اليوم: جانفي 8, 2012

الفارق بين الأحلام والحقيقة

لا شك أن قضية الساعة لدينا اليوم وربما أم المشاكل التي نعاني منها ونركز على طرحها هي وعود بعض الوزراء التي لم تنفذ وتنتظر أملا في تحقيق تلك التصريحات، أنا لا أتحدث عن مشاريع متعثرة لأي سبب من الأسباب، أنا أتحدث عن أحلام وردية على ورق الصحف لا أساس لها، من توقيع مع مقاول ولا اعتماد مالي ولا خطة حقيقية أو نية لذلك العمل، بل فقط تصريح أو وعد صحفي بهدف استغراق الوقت لإنجاز ذلك الحلم.. وزمن الأحلام يطول!.
لا شك أيضا أن الصحافة المكتوبة الورقية شاركت في تلك المشكلة وشاركت الوزير في الأحلام بتخصيصها صفحات محلية جلها تخصص في نشر تلك الوعود (ولا أقول المشاريع الفعلية التي تعثرت) إنما أقصد تمنيات على شاكلة حاسوب لكل طالب، وسرير لكل مريض، وشبكة طرق تجعل صحراء المملكة أجمل بقعة في العالم.
ولاشك أيضا أننا نقول ونؤكد إن الأنظمة لدينا مكتوبة بشكل جيد والإجراءات النظامية دقيقة وشاملة لكنها لا يحتكم لها دائما ولو أحتكم لها فإن التقرير الإحصائي الحكومي (تقرير الإنجازات والصعوبات والمقترحات) الذي يفترض أن يرفع سنويا من كل وزارة ومؤسسة وقطاع لرئيس مجلس الوزراء بناء على المادة رقم (29) من نظام مجلس الوزراء، هو خير شاهد على الوزير فيما لو تمت مقارنته بما ينشر في الصحف من وعود!!.
التقرير الإحصائي السنوي يشترط قالبا محددا دقيقا وموجزا يشتمل على الإنجازات والمتعثرات والصعوبات والمعوقات والمقترحات وجداول إحصائية بالغة الدقة لا يمكن للمسؤول أو القطاع أن يملأها بأرقام غير حقيقية أو أحلام، لذا فإن ما ينشر في الصحف من وعود لاتجد له ذكرا في تقارير الإنجاز تلك، وكم أتمنى لو أحتكم لتلك التقارير كشاهد فصل فيما يدور حول وعود لم تتحقق وإنجازات انتظرها الناس بفارغ الصبر.