الشهر: يوليو 2011

لماذا المقاطعة حتمية لمجتمعنا

حق لنا أن نحتفل بنجاح مقاطعة شركات الألبان ومزارع إنتاج الدجاج التي رفعت أسعارها، لأن هذا النجاح له دلالات مهمة من ضمنها ارتفاع مستوى الوعي وترسيخ ثقافة الحماية بالمقاطعة الجماعية في ظل الغياب التام للحماية نظاما بتخلي وزارة التجارة والصناعة عن هذا الدور وعدم تعافي جمعية حماية المستهلك تماما من صدمة الولادة بحالة تسمم دموي فاسد يحتاج إلى تخلص الجمعية من جرثومة الفساد بتغيير دمها بالكامل وتنقية جسدها المنهك من صدمة خيبة الأمل.
ظروف غياب الحماية نظاما والحماية عبر جمعية الحماية ليست الأسباب الوحيدة للحاجة الملحة والأساسية لأسلوب المقاطعة بالنسبة لمجتمعنا تحديدا، فثمة سبب آخر أكثر أهمية وإلحاحا يجعل من نشر ثقافة المقاطعة مطلبا حتميا وعدت بالتطرق له في مقال الأمس بعنوان (سلمي لي على أمك)، إنه اتساع الفارق في مستوى الدخل في مجتمعنا الذي يتجه بسرعة فائقة نحو نمط المجتمع المتفاوت في الدخل بشكل كبير جدا، بل وصل إلى ذلك النمط الذي ينقسم فيه مستوى الدخل إلى قسمين: دخل عال جدا لا يتأثر بارتفاع الأسعار مهما بلغ، ودخل متدن جدا لا يحتمل الأسعار الحالية، ناهيك عن أية زيادة يقيس بها التجار القدرة الشرائية للفئة الأغنى على حساب المواطن الفقير.
نحن لا نتطرق للسلع الترفيهية أو وسائل التباهي من ملبس ومقتنيات ومركب وحلي وغيرها من زينة الحياة الدنيا، فهذه ليهنأ أصحابها بتميزهم وتنافسهم في اقتنائها، وليستغل التجار ضعف عقولهم بالأسلوب الذي يرونه مناسبا لإشباع رغباتهم في تعويض مركب النقص والتباهي بغلاء السلعة، لأن الغلاء بالنسبة لهم مطلب تنافسي، ما يعنينا هي السلع الأساسية المشتركة كالغذاء والدواء والرعاية الصحية والتعليم وأساسيات الحياة، فهذه ـ وفي ظل تحول المجتمع إلى فئتين أو طبقتين غنية وفقيرة ـ تستوجب من الفئتين التصدي لرفع الأسعار بالمقاطعة بصرف النظر عن القدرة على تحمل ارتفاع الأسعار، فالقبول بالارتفاع من الطرف القادر فيه إضرار بغير القادر وإقرار بالظلم، وعلى أقل تقدير فإن علينا أن نتحد في هذا الصدد ونقف ضد الغلاء بتطبيق المقاطعة التي أصبحت مطلبا ملحا وضروريا لحماية المجتمع والوطن من مغبة ظلم فئة بسبب أخرى، وجعل الفارق مؤثرا في الأساسيات وهو ما ينذر بالعقوبة والخطر على الطرفين.

سلمي لي على أمك!

عدت للبلاد بعد إجازة صيفية كنت أتمناها داخلية لولا أن الناقل الداخلي الوحيد لا يعين على السياحة الداخلية، والطرق لا تقل عنه سوءا في الخدمات، والسكن لم يروض بعد ليشجع على سياحة وطنية مريحة.
كان أول شيء حرصت عليه بعد عودتي هو الاطمئنان على مقاطعة الألبان، فجبت الأسواق وسررت بما رأيت من تكدس المنتجات المقاطعة، وفي المقابل الطلب الكبير على منتجات الألبان للشركات المسالمة، ودجاج الشركة التي أعلنت خفض أسعارها تجاوبا مع الدعم ووقوفا مع المستهلك، التفت إلى شقيقي الذي كان يعينني على الرصد وقلت «شعب واعٍ، استهانوا بوعيه فلقنهم درسا، سلم لي على كل سعودي وكل مقيم في السعودية، انظر إلى آثار المقاطعة». على يميني سألتني طفلة صغيرة كانت تحمل علبة عصير من المنتجات المقاطعة: أين مكان هذه العلبة؟ سألتها: لماذا تسألين؟ ردت: أخذتها، لكن أمي قالت لي «رجعيها لا نريدها»!، فمن شدة إعجابي هممت بأن أقول لها «سلمي لي على أمك»، لكنني سرعان ما أدركت أن السلام على الأم في مجتمعنا قد يفهم خطأ، فقلت «لله در أمك، لازم تفتخرين بأمك، وسلمي لي على أبوك»! وأخذت منها العلبة وأعدتها إلى مكانها المزدحم بأمثالها.. أعدتها ليس احتراما لها، ولكن لكي لا يبقى مكانها شاغرا.
مواقف المواطن والمقيم في بلادنا الغالية من المقاطعة تشهد تطورا عظيما وسريعا ينم عن وعي متنام، أسهم فيه الإعلام التقليدي المكتوب ورقيا وإلكترونيا بشكل كبير جدا لا يمكن إنكاره، لكن دور الإعلام الجديد (الإنترنت بكل سبله من إيميل وتويتر وفيسبوك ويوتيوب ووسائل التواصل المجانية عبر برامج الجوالات الذكية المجانية الخاصة بالتواصل) كان هو الأكبر والأهم، وأكثر ما يميزه أنه لا يخدم شركات الاتصالات لأن مراسلاته مجانية، فحتى شركات الاتصالات إذا لم تحسن تعاملها وتعدل أسعارها فسوف نبارك برمضان ونتبادل التهاني بالعيد عبر البرامج المجانية.
غدا نتناول أهمية المقاطعة، ولماذا هي حتمية جدا لمجتمعنا تحديدا.

تقصير وزارة الشؤون الاجتماعية

مشكلة وزارة الشؤون الاجتماعية هي شعور القائمين عليها أنها وزارة ثانوية تكميلية، لم توفق هذه الوزارة باستشعار دورها الأساسي الهام الذي لا يقل أهمية عن التعليم والصحة، بل هي لا تقل أهمية عن وزارة الداخلية لأنها إذا قصرت فإن تقصيرها يرهق كاهل وزارة الداخلية وجميع الأجهزة الأمنية المتفرعة منها، لأن تقصير وزارة الشؤون الاجتماعية، وهو أمر حاصل دون شك، معناه عدم احتضان الشرائح الاجتماعية المنهكة ماليا واجتماعيا وأسريا ونفسيا وتربويا، وتركهم فريسة للحاجة والعزلة والهموم والهيام دون مأوى والاستغلال والفساد وبالتالي تفريخ أجيال من غير الأسوياء والمجرمين الذين لا يمكن التنبؤ بما يفعلون مثلما أنهم لا يمكنهم التنبؤ بمستقبلهم في هذه الحياة لعدم وجود من يعينهم ويقف معهم ويصلح أحوالهم ويحل مشاكلهم ويحتضنهم ويتعاطى مع همومهم بطريقة احترافية.
إذا كان اليتامى ومجهولو الأبوين تكتظ بهم دور رعايتهم لعدم كفايتها ويتعرضون للقسوة والقصور في كثير من الخدمات، خاصة النفسية والاجتماعية، وإذا كانت إحصائية حديثة صادرة من الشؤون الاجتماعية عام 1431هـ تشير إلى تزاحم أكثر من 11 ألف حدث في 17 دارا للملاحظة الاجتماعية المختصة في رعاية الأحداث ممن ارتكبوا أفعالا يعاقب عليها الشرع ويتعذر إدخالهم للسجون لعدم تجاوزهم سن الـ18 عاما، وإذا كانت قوائم الانتظار في دور رعاية المعوقين تصل إلى أكثر من 60 معوقا، وإذا كان الدعم النفسي والاجتماعي غائبا تماما لمن فقد عزيزا أو تعرض لموقف رعب أو حالة اعتداء أو اغتصاب أو حادث جماعي إلى درجة أن قريب المتوفى في حادث يخرج من ثلاجة المستشفى دون أدنى دعم اجتماعي ما لم يكن له صديق أو قريب وإذا كانت كل أشكال القصور تلك تحدث دون أن تتحرك الوزارة المعنية بها مع استمرار حركة نتائجها بشكل سريع، ألا تكون هذه الوزارة عبئا على المجتمع في أمنه وسعادته ونفسيات أفراده ومن ثم انتاجيتهم؟!!

قالوا وقلنا

** قالوا: مقيم عربي يستغل عمله فنيا في محل نظارات لإقامة علاقات مشبوهة مع فتيات ويحول جزءا من المحل لغرفة نوم والهيئة تقبض عليه متلبسا في خلوة مع صديقته التي ادعى أنه يدرسها مقرر اللغة الإنجليزية.
* قلنا: (إلي نعرفه إن إلي يشتري النظارة يكشفون على نظره مجانا .. بس نظرة!!)
**
** قالوا: القبض على عشرة من العمالة أنشأوا مزرعة دواجن غير مرخصة تنتج آلاف الدواجن الفاسدة ومصادرة دواجن مذبوحة وعدد من الصناديق تحتوي دواجن حية كانت تنتظر الذبح!!.
* قلنا: (حرام، الدواجن المذبوحة كانت تتمنى لو أنكم أسرعتم شوي).
**
** قالوا: التجار يضربون السوق ببضائع مغشوشة من الدرجة الرابعة ومكافحة الغش التجاري في إجازة!!.
* قلنا: (شف إحقاقا للحق وحتى لا نظلم مكافحة الغش الحقيقة أن مكافحة الغش التجاري نصف السنة نايمة عند أختها حماية المستهلك، والنصف الثاني أختها نايمة عندها!!).
**
** قالوا: الطالبات الحاصلات على نسب متدنية يتذمرن من عدم قبولهن في جامعة الطائف ويضربن حارسات الأمن.
* قلنا: (يعني نسبهن متدنية وأياديهن متدلية).
**
** قالوا: الطالبات المتقدمات على جامعة أم القرى يحطمن بوابات الجامعة ويتهمن الواسطات بحرمانهن من التسجيل رغم نسبهن العالية.
* قلنا: (إذا ما خانتني الذاكرة هذي نفس الجامعة إلي حلف مسؤول فيها العام الماضي إنه ما سجل قريباته وأن أبناء عمومته زعلانين عليه، يعني إذا ما حلف هالسنة ولا زعلوا عليه يمكن فيه واسطة).
**
** قالوا: قردة البابون سيرك متحرك يمتع المصطافين في طريق الهدا.
* قلنا: (بس أحيانا عليهم حركات تحتاج، عفوا لا يمكن السماح بدخول هذا الموقع).
**
** قالوا: القبض على هندي يروج الكحول في الباحة وبحوزته 15 لتر عرق حاول بيعها مقابل 230 ريالا.
* قلنا: (15 لترا بـ 230 ريالا!! ليته يبيع لبن!!).
**
** قالوا: حادث مروري لحافلة يكشف عجز مستشفى سبت العلايا!!
* قلنا: (باقي المستشفيات يكشف عجزها حادث سيكل).

مخلصون حفروا قبر مستقبلهم الوظيفي

وأنا أطالع تصريحا للأستاذ محمد الشريف رئيس هيئة مكافحة الفساد نشرته جريدة الاقتصادية نقلا عن التلفزيون السعودي ركز على أن هيئته ستكافئ الأشخاص الذين يبدون نزاهة في أعمالهم ماديا ومعنويا، انتابني شعور بأن النزاهة باتت سلوكا نادرا غريبا يستحق المكافأة، وهذا أمر مؤلم وكنت أظنه مبكرا جدا، وأنه بإمكاننا محاربة الفساد على أنه حالة شاذة وإن كثر واستشرى أو بان أكثر واتضح لزيادة الشفافية، دون أن نخلق شعورا عاما أن تشجيع النزاهة يعني المكافأة عليها، وهذا بكل تأكيد لا يعني أنني ضد مكافأة من يرفض رشوة ويتعاون للإيقاع بالراشي والرائش؛ لأن تلك من خطوات محاربة الفساد وبث الذعر في قلوب من يحاولون الإفساد، لكن ما قصدته هو عدم المكافأة على النزاهة في العمل حتى لا تصبح هي الاستثناء والفساد هو الأصل؛ لأن ذلك غير صحيح عن مجتمعنا، فلدينا نماذج من أمثلة قمة النزاهة والالتزام بالدين وبالمبادئ والقيم الأخلاقية.
كتبت في صفحتي على الفيسبوك أن في وطننا الغالي السعودية بعض رجال ونساء عينوا في مناصب وعملوا بأمانة وإخلاص وتفانٍ، وحفروا في هيكل الوطن أروع الإنجازات وأنفعها وحفروا في قلوب الناس ومن عمل معهم حبا واحتراما عميقين ومنهم من هو من فرط الإخلاص حفر قبر مستقبله الوظيفي ومصالحه الشخصية فداء للأمانة والالتزام الديني وللمبادئ الوطنية الثابتة، وكون أن آخرين غيرهم وخلافهم تماما غلبوا مصالحهم الشخصية والكسب الشخصي لا يعني مطلقا أن النزاهة باتت هي الاستثناء، فنحن ندرك أن هيئة مكافحة الفساد أنشئت في هذا العهد الشفاف؛ لأن ثمة آخرين عينوا في مناصب وحفروا في الوطن أكبر حفرة للكذب وأكبر كهف لإخفاء المسروقات ودفن الحقائق، وهؤلاء لا يحفرون قبور مستقبلهم الوظيفي ولا مصالحهم، بل ينحتون لأنفسهم ما يشبه القبر في الكرسي وكأنهم مخلدون فيه أو سوف يقبر معهم. وأملنا من هيئة مكافحة الفساد وتشجيع النزاهة، أن تكشف زيف أمرهم وتشجع على كشفهم لا أن تكافئ من يخالف نهجهم؛ لأن نهجهم هو الفساد بعينه والمخالفة الصريحة لقيم وأخلاق من سبقهم ممن هم القدوة في النزاهة.

اعتراض الصحة على الشورى

اعتراض وزارة الصحة على تقرير مجلس الشورى ما هو إلا للأسلوب غير المستند على واقع يليق بالرد على مجلس الشورى، فالصحة تناقض نفسها في الأسبوع الواحد سبع مرات وتريدنا أن نكذب الواقع ونصدق قدرتها على النجاح وإلا فهل من المعقول أن يكون الرد على مجلس الشورى (ممثل المواطنين ومستشار ولي الأمر) بأن وضوح الرؤية والعمل المؤسسي يمثله (مشروع) وطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة يقوم على لجان ؟!! ( لا أنسى لفتة حكيمة للرجل الحكيم المخلص خادم الحرمين الشريفين شاهدناها تلفزيونيا عندما عرضت عليه تلك الاستراتيجية فتساءل أين أعداد الأطباء ومساعديهم لا أرى أعداد الأطباء ومساعدي الأطباء فهم أهم شيْ)..
وفي ذات الرد أو التفنيد عادت الوزارة للأسلوب غير المعهود عن أي وزارة في السابق وهو الرمي بالقصور على الوزارة السابقة تماما مثلما حدث في تصريح ( أتيت فلم أجد مشروع الحزام الصحي) فقال الرد لأعضاء المجلس إن معلوماتكم قديمة ومنذ ما يقرب من ثلاث سنوات!!، ثم عاد ليتحدث عن افتتاح 18 مستشفى عام 1430هـ وسبعة مستشفيات عام 1431هـ وثمانية مستشفيات تم استلامها هذا العام أي أن 33 مستشفى تم انتهاؤها عام 1430هـ (ثمار الوزارة السابقة)، ونفس الشيء يقال عن المراكز الصحية المستلمة، فهي مشاريع بدأت منذ أربع سنوات على الأقل أي أن إنشاءها بدأ في الوزارة السابقة ومجلس الشورى يريد إنجازات وثمارا جديدة، ثم إن موضوع بحث الشورى هو التقرير السنوي للوزارة الذي صدر هذا العام فكيف تكون معلوماتهم قديمة؟!، وفيما يخص عدم اكتمال الخدمات الإسعافية فإن الوزارة ذكرت هيئة الهلال الأحمر السعودي ولم تذكر شكوى الهيئة من رفض المستشفيات استقبال الحالات الإسعافية وأن الحلول والضغوط والمطالبات جاءت من سمو رئيس الهيئة مشكورا وليس من الوزارة للأسف.
أما ما ورد في التقرير من نفي لإلغاء الحزام الصحي فيدل على ضعف ذاكرة الوزارة، لأن أساس المعلومة بدأ بتصريح الوزير ونقلته جميع الصحف وتناوله الكتاب واستغربه الجميع خصوصا أننا شهدنا في هذا الوطن مبادرة رائعة غير مسبوقة (حسب علمي) تمثلت في استقبال الوزير السابق حمد المانع للوزير الجديد في الوزارة وتعريفه بالموظفين وما وصلت إليه المشاريع وتسليمه الأمانة بعبارات أشاد بها الإعلام والجميع. ونتمنى أن تستمر.

حرامي رفع سعر الشغالة

الأسرة الخليجية التي تحتاج إلى عاملة منزلية احتياجا فعليا هي تلك الأسرة التي لديها عدد من المعوقين يحتاجون إلى رعاية أو أم زوج لم تقم زوجة ابنها برعايتها أو مريض يحتاج لملاحظة دائمة أو زوجة تعمل لتساعد زوجها على كسب رزق يعينهم على الحياة أو غير ذلك من الأسباب الوجيهة التي تتناسب مع مرتب العاملة المنزلية المعقول (500-700ريال) لتحقيق توازن بين الاحتياج والتكلفة، وهكذا بدأت فعلا ظاهرة استقدام عاملة منزلية في مجتمعاتنا (أسباب جوهرية وتعامل عقلاني)، وكعادة الخليجيات المرفهات ممن يبحثن عن وسيلة تباه وتنافس وتسابق على كل ما يعوض مركبات النقص وجدن في العاملة المنزلية وسيلة أيسر وأوفر من شراء شنطة (ماركة) أو طقم الماس مميز أو جميع هذه المعوضات لمركب النقص أو المكملات له فبدأ سباق التنافس (شغالتي فلبينية وفلانة وع شغالتها سيلانية) صارت العاملات المنزليات ماركات كالشنط، ثم أصبح العدد وسيلة مباهاة (فلانة عندها ثلاث شغالات)، هذا بلا شك أشعر الدول التي نستقدم منها ومكاتب الاستقدام هناك وهنا تشعر أن التكلفة زهيدة والقدرة على دفع أضعافها كبيرة جداً فبدأ مسلسل المغالاة من كل الأطراف والمتضرر طرف واحد هو صاحب الأسرة المحتاجة فعليا لمساعدة العاملة المنزلية، وهذا ديدن المحتاج لدينا لا يقض مضجعه إلا تخريب المرفه عليه كل احتياجاته، ليس أضر على الفقير ومحدود الدخل الذي يحصل على دخله من كده وعرق جبينه إلا تبذير غني مرفه حصل على المال الوفير دون أدنى تعب أو حتى تفكير وربما سرقه بطريقة أو أخرى!!.
من عجائب الأسر الخليجية السفر بالشغالات لدول أوربية تحتاج إلى تأشيرات مكلفة ومصروف الفرد فيها سكناً وغذاء وملبسا هو الأعلى عالميا فتجدهم يجوبون الشوارع (ليس المتاحف ولا دور الثقافة طبعا) وأطفالهم في أحضان شغالات وأبناؤهم وبناتهم برفقة شغالات.
(لا بارك الله في سفر لا يتحدث فيه أب مع أبنائه ولا أم تشرح لأطفالها) وعدد الشغالات يفوق عدد أفراد الأسرة فكيف نستغرب أن تفكر وزارة العمل وشركات الاستقدام في راتب 1500 ريال للشغالة مستقبلا؟! إن الوزارة والشركات يقيسون، للأسف، على مستوى دخل وزير والمتضرر ذو الدخل المحدود.

قالوا وقلنا

** قالوا: حافلة ممرضات تتعرض لحادث سير قرب الكيلو 30 في محافظة الخرمة!!.
* قلنا: (في إجازة المعلمات تحولت حوادث النقل للممرضات).
*****
** قالوا: هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقتاد 23 معاكسا في مدينة أبها إلى الشرطة بعد تورطهم في معاكسات بحديقة السلام!!.
* قلنا: (يستاهلون قاعدين يعاكسون وما تركوا الناس في سلام في حديقة السلام ففاجأهم رجل الهيئة وهو يقول لهم: السلام عليكم)!!.
*****
** قال رئيس الهلال إن أطرافا سعودية تورطت في محاولة تخريب صفقة المغربي يوسف العربي حسب ماذكر وكيل أعمال اللاعب.
* قلنا: (ونحن عيبنا أننا نشبه الريح في سرعة تصديق كل من يتهم أطرافا سعودية، وهكذا ضحكت من جهلنا الأمم).
*****
** قالوا: استمرار إيقاف المتورطين في بيع لحوم الأغنام النافقة.
* قلنا: (ووجباتهم اطبخوها من لحوم أغنامهم، خلوهم يذوقون نقانق نوافق).
*****
** قالوا: 15 ألف ريال شهريا هي خسائر المحلات من سرقات الأيادي الناعمة النسائية أثناء زحمة التسوق.
* قلنا: (بضاعتهم ردت إليهم، المحلات تسرق منهم ضعف هذا المبلغ يوميا).
*****
** قالوا: محاكمة الأثرياء الصغار لاختلاسهم مليون ريال ببطاقة ألعاب ممغنطة.
* قلنا : (عقبال الأثرياء الكبار).
*****
** قالوا: شباب يضعون رقم كود البلاك بيري على خلفية السيارة بغرض المعاكسة!!
* قلنا: (يعني رقم اللوحة لساهر ورقم الكود لساهرة).
*****
** قالوا: الإعلام يتفاعل مع حادثة هجوم ثلاثة أسود على مراسلين صحافيين كانوا داخل شبك الأسود عندما خرجت عن سيطرة المروض!!.
* قلنا: (مساكين الكتاب الصحافيين، تهاجمهم الدبابير يوميا لنكشهم عشها ولا أحد جايب خبرهم!!).

سلامتك .. سلامتك نود لك نهايتك

ما حدث للطفل سامر الذي صعقته كهرباء عمود إنارة أمر متوقع حذرنا منه كثيرا منذ سنوات، أذكر أنني نشرت في جريدة الرياض منذ أكثر من عشر سنوات تحقيقا مصورا عن أسلاك الكهرباء العارية في شوارعنا وأرصفتنا وداخل الحارات وبعضها كان قريبا من مصادر مياه، ونحن نعلم جيدا أن الكهرباء إذا تحالفت مع الماء تضاعف خطرها على الضحية، لكننا لم نستفد من هذه المعلومة إلا في ضم الماء والكهرباء في وزارة واحدة صعقت الناس بالانقطاعات وسوء الخدمة والرقابة، ثم في ضم فاتورة الماء إلى فاتورة الكهرباء لتصرع المشترك من أول لمسة، عموما ما حدث للطفل سامر ــ أعان الله والديه ــ أمر متوقع لو كان صعق من عمود كهرباء في الحارة أو الشارع أي عمود سائب مهمل (يعني عمود همل على وزن كلب همل) والكلب المهمل السائب إذا عض فلا غرابة، لكن العمود ذا الأسلاك العارية الذي صعق الطفل سامر كان عمودا أليفا تربى في موقع احتفالات ترفيهية يتبع لأمانة المدينة المنورة يفترض أن هذا العمود تحديدا تعرض للفحص وأخذ الاحتياطات اللازمة كون المكان سوف يكتظ بالعائلات والأطفال، لكن الفحص واحتياطات السلامة والتأكد من أمان المكان لم يحدث منها شيء وما حدث هو أن تحذير الجميع والانتباه لعمود الإنارة مكشوف الأسلاك كان ثمنه طفل يصرخ مصعوقا وينتهي به الأمر في العناية المركزة وفي حالة خطرة.
سامر وحسب تصريح خاله لعكاظ لم ينبه الناس والدفاع المدني فقط بل إن أول من تنبه هو المسؤول عن هذا الإهمال فبادر منذ ساعات الصباح الباكر لتغطية العمود وإزالة أسباب صعق الطفل وكأن شيئا لم يكن لولا وجود ضحية يرقد في المستشفى كشاهد وأخشى أن تنفي الجهة المسؤولة أن يكون الطفل قد صعق في موقع الاحتفال لأن جماعتنا للأسف يجيدون نفي الحدث بدلا من إجادة نفي العوامل المؤدية إلى حدوثه لمنع وقوع الضرر.
أتدرون ما هو أصل مشكلة مثل تلك التي وقعت لسامر أثناء حفل أو مهرجان سياحي؟!، أصل المشكلة يا سادة يا كرام أن أمانات المدن توكل تنظيم مثل هذه النشاطات لمؤسسة محلية غير متخصصة كل ما تملكه هو عدد من العمالة الرخيصة يتم توجيههم بعبارة (سوي هذا مكان كويس عشان ولد) ولا يحدد لهم هذا الولد يجب أن يبقى حيا أو يموت، ولدينا مشكلة قديمة مع معايير السلامة منذ أن كانت أنشودة سلامتك.. سلامتك.. نود لك سلامتك يرددها التلفزيون وواقعنا يردد نود لك نهايتك.

زعيم عربي «يسوى ديرة»

لو نامت إسرائيل مائة سنة وأكلت قبل أن تنام أثقل وجبات الدسم لما حلمت ولو مجرد حلم بما تحقق لها اليوم من مكاسب إعلامية تتمثل في انكشاف بعض قادة خصومها العرب وحقيقة علاقتهم مع الشعب وانتمائهم لأوطانهم وأراضيهم وعدم اكتراثهم بها مقابل مصالحهم الشخصية ورغباتهم فكيف سيكون موقفهم مع الوطن العربي المسلوب (فلسطين) والأرض التي تحتلها اسرائيل؟!، لقد كشفت الثورات العربية حقيقة بعض القادة من ادعياء العروبة والقومية والشعارات الزائفة في مؤتمرات القمم العربية وعن الوجه الحقيقي الذي يمثل قمة الأنانية وحب الذات والتشبث بالسلطة والتضحية بكل شيء من أجل النفس بدلا من التضحية بالنفس من أجل الشعب والأرض وظهورهم أمام العالم في صور مخجلة تتمثل في قتل جماعي وتشبث بالسلطة وتحريض للشعوب على قتل الأخ لأخيه، وتواتر مقاطع الفيديو لأشكال الاغتصاب والتعذيب والركل والضرب للمواطن العربي، ليس ركلا من قدم اسرائيلية ولا ضربا بيد محتل كما تعود العربي ولكن ركل وضرب وقتل بدم بارد بنيران كان يظنها صديقة.
أغرب المواقف تأتي يوميا من ملك ملوك الغرابة وفاتح حصون العجائب في أزمنة الرخاء والشدة، وحالات الأمن والفوضى معمر القذافي، فهاهو بعد أن هدد بالتحالف مع القاعدة ثم اسرائيل من أجل بقائه في السلطة يهدد بانتحار طرابلس كاملة من أجله مسجلا أول حالة انتحار مدينة من أجل رجل واحد في زمن اختلف فيه العلماء حول مشروعية انتحار رجل من أجل مدينة!!، يقول موفد الكرملين إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي سوف يلجأ إلى تطبيق خطة «انتحارية» تقضي بتفجير العاصمة طرابلس في حال هاجمها الثوار، وأن رئيس الوزراء الليبي قال له في طرابلس خلال زيارته لها الشهر الماضي إنه إذا استولى الثوار على طرابلس فسوف نغطيها بالصواريخ ونفجرها.
كنا ولازلنا نسمع مثلا شعبيا يقول ممتدحا الرجل (فلان يسوى ديرة) كناية عن أن ذلك الرجل من شهامته وسمو أخلاقه يوازن في قيمته سكان مدينة أو بلد، وإذا أراد قائل المثل أن يسخر من رجل قال (فلان يسوى ديرة مافيها أحد) ومعمر القذافي يأبى إلا أن يفني جميع سكان طرابلس، حتى مؤيديه منهم لكي يثبت للعالم أنه (يسوى ديرة مافيها إلا هو) وهذا ليس هو الأمر العجيب، فالرجل عجيب غريب في الرخاء والزنقة، العجيب الغريب هو كيف يجد من يصبر عليه ليعبث كل هذا العبث؟!.