لا مبرر لخيانة.. ولا عزاء لإعلام

أولا وقبل كل شيء علينا في هذا البلد الأمين أن نحمد الله الذي فضلنا على كثير من خلقه فأنعم علينا بنعم كثيرة أساسها تميزنا بتحكيمنا لشرع الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- واتخاذنا للقرآن الكريم دستورا ومحافظتنا على قيمنا وتعاليم ديننا، ولا نقبل أن يفرض علينا غير ما فرضه الله سبحانه وتعالى، وهو ما أكدته قيادة هذا الوطن الحكيمة القوية بالله.

هذا الأساس وذلك التميز الفريد والتمسك القوي بشرع الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- هو سر ما تبعه من نعم عظيمة منها نعمة الأمن والأمان والرخاء والسلام في جميع الأوقات والأزمان والأزمات والأحداث التي يتخطف الناس من حولنا ونحن أمنون سعيدون.

إن خيانة 23 مواطنا من أصل 23 مليونا نسبة لا تذكر ولا تمثل شيئا بالنسبة لوطن غالبية أبنائه وبناته ضربوا أمثلة في المواطنة الصالحة بل في الفداء والتضحية وبذل الغالي والنفيس، وطن يعزي فيه أب في فلذة كبده الشهيد فيقول باركوا لي، وطن تبتر فيه ساق جريح الحرب فيطلب العودة للميدان ويتوسل مواصلة المشاركة في الدفاع عن وطنه، لكن ذلك لا يمنعنا من سؤال هؤلاء الخونة بلا شماتة سؤال المستغرب غير الشامت (لماذا خنتم وكيف تردون جميل وطن العطاء بإيواء من يهدد أمنه وأمنكم؟).

لا يوجد سبب واحد مقبول ولا مبرر واحد يقبل سببا لخيانة الوطن، أي وطن، لكن وطنا مثل المملكة العربية السعودية قدم لمواطنيه، بفضل ربهم، ثم قيادتهم الحكيمة المخلصة كل أسباب الأمن والأمان والعيش الرغد والسعادة وحفظ كرامتهم وحقوقهم ورعايتهم صحيا وتعليميا وسكنا ومعيشة وإعاشة واحترام وحماية أنفس وأعراض وممتلكات، هذا الوطن حقيق بأن لا يكون فيه خائن واحد.

لعل تشربي للإعلام كهواية وممارسة طويلة يجعلني أتعشم منه الكثير وأعتب عليه بناء على هذا العشم وإحساسي بدوره المفصلي في حياة الشعوب، لذا أرى أن الطرح الإعلامي، خاصة مع الاعتماد على مشاهير الفلس ووسائل التواصل وسيادة الأهواء السطحية في بعض القنوات الفضائية وتركيز هذه الوسائل مجتمعة على أمور جد تافهة ومتدنية الطموح، بل ربما دنيئة الأهداف، أبعد الإعلام عن التركيز على أهم عناصر وصفات المواطنة الصالحة وإبراز أفضال الوطن والتي تتطلب الحفاظ عليه ورد الدين له.

جدير بنا إعلاميا، وبدلا من التركيز على خلافات فكرية ومناكفات وشخصنة أن نبرز تميز هذا الوطن الغالي عن غيره بما تحقق من نمو اقتصادي في زمن انهيار اقتصادي عالمي شبه شامل، وما تحقق من مكافحة شاملة عادلة للفساد جعلتنا في موقع الريادة وجعلت مشاريعنا تنجز على أعلى المواصفات وفي أسرع الأوقات ونركز على مجانية الرعاية الصحية وجودتها في وقت تثقل الرعاية الصحية كاهل شعوب أميركا وأوروبا، ونركز على مجانية التعليم والصرف على المبتعث في زمن يعمل فيه الدارس خارجيا من بلاد غيرنا في وقت فراغه ليصرف على دراسته، نركز على حرية التجارة ودعم الاستثمار وتشجيعه ودعم كل وسائل الكسب الحلال، وفوق هذا كله وذروة سنامه وطن يطبق شرع الله وعدله في كل شؤون الحياة.

لو ركز الإعلام على هذه العناصر الوطنية وأفضال وتميز وطننا، وكيف أن إيواء مخالف قد يكلف وطننا ونحن الكثير ناهيك عن كونه خيانة، بدلا من التركيز على أمور سطحية شكلية سمجة ومناكفة سخيفة وجدل مستفز لا طائل من ورائه وتباهٍ وهياط ومظاهر، عندها سيكون الإعلام ساهم في ترسيخ مواطنة صالحة لا خائن فيها.

نشر في صحيفة الرياض يوم الأربعاء 15 ربيع الآخر 1444هـ 9 نوفمبر 2022م

اترك رد