الشهر: جوان 2024

اقترح تكريم أبطال الحج والاحتفاء بهم متطوعين ورسميين في ملاعبنا

في هذا العصر الزاهر لوطني الغالي، الذي يكرم فيه الصالح ويهان فيه الفاسد، يطيب لي أن أقترح تكريم جميع من ساهم في نجاح موسم الحج وكل من بذل جهدا يسيرا أو عسيرا في خدمة حجاج بيت الله، سواء منهم المتطوعين أو الموظفين الرسميين وكل من سجل له جهدا قل أو كثر.

وطننا الغالي عودنا على تكريم كل من يستحق التكريم رغم أنه قام بواجب وأدى أمانة مطلوبة، وقام بوظيفة يتقاضى عليها أجرا جزيلا أو تطوعا اختاره لوجه الله، ومع ذلك فإن وطننا الكريم وقيادته الحكيمة تعودت العطاء بكرم لكل من استحق التكريم، لذا فإن جوائز حفظ القرآن هي الأعلى عالميا وجوائز العلماء والباحثين هي الأكثر والأشهر وتكريم الأدباء والمثقفين طبع السعودية العظمى، وماركة سعودية مسجلة عالميا في زمن يعاني فيه المثقف والأديب والإعلامي المتميز تجاهلا في كثير من بقع المعمورة.

بذل العسكر السعوديون من جميع القطاعات العسكرية جهودا جبارة سواء منهم وزارة الداخلية ممثلة برجال الأمن العام بجميع مديرياته وفروعه وأقسامه ووحداته أو القوات المسلحة بوزارة الدفاع أو الحرس الوطني أو الجيش والقوات الجوية وسلاح الحدود، وقد تخونني ذاكرة المسن فأنسى فرعا أو إدارة، لكنني لم أنسى أن أقول وأكرر القول في المقالات وفي منصة إكس (تويتر سابقا) وفي أكثر من حوار متلفز كررت عبارتي التي افخر بها وهي (كل عسكري يجرح إلا العسكري السعودي يداوي) مستشهدا بمشاهد متحركة وصور ثابتة لجنود وصف ضباط و ضباط سعوديين يعالجون حجاجا أو يحملون مسنا أو يسندون عجوزا ويسقون عطشانا أو يحتضنون طفلا بكل عطف وحنية.

وبذل رجال ونساء وزارة الحج والعمرة ونساء ورجال وزارة الصحة ونساء ورجال الهلال الأحمر السعودي ونساء ورجال الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي ونساء ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة الشؤون الإسلامية وزارة الإسكان ووزارة النقل ووزارة المياه ووزارة التعليم ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الموارد البشرية ووزارة الإعلام والنيابة العامة والجامعات وجميع الجهات الحكومية الأخرى وبعض الخاصة، وقبلهم وبعدهم المتطوعات والمتطوعون، جميع هؤلاء بذلوا جهودا جبارة تستحق الاحتفاء والتكريم مع أنهم ينشدون أجرا عظيما من عند الله وهم له بحول الله حائزون.

أقترح أن يتم الاحتفاء بهم وتكريمهم في حفل بهيج في ملاعب كرة القدم سواء في حفل خاص أو بين أشواط أكثر مباريات كرة القدم حضورا وأهمية، والله أعلم وأحكم.

هيئة لمكافحة التدليس

التدليس هو إخفاء العيوب وتغطيتها عن المشتري، وينطبق المعنى على ادعاء المميزات والإيجابيات وتحسين الصورة بما لا يثبت فعلاً.

وحقيقة فإن التدليس بهذا المعنى زاد كثيراً وأصبح يتكرر خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول للمستهلك عبر المروجين للمعلومة الخاطئة المضللة وكيل المديح لمنتج أو سلعة بإضفاء صفات ومميزات وتأثيرات غير حقيقية.

والأمثلة على التدليس كثيرة جداً ويمكن تقسيمها إلى شديدة الخطورة وخطيرة وأقل خطراً، ومن التدليس شديد الخطورة إخفاء بعض الصيادلة من مندوبي الدعاية الدوائية التابعين لشركات الأدوية أو لوكلاء شركات الأدوية، إخفاؤهم للأضرار الجانبية للدواء وتقديم الدواء للأطباء على أنه خالٍ من الأضرار مع تركيزهم على التأثيرات الإيجابية وتجنب ذكر التأثيرات السلبية، وسبق أن ذكرت أننا (صيادلة المستشفيات الحكومية) لا نسمح لهؤلاء المسوقين بالانفراد بالطبيب بل نصر على حضور الجلسة وذكر كامل التأثيرات ونتائج الدراسات السلبية والإيجابية، ولذا فإنني أقترح، في كل مناسبة، سعودة وظائف مندوبي الدعاية والتسويق للأدوية واشتراط استقلالهم وارتباطهم فقط بالمكاتب العلمية الدوائية.

ومن أمثلة التدليس الخطير ادعاء بعض شركات مكافحة الآفات والحشرات أنهم يستطيعون القضاء على الثعابين والعقارب بالمبيدات الحشرية، وادعاء موردي أجهزة وأدوات شفط أنها تشفط سم الثعبان أو العقرب من الجسم بعد جرح المكان، وهذه فصلت فيها في مقال سابق.

ومن أمثلة التدليس الأقل خطورة والأكثر استغفالاً القول إن صابوناً يقتل جميع الفيروسات أو إن معجون أسنان يوقف نزف اللثة ويقتل كل البكتيريا والفطريات، وهذا هراء فما يقتل البكتيريا ينشط الفطريات والعكس صحيح، أو الادعاء بأن محلولاً كله صبغات هو عصير طبيعي أو أن اللبن يساعد على الهضم.

ومؤسف جداً أن يدعي طبيب أنه اكتشف وأنتج دواء للضعف الجنسي وجربه على الناس ونحن نعلم مراحل اكتشاف دواء جديد وقنوات تسجيله وتجريبه.

والتدليس لم يقف عند دواء وغذاء ومعجون أسنان، بل شمل المباني وقطع الغيار والعطور والملابس والمياه.

لذا فإنني أقترح أن يكون ثمة هيئة أو جمعية تطوعية من أهل الاختصاص في كل مجال مهمتها تصحيح المعلومات والحماية من التدليس بتوفير المعلومة العلمية الصحيحة الثابتة والمثبتة بالأبحاث المنشورة المحكمة علمياً والرد على كل معلومة مضللة.

إن كل معلومة لا تستند إلى دليل علمي ثابت ومنشور في مجلة علمية وخاضع لمراجعة المحكمين وتم إقراره ببرهان لا لبس فيه، هي تدليس.

نشر بجريدة الرياض يوم السبت 9 ذو الحجة 1445هـ 15 يونيو 2024م

دلّعوا المتبرعين بالدم بمواقف وحسن استقبال

التبرع بالدم عمل إنساني تطوعي نبيل، وهو من الأعمال الإنسانية الأساسية في حياتنا وحياة كل الشعوب، وعندما أقول أساسياً أقصد أنه لا غنى عنه وطنياً ولا حياة بدونه خاصة في هذا العصر الذي تسفك فيه الدماء سواء من تزايد حوادث السيارات أو حوادث الإصابات المهنية أو مضاعفات العمليات الجراحية أو الحروب والمداهمات الأمنية لرجال الأمن البواسل في حربهم على شياطين تهريب وترويج المخدرات أو أباليس الإجرام بأنواعه وأشكاله المتعددة.

وتولي الدولة – أعزها الله – اهتماماً بالغاً بأمر التبرع بالدم وتشجع عليه وتمنح الهدايا والأوسمة للمتبرعين تشجيعاً لهم وحثاً لهم على هذا العمل الإنساني.

الغريب أن بعض المستشفيات التي تتوسل للناس بالتبرع بالدم عبر إعلاناتها وحملاتها المكثفة وإرسال رسائل نصية بطلب الحضور لمتعود التبرع وهي في أمس الحاجة للمتبرعين، لا تجيد تهيئة الأجواء للمتبرع بتوفير مواقف سيارات قريبة لمراكز التبرع، ولا تعامل يشجع المتبرع على الحضور، ولا تسهيلات مكانية تليق بالمتبرع، فالمواطن السعودي تحديداً ليس في حاجة لمنحه هدية مهما كانت ثمينة بقدر حاجته لأن يجد موقفاً لسيارته وسرعة لإنجاز عملية تبرعه وبيئة مكانية تشعره بالارتياح والتقدير.

لو كنت في ثياب مدير المستشفى سواء الخاص أو الحكومي لوفرت مواقف سيارات مظللة خاصة لمركز التبرع بالدم، وموظفاً لتنظيم دخول وخروج السيارات للمركز، وأكثر من موظف استقبال من الرجال والنساء مهمتهم استلام سيارة المتبرع أمام مدخل المركز وإدخالها للمواقف بعد إعطائه رقم الاستلام ثم موظف أو موظفة (حسب جنس المتبرع) ترشده لصالة استقبال فخمة كراسيها كنبات مريحة ولائقة وليست حديدية، والصالة مزودة بشبكة لاسلكية مجانية وقوية وأنواع العصير الطبيعي المفيد والأطعمة اللذيذة الخفيفة والمشروبات الساخنة المسموحة للمتبرع، وشاشات تلفزيونية وتوعوية عن فوائد التبرع وما يجب عمله بعده، وأن يحاط المركز بالمسطحات الخضراء والزهور والأشجار والبيئة الصحية وليس حاويات النفايات والأتربة والأرصفة المكسرة التي قد يتعثر فيها فيحتاج لمتبرع بالدم!!

إن الشخص الذي تجشم العناء وقطع المسافات وعانى من زحام الطرق لكي يتبرع بدمه الذي فار من تلك المعاناة، سواء كان رجلاً أو امرأة يستحق أن يستقبل ويعامل في (بنك) الدم كما يعامل كبار العملاء في (بنك) المال، وكما يعامل كبار الأعضاء في صالات المطارات الدولية المخصصة لهم VIP LOUNG

باختصار المتبرع بالدم يستحق أن يدلل.

نشر بجريدة الرياض يوم  الأربعاء 28 ذو القعدة 1445هـ 5 يونيو 2024م