الشهر: أغسطس 2011

نساء المفرقعات

منظر ملاحقة نساء فقيرات ضعيفات جاهلات أيا كانت جنسيتهن أو لغتهن أو لونهن ومصادرة بضائعهن وركل بضاعة دفعت فيها كل ما جمعت، منظر غير مقبول ولا أظن أن أحدا يختلف على أنه مؤثر وغير مقبول حتى وإن كانت هذه المرأة تبيع مفرقعات خطرة وممنوعة!!.
لا أعتراض على منع المفرقعات أو الألعاب النارية التي يجد الأطفال في اللعب بها متعة خطرة يمارسونها ليالي العيد، ولا أعتراض على منع كل ما تجد الجهات المختصة المصلحة في منعه، لكن المنع يجب أن يكون منعا من الدخول لا منعا من التوزيع فقط، وهذا مربط الفرس الذي كررنا تسليط الضوء عليه فإذا كانت تلك الأشياء المستوردة من الخارج خطرة ومزعجة ومضرة ولذلك منعت فإن الأولى منع دخولها من المنافذ، فإذا دخلت فإن الأهم من ملاحقة بائعها بالتجزئة القبض على من يبيعها بالجملة والتحقيق معه لمعرفة كيفية دخولها ومن أدخلها؟! ومن تواطأ معه؟! لكي نجفف منابعها، أما أن نتركها تدخل وتباع بالجملة على فقراء يبحثون عن هامش ربح بسيط من بيعها ثم نلاحقهم في الأسواق وعلى رؤوس الأشهاد ونركل بضاعتهم ونصادرها ونغرمهم وصاحب المستودع الكبير يتفرج وربما يضحك!!.
ما يحدث من مطاردة لبائعات الألعاب النارية في الأسواق وعلى الطرقات والأرصفة منظر لا يليق إطلاقا، ولو حدث أن امرأة مرعوبة ركضت وعبرت الشارع وتعرضت للدهس فإن النتيجة ستكون وخيمة ومؤلمة خصوصا أن من باعها يقبع في مستودع يترقب حضور ضحية أخرى.

قالوا وقلنا

•• قالوا: رمضان مضى سريعا جدا.
• قلنا: «سريع جدا على من صام وقام ودعا، وبطيء جدا على من يدعى عليه».
**
•• قالوا: العيد الثلاثاء أو الأربعاء!!.
• قلنا: أعاننا الله على عناوين المقالات المكررة «عيد بأية حال عدت يا عيد !!».
**
•• قال مساعد مدير الشؤون الصحية للرعاية الصحية: تطوير أداء العمل داخل مراكز الرعاية الأولية من خلال تحسين البنية وإجراءات العمل، مما ينعكس على رفع جودة الأداء ومردود الخدمة، إلى جانب تطوير البرامج الصحية الوقائية وتعزيز الصحة من خلال تكثيف برامج التوعية الصحية الهادفة، مع الاهتمام بتحسين الوضع البيئي عبر أنشطة وبرامج صحية بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، ورفع درجة الترصد والمراقبة الوبائية ما يساهم في درء الأوبئة وخفض معدلات الأمراض المستوطنة.
• قلنا: أقص يدي إذا ما كان تدريس مادة التعبير والإنشاء إجباريا في وزارة الصحة!!.
**
•• قالوا: حقوق الإنسان تفاجئ أحد فروع مرور جدة وتكشف عن 15 مخالفة!!.
• قلنا: هذا في أحد الفروع أجل أحد الجذوع كم فيه؟!.
**
•• قالوا: سقوط «هامور» تهريب العاملات الفلبينيات من كفلائهن إلى فلة خاصة عبر تصيدهن في الأسواق والمستشفيات ودخله الشهري 45 ألف ريال وسيارته قيمتها 250 ألف ريال.
• قلنا: «كل يوم نسمع عن اصطياد هامور بس ما نسمع عقوبة، يعني ولا واحد منهم عملوا منه هامور فيليه!!».
**
•• قالوا: وزارة التربية والتعليم تسمح بنقل الطالبات المصابات في حوادث الصعق الكهربائي أو الحريق أو السقوط للعلاج دون الحاجة إلى إذن مسبق.
• قلنا: ومتى تفتح «الأذن» لعلاج مسببات الصعق الكهربائي والحرائق والسقوط؟!.
**
•• قالوا: تكدس في ثلاجات الموتى بالمستشفيات منذ عامين وبعض الجثث تركت خارج الثلاجات!!.
• قلنا: الأخطاء الطبية تفوق سعة الثلاجات.
**
•• قالوا: 14 مراهقا أمريكيا يسقطون من النوافذ يوميا!!.
• قلنا: هذي «المروانا» وما تسوي، الله يحمي المبتعثين!!.
**
•• قالوا: قسم الجراحة في نجران مغلق.. و «الصحة» تبرر بنقل الكادر.
• قلنا: «الصحة يا تبرر أو تبربر».
**
•• قالوا: هيئة الطائف تطيح بيمني ابتز فتاة وهددها بنشر صورها عارية في النت فحاولت الانتحار ثم تراجعت!!.
• قلنا: هلا سألتموها لماذا سلمته صورها عارية؟!، الأمر يحتاج لحملة «لا تتعري ولا تبتزي».

الشهرة بالبول.. العتب على الإعلام

لا شك أن الشهرة إحدى الشهوات الإنسانية، لكنها ليست ككل الشهوات الغرائزية السائدة في كل البشر مثل شهوة الطعام وشهوة الجنس، فشهوة الشهرة يصاب بها البعض ويسلم منها كثير من الناس، أعرف علماء وأساتذة جامعات وأطباء وباحثين أبدعوا في مجالاتهم، لكنهم لا يحبون الظهور الإعلامي ولا يشتهون الشهرة، ويقتصرون في نشر إنجازاتهم العلمية والطبية ونتائج بحوثهم المميزة على المجلات العلمية المتخصصة التي لا يقرأها إلا المتخصص من أقرانهم، وهؤلاء يتعب الصحافي في الحصول منهم على خبر ينشره أو إنجاز يتحدث عنه، فهم كمن يتصدق في الخفاء ويحرص على أن لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ومشكلة مجتمعنا أن التعرف فيه على الكفاءات واستكشاف المواهب يتم عن طريق الإعلام فقط، أي أن من لا يعلن عن نفسه لا يجد الفرصة الوظيفية التي يستحقها، وكأن هؤلاء الذين يعملون وينجحون في الخفاء وصل بهم حد الزهد بالشهرة إلى التنازل حتى عن حقهم في منصب يتناسب مع قدراتهم وتميزهم والخسران هو المجتمع، لكن المجتمع هو أيضا المخطئ، فهو من أخطأ طريقة الاستكشاف واعتمد على الإعلام وما ينشر، والإعلان عن الذات ومن يشتهيه ولم يعمد للبحث عن من يحمل صفات أخرى إضافة إلى الكفاءة العلمية وهي إنكار الذات والعمل من أجل العمل والاعتزاز بالنفس وانتظار التكريم لا البحث عنه.
الإعلام يتحمل المسؤولية الأكبر في خلق وسط مناسب أو مكان لإشباع شهوة الشهرة دون ضوابط تؤكد (على أقل تقدير) أن من يشتهي الشهرة يستحقها أو لديه المؤهلات التي تخوله للظهور على حساب من صام عن تلك الشهوة، خصوصا بعد أن أصبحت شهوة الشهرة نزوة، بمعنى أن ثمة من يريد أن يشتهر ولو بمخالفة صريحة أو سلوك مشين أو مخالفة للجماعة في أمر ثابت، أي أنه لا يتحدث عن إنجاز حققه علميا أو طبيا أو بحثيا ولكن على طريقة خالف تعرف، وهذه وربي شهوة شاذة تذكرني باستشهاد الشيخ الدكتور عبد العزيز الفوزان (حفظه الله ونفع بعلمه) بالرجل الذي بال في الكعبة، وعندما قيل له قاتلك الله لم فعلت ذلك، قال أريد أن أشتهر.

مستصغر الشرر

بكل جرأة واطمئنان وقف شاب طويل أنيق أمام مدخل مسجد حينا في شمال الرياض بعد أذان العصر وقبل الإقامة، معترضا دخول رجل كهل وقف منبهرا من هذا السلوك، وظن أنه يداعبه، وفجأة هجم اثنان آخران عليه من الخلف وبدأ في تفتيش جيوبه وعندما لم يجد غير المناديل دخل الثلاثة المسجد متجهين للباب الثاني اختصارا للطريق، واعترضوا كهلا آخر وسرقوا ما معه!!، ثم لاذوا بالفرار في سيارة كانت تنتظرهم وتحوم حول المسجد، ويتكرر كثيرا أن يعترض شباب صغار شابا آخر ويصفعونه ويسلبون جواله وما لديه من نقود، ولا أعرف سببا للصفعة، إلا أن تكون لبث الرعب وإرباك الضحية واستبعاد المقاومة.
إحقاقا للحق فإن مثل هذه العصابات يتم لاحقا القبض عليهم بجهود مضنية من أقسام البحث والتحري، تعلن عنها شرطة منطقة الرياض في شكل حملات أمنية مكثفة وموفقة، ومن الإنصاف القول إن مثل هذه الاعتداءات تحدث في كل أنحاء العالم، ففي بريطانيا وأمريكا وفرنسا يعاني كبار السن المستضعفون من الاعتراض وسلب الأموال وكذا السكيرة والهائمون والخارجات من الملاهي الليلية، لكن الفرق هنا هو في التعامل مع كل سرقة منفردة في حينها وبمنتهى الجدية حتى يقبض على الفاعل، وإذا قبض عليه فإن عقوبته رادعة بالسجن الطويل والمتابعة بعد الإفراج والمنع من الخروج من حدود منزله فترة طويلة.
نحن مشكلتنا أننا نهتم في العمليات الكبيرة التي نسميها «إنجاز أمني نوعي»، تقوم به جهات البحث والتحري بتميز مشكور، لكننا لا نتعامل بجدية وسرعة مع البلاغات الفردية، وهذا جعل الضحايا لا يتحمسون للبلاغ وجعل المعتدين لا يخشون الملاحقة الفردية المباشرة، كما أن تنفيذ العقوبات لا يرقى لمستوى الردع الموجب لعدم تكرار الجريمة.
حتى في مجال مكافحة المخدرات نحن نركز على العمليات الكبيرة «عصابات وأطنان ومئات الملايين من الحبوب»، لكننا نهمل صغار المروجين، وهذا معناه أننا نعاني من عقدة «الخطوة النوعية»، ونستهين بمستصغر الشرر الذي هو سبب اشتعال نار رعب الناس وأمن العقوبة وإساءة الأدب.

مسجد القاعدة

يوم الجمعة الماضي التاسع عشر من رمضان ألقى إمام الجامع الواقع في السليمانية قرب دوار المطار القديم في الرياض خطبة أحسبها مثالية؛ لأنها تخاطب المصلين بلغة سهلة لا تكلف فيها، وتناقش واقعا يعنيهم وبهدوء تام، وكأن الإمام يتحدث مع كل واحد منهم على حدة. تحدث بلهجة المعتذر عن سوء حال التكييف في ذلك المسجد المكتظ بالمصلين في يوم شديد الحرارة والناس صيام، وشرح معاناته مع خطوة ضرورية تتمثل في حل وحيد بتغيير نظام التكييف في المسجد لقدمه وانتهاء عمره وقدرته. وطريقة عرضه للمعاناة لم يقصرها على معاناة مسجد، بل هي نصائح وعبر لكل من عزم على التعامل مع الشركات والوكلاء الاستغلاليين والتجار الجشعين والمقاولين الغشاشين في أي مشروع، ليس بالضرورة تركيب نظام تكييف، لكن مثال تركيب نظام تكييف في بيت من بيوت الله بأموال متبرعين متصدقين يوحي لك بخطورة جرأة الغشاشين، والغياب التام للرادع حتى وإن كان الأمر يتعلق بمسجد تجمع له التبرعات ويفترض أن يسهم التاجر له بتخفيض ربح وإحسان عمل.
معاناة إمام المسجد ــ التي مازالت مستمرة ــ يصعب اختزالها في زاوية من صحيفة، فقد وصف تباين العروض من 100 ــ 350 ألف ريال، وتباين النوعيات واختلاف الضمان وتباين الاستشارات الهندسية، ووصف روح الجشع الشديد ومحاولات الكسب غير المشروع في مشروع تكييف مسجد وإراحة مصلين وخدمة بيت من بيوت الله!، فكيف بالمشاريع الأخرى، وكيف بما يتعرض له المواطن عندما يبني منزل العمر بـ«تحويشة» عمر؟
خرجت من تلك الخطبة بانطباعات أخرى لم يكن الخطيب يقصدها، منها أن وزارة الشؤون الإسلامية تؤكد كل يوم ما كتبته عن تقصيرها نحو المساجد من حيث الصرف عليها واقتصارها على تولي فرش المسجد، لذلك أسميتها في مقال سابق قريب «وزارة فرش»، فما الذي يمنعها من تولي تركيب نظام تكييف في جامع يقع في موقع مكتظ «بالمناسبة هو قرب قاعدة الرياض الجوية ويعرف بها ويشهد جموعا غفيرة لانفراده في الحي»، ومن الانطباعات أن إمام المسجد لا يقتصر دوره على الصلاة والخطبة كما يعتقد البعض، فهذا الإمام تحول إلى معقب ومندوب شراء ومقيم عروض ومحاور للمهندسين وباحث عن حلول تقنية وحاث على التبرع المشروع ومفاوض للشركات، ثم يأتي من خرج من تحت لحافه للتو بعد نوم طويل وقبل أن يزيل إفرازات النوم، ويتجرأ على أئمة المساجد بحرف أو تصريح.

في حوار جريدة اليوم السعودية مع محمد الأحيدب المنشور الجمعة 20 رمضان 1432هـ: الاحيدب: أحلم بمناقشة قضية من أين لك هذا؟وأخشى على وزير الصحة من دعوة رمضانية لا ترد من أقارب سبعة ماتوا في أول رمضان

كاتب استطاع أن يمسك بناصية اللغة لتنقاد له طاعة فيكيفها نحو المساهمة في تأسيس وعي ثقافي و حضاري يعكس مدى ذكاء وخبرة الكاتب السعودي, يأسرك بكاريزميته التي تفردت لتكون له , كيف لا ؟ وهو أول من استحضر الإنجازات الإنسانية لوطنه فاقترح شعار (السعودية مملكة الإنسانية) والذي اعتمد كشعار لكافة الإسهامات الإنسانية للمملكة العربية السعودية لتصبح بذلك ماركة خاصة به , فكأنه يستحضر تخصصه في علاج قضايا مجتمعه فيصف البلسم وينشئ الأمصال للوقاية ولعلاج العلل الاجتماعية ,وبالرغم من الإنجازات التي حققها إلا أن سمته التواضع , وديدنه المحبة والولاء للدين والمليك والوطن , الكاتب محمد بن سليمان الإحيدب يضع النقاط على الحروف في 30 سؤالا فكانت الإجابات كالتالي :

المقالة الصحفية تنطلق من «فكرة». فما هو منبع الأفكار لديك؟
معاناة الانسان وهو منبع دفاق بكل أسف.
كل كاتب يحمل هم مشروع اجتماعي. فماذا تحمل؟
مشروع التذكير بأن الأهم من وضع ثقة في مسؤول أن تراقبه على وزن اعقلها وتوكل.
بين التقليد والتجديد صراع أزلي. فإلى أي الفريقين تميل؟ ولماذا؟
الى فريق ثالث يقبل بالتجديد الذي لا يتعارض مع القيم والتقاليد، لأنه الوسط وخير الأمور الوسط.
غالبا ما يعيش الكاتب غربة عن مجتمعه. فهل هذا صحيح؟
الكاتب هو نبض المجتمع وقد يقاس النبض من عرق بعيد لكنه ليس غريبا.
واقع الصحافة السعودية. كيف تنظر إليه؟
مثل سوق أسهمها ، متذبذب وغير مأمون وقد يغني أناسا ويفقر آخرين في لمحة بصر.
المثالية هل هي عقدة مجتمع؟ أم أنها وهم كبير صنعه المنظرون؟
بل هي شكل اجتماعي سوي يتحجج المقصر بصعوبة تقمصه
كيف تعايش هموم المجتمع اليومية؟
بالعيش فيه يوميا
الكتابة الفنية لا يحكمها منهج. هل تؤيد هذه النظرة؟
المناهج لا تحكم شيئا في حياتنا أصلاً.
كيف تتعاطى مع النقد؟
ليس بمثل حساسية مؤسسة النقد بكل تأكيد.
المقالة الأدبية السعودية حققت نجاحا كبيرا ومقروئية على المستويين العربي والعالمي. فهل هذا صحيح؟
خير من يجيب عن  هذا السؤال قارىء عربي و آخر عالمي و الا أصبحت مثل انجازاتنا الطبية لايقيمها الا من أجراها.
كتابة المقالة إلى أين ستحملك؟
( فال الله ولا فالك ياشيخ ما عاد فيه حمل و تحميل اليوم صرت تروح مشي!!).
المزاجية, التسرع, الانفعالية. كيف للكاتب أن يحيدها أثناء جريان القلم؟
بأن يتخلص منها قبل جريان القلم!!.
كتاب الرأي في صحفنا إلى أي مدى ساهموا في النهوض بثقافة القارئ؟
الأمر يحتاج الى دراسة قياس مكثفة وشاملة لكننا للأسف لا نؤمن بالدراسات.
صناعة الكتابة شاقة. لماذا برأيك؟
هي شاقة لأن الشق أكبر من الرقعة!!.
كيف تنظر إلى واقع المرأة وقضاياها؟
المرأة بخير لو فكها الله من بعض الرجال!!.
بماذا تترجم المصطلحات التالية:الحرية , العدالة , المساواة؟
ترجمتها جميعا وردت في القرآن الكريم والمهم أن نترجمها أفعالا.
«المسكوت عنه» هاجس أم أنه قضية تحتاج إلى وقت يزيل غموضها؟
في عصر تويتر والفيس بوك لم يعد هناك (مسكوت عنه) ولله الحمد.
الحياة تأخذ من عمر الإنسان وتهديه التجارب. فماذا أهدتك الحياة من التجارب؟
تحددني بألف كلمة وتريدني أن استعرض هدايا حياة أخذت من العمر ثلثيه وربما كله.
الأقلام الشابة إلى ماذا تحتاج برأيك؟
الى عقول شابة تستوعب ما تقول.
الكتابة النسائية هل حققت النجاح الذي حققه شقيقها الرجل؟
يكتبن بنفس الحروف وبنفس القلم ولنفس القارىء فلماذا لا ينجحن.
التطور السريع الذي يشهده العالم أين نقع نحن من هذه الخارطة؟ ولماذا؟
نقع خارج الخارطة تقنيا و نتسيدها أخلاقيا ولو جمعنا بين الطموح العلمي والالتزام الديني لعدنا لتسيد العالم.
أصبح الإعلام أحد عوامل التغيير. فأين يقع إعلامنا المرئي والمكتوب والمسموع؟
يقع عرضة لعوامل التعرية.
ما الصعوبات التي ترى أنها تقف عائقا في وجه النجاحات؟
تغليب مصالح الأشخاص على الصالح العام.
ما تطلعاتك الشخصية للمرحلة القادمة؟
أتطلع لتشكيل وزاري يحقق حلم عبدالله بن عبدالعزيز في رجال يعملون للناس!!.
للماضي ذكريات لا تمحى. فما هي أبرز ذكرياتك السعيدة والحزينة؟
السعيدة كانت في الجلوس والحديث الماتع مع والدي ووالدتي والحزينة في وفاتهما.
رسالة خاصة توجهها إلى من؟
الى وزير الصحة: في أول اسبوع من رمضان توفي سبعة أحدثهم ريما في بريدة لعدم توفر سرير أخشى عليك وعلى وطني من دعوة رمضانية لا ترد فهلا أسرعت في منع المزيد.
ما هي أبرز القضايا التي تمنيت أن تناقشها في كتاباتك ولم تتمكن إلى الآن؟
قضية من أين لك هذا؟!
هل هناك معارضون لما تكتب ؟
– كل من انتقدهم معارضون لما أكتب ، وأحدهم معارض أن أكتب!!
الحرية عملة ثمينة ونادرة الوجود . هل أنت مع هذا الرأي؟
في ليبيا و سوريا أثبت القتل أن الحرية ثمينة جدا ، وفي فرنسا أثبت النقاب أنه نادر جدا.
مساحة حرة ماذا تقول فيها؟
في وطننا الغالي السعودية ثمة رجال ونساء عينوا في مناصب لبعض الوقت وعملوا بأمانة وإخلاص وتفان وحفروا في هيكل الوطن اروع الانجازات وانفعها وحفروا في قلوب الناس و من عمل معهم حبا واحتراما عميقين و منهم من هو من فرط الإخلاص حفر قبر مستقبله الوظيفي ومصالحه الشخصية فداء للأمانة والالتزام الديني وللمبادئ الوطنية الثابتة.

السيرة الذاتية
ماجستير في علم الأدوية والسموم عام 1986م
بكالوريوس في العلوم الصيدلية من كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود عـام 1981م.
أسس المركز الوطني لإنتاج الأمصال واللقاحات بالشؤون الصحية للحرس الوطني
عين مديراً عاما للمركز منذ تأسيسه عام 1991م ولا يزال مديره العام التنفيذي حتى تاريخه
استحضر الإنجازات الإنسانية لوطنه فاقترح شعار (السعودية مملكة الإنسانية) الذي اعتمد كشعار لكل الإسهامات الإنسانية للمملكة العربية السعودية.
عمل  صحفياً غير متفرغ وكاتباً في زاوية هوامش صحفية في جريدة الجزيرة لمدة سبع سنوات في الفترة من 1981- 1987م .
– يكتب حاليا زاوية يومية عنوانها (بصوت القلم) في جريدة عكاظ  التي انتقل اليها منذ 3 يناير 2010م وحتى تاريخه.
حصل على درع مقدم من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني في تكريم الرواد في الشؤون الصحية بالحرس الوطني تكريما له لتأسيس مركز الأمصال.
حصل الميدالية الذهبية للنشاط الصحفي بجامعة الملك سعود للأعوام 1979، 1980، 1987م.

محاكمة مبارك بمسطرة الذهب

بعض الأحكام الشرعية للحالات النادرة تصدر بناء على القياس، وكذا بعض الأحكام الوضعية تستند على القياس، والملفت للنظر في الأحداث المتسارعة في الدول العربية وتحديدا القيام على الأنظمة وثورة الشعوب أنها تزامنت في وقت واحد، كون كل شعب مظلوم مقهور اقتدى بمن ثار قبله، لكنها أي الثورات تباينت في التكلفة البشرية والمآسي الإنسانية والمدة نتيجة سبب واحد لا غيره هو تعاطي الرئيس المطلوب رحيله مع مطالب الشعب، فالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي رحل على الفور وتعامل مع عنصر المفاجأة بمفاجأة الفرار، والرئيس المصري حسني مبارك حاول المقاومة قولا وعملا وحدث ما حدث من خسائر بشرية وضحايا أبرياء، لكنه لم يتجاوز مواقع المظاهرات وميدان التحرير تحديدا وبعض المسالك إلى المواقع الحيوية، ثم أعلن تخليه عن السلطة بعد مراحل من التنازلات، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح اعتمد الحوار ولجان الوساطة ولغة الخطابة ولا زال، وفي المقابل مارس نظام معمر القذافي حربا ضروسا ضد رغبة الشعب وقصفا عشوائيا، وقتل واغتصب وضحى بكل ليبيا من أجل ذاته وهدد ولا زال بإحراق طرابلس مقابل بقائه في السلطة، وهو ما أسميته انتحار مدينة من أجل رجل، في وقت لا زلنا نبحث مشروعية انتحار رجل من أجل مدينة، ذات الجرائم وبشكل أكبر عددا نسبة لعدد السكان مارسها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، بل كان أكثر قسوة في العقوبات الفردية ضد الثوار بنزع الحناجر وبتر الأعضاء وتعذيب الأطفال.
حسنا لو طبقنا مسطرة قياس سلوك الرؤساء المخلوعين والمرفوضين في محاكمة حسني مبارك، نرقمها بحيث يكون أدناها ما فعله زين العابدين بن علي وذروة سنام بشاعتها ما يفعله بشار الأسد وقبله في التدريج معمر القذافي، ومعلوم أن أقصى عقوبة هي الإعدام وأدناها سجن يعقبه الترحيل فإن حسني مبارك لن تصل عقوبته للإعدام كونه لم يفعل ما فعل بشار ومعمر فلا درجات في الإعدام ولن تقارن عقوبته بمن خرج دون أدنى خسائر.
المؤكد عندي أن كل هؤلاء الرؤساء الذين دخلوا على ظهور الدبابات ومكثوا في السلطة زهاء أربعين سنة لو تم التعامل معهم بمسطرة المشير عبد الرحمن سوار الذهب فسيكون أدنى مصيرهم الإعدام، لأن مقياسهم هذه المرة رجل استلم السلطة في السودان عام 1985م بصفته أعلى قادة الجيش وسلمها لحكومة منتخبة في العام التالي.

قالوا وقلنا

** قال مستشفى العيون لـ(عكاظ): ما تضمنه تقرير ديوان المراقبة عن دروس الرقص حالة فردية تمت في المركز الترفيهي في الإسكان ولا علاقة للمرضى والمنومين بالرقص.
* قلنا: (ولا ناوين ترقصون المرضى بعد؟!، ما يكفيهم ترقيص الصحة).
**
** قالوا: كاميرات ساهر تقدم المعايدة وتنشد الانضباط!!.
* قلنا: (وتصورك مع المعايدة وقيمة الصورة 300 ريال تتضاعف في عيد الأضحى المبارك !!).
**
** قالوا: (اختلاط) الصرف بمياه الشرب في حي العصبة بالمدينة المنورة ومياه المدينة تنفي مسؤوليتها.
* قلنا: (قصدهم إن الاختلاط من اختصاص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!).
**
** قال ثوار ليبيا: القبض على ابني القذافي محمد الساعدي وسيف الإسلام.
* قلنا: (الوالد تلقونه حولهم في أقرب زنقة).
**
** قال بشار: لن اتنحى عن السلطة حتى تنتهي سورية!!.
* قلنا: (سبحان الله، نفس كلام القذافي قبل رمضان).
**
** قالوا: التجارة تنفي مسؤوليتها عن السلع المقلدة.
* قلنا: (تنفي مسؤوليتها عن رفع الأسعار والغش والسلع المقلدة وش مسؤوليتها بالضبط؟! التجارة مثلا؟!).
**
** قالوا: وزارة التربية والتعليم ستنقل رياضة النساء من الشوارع للمدارس.
* قلنا: (إلا وش أخبار طالب المعهد الفكري الذي اعتدى عليه عامل النظافة وجعله يرفض المدرسة وينتقل للشارع؟!).

سنة القصيبي

في الأسبوع الماضي كتبت مقالا ذكرت فيه أن الأهم في ذكرى مرور سنة على رحيل الدكتور غازي القصيبي أن نتذكر ما قدمه للوطن في المناصب التي تقلدها ونستفيد من تجربته الناجحة بكل المقاييس من حيث الإخلاص للمنصب والأمانة والقوة، ولعل الاجتهاد في تغيير العنوان إلى (عام على رحيل القصيبي) ذهب بجاذبية العنوان فقط اعتقادا أن الموضوع مجرد تأبين واحتفاء بمناسبة مرور سنة على وفاته وهو ما لا أجيده، لكن وللأمانة فإن نص المقال لم يتغير ولعله أوصل الرسالة بضرورة الاستفادة من نهج غازي القصيبي وتعامله بإخلاص وقوة مع المناصب التي تولاها مما خلق له الكثير من العداوات مع من لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة.
يكفينا من غازي القصيبي أنه ترك لنا تجربة فريدة في إيكال أمر الصحة إلى متخصص إداري وهي المطالبة المستمرة التي طالبنا ولا زلنا نطالب بها على أساس أن الإدارة تخصص قائم بذاته وأنها بالتأكيد لا تدرس مع دراسة الطب وأنه من الصعب على طبيب أن يبدع في الإدارة كونها ليست مجاله ولا تخصصه، ففي السنة اليتيمة التي تولى فيها القائد الإداري غازي القصيبي وزارة الصحة اختفى التحيز للطبيب على حساب المريض والمهنة وتعددت العقوبات الرادعة لكل طبيب يهمل المريض ومهنته الإنسانية، فتم التعامل مع الشأن الإداري في وزارة الصحة بأسلوب القائد الإداري المحايد الحازم الخبير فرأينا في سنة واحدة ما لم نره في عشرات السنين من إدارة الأطباء، ومن يريد رجوعا تاريخيا موثقا صريحا ونزيها فما عليه إلا الاطلاع على الفصل الخاص بوزارة الصحة في كتابه رحمه الله (حياة في الإدارة).
ما يحدث الآن من تزايد الأخطاء الطبية والتحول إلى الدفاع عنها بدلا من معالجتها وما تطور عن الأخطاء من إهمال وصل حد فقدان أعضاء بالكامل ثم ما يحدث من ممارسات خاطئة لا تقبل التبرير مثل وفاة مريضة نتيجة سقوطها من سرير أو وفاة طفلة نتيجة تركها في مستشفى غير متخصص وعدم المبادرة لنقلها للمستشفى المتخصص وما يحدث من حمل الذبائح في سيارات الإسعاف وتنويم تيس على سرير مستشفى وما انتشر من تقارير فساد بعض المستشفيات التي أشار إليها الزملاء صالح الطريقي وخالد السليمان كلها دلائل على أننا لم نستفد من (سنة القصيبي في الصحة).

من يحمي شركات التبغ بيننا؟

أثبت التردد في فرض صور مضار التدخين على علب السجائر وعبواتها الكبيرة وتأخرنا في هذا الإجراء الذي طبقته دول بدأت المكافحة الشعبية للتدخين بعدنا أننا نعاني كثيرا من نفوذ غريب قوي خفي لشركات التبغ أدى ويؤدي إلى تأخر كل ما يتعلق بمحاربة التدخين، بدأ بالتردد في رفع أسعاره الذي لا يزال خجولا قليلا في وقت ارتفعت السلع الأساسية النافعة أضعافا مضاعفة، وانتهاء بعدم مجاراة دول العالم المتقدم والمتخلف في وضع صور نتائج وأضرار وأمراض التدخين على العلب والكراتين.
ثمة مجموعة تناقضات غريبة تؤكد أن شركات التبغ تحظى بنفوذ قوي وكبير يتسبب في إعاقة محاربتنا للتدخين رغم أننا على المستوى الشعبي أكثر من حاربه، فنحن آخر شعوب الأرض قبولا للمدخن والتدخين فقد كان إلى وقت قريب لا يمارس في العلن كونه عيبا كبيرا، وفي زمن ليس ببعيد كان مدخن السيجارة ويسمونها (السبيل) يحفر لنفسه حفرة في بر القرية حتى لا يرى الناس شعلة السيجارة، وما زلنا إلى الآن نتردد في تزويج المدخن، إذن؛ اجتماعيا نحن آخر شعوب الأرض قبولا به، أما دينيا فنحن أول من أصدر فتوى تحريمه على أساس أنه من المهلكات، وصحيا نحن أكثر من تضرر منه وأكثر من دفع ثمن علاج آثاره وأضراره، حتى أن وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع تبنى شخصيا رفع القضية الشهيرة ضد شركات التبغ، وهي الخطوة التي رحبت بها الغالبية إعلاميا وشعبيا وتندرت بها أقلية ممن يغارون من المبادرات الموفقة، ثم أخفيت وأهملت كونها مبادرة سابق رحل.
إذن فموقفنا من التدخين اجتماعيا ودينيا وصحيا يفترض نظريا أن نكون أول من يهب لتطبيق أية مبادرة دولية أو فكرة للحد منه وأية خطوة (تنويها) منظمة الصحة العالمية للقضاء على أضراره، لا أن نرى صور أنواع السرطانات المخيفة على علب السجائر في دول اتخذت موقفها من التدخين بعدنا ونحن لا نزال خليجيا مترددين في تطبيق التحذير بالصور ونكتفي بعبارة صغيرة خجولة، فما سر شركات التبغ معنا، ولماذا تحظى بقوة وهيبة وكأنها كسرت عيوننا مع كسر عظام صحتنا؟