محاضرة أوباما الإسلامية

لن أتناول خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من وجهة نظر سياسية لسببين، الأول أنني غير ضليع في الشأن السياسي، والثاني أن الخطاب ركز على الأفكار والمبادئ ومخاطبة العقل أكثر من المواقف السياسية.

ما لفت نظري وشد تركيزي، في كلمة أوباما، وحرك مشاعري، عند أكثر من مقطع في الخطاب، هو أن باراك أوباما رئيس الدولة العظمى ،المسيحي، الديمقراطي أنصف دين الإسلام ومبادئه وأخلاقيات المسلمين في وقت ظلم فيه هذا الدين السمح من أعدائه ومحاربيه، بل من بعض أدعيائه وأقرب القريبين العارفين بهديه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عندما جانبهم الصواب.

ولا عجب أن يتحدث رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتلك اللغة المنصفة للإسلام وقد مر قبل إلقاء كلمته بالمملكة العربية السعودية مهبط الوحي والبلد الذي أعزه الإسلام واعتز به ونشره، واستشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رمز السماحة والحكمة والاعتدال وملك الإنسانية والحوار وداعية التسامح والوفاق.

الإسلام لم يكن في حاجة الشهادة لكن أوباما شهد له واستشهد به، والإسلام لم يكن في حاجة لمن يبرئه لكن رئيس الدولة الضحية لأحداث 11 سبتمبر برأه ، والشهادة والبراءة لا يحتاجها الإسلام لكننا نثمنها ونحتاجها كمسلمين ويحتاجها شعوب العالم أجمع إذا جاءت ممن يعنيه الأمر.

باراك أوباما تحدث بثقة وبصدق وبإخلاص وبحماس نابع من اعتقاد جازم، وبالرغم من أن الخطاب استغرق إعداده أشهرا عدة واستشارات عديدة، إلا أنه ألقاه بتلقائية، فلم يبد وهو ينظر إلى ورقة أو يقرأ ما أملي عليه قوله بحكم دبلوماسية أو سياسة موقف عابر.

أوباما في خطابه استشهد بتعاليم الإسلام أكثر من عشر مرات. واستشهد بآيات من القرآن الكريم أربع مرات وفي هذا درس لمن يحاولون تلبس أفكار يسمونها تحررية أو يصفونها ليبرالية ويحاجون بها خصومهم ويتحاشون تماما الاحتكام إلى آية أو حديث مع أنهم مسلمون، فلعلهم يدركون أن ثوابت الدين الحنيف مقبولة حتى لدى غير المسلمين وإن كان رئيس أكبر دولة تدعو إلى الحريات، فاستشهاد أوباما هنا له مدلولات أتمنى أن يتوقفوا عندها.

أوباما عندما تطرق إلى حقوق المرأة ركز على حقها في التعليم وحقها في العمل والتجارة وكسب العيش ولم يتطرق إلى قيادة المرأة للسيارة أو السفر دون إذن زوجها وغير ذلك من الأمور التي لا تعد أولوية للحياة، وكأن هذا الرجل المنتمي إلى الشق الديمقراطي من الدولة العظمى والفائز برئاستها يرى أن المرأة إذا تعلمت وعملت وأدارت أموالها تعتبر قد حصلت على حقوقها الأساسية وهذه كفلها الإسلام للمرأة والمملكة من أوائل الدول التي حققتها وتحققها وتوسع فرصها وتسهلها كل يوم.

أوباما الراغب في السلام والذي يتضح إخلاصه في تحقيقه ، انتقد إثارة النعرات وتأجيج الخلاف بين السنة والشيعة خاصة في العراق مع أنه غير مسلم !!.

حسنا، على من يحلو له دائما الاستشهاد بأمريكا وأفكارها وتطورها وحرياتها أن يتوقف عند أفكار رجلها الأول حاليا، وصورتها الحالية الأقرب للنجاح، وأن لا يتوقف به الزمن عند أفكار منحازة فشلت.

وكما ذكر أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى في تعليقه على الخطاب لقناة العربية قائلاً: (هذا هو الخطاب المعتدل وليس الخطاب المنحاز سابقاً).

رأيان على “محاضرة أوباما الإسلامية

  1. شرفت مصــر أوباما ولاح فى الافق السـلام
    قد تكون رسول قـوم سآمت الـدم سـئام
    قد تكون بشيـر نور لظلام اشـقاه الظلام
    بارك اللـه أبـاك بهديه تزول الغـيام
    **********
    شـرفت الارض برجل يأبى أن يراها غاب …
    كاره افعـال (بوش) زوج الجنـة ذئــاب
    أراه فى السعير يشقى رافق أباجهل العذاب …
    اخى محمد سليمان للتواصل >
    ..

  2. لازلت مستغرباً وقوف أوباما أمام الكينيسيت الصهيوني وقسمه على أن تكون الدس عاصمة إسرائيل إلى الأبد !!!

    الرجل .. عمل الشيء الكثير، ونطمح بالمزيد كونناشعب مظلوم من قبل قادة سياسة بلاده.

اترك رد