اليوم: جويلية 23, 2011

حرامي رفع سعر الشغالة

الأسرة الخليجية التي تحتاج إلى عاملة منزلية احتياجا فعليا هي تلك الأسرة التي لديها عدد من المعوقين يحتاجون إلى رعاية أو أم زوج لم تقم زوجة ابنها برعايتها أو مريض يحتاج لملاحظة دائمة أو زوجة تعمل لتساعد زوجها على كسب رزق يعينهم على الحياة أو غير ذلك من الأسباب الوجيهة التي تتناسب مع مرتب العاملة المنزلية المعقول (500-700ريال) لتحقيق توازن بين الاحتياج والتكلفة، وهكذا بدأت فعلا ظاهرة استقدام عاملة منزلية في مجتمعاتنا (أسباب جوهرية وتعامل عقلاني)، وكعادة الخليجيات المرفهات ممن يبحثن عن وسيلة تباه وتنافس وتسابق على كل ما يعوض مركبات النقص وجدن في العاملة المنزلية وسيلة أيسر وأوفر من شراء شنطة (ماركة) أو طقم الماس مميز أو جميع هذه المعوضات لمركب النقص أو المكملات له فبدأ سباق التنافس (شغالتي فلبينية وفلانة وع شغالتها سيلانية) صارت العاملات المنزليات ماركات كالشنط، ثم أصبح العدد وسيلة مباهاة (فلانة عندها ثلاث شغالات)، هذا بلا شك أشعر الدول التي نستقدم منها ومكاتب الاستقدام هناك وهنا تشعر أن التكلفة زهيدة والقدرة على دفع أضعافها كبيرة جداً فبدأ مسلسل المغالاة من كل الأطراف والمتضرر طرف واحد هو صاحب الأسرة المحتاجة فعليا لمساعدة العاملة المنزلية، وهذا ديدن المحتاج لدينا لا يقض مضجعه إلا تخريب المرفه عليه كل احتياجاته، ليس أضر على الفقير ومحدود الدخل الذي يحصل على دخله من كده وعرق جبينه إلا تبذير غني مرفه حصل على المال الوفير دون أدنى تعب أو حتى تفكير وربما سرقه بطريقة أو أخرى!!.
من عجائب الأسر الخليجية السفر بالشغالات لدول أوربية تحتاج إلى تأشيرات مكلفة ومصروف الفرد فيها سكناً وغذاء وملبسا هو الأعلى عالميا فتجدهم يجوبون الشوارع (ليس المتاحف ولا دور الثقافة طبعا) وأطفالهم في أحضان شغالات وأبناؤهم وبناتهم برفقة شغالات.
(لا بارك الله في سفر لا يتحدث فيه أب مع أبنائه ولا أم تشرح لأطفالها) وعدد الشغالات يفوق عدد أفراد الأسرة فكيف نستغرب أن تفكر وزارة العمل وشركات الاستقدام في راتب 1500 ريال للشغالة مستقبلا؟! إن الوزارة والشركات يقيسون، للأسف، على مستوى دخل وزير والمتضرر ذو الدخل المحدود.