الشهر: جانفي 2012

الإقصائيون الجــدد

في وقت نحن في أمس الحاجة فيه لكل حرف يكتب، ولكل قطرة حبر تراق من أجل أن نسخر أقلامنا ورأينا وحروفنا وحبرنا لدفع عجلة إصلاح هذا الوطن، وانتقاد الأفعال التي تعوق نهضته وتنميته لا انتقاد توجهات الأشخاص ومصادرة آرائهم، يخرج علينا من كانوا يدعون محاربة الإقصاء ليصادروا الآراء ويضيعوا الحروف والمساحات في حرب شعواء على كل من يخالفهم الرأي، هم ليسوا جددا، لكن إيهامهم للناس بأنهم يحترمون الرأي والرأي الآخر جعل ظهورهم على حقيقتهم يعتبر جديدا وهو ليس بجديد لكنهم لم يعودوا يملكون القدرة على الادعاء والاختفاء فظهرت الحقيقة.
قال الدكتور عبدالله الغذامي رأيا جديدا وقناعات وصل إليها بعد دراسة وتأن، فأقصوه وكانوا ينتقدون من يقصيه، أو يعتقدون أنه يقصيه لأن الأخير يختلف معهم في الرأي، والجميل أن الطرف الآخر الذي يحرصون على مصادرة آرائه وفكره يعتمد مرجعية راسخة. أما هم فيعبرون عن آرائهم ونظرياتهم ونظريات من يتبعونهم مع أن العصر الحديث أثبت فشل وسقوط كثير منها. لكننا لا نصادر حقهم في التفكير حسب أهوائهم طالما أنهم لا يفرضونها على الغير، ويضيعون تركيز الوطن عن الأساسيات إلى ما يظنون.
الزميل صالح الشيحي هو الآخر قال رأيه وسجل ملاحظته وهو يتعرض منهم الآن إلى حملة شعواء مع أن أيا منهم لم يقدم من أجل الإسهام في الإصلاح والتنمية عشر ما قدمه صالح من آراء وتضحيات ومواقف مشهودة ربما كلفته الكثير خلاف الجهد وعصر الذهن من أجل هذا الوطن، لكنني ما زلت أعيد ما بدأت من أننا في هذا الوطن في أمس الحاجة لكل قطرة حبر ومساحة حرف من أجل أن نسهم مع قيادتنا في التعجيل بإصلاح العيوب، والتركيز على أسباب الخلل بدلا من إضاعة الوقت في مهاترات لا يستفيد منها إلا المسؤول المقصر حيث تشغلنا عنه فيرتاح ويسعد بانشغالنا، فاختلافنا هذا يذهب ريحنا فتهب ريحه .

قالوا وقلنا

 ** قالوا: إن في مركز الملك فهد للغسيل الكلوي بمجمع الرياض الطبي طبيب أطفال استشاري كلى يقسو على الأطفال ومرافقيهم ويعاملهم بغلظة ويردد (لا أحد يقدر على معاقبتي).

 * قـلنا: حسبهم الله فهو القادر فوق عباده عليك وعلى من أهملهم.

                                        **

** قالت وكالة (ي ب أ) أن دراسة جديدة كشفت أن نصف الرجال البريطانيين يختبئون في الحمام هرباً من (نق) شريكات حياتهم ونكدهن.

 * قـلنا: مساكين..بلدياتهم ما تسمح بفتح استراحات يختبئ فيها الرجال مثلنا، وحنا مساكين بلدياتنا ما تفتح دورات مياه عامة مثلهم!!.

**

** قالت (عكاظ) أن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كشف عن لائحة تلزم الوزراء وبعض الموظفين بتقديم إقرار بذممهم المالية.

 * قـلنا: عجل وبسرعة الله يرحم والديك.

**

** قال مدير عام حرس الحدود لـ(عكاظ) أن تعيين عناصر نسائية في حرس الحدود يقتصر على وظائف مفتشات وسجانات لتفتيش النساء المقبوض عليهن.

 *  قـلنا: قمة احترام المرأة الموظفة وحتى المقبوض عليها ..(قال ايش قال كاشيرة!!).

**

** قالوا: مواطن يضرب ممرضة في مستشفى عسير للمرة الثانية خلال أسبوعين.

 *  قـلنا: معدل منخفض مقارنة بمواقف سوء الخدمة وغياب قنوات الشكوى في الصحة.

**

** قالت (عكاظ) أن مدير بنك سطى على حساب رجل أعمال ونقل مليون و700 ألف ريال من حساب العميل واحتج بأن عملاء التميز يحق للمدير التحويل من حسابهم وتشغيل المبلغ.

 *  قـلنا: المطلوب من البنوك تشغيل الشباب بتميز وليس تشغيل أموال التميز بدون إذن.

**

** قالت وكالة (د ب أ) أن امرأة عجوز عمرها 81 عاماً أرادت الانتحار بقذف نفسها من بناية عالية في هونج كونج فسقطت على رجل شرطة فأصيب بجروح خطيرة.

 *  قـلنا: هذا كان يمشي ويتمنى أن تسقط بين يديه فتاة عمرها 18 عاماً، بس شكله غلط  وعكس الرقم.

**

** قالت (عكاظ) أن الشركات الغذائية رفعت سعر حليب الأطفال 60 ريالاً للكرتون.

 *  قـلنا: جس نبض للوزير الجديد.

**

** قالوا: إصدار حكم قضائي بمنع (خطابة) من مزاولة المهنة وإغلاق موقعها الذي تتواصل عبره مع الراغبين في الزواج وذلك بسبب إفشاء معلومات عن المتقدمين وعدم أمانتها في حفظ السرية.

 *  قـلنا: إن صدق ظني فإن مئات الرجال ينتفضون خوفاً الآن كل تسريب المعلومات يهون إلا من الخطابة!!.

**

** قالت: حوادث (عكاظ) أن أربعة هنود حاولوا تهريب زجاجات (الويسكي) بوضع الزجاجات في جوارب قطنية ثقيلة.

 *  قـلنا: جوارب هنود ثقيلة هذي ريحتها لوحدها تسكر.

**

جربوها يا أمراء المناطق

يكفي للإقناع بأهمية وإنسانية وجدوى ونجاح الفكرة أن تقول إن الذي طبقها هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا عندما كان في منصب عمدة إسطنبول، ولست هنا لأذكر المواقف المتتالية والنموذجية لهذا الرجل الذي سلب ألباب فقراء تركيا ومتوسطي الدخل فيها والمنصف من الأغنياء بدليل إعادة انتخابه بفارق كبير من الأصوات وبقائه (بالانتخاب) رئيسا للوزراء منذ 14 مارس 2003م وحتى اليوم.
عندما شعر أردوغان أن المواطن التركي والمقيم والسائح يستغل ماديا وصحيا وغذائيا وإنسانيا في طعامه من قبل المستثمرين في مجال المطاعم وهو استثمار كبير في بلد يعشق سكانه وزواره الأكل في المطاعم وعلى شاطئ البحر الجميل الذي يحيط بإسطنبول من كل مكان قام بإنشاء حوالي 20 فرعا لمطاعم غاية في الروعة والجمال ودرجة التصنيف التي تتفوق على الخمس نجوم التجارية وأسماها مطاعم اجتماعية (Social) واختار لها أجمل المواقع على البحر وداخل المدن وهي مفتوحة للجميع أتراكا ومقيمين وسائحين لكن السواح العرب لا ينتبهون لها ولا يعرفونها جيدا، وهي تقدم وجبات منوعة ولذيذة ونظيفة جدا (تحت إشراف مباشر وإدارة من بلدية إسطنبول) وأسعارها مقارنة بالمطاعم الأخرى تعتبر رمزية جدا، ولا يمكن أن تتخيل جمال مواقعها المختارة على البحر أو نوعية الوجبات المقدمة وتنوعها بين الشوربات والمقبلات والسلطات والوجبة الرئيسة والحلويات إلا عندما تجربها، وأعدكم أن أعرض في موقعي على تويتر صورا لمطاعم البلدية تلك والتي تعتبر من أقوى روابط بلدية إسطنبول مع سكان المدينة التي تشعرهم باهتمام البلدية بهم إلى جانب الحدائق العامة المجانية، ومع أن تلك المطاعم تعتبر فرصة للفقراء ومحدودي الدخل لتناول طعام يرقى إلى ما يأكله الأغنياء، إلا أنها ليست للفقراء فقط فجمالها وموقعها ونظافتها وأمن طعامها من الغش جعل الأغنياء والطبقة المخملية يرتادونها فأصبحت فرصة لاختلاط الطبقتين وتمازجهم وتساويهم في مطعم واحد وهذا من حكمة وإنسانية وبعد نظر المسؤول عندما يكون مخلصا وبعيد النظر وهو ما يعرفه الأتراك ويقولونه عن رجب طيب أردوغان وتقوله حتى مواقفه السياسية وإن كانت السياسة لها أهداف أبعد من مجرد الإنسانية.
حسنا ونحن مجتمع أكول في المطاعم ومستغل من تجارها ونعاني جفوة كبيرة بين الناس والبلديات لماذا لا يسعى أمير منطقة أو أمين مدينة إلى تطبيق تلك الخطوة ليكون مثالا يحتذى.

.. ومتى نطرد !

يتهمون الصحافة بعدم المهنية، ويتهمون الإعلام بعدم مواكبة المنجزات الوطنية، ويتهمون الصحافيين بالفوقية، وواقع الحال المدعوم بالموقف والمثال أن الصحافة تتفوق عليهم بمراحل من المهنية وأن الإعلام أكثر منهم حرصا على رصد منجزاتهم الوطنية لو وجدها حقيقية.
ها هي وزارة الصحة تدعو الصحافيين مرة أخرى وبعد أقل من أسبوع من طردهم الشهير الذي أغضب المواطن العادي قبل الصحافي وسكت عنه على مضض ومجاملة رؤساء لجان الشورى الحاضرون لحادثة الطرد وكتب عن عار الطرد من كتب ومع ذلك أجاب الصحافيون دعوة الوزير الجديدة لإعلان مشاريع واستعراض خطط وهم بذلك يسجلون موقف وعي ووطنية ينفي عن الصحافة تهمة عدم المهنية وعن الإعلام تهمة عدم مواكبة المنجزات الوطنية، حتى ما يدعى منها ادعاء، وينفي عن الصحافيين تهمة الفوقية، بل يؤكد أنهم أكثر وعيا وعقلانية لأنهم يدركون أن الوزارة ليست بيتا لشخص، ولو تجرأ بالطرد منها، وأن الوطن ومنشآته ومشاريعه هي الباقية وكلنا راحلون.
شخصيا وصلتني الدعوة والتذكير بالدعوة عبر رسالة جوال من العلاقات العامة بوزارة الصحة ولولا أن وقت المناسبة يتعارض مع اجتماع عمل هام مسبق التحديد لكنت حضرت، لا لأنني غير مكترث بما حدث لزملائي الصحافيين ولكن لأنني أؤمن بما يؤمن به الزملاء وهو أن الوزارة ديوان للمواطن يطلع فيه على كل ما من حقه معرفته عن شأن صحته وخدماته المستحقة وكنت سوف أسأل عما يمحص الخبر والتصريح ويطمئن المواطن بأنه ليس كبعض غيره من الأخبار التي تذكر ولا تحضر.
ولأن الدعوة في الغالب تشتمل على الوقت والتاريخ والمكان وبوابة الدخول وتأكيد الحضور فربما كنت سأضيف فقرة جديدة وأمازح مرسل الدعوة وأقول (والساعة كم نطرد؟!).