اليوم: 1 مارس، 2011

ملك الإنسانية ينتصر لمعلمات محو الأمية

عندما يبلغ يأس الضعيف مبلغه من عدم تجاوب الصغار من ذوي القلوب القاسية يسخر له الله كبيرا من خلقه رحيما من عباده فيأتيه الفرج على يد مفرج الضيقات ومنفس الكربات، وهذا ما أراده الخالق سبحانه لآلاف النساء والفتيات السعوديات اللاتي تعلمن وأفنين عمرا مديدا في التخصص في مجال شريف إنساني عفيف هو التعليم وتم اختيارهن لتولي مهمة غاية في الأهمية وطنيا وهي مهمة القضاء على الجهل ومحو الأمية ولكن تحت بند سمي ببند محو الأمية، ومكثن على هذه الوظائف المؤقتة غير مثبتات سنين عديدة بنين خلالها أسرا وربين أطفالا وأعلن عجائز وكهولا وأطعمن زغب الحواصل من هذا المرتب اليسير 2500 ريال الذي لا يحقق أمنا وظيفيا مستحقا، وطالبن كثيرا بالتثبيت وتعاطف مع مطالبهن كتاب وكاتبات ووزراء عمل لكن آخر رد مجحف تلقينه من إحدى بنات جنسهن التي يفترض أن تشعر بشعورهن وتعيش معاناتهن فكان الرد مخيبا لآمال الجميع بأن هذا البند ستنتهي الحاجة إليه بعد (عشر سنوات) بحجة أن الأمية ستنتهي!!، وكأن المعلمة التي أسهمت في إنهاء الأمية (إن انتهت) لا تستحق أن تمارس التعليم بعد ذلك وأن يتحقق لها الأمن الوظيفي ورغد العيش، ولكن جاء ملك الإنسانية كعادته بما أوتي من حكمة ورحمة ومشاعر أبوية ليصدر أمره الكريم أمس الأول الأحد القاضي بتثبيت جميع المواطنين والمواطنات المعينين على كافة البنود ويتقاضون رواتبهم من ميزانية الدولة، في مكرمة ملكية نبيلة سيكون لها صدى واسع لدى آلاف الأسر التي تعولها معلمة محو أمية أو أي موظف ببند أجور أو بند 105 أو غيره من البنود المؤقتة.
لقد أثبتت المواقف العديدة أن الفرج الكبير لا يأتي إلا من القلب الكبير قلب ملك القلوب وأن أكثر ما يخشى على كرم الكرام هو تعقيدات من هم دون ذلك ولا أقول لؤم اللئام، لذا فإننا نأمل أن لا تقف تعقيدات البيروقراطيين وتفسيرات الحارمين حائلا دون سرعة تحقيق سعادة أرادها القائد لبناته وأبنائه، وأن يتم تلافي ما حدث من تجاوزات في تثبيت معلمات بند 105 على شواغر أقل مما هو حق لهن بناء على الخبرة والمؤهل وسنوات الخدمة فثبت بعضهم على المستوى الثاني رغم أنهن من حملة البكالوريوس ومستحقات للمستوى الرابع للبكالوريوس غير التربوي والمستوى الخامس لحملة البكالوريوس التربوي ورفع المعلمون والمعلمات تظلما في هذا الشأن حظي أيضا باهتمام خادم الحرمين الشريفين وتم التحسين على مراحل وتم صرف الفروقات أيضا.
ما نرجوه لمعلمات محو الأمية بعد هذا الصبر الذي تلاه فرج أن لا يترك أمرهن للتثبيت على الشواغر فيحدث ما حدث في بند الأجور (التثبيت على المستوى الأقل وأحيانا الأعلى حسب الهوى)، وأن لا يتم التثبيت على الوظيفة التي تشغلها لأن هذا معناه تثبيتهن على مستويات أقل من المستحق نظاما وتتكرر مشكلة تثبيت الموظفين على بند 105. لكن الحل الأمثل هو ما أشار له الأمر السامي الكريم بأن تتولى التثبيت لجنة مشكلة من وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية والجهة المعنية، وحبذا لو تحل مشكلات التظلم مبكرا بأن تتولى وزارتا المالية والخدمة المدنية استحداث الوظائف بما يتناسب مع مؤهلات المعلمات قيد التثبيت بحيث تثبت معلمة محو الأمية على الدرجة المقابلة لسنوات خدمتها وفي المستوى المناسب لمؤهلها فتتحقق العدالة التي ينشدها ملك الإنسانية دائما بتقدير الخدمة وتغليب المؤهل.