تجفيف منابع الإحباط

الإحباط الاجتماعي أن تقتل فرحة المجتمع بعد خبر مبشر أو أن تحبط المتأملين بانجاز موعود فلا تحققه ولا تعمل على تحقيقه بعد أن عملت جاهدا لفرض تصديقه، أو أن تصدم فردا أو جماعة بغلظة وجفوة وسلوك لايحقق احترامهم فتتناقله وسائل النشر الحديثة ويضايق العامة، عدد من المسؤولين مارس احدى تلك الصور أو بعضها أو كلها في وقت يعيش الناس فيه فرحة وضع اقتصادي مزدهر وميزانية ضخمة غير مسبوقة وقيادة تعمل على إسعاد المواطن ورفاهيته وتتعامل معه بمنتهى الشفافية والاحترام والعاطفة الجياشة.
ليس ذنب القيادة ولا المجتمع ولا الناس أن يخيب موظف الظن في حسن أدائه لمسؤولياته وقيامه بها على الوجه المرجو منه، وعندما لايقدر ظروف العصر ومتطلباته فهذا هو عيبه الشخصي، لكنه يؤثر على المجتمع وربما على المستقبل برمته، ومن ضمن مسؤولياتنا أن نبحث هذا العيب وندرس أسبابه ونشخص علله، والأهم من هذا وذاك أن نبحث جميعا أكاديميين و إعلاميين نتائجه المتوقعة وتأثيراته المستقبلية لا أن نستكين إلى المجاملة والسلبية ونقاوم حتى مجرد كشف العيوب وكأننا لا نعيش في عصر الإعلام الحديث الذي لا يعرف سرا ولا يعترف بمجاملة.
نحن من نجح بل أبدع في تجفيف منابع الإرهاب في تجربة فريدة عالميا، وعلينا أن نسعى بما اؤتينا من قوة بحثية ورقابية وإعلامية أن نركز على بحث أهداف ومسببات إصرار البعض على مقابلة بشائر الخير بالمحبطات، و بشائر احترام الإنسان بعدم احترامه وبشائر الشفافية بالعتمة وسرعة الإنجاز بإبطائه وهل يحدث هذا صدفة؟!، وهل (قل الدبرة) وعدم التأهيل والقدرة الإدارية والطباع الشخصية هي أسرار عدم القدرة على مواكبة العصر أم أن ثمة رغبة في عدم المواكبة.
صور عديدة من التضييق على مستثمر صغير بأجنبي وإجهاض بشائر لعاطلين وارتفاع غير مبرر للأسعار وتوبيخ سائل وطرد صحافيين، كل تلك صور محبطة يجب أن نسعى لتجفيف منابعها بوقف مسبباتها وعزل مسببيها وتعويضهم بمن هم أكثر طموحا وأصدق.

رأيان على “تجفيف منابع الإحباط

  1. استاذي محمد

    لو تأملت صوره لمدينة دبي قبل اكثر من ثلاثين سنه تشاهد مجموعه بيوت شعبيه قريبه من البحر ..
    وفي نفس الفتره مدينة جده ترى عمارة الملكه وبقشان واباروزيني وبعض المباني المرتفعه ونهضه جيده في تلك الفتره

    اما الان … لا نحتاج اجابة فنحن ابناء عصرنا .اذا كان ما يرى للعامه منهوب ما حكم المخفي من الخدمات التي يحتاج اليها المواطن ..

    مثل جودة الصحة وجودة التعليم وجودة المواصلات وجودة الخدمات …

    وفي جميع الاحوال ان لم تغير الدماء بمواطنين صالحين وعاملين ..وان لم يوجد نظام محاسبي مكشوف فلن يتغير شئ

    وتقبل تحياتي

  2. ما شاءالله وكأنك تقرأ من أفكاري
    لقد عبرت عما يجول في نفسي بأسلوب إبداعي
    فعلآ مشكلتنا في أصحاب العقول المتحجرة ذوي الرؤيا المنخفضة وأصحاب المصالح
    لو يبدلوا بشباب مثلك ذو نزاهة وأمانة لصار حالنا أفضل
    وفقك الله

اترك رداً على محمد القحطانيإلغاء الرد