الشهر: مارس 2011

قالوا وقلنا

** قال طالب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، السنغالي
أبو بكر صو الذي ينظم الشعر بالعربية الفصحى، ممتنا للمملكة في حضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز: قد فارقتنا جيوش الهم قاطبة/ لما أتانا أمير الخير سلمان/ بر تقي أمير صادق ورع/ جم الفضائل مغوار ومعوان … إلى آخر القصيدة التي عرض فيها عدم إرسال سفراء للدول التي أتى طلاب الجامعة الإسلامية منها، وهي عديدة من كل أنحاء العالم، فأبناء هذه الدول ــ وأنا أحدهم ــ هم سفراء المملكة إلى دولهم .
ــــــ قلنا: (ما أجمل أن يكون الإنسان ممتنا ومنتميا للبلد الذي أعطاه، ليتكم تكونون سفراءنا لدى رجال الأعمال السعوديين من فئة مضيعة الوقت) .
** قال وزير المالية: الحد الأدنى لرواتب الموظفين الحكوميين الذي حددته الأوامر الملكية لا يشمل المتقاعدين .
ــــ قلنا: أوامر أبو متعب شاملة وخيرة لا يستثني أحدا، فلا تضيقوا الواسع .
** قالت هيئة الرقابة: أنجزنا خلال عام قضيتين فقط من قضايا تبديد المال العام، من ضمن ثلاثة آلاف قضية .
ـــــــ قلنا: كم القضايا المنجزة مهم، لكن الأهم كم المبالغ المبددة!!
** قالوا: وزارة الشؤون الاجتماعية ستعتمد ضوابط تحمل الدولة لرسوم الخدمات عن المعاقين .
ــ قلنا: (أبعدوا هالوزارة عن الضوابط وتضبط!!).
** قال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي د. زياد ميمش إن زيادة حالات الدرن 4349 حالة في العام الماضي سببه نشاط اكتشاف الحالات .
ــــــ قلنا: ومنذ خمس سنوات كنت ترى عدم نشاط الطب الوقائي هو السبب .
** قالوا: الشؤون البلدية تحقق مع أمانة مكة المكرمة على خلفية استردادها لـ99 قطعة أرض مخصصة لذوي الدخل المحدود، وإعطائها لمواطن تعويضا له لتداخل مخططه مع مخطط منح ذوي الدخل المحدود!!.
ــ قلنا: سبحان الله نفس قصة صاحب الـ 99 نعجة!!.
** قالوا: فريق (علمي) بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض يحقق إنجازا طبيا تمكن من خلاله تحديد جين مسؤول عن انتشار سرطان القولون والمستقيم وتثبيط نشاطه مخبريا .
ــــــ قلنا: إنجازاتنا العظيمة كثيرة لو نركز عليها بمستوى واحد وبدون شخصنة .
** قال مدير جامعة الملك سعود: الطلاب كسبوا 50 في المائة من القضايا التي رفعوها على أعضاء هيئة التدريس .
ــــــ قلنا: الطموح أن نخفض أسباب رفع القضايا ولو 50 في المائة!!
** قالت لوحة لأحد مستشفيات وزارة الصحة أثناء هجمة سحابة الغبار (نشرت «عكاظ» صورتها): عفوا لا يتوفر كمامات في المستشفى!!
ــ قلنا: (ألف باء اقتصاديات الصحة تقول: وفر الكمامات بريال توفر تكاليف علاج الربو بالكرتيزون والبخاخات بمليون)
** قالوا: وزارة العمل تحث المواطنين على الإبلاغ عن الشركات التي لا تؤمن عليهم صحيا.
ــ قلنا: (الإبلاغ في عصر الكومبيوتر والمعلوماتية؟! يا قدمكم، يا وزارة العمل، وأنا أقول من وين جانا الغبار؟!).
** قالوا: مطالبات إعلامية بشطب حكم كرة قدم سعودي شجع فريق الغرافة ضد الهلال .
ــــــ قلنا: (الأريح والأعقل والأعدل أن نعمل على شطب الأسباب) .

مكافحة الفساد ليست رئيسا فقط

نخطئ كثيرا، وبوجه خاص إعلاميا، عندما نربط المؤسسات بالأشخاص، ونركز على شخص من يعين مسؤولا عن الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة، ونترك الأمر الأهم وهو الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة، وألاحظ هذه الأيام تركيزا شديدا على شخص الأستاذ محمد بن عبد الله الشريف الذي عين رئيسا لهيئة مكافحة الفساد، إلى درجة وصلت حد ربط لقبه العائلي (الشريف) بأمر مكافحة الفساد، على أساس أن الشرف عكس الفساد أو نقيضه تماما.
ومن جانب آخر، نشهد تساؤلات كثيرة عبر وسائل الإعلام ورسائل الجوال عن الرجل: من هو؟! ما صفاته؟! هل هو الذي عمل في المكان الفلاني؟! وهل هو كاتب المقال الفلاني، وما إلى ذلك من أسئلة مشروعة وهامة وتشبع غريزة حب الاستطلاع أو حرص الاطمئنان، لكن الأهم هو أن نحتفي بهذه الهيئة الجديدة الهامة، وأهدافها وطريقة عملها وصلاحياتها، والآمال المطروحة عليها، والرعب الذي سوف تخلقه في قلوب الفاسدين ومن ينوون الفساد، وانعكاس ذلك على صلاح المجتمع وحماية أمواله وممتلكاته والعدالة فيه، وجميعها تنعكس على ازدهاره واستقراره وانتصاره على آفة الفساد بجميع أشكاله.
خلاف ذلك، فإن الأشخاص يتغيرون وتبقى الهيئة، وتتغير الأساليب والطباع ودرجة حماس الأشخاص وتبقى الهيئة، وتتغير المنهجية والقدرات الإدارية وتبقى الهيئة، لكن هذه الهيئة الباقية هي من تخضع لتقييمنا في كل الأوقات، ونلمس مدى إنجازها في كل وقت، ويشعر المجتمع بمدى قوتها وهيبتها وتأثيرها مع تغيير الأشخاص والأوقات.
يجب أن ننعتق ــ كمجتمع وكإعلام فاعل ــ من (الشخصنة) وربط المنجزات بالأشخاص، فليس ثمة شخص هو كل شيء، ويعمل كل شيء، وليس ثمة شخص هو في منأى عن النقد أو المحاسبة، طالما الهدف هو مصلحة الوطن ومنشآته ومؤسساته، وأتمنى من كل قلبي أن نركز على مصلحة الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة وشخصيتها بعيدا عن شخوصها، فلا تأثير لشخص بمفرده (كائنا من كان) دون عمل مؤسسي، ولا حماية لشخص بعينه (كائنا من كان) إذا لم يقم بعمله في خدمة الوزارة أو المؤسسة أو الهيئة، وبالتالي الوطن.

الجشعون والوطن

أكره أن نتحدث عن الوطن (بفئوية)، لكن الواقع يقول بأن السواد الأعظم والغالبية الجارفة من المواطنين أثبتوا في أكثر من مناسبة وموقف أنهم مواطنون مخلصون محبون امتزج الولاء في دمائهم، ولأن عنصر الولاء للوطن أثقل من كريات الدم الحمراء، وأكثر لزوجة من بلازما الدم، فإن الدم يخرج قبل أن يخرج الولاء للوطن، والمنطق يقول أيضا إن السواد الأعظم والغالبية هم من المواطنين العاديين المستورين (ذوي الدخل المحدود).
البقية هم من فئة (ذوي الدخل الممدود) مد النظر، والذين حققوا ثرواتهم ــ دون أدنى شك ــ من خير هذا الوطن وأرضه وقرضه وبيئة الاستثمار الميسر والقوة الشرائية العظمى فيه وانعدام الضرائب والاستقدام الميسر غير المحدد والتكلفة الرمزية للوقود والطاقة بصفة عامة، بما فيها تعرفة الكهرباء والماء (نحن هنا نتحدث عن الأثرياء المشروعين، أما من أثرى من فساد إداري أو عقاري فهذا تكلفته صفر).
هذه الفئة القليلة كثير منهم أقل مواطنة من الآخر، وجمعيهم ــ دون أدنى شك ــ أقل مواطنة من ذوي الدخل المحدود، قياسا بأن من يده في الماء غير من يده في النار.
دعونا نركز على رجال الأعمال أو الأثرياء الأقل مواطنة وولاء من الجميع، هؤلاء يجاهرون بالعقوق دون حياء وفي كل مناسبة وعند كل شدة ومحك، هم من امتنع عن التوريد والصبر أثناء أزمة الخليج (حرب تحرير الكويت)، وهم من امتنع عن التوريد والصبر عندما حدث الهبوط الاقتصادي وأصبحت الدولة تعاني من تأخير في سداد بعض الالتزامات، وهم من واجه أول خطوات جادة للدولة نحو تجنيب الوطن الخطر المحدق من كل جانب بسبب البطالة، فهددوا المرحوم ــ بإذن الله ــ غازي القصيبي وزير العمل الأول بنقل استثماراتهم للخارج، ولأنه يدرك جيدا ما سيواجهونه في الخارج وعدم جديتهم قال لهم مقولته الشهيرة (سأكون أول المودعين)، ولم يجد في صالة المغادرة من يودعه لأنهم غير جادين، لكنهم (خادعوا) نسب السعودة بالتزييف والتوظيف الوهمي والقوائم الوهمية والكر والفر والمهادنة في حربهم على مشروع «السعودة»، وما زالوا يفعلون.
هؤلاء العاقون، ورغم ما يشاهدونه اليوم من تفجر البراكين من حولهم وتطاير الحمم قريبا منهم وبقاء هذا الوطن ــ حماه الله ــ ينعم بالاستقرار الاقتصادي والسياسي القائم على التلاحم والحب والولاء، إلا أنهم ما زالوا في غيهم يعمهون، ما زالوا يعتبرون التحاور حول تطبيق إرادة الوطن نحو السعودة مضيعة للوقت، وما زالوا يهددون بنقل استثماراتهم ولكن إلى أين؟! ومن أين؟! الجواب إلى لا مكان (TO No Where)، ومن الوطن الذي صنف اليوم وفي أحلك الظروف بالبيئة الاستثمارية الأفضل في العالم، فهل نعي نحن أن الوقت قد حان لنتعامل معهم بما يستحقون، ونخلع عنهم جلباب الدلال الذي لا يستحقونه ونرفع لهم راية (ارحلوا غير مأسوف عليكم)، طالما أنكم لا تنفعون لا في الضراء ولا السراء، ونفرض عليهم إرادة الوطن في حربه على التهديد الحقيقي، وهو البطالة، لنكشف أن تهديدهم إنما يدل على أن (ما عندهم دم) مثل أنه ليس لديهم ذات الولاء.

سر «نقزات» عنيزة

عندما نستشهد بعنيزة فإنما نستشهد بمثال حي شامل ووطني، فهل من الضروري أن نقول في أمريكا يفعلون كذا حتى نستشهد بهم كقدوة؟! أو نستدل بمثال من اليابان أو ألمانيا؟! هذا يعتمد على ما نريد من الاستشهاد وضرب المثال، وأنا هنا كل ما أريده هو إحياء روح الاقتداء والتقليد الحسن في وطني.
من مثل أهل عنيزة رأوا أن تحليل الخضار والورقيات مطلب صحي فقاموا بإنشاء مختبر متكامل لتحليل كل ما يدخل صالة الخضار لتأكيد خلوه من المبيدات والأسمدة الكيميائية وأي ملوثات كيميائية أخرى؟! فإذا حدث وأن خرجت النتيجة إيجابية تتم مصادرة وإتلاف كل الكميات، في حين أن كثيرا من المحافظات تعي خطورة تلوث الورقيات والخضار بالمواد الكيميائية وبقايا المبيدات بمثل وعي أهل عنيزة، لكنهم يكتفون بالصياح والعويل والخوف دون أن يحركوا ساكنا وحقيقة لم يكن مفاجئا لي عندما سألت مسؤول المختبر في صالة الخضار بعنيزة عما إذا كانوا يحللون عينات عشوائية من أسواق ومواقع أخرى وباعة متجولين؟ فأجاب نعم وأكثر الورقيات الملوثة بمياه الصرف الصحي تأتي من الرياض!!.
الأمر الذي أدهشني في أهالي عنيزة إلى درجة الانبهار هو أنهم إذا رأوا شيئا يجب عمله كمطلب اجتماعي تكاتفوا وأنشأوه عن طريق جمع التبرعات له من رجال الأعمال وأعيان عنيزة بعيدا عن تعقيدات الإجراءات الحكومية، بل إنهم يقولونها صراحة (فكنا من الجهات الحكومية وتعقيداتها) وهم محقون فمجمع علي بن عبد الله الجفالي لرعاية وتأهيل المعوقين (الذي أسميه مدينة متكاملة) عندما عرض على وزارة الشؤون الاجتماعية الاستفادة من بعض إمكاناته النادرة بإحالة من يرغبون تأهيل أبنائهم بالإيواء جاءهم الرد بأن ما تقومون به تجاوز يفترض أن يمر عبر الإجراءات البيروقراطية!!.
السوق (المسوكف) في عنيزة سوق تراثي حي يأسر من يدخله فلا يخرج منه إلا بعد الإغلاق ويقف أمام البوابة في اليوم التالي وهو مركز لبيع المقتنيات التراثية وتصنيعها في الموقع ومركز مهرجانات ومناسبات أقيم ويدار بمجهود الأهالي، ومركز الحمدان التراثي مزار تراثي يحتوي كل ما يشرح حياة (الأولين) في عنيزة من الولادة وحتى الزواج مرورا بالأكل والبيع والشراء ويشتمل على حديقة حيوان مصغرة أقيم تطوعا ويرفض صاحبه فرض رسم للدخول أو مساعدته على تغذية الحيوانات والعناية بها على أقل تقدير.
أما (سر) أهل عنيزة صغيرهم وشايبهم ومعمرهم فمقطوع في مركز (الطبول) حيث يختتمون أسبوع العطاء المثمر باجتماع شامل لا يستثني أحدا لسماع الفن الشعبي المباح من سامري إلى (نقازي) وأجزم أنه بين السامري و(النقازي) وأثناء فترة الإعداد للأخير يتم تبادل الحديث والأفكار لبدء مشروع تطوعي جديد يحدث (نقزة) لعنيزة أو ما نسميه قفزة نوعية.

«مضيعة الوقت» إلى عنيزة

في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم ذرفت أربع دمعات اثنتين دخولا واثنتين وأنا أخرج وإليكم التفاصيل: زرت فاطمة صالح التركي (أم خالد) امرأة أرملة، قتل زوجها خطأ طبي أليم وهو في منتصف العمر والأعمار بيد الله، بدلا من أن تحبط وتتقوقع وتنقم على المجتمع أنشأت جمعية نسائية خيرية واتخذت الدور الأول من منزلها موقعا للجمعية تطوعا دون مقابل وحرمت نفسها وأسرتها من الخصوصية وأقاموا في الدور العلوي من المنزل لإدارة الجمعية لتكون أول جمعية خيرية تعمل على مدار الساعة مهنيا وإداريا بإقامة رئيستها في المقر، بل إقامة المقر في منزل الرئيسة!!، (لا تستعجلوا فهذا ليس سر تميز هذه المرأة العنيزاوية) فقد استعملت مساحة كبيرة من المنزل لإنشاء مصنع للفحم الخالي من الرصاص اشترت سر صنعته بمائة وخمسين ألف ريال وأتاحت الفرصة للأسر المحتاجة المنتجة لصناعة الفحم الخالي من الرصاص وبيعه بسعر مناسب والاستفادة من دخله، أما الجزء الآخر من الأرض فقد أنشأت عليه عيادة (نستمع لتشفى) نوجز عملها بالقول إنها تستقبل الفقراء والمساكين الذين يعانون مشاكل أسرية أو إحباطات اجتماعية وتسمع منهم وتأخذ العيادة هذه المشاكل لتحللها وتوجد لهم الحلول ويقوم على هذه العيادة أكاديمي متخصص هو الدكتور صالح العبدالله الخلف أستاذ علم النفس بجامعة القصيم، هذا خلاف عمل الجمعية الخيرية المنظم الذي يطبق أحدث أساليب دراسة الحالات ومتابعتها ورسم معايير رائعة وإيجابية اجتماعيا لتحديد المستفيد وربط الاستفادة بتحويل الأسرة إلى أسرة نموذجية من حيث التربية والتعامل وبر الوالدين والتعليم والإيجابية في المجتمع وعناصر عديدة لا يتسع المجال لسردها (دخلت أذرف الدمع على وفاة رب الأسرة بخطأ طبي وخرجت أذرف الدمع على الفقراء الذين ليس لديهم جمعية مشابهة).
في محافظة عنيزة أيضا زرت مجمع علي بن عبدالله الجفالي للرعاية والتأهيل واعذروني إذ لا استطيع إعطاءه حقه في مساحة محدودة فهذا المنجز التطوعي الخيري لم أشاهد (وأنا من عاش في المجال الصحي أكثر من ثلاثين سنة) مدينة علاجية تخصصية متكاملة بجميع الخدمات والتجهيزات بأعلى المقاييس العالمية مثلما رأيت فيه، هل أتحدث عن الأهداف الدقيقة لإعادة التأهيل أم الأساليب الحديثة لتحقيقها أم الأجهزة المتطورة التي تعنى بكل خلية في المعاق أم الأقسام المتعددة المؤثثة بكامل الاحتياجات وبقسمين متشابهين أحدهما للذكور وآخر للإناث أم الرقابة الآلية الحديثة، أم محطة تحلية المياه أم محطة توليد الكهرباء المستقلتين؟؟ حقيقة لا استطيع إعطاء هذه المدينة حقها، لكنني أكتفي بالقول إن تكلفة كل هذه المدينة لم تتعد 60 مليونا وهذا درس في النزاهة (مثيلها قد يكلف 600 مليون كمشروع حكومي)، كما أكرر ما كتبته في دفتر الزيارات بإن مسؤولي الشؤون الاجتماعية ووزيرها لو زاروا هذا المشروع التطوعي المتكامل وقارنوه بمراكز الوزارة فسوف يخرجون خجلين مطأطئي الرؤوس. (بدأت الزيارة أذرف الدمع على إعاقات الأطفال والشباب وخرجت أذرف الدمع على معوقين ليس لديهم مثل هذه المدينة والإمكانات).
ثمة مشاريع تطوعية أخرى في عنيزة لم أشاهدها ولا استطيع وصفها مثل مستشفى الوفاء النسائي ومركز علي التميمي ومركز أحمد الجفالي لغسيل الكلى وغيرها كثير، وقد يكون ثمة مشاريع تطوعية في محافظات أخرى لا أعرفها، لكن ما يهمني هنا أن عنيزة التي شاهدتها يجب أن تتخذ قدوة في روح العمل التطوعي كامل الدسم الخالي من التعقيد ويجب أن يبتعث لها كل رجال الأعمال وأثرياء المناطق الأخرى للاستفادة من درس هام في المواطنة، أما أولئك الذين خرجوا من اجتماعهم مع وزيري العمل والتجارة معاندين وقائلين بأن ما نوقش (مضيعة للوقت) فيجب أن يبتعثوا إلى عنيزة مجبرين لمحو الأمية التطوعية والأنانية الشديدة التي يعانون منها، وللحديث عن تميز عنيزة بقية تأتي لاحقا.

قالوا وقلنا

** في زيارتنا لمجمع علي الجفالي الخيري لرعاية المعوقين في عنيزة، والذي يعتبر مدينة لرعاية المعوقين على المقاييس العالمية، ألقى أحد المعوقين قصيدة قال فيها: (لولا في هالديرة شهامة رجاجيل .. يا ويل قلبي ويا سقم حالي).
ــ قلنا: (يا سقم حالك لو أنك في مركز تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية).
** قال مدير عام الخطوط السعودية: لا بد من إعادة النظر في أسعار التذاكر فهي ثابتة منذ 16 سنة.
ــ قلنا: ومستوى الخدمة يتراجع إلى الوراء 30 سنة.
** قالوا: جمعية حقوق الإنسان تطالب هيئة الرقابة بتطبيق مبدأ (من أين لك هذا).
ــ قلنا: (وأنتم جمعية حقوق إنسان ولا جمعية تعليق على الأخبار).
** قال وزير الصحة: 14 في المائة من المواطنين السعوديين مصابون بالسكري.
ــ قلنا: من جاب لهم السكر.
** قالوا: مصادر تؤكد فشل اجتماع (السعودة) الأول بين وزيري العمل والتجارة مع رجال الأعمال، وأن بعض رجال الأعمال أكدوا أن ما طرح مضيعة للوقت!!.
ــ قلنا: أشعروهم أن الغطرسة والعناد مضيعة للتأشيرات وسينجح الاجتماع!!.
** قالوا: أمانة جدة توقف الخدمات عن 20 مخططا تضم 2500 قطعة أرض بسبب وقوعها ضمن حرم مجاري السيول.
ــ قلنا: عندما وافقت أمانة جدة على المخططات، أين كانت السيدة حرم مجاري السيول؟!.
** قالوا: اللاعب الشهير إيتو نشرت صورته وهو يتوسل لشرطية إيطالية بعدم تسجيل مخالفة مرورية عليه، وبالتالي محاكمته على المخالفة.
ــ قلنا: (شف غباء لجنة الانضباط في الاتحاد الإيطالي، معقوله إلي يقاضي لاعب ما يهددونه بالشطب؟!!!).
** قال مجلس الضمان الصحي إن 8.4 مليون مواطن ومقيم مؤمن عليهم في السعودية.
ــ قلنا: (ونظام بلسم لم تنتهِ كتابة الاسم عليه ليتسنى تطبيقه!!)
** قالوا: العمل توقف استقدام العمالة عن سبعة مواطنين تورطوا في المتاجرة بالتأشيرات!!.
ــ قلنا: كل هذه الملايين من العمالة السائبة ولا يتاجر في التأشيرات إلا سبعة أم أن من تم توريطهم فقط سبعة؟!! نريد أن نفهم.
** قال رئيس شركة الكهرباء: 80 مليار ريال للمشاريع خلال السنوات المقبلة والكفاءة شرط التعاقد مع المقاول السعودي.
ــ قلنا: وكفاءة شركة الكهرباء ليست شرطا.
** قالوا: الصحة تحقق مع طاقم طبي في مستشفى الموسم العام، على خلفية وفاة فتاة أثناء إجراء عملية الزائدة الدودية للفتاة.
ــ قلنا: حققوا مع الوزارة، فهي من برر لهم الأخطاء في ندوة إعلامية، حتى أصبحت العمليات السهلة تموت.
** قالت صحيفة إلكترونية إن محمد الأحيدب في محاضرته في مهرجان عنيزة انتقد الصحافة (الورقية) تحديدا، وقال إن المعلن لدى الصحف الورقية أهم من الخبر.
– قلنا: (يا لكذب بعض الصحف الإلكترونية، اتقوا الله في النقل، هذا وأنتم مسجلون لدى الوزارة، فكيف بغير المسجل، وإن كنت أظنه أصدق!!).

إعانة عاطلين لهيئة الصحفيين

لا شك أن ضعف تأهيل وخبرة بعض المراسلين في الصحف المحلية وتواضع قدراتهم المهنية يحرج الصحف كثيرا، بل وصل حد إحراج الإعلام ككل، ووضع مصداقية الأخبار المحلية على المحك، لكن الصحف بقبولها لهم مجبرة على تحمل دور في هذه المشكلة القديمة، والتي ــ ويا للأسف ــ لم تسع هيئة الصحفيين بجدية للقضاء عليها، رغم أنها من أساسيات المهنة، لكن هيئة الصحفيين، وبسبب قربها من بعض المسؤولين، بل التصاقها بكثير منهم، ربما أصابتها (عدوى) الاكتفاء بالأقوال عن الأفعال، فإلى هذا التاريخ، ورغم العمر الطويل للهيئة، فإنها لم تفعل شيئا يذكر، بل هي شبه عاطلة عن العمل، حتى أن أحد منسوبي وزارة الإعلام عندما داعب بعض أعضاء مجلس إدارة الهيئة قائلا: قد يصلكم دعم بمبلغ مالي كونكم ضمن الجمعيات المهنية، لم أجد بدا من الرد عليه على الفور مازحا أيضا فقلت: (تأكد وستجد أن المبلغ ليس دعما للهيئة كجمعية مهنية، بل هو إعانة عاطلين عن العمل!!)، وهو ما لم يعترض عليه أحد من أعضاء الهيئة الموجودين في تلك المناسبة!!.
نعود إلى الإحراج بسبب ضعف تأهيل ومهنية المراسلين، فنجد أنه لم يقتصر على الصحف والإعلام عامة، من حيث مصداقية الخبر، بل طال حتى كتاب الأعمدة والزوايا الصحافية، ممن تقتضي طبيعة كتاباتهم التعليق على الأخبار وإبداء وجهات نظرهم حول قضية الخبر، على أساس أن الصحيفة قد تثبتت منه، وأن مجرد نشره يعني صحته، وعندما يتناوله كاتب بالتعليق عليه ويليه آخر، فإن الخبر أصبح حديث الساعة حتى خارج الحدود، وإذا اقترن هذا التصديق، أو قل الثقة في صحة ما ينشر مع بطء بعض الجهات في نفي صحة الخبر، فإن الأمر يخرج من كل يد، ثم إذا جاء النفي أو الإيضاح، فإن الحقيقة تحرج كل قلم.
أنا لا أحب الاجتهاد في الظن أو الاستذكاء، ولكنني أعتقد ــ غير جازم ــ أن بعض الجهات تتعمد التريث في نشر إيضاحها أو نفيها؛ لكي تحرج الإعلام أكثر وأكثر، وهذا ــ إن حدث ــ فهو من حق تلك الجهات، خصوصا أنها جهات لا تحظى بود الإعلام كثيرا، ولا ألومها إذا بادلت مكر بعض وسائل الإعلام بمكر أشد، لكن المؤكد أن هيئة الصحفيين والصحف لو عملوا من أجل مزيد من المهنية، فإن الصحافة ستستعيد هيبتها التي تفقد تدريجيا بمباركة هيئة الصحفيين.
المتلقي أيضا له مكره المستحق عندما يجد أنه استغفل أو استهين به، فقد قام مجموعة من القراء المجتهدين بإنتاج (مقطع فيديو) جميل ومنصف يتناول الأخبار المغلوطة وترويج الصحف والكتاب لها، وعلى رأسها خبر مؤخرة الدجاجة الذي اتضح أنه مغلوط، بعد أن هب عدد من الكتاب للتعامل معه كحقيقة، لكن القراء في مقطعهم كانوا منصفين، فقد أشادوا بمن اعتذر من الكتاب، وعتبوا بسخرية على من لم يفعل، وقاموا بنشر المقطع في صفحات الفيس بوك واليو تيوب بإخراج جميل و طريف.

رغبة معاليه

كنت أعتقد أننا تجاوزنا منذ مدة حالة الرؤية الفردية والرأي الواحد وبدأنا نعتمد على الدراسة المتخصصة والبحث والتمحيص والاعتماد على رأي الخبراء ونصائح المتخصصين واستشارة بيوت الخبرة ومراجعة اللجان المختصة، ثم عرض التوصية النهائية على الوزير لاعتمادها كما هي، أو طلب مزيد من المعلومات (التي تخفى عليه) للاستنارة برأي أهل التخصص والخبرة حول استفسار محدد لمعاليه قد يحتاجه للرد على استفسار مماثل من وزارة المالية أو هيئة الخبراء أو مجلس الشورى. كنت أعتقد أن أسلوب (الشور شورك يا وزير) قد اختفى منذ زمن المسرحية القديمة بعنوان (الشور شورك يا يبه والرأي رأيك يا يبه)، ذلك أن زمن الرؤية الواحدة والرأي الواحد قد ولى بعد أن تسبب في كثير من الفشل والتناقض والازدواجية والقرارات غير المدروسة وحل محله منذ مدة أسلوب القرار المبني على أسس ودراسات واحترازات ونقاشات ورؤية واضحة من كل الزوايا مجتمعة، خصوصا أن الوزير منصب إداري بحت أهم متطلباته التأهيل الإداري العالي والخبرة الإدارية الطويلة وتوفر قدرات القائد الإداري القادر على سرعة استيعاب الوضع الإداري والحالة الإدارية ومكامن القصور ومواطن القوة ثم القدرة على اتخاذ القرار بالتغيير إلى الأفضل ولكن ليس تحديد ما هو الأفضل دون الاستنارة بالرأي المختص والدراسات والاستشارات والأرقام. هذا هو الأمر الطبيعي والمطلب الأساسي في حال أن الوزير مختص في الإدارة ويملك مقومات القائد الإداري، أما إذا صادف إن كان غير مختص في الإدارة ويفتقر لمتطلبات القائد فإن حاجته للرأي الآخر والدراسات والإحصاءات تكون أكبر.
ما يحدث الآن في بعض الوزارات لا يتناسب مطلقا مع اعتقادنا بذهاب أسلوب (الشور شورك) دون رجعة، ربما ذهبت العبارة، لكن الأسلوب باق ولكن بعبارة جديدة هي (رغبة معاليه) هذه العبارة التي أصبحت المبرر الوحيد لقرارات ارتجالية غير مدروسة ولا مؤيدة من أهل التخصص ولا تتناسب مع الاحتياجات الفعلية أو الصالح العام يتم اتخاذها مدعومة بعبارة (رغبة معاليه)، وللأسف أن تصدر هذه العبارة من أناس لهم تجربتهم الطويلة ورؤيتهم المتخصصة وقدرتهم على النصح والتذكير وربما رددوا هذه العبارة بألم وأسى لكنها أصبحت معتادة ومبررا معتادا وكأنه مقنع أو مفروغ منه.
(رغبة معاليه) توقف مشروع قائم و (رغبة معاليه) تلغي نهجا بدأ للتو وتغير لمجرد التغيير فإذا خضعت الإجراءات للرغبات فلك أن تتوقع حدوث أي شيء، لكن المؤسف أن لا تجد من يغلب المصلحة العامة ويسدي النصيحة الصادقة أو الرأي المتجرد من المجاملة أو ربما وجد مثل هذا الشخص لكن (رغبة معاليه) لا ترغب في بقائه وهنا نخشى أن ندور في حلقة مفرغة.

الرصيد الذي لا تجمده سويسرا

منذ أن كنا صغارا لا نملك أرصدة ولم نتعرض لخسائر ولم نفرح بأرباح ولم نجمع بعد ما يزيد عن عبوة حصالة صغيرة من العملة المعدنية التي جمعناها من عيدية جدة أو (شرط) من عجوز أو (تفريحة) من خالة، ليس من بينها ولله الحمد والمنة نقودا مسروقة ولا دخلا غير مستحق ولا (شرهة) غير (شرط) العجوز و(الشرط) لمن لا يعرفه في لهجة أهل نجد القديمة هي عطية غير مشروطة فتقول العجوز (جدة أو خالة أو عمة) (تعال اشرط لك) ولم أجد معنى ولا تفسيرا لهذه التسمية اللهم إلا أن تكون شرط محبة وكسب ود، أي أنها (شرهة) نظيفة وعادلة.
أقول منذ ذلك الوقت ونحن نسمع ونحن صغارا أن بنوك سويسرا هي الملاذ الآمن للأرصدة حيث لا تتعرض أرصدة الأثرياء ثراء فاحشا (الحصالات العملاقة) أو (هايبر حصالة) للحجر أو التجميد أو الكشف. وكنا نتساءل ببراءة (لماذا سويسرا؟!) بل ما هي سويسرا هذه وأين تقع؟!، كان الطفل من أهل الرياض يحسبها في المربع وطفل القصيم يظنها بين عنيزة وبريدة ويتساءل طفل سدير ما إذا كانت حول المجمعة، عموما لم يقلل من سعادتنا جهلنا بسويسرا آنذاك ولم نزدد سعادة بمعرفتنا بسويسرا اليوم فمعظمنا عرف موقعها وعرف ماهيتها لكنه لا يودع في بنوكها بل ليس لديه من الأرصدة ما يخشى عليه من الكشف أو التجميد وهذا من أسرار السعادة الدائمة إلى جانب الإيمان وكنز القناعة.
اليوم كبرنا وعرفنا سويسرا وسر بنوكها لكن الأحداث كشفت لنا أن أمن الأرصدة في سويسرا التي كنا نسمع عنه ليس إلا مجرد وهم وخيال مثل كل الأشياء التي كان أهلنا يخوفوننا بها مثل (حمار القايلة) و(النمنم) و(المقرصة الحامية) وشيء ليس له وجود مثل العنقاء والخل الوفي فأثبتت بنوك سويسرا أنها ليست خلا وفيا ولا ملاذا آمنا للأرصدة المنهوبة وأثبتت المحن أن جهلنا ونحن صغار ببنوك سويسرا لا يختلف عن جهل الكبار بالبنوك الحقيقية الآمنة وهي بنوك الحب في الداخل وأن الرصيد الوحيد الذي لا يمكن لأحد تجميده هو رصيد حب الشعب.
سويسرا أعلنت تجميد أرصدة زين العابدين بن علي قبل أن يقوم من مقامه، وجمدت أرصدة حسني مبارك قبل أن يرتد إليه طرفه، والرصيد الوحيد الذي لا تستطيع سويسرا تجميده ولا أمريكا ضمانه هو رصيد حب الناس، اللهم اجعلنا ممن يحبهم العباد في الله.

ما لا يستطيع فعله عبد الله بن عبد العزيز

بالمناسبة فإن حب عبد الله بن عبد العزيز لأبناء شعبه ليس وليد لحظة ولا مخاض مناسبة ولا نتاج ظروف، هذا ما يجب أن يعرفه من هم خارج هذه البلاد (مملكة الحب) أما من هم داخلها فهم يدركون ذلك جيدا ويعرفونه كما يعرفون أسماءهم وأبناءهم فهم من أحبهم عبد الله بن عبد العزيز فكيف لمحبوب أن لا يحفظ تاريخ ليلة الحب؟!، وهم من أحبوه وكيف لمحب أن ينسى لحظة الهيام؟!.
عبد الله بن عبد العزيز زار الفقراء قبل توليه الحكم، وزار العلماء في بيوتهم قبل ذلك وبعده، ووقف مع أبناء شعبه في السراء والضراء منذ أن كان نائبا ثانيا ثم وليا للعهد وملكا.
في السراء والأعياد والمناسبات الوطنية شمر عن (مشلحه) ورقص معهم العرضة السعودية، وفي الضراء شمر عن (قلبه) وانتقل من نيس إلى جازان مباشرة ليطمئن على مرضى حمى الوادي المتصدع وشارك ضحايا الأسهم همومهم وشارك الطلاب في الخارج مشاكلهم وتوقف في ممرات المستشفيات ومطاعم الأسواق التجارية يسمع لهذا ويداعب ذاك فالرجل رجل موقف أصيل قديم ومحب متيم بحب الإنسان في الله بجبلته وسجيته.
عبد الله بن عبد العزيز في جمعة إشعاع بشائر الخير ــ وكل جمعة خير وكل جمعة مباركة ــ لكن الجمعة الماضية التي أطلق في ساعتها الثانية ظهرا قائد هذه البلاد وراعي (مملكة الحب) التي سبق أن تشرفت بتسميتها (مملكة الإنسانية) ملهما بالتسمية من أفعالها نحو الإنسانية أجمع، أقول تلك الجمعة التي لن ينساها شباب وشابات وكهول وعجائز هذا الوطن وسيتذكرها أطفالهم قدم فيها عبد الله بن عبد العزيز (عصارة) حبه لأبناء شعبه، وعصارة الحب ليست خاتمته فالحب لا ينتهي لكن العصارة هنا ترمز لأقصى درجات تلمس الاحتياجات وسد ثغرات القصور وتغليب المصلحة العامة حتى في كيفية العطاء وقدره وحجمه وطريقته، ولم يبق شيء، يستطيع ملك قائد محب يتلمس احتياجات أبنائه فيستجيب له، إلا وفعل بسخاء.
ما لا يستطيع عبد الله بن عبد العزيز فعله هو أن يجعل جميع المسؤولين والوزراء والمحافظين ونواب الوزراء ووكلاءهم على نفس درجة حبه وعلى نفس الدرجة من سلم إخلاصه وعلى نفس التردد لمشاعره الفياضة ونحن نأمل ونتمنى أن يكونوا جميعا على مقربة من ذلك المستوى، ولكن لا يستوي الناس في كل الصفات ولذا فإننا سنجد وزيرا يفسر القرار بطريقته المائلة للشح وآخر يغلب طبعه في حب ذاته وممارسة عادته في رسم الإنجاز بالكلام دون القدرة على عمل وثالث يتوق إلى التعقيد وآخر من طبعه استثناء هذا وتلك من القرار، وكثيرا منهم إن شاء الله على مستوى الحدث، كما أن الرقابة الصارمة ولغة الحزم والحث على السرعة وتحديد زمن محدد للتنفيذ كانت واضحة جدا في لهجة قرارات الخير وكفيلة بتعويض فارق الطباع والمشاعر التي لا يضعها إلا الخالق سبحانه، كما أن قرب التشكيل الوزاري كفيل بمزيد من الحث واستشعار المسؤولية.