع الإلكترونية لأن الاطلاع عليه يحدث فورياً وفي أي وقت ومكان ودون حاجة للتصفح.

في مجال الرياضة أصبح إعلاماً رياضياً شاملاً لأخبار الأندية الطازجة (هذه مدفوعة الثمن)، وأصبح لغة جماهير رياضية يتندر من خلاله الفائز على المهزوم، ويبرر بواسطته المهزوم هزيمته وهو في ذلك مثله مثل الإعلام الرياضي، إعلام منحاز لكنه تحيز الفرد وليس الجماعة، وتحيز واضح غير متنكر، وتحيز مقبول لأنه من مشجع يعلن ميوله وليس صحيفة أو قناة تدّعي أنها للجميع، بل أن إعلام الرسائل حقق مبدأ عدالة بين الأندية لأنه متاح لكل جماهير الأندية.

الإعلام المرسل أو إعلام الرسائل النصية يعتمد اعتماداً كلياً على صياغة العبارة المختصرة ويشترط أن تكون طريفة لكي تكون مؤثرة، ولذا فإن لإعلام الرسائل النصية احترافية خاصة في كتّابه الذين يجب أن يجمعوا بين الظرف والأسلوب «الكاريكاتوري» وبُعد النظر والقدرة على الاختصار وإيصال الرسالة وإلا لما أصبح لهم تأثير سريع وقيمة فعلية لرسائلهم في إحداث قبول سريع وتجاوب أسرع.