اليوم: نوفمبر 14, 2024

لنفرض الشاحن السريع للسيارات بمحطات الطرق

واجه ملاك السيارات الكهربية (ولستُ منهم) مشقة بالغة عند رغبتهم التنقل بين مدن وطننا الغالي المتباعدة مثل الانتقال من الرياض للدمام أو جدة أو سدير والقصيم وحائل أو أبها وغيرها من المدن التي تربطها طرق سريعة رائعة لا ينقصها إلا أن توفر محطات الوقود شواحن كهربية سريعة ذات جهد عالٍ تمكن مرتاديها من أصحاب المركبات الكهربية من شحن السيارة خلال دقائق معدودة لمواصلة رحلتهم بنفس السرعة والوصول لوجهتهم في زمن معقول.

كثرة السيارات الكهربية والتوجه لاقتنائها ظاهرة صحية تواكب توجه الدولة -أعزها الله- إلى كل ما هو صديق للبيئة وخلق بيئة صحية ومواكبة التطور الذي نشهده في كافة المجالات، لكن نحتاج من القطاع الخاص أن يواكب هو الآخر هذا التوجه والتطور بأن يقوم بمسؤولياته بنفس السرعة ونفس الحماس، ومن ذلك (في هذا الصدد) أن تسارع محطات الوقود والشركات المستثمرة في مجال تزويد المركبات بالوقود لتركيب أجهزة شحن كهربائي سريع للمركبات في جميع فروعها على الطرق الطويلة وعلى مسافات متقاربة وبأعداد كافية، وعندما نقول شاحنا سريعا فإنما نقصد ذلك الشاحن الذي يستخدم تيارا كهربائيا عالي الجهد لإنجاز الشحن خلال دقائق وليس ساعات، وهو أمر سهل جدا إذا تكاتفت جهود ملاك المحطات مع شركة الكهرباء لمواكبة تطورنا الوطني وتوجهنا لحماية البيئة وتسهيل كافة الاحتياجات، وهو أمر سهل بدليل أن دولا كثيرة طبقته فأصبح فيها الشاحن السريع متواجدا في محطات الوقود مهما بعدت المسافات بين المدن كما هو في الولايات المتحدة الأميركية أو حتى بين الدول كما هو في دول الاتحاد الأوروبي.

للأسف.. إن كثيرا من الشركات توفر مصادر الشحن الكهربي للسيارات في المدن وليس في الطرق، والمدن ليست في أمس الحاجة للشاحن كون أغلب الملاك يوفرون الشاحن قرب منازلهم للاستفادة من مميزات تقنيات السيارة الكهربية أثناء الوقوف مثل كاميرات المراقبة والتبريد والتحديث واعتناء السيارة بنفسها عبر حساسيتها العالية لما حولها، لكن ملاك هذه السيارات يعانون كثيرا عند السفر بين المدن التي ذكرتها فيضطرون للقيادة ببطء يشكل خطرا عليهم وعلى غيرهم لتوفير الطاقة الكهربية أو التوقف في مدينة بها شاحن عادي بطيء لأربع أو خمس ساعات للشحن، هذا إذا كان الشاحن الموجود على الخريطة يعمل وغالبا لا يكون كذلك لإهمال الشركة فيعاني المسافر الأمرّين، لذا أقترح أن يكون من ضمن شروط الترخيص وتجديد الترخيص لكل محطة وقود أن توفر شاحنين سريعين على الأقل.

أمر آخر تجدر الإشارة إليه وطنيا هو تطبيق غرامات مجزية على من يقف في المواقف المخصصة للشحن لا تقل هذه الغرامة عن غرامة من يقف في موقف ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما نجحنا في الحد منه بالحزم مؤخرا، وإذا أخذنا في الاعتبار صدمة ومشقة وخسائر المسافر الذي يصل لشاحن بعد عناء ويجده عاطلا أو تقف أمامه سيارة بنزين أو ديزل، فإنني لا أبالغ إذا قلت إنه يجب تغريم مالك الشاحن المتعطل وسحب وحجز سيارة المخالف بالوقوف.

نشر بجريدة الرياض يوم  الأربعاء 20 ربيع الآخر 1446هـ 23 أكتوبر 2024م

روضة شريفة وشخصية عائمة

مؤشرات عهد الحزم والعزم كثيرة جدا وعديدة ومتعددة تجد صورها واضحة جلية في الحرب على الفساد والرقابة على تنفيذ المشروعات وسلامة البنية التحتية والحرب على المخدرات ومحاربة التحرش ومنع كل ما يؤذي الذوق العام، ومواقف كثيرة متعددة تؤكد أن عصر المجاملات على حساب النظم والإجراءات وسياسات العمل ذهب دون رجعة.

موقف الرجال والنساء الشيب والشباب مع من أراد الدخول للروضة الشريفة دون أن يتبع الإجراءات السهلة الميسرة الإلكترونية التي لا تستغرق دقائق معدودة، ولم يحاول حتى محاولة ليحصل على ما يمكنه من الدخول وفقا للدور والتنظيم الذي يمنع التزاحم والتدافع والفوضى وهو الأمر المعمول به في جميع المشاعر المقدسة، والذي كلف مبالغ طائلة وقوى عاملة وأجهزة متطورة عالية التقنية وفرتها هذه الدولة الفتية ولم يقدرها ذلك الشخص لجهله وغروره معتقدا أنه شخصية عامة وهو يثبت بسلوكه ثم بتصريحه أنه شخصية عائمة؛ وخاصة بعد اعتذاره بعذر أقبح من الذنب ثم رجوعه عن الاعتذار بعد عودته لوطنه وإرساله رسائل وتلميحات مبطنة وسخيفة.

أقول إن موقف أولئك الرجال والنساء بمنعه احتراما لحق غيره ممن اتبع النظام وحصل على الإذن، هو موقف يستحق الشكر والإشادة والتكريم، وهو من مواقف هذا العهد الزاهر المشهود له بالحزم بحق والعزم بثقة.

شاهد العالم أجمع في مواسم الحج والعمرة كيف أن العسكر السعوديين، أفرادا أو صف ضباط أو ضباطا، مهما علت رتبهم ومراتبهم الوظيفية، يتحول الواحد منهم إلى يد رحيمة تعالج الحاج والمعتمر المصاب، وأكتاف تحمل المنهك العاجز وأكف تسقي ضيف الرحمن الظمآن وتداوي جراحه، لذلك قلت وأقول دوما: “كل عسكري يجرح إلا العسكري السعودي يداوي”، وهذا هو تعاملنا مع ضيوف بيوت الله، فقيرهم وغنيهم، ضعيفهم وقويهم، صغيرهم وكبيرهم، شخصية عامة أو شخصية عائمة، لذا فنحن لسنا بحاجة شهادة ذلك المتردد حول ما نقدم من خدمات وما نطبق من أنظمة، ولعله كشف عن شخصيته المهزوزة بتراجعه عن اعتذاره واتجاهه بعد عودته للهمز واللمز.

لقد نبهنا كثيرا إلى أن بعض مشاهير الفلس تغرهم شهرتهم واهتمام شريحة سطحية بهم فيصابون بمتلازمة نفسية تجمع بين الغرور والسطحية، والاستعلاء والسقوط، وادعاء التلطف مع بذاءة ألفاظ، وادعاء الرزانة مع خفة عقل، لذا لا يعتد بهم فمدحهم كالقدح ونقدهم كالثناء، فاحذروا التعامل معهم وعاملوهم بناء على واقعهم لا بناء على شهرتهم، وهذا ما فعلته إدارة الحرم النبوي الشريف.. فشكرا لهم.

نشر بجريدة الرياض يوم الأربعاء 13 ربيع الآخر 1446هـ 16 أكتوبر 2024م

عاجل.. مطلوب غباء اصطناعي

بعد أن أصابنا اليأس من تجاوب مقدمي الخدمة من شركات الاتصالات مع مطالباتنا المتكررة بحمايتنا من مكالمات أرقام الدعاية للاستثمار العقاري ومكالمات عروض التخفيضات التجارية وعروض الباقات الهاتفية وعروض شركات التأمين، بل وبعد أن أصبح الإزعاج في تزايد مستمر، حيث بدأ بسيول من الرسائل النصية الدعائية من شركات ومؤسسات وبنوك ومتاجر واشتكينا من ازعاج تلك الرسائل التي ترد من التجار وليس من شركات الاتصالات أو مقدمي الخدمة، لم تفلح المطالبات بحدوث تجاوب لا من مقدم الخدمة ولا هيئة الاتصالات آنذاك.

ثم إن شركات الاتصالات نفسها وجدت أنها أولى باستغلال خاصية الرسائل النصية الدعائية لخدماتها وباقاتها خصوصا أنها تعرف أرقام المشتركين، وشعرت بأن المشترك أصبح غنيمة متاحة، هي لك أو لأخيك أو للذئب، فبدأ مقدم الخدمة في إرسال سيل من الرسائل النصية الدعائية المزعجة، مع استمرار المؤسسات والمتاجر والبنوك والشركات في الإرسال فزاد على المشترك الإزعاج بالرسائل وزادت المطالبات بحمايته.

لكن الأمر تطور وتحولت الرسائل إلى مكالمات من أرقام إذا لم ترد عليها ستعيد الاتصال وإذا اتصلت بها لتتوسل لها بعدم الإزعاج لأنك مريض أو عملك ليلا وتنام نهارا أو أنك غير مهتم بمثل هذه العروض، فلن تستطيع الاتصال بالرقم لأنها أرقام مقفلة بخاصية عدم الاستقبال.

سيقول قائل: اقفل صوت جوالك عند نومك أو انشغالك، فأقول إنني منذ تخصصت في مجال علاج سموم الثعابين والعقارب وانتقلت لوزارة الحرس الوطني صيدلانيا وأسست مركز الأمصال وأنتج المركز الأمصال الفعالة في إنقاذ حياة الملدوغين قررت أن أرد بعضا يسيرا من دين هذا الوطن علي بأن أتطوع بمباشرة حالات التسمم بسموم الثعابين والعقارب في غرف الطوارئ بمستشفيات المملكة ودول الخليج حضوريا أو هاتفيا، ولذا فإن هاتفي النقال مفتوح ليل نهار، لذا عندما زاد إزعاج الدعايات وتحول من رسائل إلى اتصالات، كتبت في هذه الجريدة الغراء مقال (فكيني من شرك يا لطيفة) في يوم الثلاثاء 3 صفر 1444هـ الموافق 30 أغسطس 2022م أشكو إزعاج عروض الدقائق المجانية وأرجو المتصلة لطيفة أن تمنحني دقائق أنام خلالها بعد ليلة عمل طويلة.

أقول بعد أن أصابنا اليأس من تجاوب مقدمي الخدمة لحمايتنا من هذا الإزعاج، يا جماعة الخير ويا فطاحلة الاتصالات والذكاء الاصطناعي والخبرات السيبرانية، أليس لديكم طريقة لإيقاف استقبال تلك الأرقام دون غيرها بالذكاء الاصطناعي أو حتى بالغباء الاصطناعي أو التذاكي الاتصالي؟! المهم أن نجد حلا بيدنا لا بيد عمرو.

نشر بجريدة الرياض يوم الأربعاء 6 ربيع الآخر 1446هـ 9 أكتوبر 2024م