يبدو أن لدى بعضنا عقدة نقص ربطها وعقدها سلوك تربوي أسري لا ذنب للوطن فيه، لكن الوطن يدفع الثمن من سمعته والتجني عليه ومقارنته مع غيره مقارنات ظالمة غير مبنية على أساس علمي ودراسات إحصائية وأرقام، ولا تخلو تلك المقارنات من تأثير ذات العقد التربوية بل هي ــ أي المقارنات ــ انعكاس مباشر لتلك العقد التي منها عقدة أن ما عند غيري أفضل مما عندي، وهذه عقدة تبدأ منذ الطفولة البائسة أو عقدة الشعور بالنقص أمام الآخرين، وهذه عقدة تشب مع المرء المقصر الذي يعاني من شعوره بذنب قصوره ولا يستطيع أن يصلحه فيرى غيره أفضل منه بمراحل وإذا شبت هذه العقدة مع شخص فإنه يشيب بها.
تقول سعودية مولعة بالخارج وتعيش فيه، إننا نفتقد كمجتمع مسلم وعربي لأخلاقيات الشارع وتستشهد بالمشردين والمتسولين والمجانين ومدمني الكحول (السكيرة) في شوارع أمريكا أنهم لا يؤذون أحدا، بينما لو وجدوا في شوارع إسلامية أو عربية فإنهم قد يؤذونك أو يبتزونك أو يتحرشون بك (أ.هـ). وأنا إذ أقدر لهذه شعورها بأنه لن يتحرش بها إلا مجنون أو مريض نفسي أو (سكران) إلا أنني أطمئنها أن المجتمع المسلم العربي بخير وأن مقارنتها لم تقم على أساس إحصائي ودراسة إنما انطباع شخصي عن فئة في وضع غير طبيعي (مجنون، فاقد العقل، سكران) وهؤلاء الإسلام أصلا يعتبرهم غير مكلفين وفاقدي الأهلية ومرفوع عنهم القلم.
قارني يا عزيزتي عقلاءنا بعقلائهم أو بلفظ أصح من يعقل لدينا بمن يعقل لديهم، فهم في أمريكا وكندا ودول أوروبا لا يستطيعون السير ليلا في كثير من شوارعهم دون أن يتعرضوا لسرقة أو قتل أو اعتداء، وحسب إحصاءاتهم المنشورة فإن هذه الحوادث تحدث بمعدلات كبيرة تصل إلى كل ثلاث دقائق (نسبة إلى عدد سكان كبير بطبيعة الحال) فآداب الشارع غير مبهرة ولا مدعاة للتندر بمجتمع مسلم يلتزم بإماطة الأذى عن الطريق وأخلاقيات دين عظيم أساسه حرمة النفس والمال والعرض أو مجتمع عربي شب على الشهامة والغيرة والمساعدة بينما يسقط الضحية مضروبا أو مسروقا في المجتمعات التي ذكرتيها فلا يهب لنجدته أحد.
ثم أذكرك يا أختاه أن دبي مدينة عربية إسلامية فلماذا عدت للاستشهاد بأن عامل النظافة في دبي يلقي السلام على المارة مدعية أن ذلك يحدث لأن المجتمع مسالم وصعب عليك أن تقولي مسلم وأطمئنك أن عامل النظافة في جدة والرياض وجازان وكل مدن مناطق المملكة يلقي السلام لكنك لم تتشرفي بتحمل العيش في هذا الوطن المسلم العربي الشهم.
اليوم: جانفي 15, 2012
