زعيم عربي «يسوى ديرة»

لو نامت إسرائيل مائة سنة وأكلت قبل أن تنام أثقل وجبات الدسم لما حلمت ولو مجرد حلم بما تحقق لها اليوم من مكاسب إعلامية تتمثل في انكشاف بعض قادة خصومها العرب وحقيقة علاقتهم مع الشعب وانتمائهم لأوطانهم وأراضيهم وعدم اكتراثهم بها مقابل مصالحهم الشخصية ورغباتهم فكيف سيكون موقفهم مع الوطن العربي المسلوب (فلسطين) والأرض التي تحتلها اسرائيل؟!، لقد كشفت الثورات العربية حقيقة بعض القادة من ادعياء العروبة والقومية والشعارات الزائفة في مؤتمرات القمم العربية وعن الوجه الحقيقي الذي يمثل قمة الأنانية وحب الذات والتشبث بالسلطة والتضحية بكل شيء من أجل النفس بدلا من التضحية بالنفس من أجل الشعب والأرض وظهورهم أمام العالم في صور مخجلة تتمثل في قتل جماعي وتشبث بالسلطة وتحريض للشعوب على قتل الأخ لأخيه، وتواتر مقاطع الفيديو لأشكال الاغتصاب والتعذيب والركل والضرب للمواطن العربي، ليس ركلا من قدم اسرائيلية ولا ضربا بيد محتل كما تعود العربي ولكن ركل وضرب وقتل بدم بارد بنيران كان يظنها صديقة.
أغرب المواقف تأتي يوميا من ملك ملوك الغرابة وفاتح حصون العجائب في أزمنة الرخاء والشدة، وحالات الأمن والفوضى معمر القذافي، فهاهو بعد أن هدد بالتحالف مع القاعدة ثم اسرائيل من أجل بقائه في السلطة يهدد بانتحار طرابلس كاملة من أجله مسجلا أول حالة انتحار مدينة من أجل رجل واحد في زمن اختلف فيه العلماء حول مشروعية انتحار رجل من أجل مدينة!!، يقول موفد الكرملين إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف أن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي سوف يلجأ إلى تطبيق خطة «انتحارية» تقضي بتفجير العاصمة طرابلس في حال هاجمها الثوار، وأن رئيس الوزراء الليبي قال له في طرابلس خلال زيارته لها الشهر الماضي إنه إذا استولى الثوار على طرابلس فسوف نغطيها بالصواريخ ونفجرها.
كنا ولازلنا نسمع مثلا شعبيا يقول ممتدحا الرجل (فلان يسوى ديرة) كناية عن أن ذلك الرجل من شهامته وسمو أخلاقه يوازن في قيمته سكان مدينة أو بلد، وإذا أراد قائل المثل أن يسخر من رجل قال (فلان يسوى ديرة مافيها أحد) ومعمر القذافي يأبى إلا أن يفني جميع سكان طرابلس، حتى مؤيديه منهم لكي يثبت للعالم أنه (يسوى ديرة مافيها إلا هو) وهذا ليس هو الأمر العجيب، فالرجل عجيب غريب في الرخاء والزنقة، العجيب الغريب هو كيف يجد من يصبر عليه ليعبث كل هذا العبث؟!.

رأيان على “زعيم عربي «يسوى ديرة»

  1. كاتبنا العزيز .. إن القذافي ومن على شاكلته من القيادات العربية، والذين هم في الغالب صنيعة الغرب، وصلوا إلى مرحلة مرضية من العجب بالنفس وعبادة الذات، هم ينظرون إلى شعوبهم وكأنهم ممتلكات خاصة من ضمن باقي الممتلكات، أو عباد يدورون في ساحات معابد قدسيتهم ويقدمونهم قرابين على مذابح طاعتم.
    حين قامت ثورات الشعوب لرفض هذه الأوثان وهذا الطغيان .. لم يصدق هؤلاء بهذا الرفض الجماعي .. كانوا يسمعون بمطالب الشعوب وبمعاناتهم عبر السنين الطوال، الا أنهم كانوا اذن من طين واذن من عجين ويقولون هذا أنين العبيد الذي لا ينفع معه الا المزيد من القهر والإذلا، ولم يدر في خلدهم بأن هولاء بشر كاملوا البشرية ولهم حقوق ومطالب مشروعة ليعيشوا في اوطانهم بكرامة ويتمتعوا بخيرات بلدانهم على حد سواء، ولم يدر بخلدهم بأن هؤلاء يستطيعوا أخذ حقهم بايديهم دون منّة من أحد. وهاهم أخيرا يسوقوا هؤلاء الطغاة إلى السجون والمحاكمات العلنية ومنهم من تم شويه على نار لاهبة .. فهل يتعظ من بقي.

اترك رد