اليوم: 21 مايو، 2011

نجحت الشرطة وبقي العقاب

عندما كان المواطن يشتكي من أنه عندما يبلغ مركز الشرطة عن سرقة سيارته يواجه بعبارة (لست الوحيد، وأمامنا عشرات البلاغات عن سيارات مسروقة)، كنا نحن الكتاب نصب جام نقدنا الغاضب على هذا التعامل، وحق علينا اليوم أن نشيد بالإنجاز الأمني المميز الذي حققته الشرطة بالقبض على أكبر عصابة سرقة سيارات منتشرة في أنحاء المملكة وتتكون من 42 جانيا امتهنوا سرقة كل أنواع السيارات بجريمة منظمة تتضمن القيام بالسرقة ثم سرعة تزييف أرقام اللوحات وأرقام الهياكل وكل المراجع الثبوتية التي تشير إلى السيارة المسروقة.
ومثلما أن الجريمة كانت منظمة و (محبوكة) فإن نجاح الشرطة كان منظما وحكيما تميز بالصبر والتخطيط والتحري بدقة ليس للقبض على جان أو عشرة، ولكن للإطاحة بكامل العصابة المنتشرة

 
في أنحاء البلاد وقطع دابرهم، وننتظر تطبيق شرع الله فيهم فإن قضي بقطع أيديهم فليكن جهارا ليرتدع غيرهم.
عندما اكتشفت شرطة منطقة الرياض 27 شخصا من أفراد تلك العصابة لم تقبض عليهم بل تتبعتهم بصبر وحنكة عسكرية حتى توصلت لجميع فروع وأطراف هذا الأخطبوط الخطير، ونسقت مع جميع أقسام الشرطة للإطاحة بكامل العصابة، وهذه خطوة نوعية تحسب للأمن العام وكافة فروعه، ونحن عندما نشيد بهذا الجهد وذلك الإنجاز فإننا ندرك أنه من صميم عمل الشرطة وواجبهم، لكننا لا بد أن نعترف بما اكتشف من دور لنا كمواطنين في حدوث السرقات فقد روجنا لوهم خاطئ بأن سرقة السيارات تتم على أيد شباب يريدون مجرد (التفحيط) بها ثم رميها، لكن ما اكتشف هو أبعد وأخطر من ذلك، وعلى الإعلام أن يعيد حساباته قبل التدخل في تفسير أو تبرير أية جريمة بناء على حالة أو اثنتين، كما أثبتت التحقيقات أن الإهمال يشكل أكثر من 68 في المائة من أسباب السرقة، وكنا نعتقد أنها تقتصر على ترك المحرك يعمل والنزول من السيارة، لكن تصريحات رجال الشرطة كشفت أشكالا أخرى من الإهمال مثل الوثوق بعمال غسيل السيارات وعمال محلات التلميع وعامل الغسيل المتجول، والأدهى والأمر النزول من السيارة عند التعرض لحادث بسيط يكون مفتعلا وجزءا من خطة السرقة.
ذلك النجاح يجب أن يقودنا إلى مزيد من التوعية والشفافية وكشف حيل العصابات والأهم تنفيذ عقوبتهم علنا.