الكاتب: محمد الأحيدب

قالوا وقلنا

** قالت (الجزيرة): إحباط تهريب زجاجات خمر مخبأة تحت روث وفضلات شحنة أبقار لإشغال المفتش بالرائحة النتنه.

*  قلنا: تخزين يليق بمن كان سيشربها!!.

**

**  قال رئيس هيئة الأمر بالمعروف لـ(عكاظ): تعامل رجال الهيئة بغلظة بات من الماضي.

*  قلنا: الهيئة كلها جعلها البعض من الماضي الجميل!!.

**

** قالوا: فتاة تدافع عن والدها المسن وتجلد الشاب المعتدي بعقال والدها في شارع التخصصي بالرياض.

* قلنا: الجبان الذي يضرب مسنا من الطبيعي أن تذله فتاة.

**

**  قالت (د ب أ): عريس أمريكي مصاب بأزمة قلبية يتزوج في غرفة الطوارئ.

* قلنا: (ناوي يقضي شهر العسل في العناية المركزة).

**

**  قالت الرقابة والتحقيق: الزراعة لا تقوم بدورها الإشرافي على الأدوية البيطرية والمبيدات.

* قلنا: (يمكن الزراعة تعتبر الحيوان الذي يتناول الأدوية البيطرية جاهل وقد يشتري الفوسفين).

**

**  قالت (ي ب أ): البريطانيات غير راضيات عن مظهرهن.

*  قلنا: ولا جوهرهن!!.

**

**  قالوا: عدم توفير الكمامات للممرضات سبب إعفاء مدير مستشفى الملك فهد بجدة.

*  قلنا: لكن توفيرها مهمة التموين والتأكد من توفرها مهمة الطب الوقائي!!.

**

**  قالت (الرياض): رائحة الطفل حديث الولادة تبدد قلق الأمهات حول كيفية العناية به.

*  قلنا: وتزيد قلق الشغالات حول كيفية إذائه.

**

**  قالت الوكالات: بلاتر يهنئ نادي النصر السعودي ببطولاته وتميز جمهوره.

*  قلنا: (لا يهنئ الكبار إلا الكبار ولا يمتنع عن التهنئة إلا الصغار عندما تغار!!).

**

**  قالت (عكاظ): هيئة الأمر بالمعروف تخصص عشرة خطوط هاتفيه للتبليغ عن الابتزاز!!.

*  قلنا: (خصصوا خطا لبلاغات ابتزاز اللاعبين.. فيه نادي (لزقة جونسون) مسجلين مكالمات لاعب ما يبيهم دون علمه!!).

كورونا المرور ووزارة النقل

لدي شعور بأن مدير عام المرور لم يعد يطيق ما نكتب، فهو لم يعد يتجاوب مثل تجاوبه عندما كان مديراً لمرور الرياض، ربما لأننا نحن النقاد (ما ننعطى وجه) أو لأن وجه المدير العام أثمن من مدير المنطقة، لا أدري، لكنني سوف أستمر في تقديم ملاحظاتي وعلى قول المثل الشعبي (إن لقحت ولا ما ضرها الجمل).

من محاسن الصدف أن الأمر يتعلق بالجمل، فقد كنت على طريق الرياض – سدير – القصيم السريع جداً متجهاً من الرياض شمالا إلى مدينة جلاجل وتحديداً عصر الجمعة قبل الماضي وبعد مخرج الحسي ببضعة كيلومترات فوجئت وغيري بقطيع من الإبل الضخمة بيضاء اللون تجول وسط الطريق وعددها يفوق الدرزن وتشكل خطراً حقيقياً على المركبات سواءً اصطدمت بها أو انحرفت عنها.

كان الأمر مخيفاً جداً ومقلقاً، قطيع (بعارين) وسط طريق سريع مشبوك آمن؟! في زمن أصبح فيه الموت من البعير حاصل لا محالة سواء من حادث التصادم أو دخول (خشة) بعير تحمل الكورونا عبر الزجاج الأمامي للسيارة لتطبع قبلة الموت أو عطسة يرحمكم الله.

ارتبكت واتصلت من جوالي غير المشحون بالمرور بدلاً من أمن الطرق فرد علي موظف الرقم ٩٩٣ وأبلغته بالخطر المحدق برواد الطريق بعد أن عبرت بسلام فما كان منه وبكل برود إلا أن طلب مني إبلاغ أمن الطرق!!، قلت له بلغهم أنت، فلم أعد أتذكر الرقم وبطاريتي غير مشحونة وقد أحتاج للتوقف لتحذير الآخرين، فرد اتصل على ٩٩٦ هذه ليست مهمتنا!!، وعبثاً حاولت إقناعه بأنك مواطن مثلي ولديك وسائل الاتصال فبلغهم، لكنه رفض ببرود، وقبل أن تنفذ البطارية قلت له (إذا كانت المكالمة مسجلة فإن رئيسك لابد أن يعاقبك) ولم يعقب.

بقي أن نتساءل كيف دخل قطيع إبل من خلال شبك الطريق السريع؟! والجواب يكمن في فيروس (كورونا) آخر أصاب وزارة النقل فخفض حرارة الصيانة واحتياطات السلامة فأصبح السياج الذي يقطعه حادث أو عابث لا يحظى بالصيانة لأشهر طويلة تكفي لتتعرف عليه قطعان البعارين قبل فرق الصيانة والمتابعة!!.

هكر لا يحب زوجته!!

أعتقد أن الهكر الذي اخترق موقع هيئة تنظيم الكهرباء لتهنئة زوجته بتخرجها (حسب خبر عكاظ أول أمس) زوج لا يحب زوجته أو لم يسعد بتخرجها!!، فهل من المعقول أن يكلف زوج نفسه عناء اختراق موقع خامل غير مطروق مثل موقع هيئة تنظيم الكهرباء لا يرجو أحد دخوله خاصة أن الهيئة مثلها مثل هيئة الاتصالات لا يرجو منها المشترك موقفا مساندا له في قضاياه مع مقدم الخدمة!!.

كيف تهنئ زوجتك في موقع هيئة تقول في موقعها إن انقطاعات الكهرباء انخفضت بنسبة ٨٠% هذا العام وهي لم تعترف بالانقطاعات العام المنصرم، وكأنها ترى انخفاضا لا نراه ولم تعترف بارتفاع أقرت أنه انخفض ٨٠% ؟!.

أي حب هذا وأنت عزيزي الهكر تهنئ زوجتك في موقع يشترط أن لا تشتكي فيه مقدم الخدمة إلا بعد تقديم الشكوى على مقدم الخدمة ليكون الخصم حكما؟!!، هذه ليست تهنئة بل إهانة وعلى زوجتك أن تهكر موقع عقود الأنكحة وتقدم عريضة طلب خلع من هكر لم يقدر نجاح زوجته.

أحبتي الأزواج (المهكرون) ثمة مواقع أنصحكم بعدم تضييع وقتكم لتهكيرها لا لتهنئة ولا حتى عزاء!!، عندك مثلا موقع مجلس الشورى، لن تجد فيه سوى سير ذاتية طويلة للأعضاء لم يرافقها لا إنجازات ولا نجاحات، وستجد تصويتا ضد كل مشروع نظام يقدر المتقاعد أو يساعد المستفيد من الضمان أو يدعم العاطل عن العمل أو الباحث عن علاج!!.

مثل هذا الموقع لا يمكن لعاقل يحب زوجته أن يهنئها عبره إلا إذا كان يريد أن يجعلها عبرة لمن اعتبر، أو أن يشغلها عن زواج ثانٍ وثالث ورابع وهو من قهر الرجال عندما يشتد عليهم كيد النساء.

باختصار عزيزي الزوج المحب لزوجته والراغب في تهنئة تليق بمحبوبتك كزوج ذكر و(هكر) إذا كنت (مهكرا) فهكر موقعا يليق بالتهنئة بالنجاح!!، وغيره لا تفكر أن تهكر!!.

شعب يمتن وملك لا يمن

سبق أن قلت في حوارات متلفزة وكتبت أن المواطن السعودي مواطن قنوع سقف مطالبه معقول جدا، وأثبتت مواقف كثيرة أن المواطن السعودي يكتفي بالقليل، ويقدر الظروف والأزمات، ولا يريد إلا وزيرا ووكيلا يقوم بما يستطيع، ويتفاعل مع الدعم الكبير الذي يقدمه الوطن ماليا ومعنويا في شكل إنجاز.

وسبق أن قلت وكتبت أن كل وزير ومسؤول لو اقتدى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مشاعره وحبه وإحساسه بهم المواطن لما تدنت خدمة، ولا تأخر مشروع، ولا قصر وزير ومسؤول، واستشهدت بمواقف الملك عبدالله منذ كان وليا للعهد عندما جاء من نيس إلى جازان للوقوف على أحوال ضحايا حمى الوادي المتصدع، وعندما زار الفقراء ووقف بنفسه على أحوالهم، وعندما كان أكثر الناس تعاطفا مع ضحايا سوق الأسهم وتأثرا بأحوالهم.

جاء افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة (الجوهرة المشعة) مثالا حديثا واضحا على امتنان المواطن السعودي لكل إنجاز. فالامتنان لم يكن من الرياضيين فقط، ولا من أهل المنطقة الغربية فقط، ولم يقتصر على الشباب وحسب، بل كان امتنانا واسعا واحتفالية شعبية بهدية ثمينة جدا فاخر بها المسن قبل الشاب، والمرأة مثل الرجل، وساكن رفحا بنفس فرحة سكان جدة فكانت حديث كل الشعب وامتنانهم لحبيب الشعب.

حبيب الشعب نفسه بادر على الفور وفي كلمة موجزة ومعبرة بمخاطبة الشعب كأقرب ما تكون العلاقة الأسرية، وهم الأشقاء قاصدا كبارهم والأبناء مخاطبا صغارهم ودون منة بالقول (إنكم تستحقون أكثر وأكثر لأن أجدادكم هم من عمر هذا البلد لما وصل إليه).

هذا الإنجاز الرياضي جاء امتدادا لعدة إنجازات أكاديمية ممثلة في كوكبة جامعات، واجتماعية ممثلة في زيادات وبدلات، وإسكان، وصناعية، وترفيهية جميعها حظيت بامتنان المواطن لترد على من يدعي أن المواطن السعودي لا يمتن ولا يعجبه العجب، فهذا غير صحيح، وحجة من لا يعمل ولا يريد أن يعمل. وما فرحة الوطن أجمع بالجوهرة المشعة إلا دلالة إشعاع حب دائم بين المواطن والقيادة والوطن.

وأنتم تشجون رأس الهيئة فقط!!

ليكن واضحا أنني ضد أن يعتدي رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أحد كائن من كان، مثلما أنني ضد أن يعتدي رجل المرور أو رجل الشرطة أو رجل الكشافة أو المعلم أو رجل الحراسات الأمنية على أحد كائن من كان، أرجو أن يكون ذلك واضحا.

والأمر الذي أتمنى أن يكون أوضح هو أنني أستغرب بل أستنكر بل (أستسخف) أن يركز الكتاب في الصحف السيارة أو الإلكترونية أو مواقع التواصل الإجتماعي على تجاوزات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون غيرهم، لأن ذلك يشير إلى استهداف للهيئة لا للمخطئ من منسوبيها، ويؤكد أن الهدف ليس نبيلا لحماية حق إنسان أو كرامة إنسان بقدر ما هو نبل (سهم) موجه لعمل الهيئة من قوس يستهدف تشويه هذه المؤسسة الحكومية التي لا تقل أهمية عن الشرطة والمرور والكشافة والتعليم والحراسات الأمنية.

كل دائرة تتعامل مع الجمهور لابد أن يقع أحد أفرادها في خطأ يوما ما ويتسبب في شج رأس أحد أو كسر يده أو رجله وهو عمل غير صالح يجب إنكاره، فما بال قوم يركزون على سحب رجل الهيئة لشنطة فتاة آسيوية لتلتوي الشنطة فتضرب رأسها فينجرح جرحا لم يستلزم غير غرزة واحدة ويضخم الخبر وتتوالى المقالات عن هذه الحادثة التي تكفل بها رئيس الهيئات واتخذ بحقها العقوبة، بينما تجاهل الكتاب الأفاضل ما نشرته (سبق) منذ عام أو يزيد عن طبيب استشاري يعمل بمستشفيات جامعة الملك سعود ويحرر صفحة طبية، ضرب خمسينيا ضربا مبرحا أمام طفل الضحية وكسر أسنانه وأرداه مغشيا عليه مضرجا بدمه أمام الطفل وهرب ولم يقبض عليه إلا بعد أسبوعين ومكث الضحية في العناية المركزة بسبب جلطات قلبية أكثر من شهر، ونشر الخبر في ذات الصحف الإلكترونية لكنه لم يغضب كاتبا واحدا ولم تنقله الجامعة ولم تشطبه جمعية الأطباء لفعلته وهربه!!.

ضرب مشجع كرة لحمله (شال) الفريق ضربا مبرحا من حراسات الملعب وانتشر مقطع (الفيديو) ومر مرور الكرام على ذات العاطفيين المتحمسين لحقوق المضروبين!!.

أنا لا أدافع عن عضو الهيئة المعتدي المعاقب، ولا أقلل من جرح الفتاة، مع أن التقرير الطبي المنشور قلل منه فهو لا يقارن بحالة ضحية الطبيب، لكنني أستغرب الكيل بمكيالين من كتاب نحسبهم عدولا والله حسيبهم، يكادون من الإكثار من الاستنكار أن يطالبوا بشج رأس عضو الهيئة في ميدان القصاص ومن استعجالهم وعدم تثبتهم رددوا أن الضحية مواطنة والأخبار تقول إنها آسيوية!!، ولا فرق، لكن لا تستعجلوا.

حسنا.. شجوا رأسه بمقدار غرزة واحدة كما فعل، أو اضربوه بشنطة (تفلقه) وتسيل دمه ولكن لا تشجوا رأس هيئة الأمر بالمعروف وحافظوا عليها تماما مثل المستشفى الجامعي والشرطة والمرور والتعليم!!.

العزاء نعمة إسلامية عظمى

في المقبرة وفي أيام العزاء الثلاثة تتمثل صورة عظيمة من صور رحمة الخالق بخلقه ولطفه بهم عن طريق تسخير خلقه للقيام بواجب وسنن العزاء وفق تعاليم الدين الحنيف بالغة الدقة والحكمة، والتي عندما تتمعن فيها كمسلم تزداد إدراكا لعظمة هذا الدين ولو علمها وتعمق فيها غير مسلم لدخل الإسلام.

فقدت والدي ثم والدتي ولم أكن أتخيل أن يسليني عن حزن فقدانهما غير أن أرافقهما، وفي عزائهما عايشت إعجاز حكمة العزاء بتوارد جحافل المعزين، وفي عزاء أسر فقدت أحبة بالجملة وفي عز شبابهم مثل أسرة الدحيم والبشري والعمار لمست تأثير العزاء (مع قوة الإيمان طبعا) في جبر المصيبة مهما عظمت.

في العزاء في وفاة ابن عمي وخال أبنائي حسن بن صالح الأحيدب كنت أكثر تركيزا فخرجت بعدة دروس بل بشائر منها التأكيد على الدور العظيم الإعجازي للعزاء في تخفيف المصاب، ومنها تمسك مجتمعنا بأداء هذا الواجب وعدم انشغالهم عنه، ومنها التعريف بمحاسن للميت قد لا يعرفها إلا أصدقاؤه، فقد كنت أعرف بر حسن بوالده ووالدته لكنني لم أعلم إلا من صديقه رجل الأعمال المعروف سعود الجبر أنهم يكونون في عمل هام في أقصى جنوب الرياض ومع أن المهمة أو الصفقة لم تنته بعد يستأذن منهم بعد المغرب للعودة لشمال الرياض رغم الازدحام لشراء الخبز لمنزل والده مع علمه أن والده يستطيع القيام بذلك!، ويقول صديقه أحمد السعيد إن حسن كان يزور والدته مرتين في اليوم في أوقات محددة مهما كانت ظروفنا سواء في عمل أو مناسبة أو استراحة، وإنه لا يذكر جارا ذكر منه اساءة أو حتى عدم بشاشة، بل إنه رحمه الله حظي بحب عظيم من كل جيرانه، وهذا يذكرنا بأهمية التعامل الحسن مع الجار والناس كافة.

ومن البشائر أن رجال أعمال مشغولين جدا مثل رجل الأعمال المعروف عبدالعزيز الشويعر (أبو زكي) وسعود الجبر وأحمد السعيد يداومون على حضور العزاء والوقوف مع أبنائه وأشقائه يوميا لمدة ثلاثة أيام متوالية وفاء لصديق رحل، وأن شيخا مريضا مثل محمد بن براهيم السلمان أو شابا يعاني آلام التصلب اللويحي مثل فهد بن سويد السويد يتغلبون على آلامهم ويحضرون للمواساة في آلام غيرهم لا يرجون إلا وجه الله فلم يكن لا صاحب منصب ولا سلطة ولا نفوذ.

هذا يبشرنا أن مجتمعنا بخير وسر الخير تمسك بتعاليم دين حنيف لم يدع صغيرة ولا كبيرة إلا شملها بالرعاية والتوجيه بما يحقق للمجتمع السلامة والسعادة والطمأنينة، ثم يأتي من يريد أن يبدل في سنن ثابتة دائمة تمشيا مع العصر أو يشكك في التزام المجتمع رغم شواهد التزامه ولذا حرصت على الاستشهاد بالواقعة والاسم.

شهر المشهور أكثر

أكبر دليل على أننا نحتفي أحيانا بمن لا يحتاج الاحتفاء، ونكرم من شبع تكريما، ونبرز في احتفالياتنا من هو في غنى عن الإبراز والشهرة، أقول أكبر دليل على ذلك هو عدم حضور كثير من المكرمين والمحتفى بهم لحفل التكريم واستلام الجوائز.

طالبت كثيرا بأن نطبق الهرم المقلوب في أمر المكافآت والتكريم والاحتفاء بالجهود، والمقصود بالهرم المقلوب أن تكون المكافآت الأجزل لصغار الموظفين ثم تقل كلما ارتفع المنصب والمكانة الوظيفية، ذلك أن الجهد المبذول من صغار الموظفين هو الأكبر والراتب الشهري المصروف لصغار الموظفين هو الأقل وبالتالي فإن النتيجة وهي العمل والنجاح والإنجاز بذل فيه الموظف الصغير الجهد الأكبر وتقاضى عنه الأجر الأقل وأصبح من حقه على أقل تقدير أن يكون الأبرز في يوم الاحتفاء والاحتفال سواء بالمكافآت أو بالإشادة والإبراز والتكريم والشكر.

في المقابل فإن الموظف الكبير يعمل بالجهد البدني الأقل ويقتصر دوره على التخطيط والتوجيه والقيادة، وهو جهد فكري ومع ذلك وبحكم منصبه فإنه يتقاضى الأجر الأكبر والبدلات الأكثر وليس في حاجة إلى أن تكون مكافأته الإضافية في احتفالية المؤسسة أو الهيئة أو الوزارة هي الأكبر أيضا.

والموظف الكبير هو في الغالب مشهور ومعروف ومتواجد في كل الصور والمناسبات وليس في حاجة لمزيد من الإبراز في حفل تكريم المؤسسة أو الهيئة أو الوزارة، بينما الموظف الصغير يمثل له ذكر اسمه والصعود على منصة التتويج والحصول على شهادة أو درع أمرا كبيرا وفخرا عظيما يتباهى به أمام أبنائه وأهله وأصدقائه فلماذا نحرم صغار الموظفين من عنصرين هامين، هما المكافأة المستحقة والتقدير المستحق مع أنه الأحوج، ونجعل أصحاب الدثور يذهبون بالأجور ونشهر المشهور أكثر.

قالوا وقلنا

**  قالت (سبق): بنات الكلية يبلغون هيئة الخرمة عن عامل بقالة آسيوي يرقم الطالبات بكتابة رقم هاتفه على غطاء علب الآيسكريم!!.

* قلنا: ( راح فيها.. جاه الاتصال من عصا الهيئة!!).

**

** وقالت أيضا: رجل الهيئة اتصل من هاتف عامل البقالة على هاتفه، فوجده مطابقا للرقم المكتوب على غطاء الآيسكريم!!.

*قلنا: (الأسهل يتصل من هاتف الهيئة على الرقم المكتوب ولا خايف ترن علب الآيسكريم!!).

**

** قالت(عكاظ): تنظيم جديد لترشيد استهلاك المياه والكهرباء ٤٠%.

* قلنا: نريد تنظيما لترشيد انقطاع الماء والكهرباء ولو ١%.

**

** قال أعضاء المجالس البلدية للأهالي: عصانا السحرية تحتاج للتطوير!!.

*قلنا: (وقت الحملات الانتخابية كانت عصاكم السحرية عصا مكنسة وتطير!!).

**

** قالت (الرياض): نفوس مريضة تستغل السيرة الذاتية للمتقدمات على وظائف!!.

* قلنا: لا تعرضونها إلا على نفوس سليمة!!

**

** قالت (عكاظ): جدل في الشورى حول استحقاق القضاة المحالين للتقاعد للمعاش!!.

* قلنا: أعضاء الشورى ضمنوا استحقاقاتهم بالتعيين وتركوا استحقاقات غيرهم للجدل!!.

**

** قالت شؤون الوطن بـ(عكاظ):٧٠% من الأمراض (التنفسية) بسبب الفيروسات.

* قلنا: و١٠٠% من الأمراض (النفسية) بسبب المنغصات.

**

** وقالت أيضا: عنز تكشف عن كتب مدرسية مهملة في وادي عرعر مع أنها جديدة ومغلفة ومدير التعليم يهدد بتطبيق أقصى عقوبة!!.

* قلنا: على العنز!!.

**

** قالت (رويترز): العيش في أجواء مشمسة لا يجلب السعادة!!.

* قلنا: (عشان كذا عندنا ناس معصبة تصفع رؤوس وتخليها تقدح بعنصرية!!)

**

** قال رئيس لجنة التعليم الأهلي: ٧٠% من مدارس رياض الأطفال فشلت لتعثرها في سداد قروض بنك التسليف!!.

* قلنا: (نسدد لهم ويشفطون منا ملايين لكن لا يريدون التسديد للبنك).

**

** قالت وزارة المياه: ما استهلكنا من المياه في ١٥ عاما يعادل ٧٠٠ عام.

* قلنا: يمكن محسوبة على أساس ٦٨٥ عام انقطاع!!.

100 ألف غرامة ضياع طفل

أمر غريب تكرر حدوثه، طفل ضائع لدى الشرطة أو لدى أحد الأشخاص، ويتم الإعلان عن البحث عن أهله، وهذا أمر يقف خلفه سر غريب، تعودنا أن تبحث الأسرة عن طفل ضائع في السوق أو في أي مكان عام وتجده خلال دقائق أو ساعات، وهذا أمر طبيعي متوقع إذا حدث إهمال بسيط أو غياب التركيز من الأم أو الأب وتسلل الطفل لمكان بعيد أو خفي، وهذا يبقى إهمالا، لكنه في حدود المعقول.

السؤال المحرج جدا، والذي أعتقد أن سرا خفيا يقف خلفه هو: لماذا تغادر الأم سوقا أو مكانا عاما أو مضمار المشي (كما أعلن سابقا) تاركة خلفها طفلا ضائعا، ثم يتم الإعلان في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود طفل يبحث عن أمه!!.

هذه الحوادث المتمثلة في الإعلان عن طفل يتراوح عمره بين الرابعة والسابعة يبحث عن أهله تكررت هذا الشهر أربع مرات، وأغرب تلك الحوادث ذلك الطفل الذي وجد تائها يبكي في مضمار المشي بعد أن فقد والدته لعدة ساعات، وهو ما يطرح سؤالا عريضا حول ما يتعرض له الأطفال من إهمال.

الاحتمالات كثيرة، ولست هنا في مجال المنجم لتوقع الأسباب، لكن المؤكد أن إيكال أمر رعاية الطفل للعاملة المنزلية يعد تعبيرا عن تخلي الأم عن واجبها الأساسي وحنانها الغريزي وإيكاله للخادمة، أما الأسباب والدواعي فسر لا يعرفه إلا الأم التي تمارس هذا التخلي، وذاك السر قد يبرر تغير الأحوال من أم تبحث عن طفلها إلى طفل يبحث عن أمه.

أرجو التركيز والانتباه أنني لا أتحدث عن المواليد والرضع الذين يوجدون عند أبواب المساجد أو في الأماكن العامة، فهذا أمر آخر يحتاج إلى مجلدات، أنا أتحدث عن طفل كان يرافق والدته ثم تركته وذهبت.

نحن، هذه الأيام، نتحدث عن غرامة 50 ألفا وسجن سنة لمن يضرب زوجته، وكأننا مجتمع يشكو من ظاهرة رجل يلحق زوجته بالعقال، ثم جاء من يقول بفرض ذات الغرامة والسجن على الزوجة التي تضرب زوجها، وكأن نسبة كبيرة من الرجال يأتون لمكاتبهم بعين زرقاء أو أنف ينزف أو شفة متورمة، وما دام الأمر كذلك، فإنني أرى تطبيق الأهم (نسبة للحالات)، وهي غرامة 100 ألف وسجن سنتين لكل من تترك أو يترك طفله مفقودا بمكان عام.. والله أعلم.

بكاء في حفل هيئة الإذاعة والتلفزيون

التذكير بالماضي والحنين إليه سبب كافٍ للشعور بالرغبة في البكاء، فما بالك إذا كان هذا تذكير بعصر عطاء وإخلاص وبذل جهد ذاتي كبير من أجل مصلحة وطن وبأقل مقابل وربما بدون مقابل.

في بداية حفل هيئة الإذاعة والتلفزيون بث للحضور فيلم وثائقي يحكي تاريخ التلفزيون منذ بداياته واستهل بمقطع مؤثر لكلمة الملك فيصل بن عبدالعزيز المرتجلة في افتتاح محطة التلفزيون ومثل كل الكلمات المرتجلة للملك فيصل تغمده الله بواسع رحمته فقد كانت تصدح بالحق وتنتقي بحكمة بالغة الكلمات المؤثرة المحفزة التي تشعرك بعظمة ذلك القائد الفذ، ثم بدأ الفيلم الوثائقي في الاستشهاد ببعض المقاطع التي بثها التلفزيون الأبيض والأسود فذكرني برجال عملوا بكل ما استطاعوا من قدرة وإرادة وإخلاص وهواية في إيصال برامج التلفزيون (الوحيد آنذاك) إلى قلوبنا رغم ضعف الإمكانات وتواضع التقنيات، ولن أعدد الأسماء لأنني لا أتحدث عن مذيعين أو مقدمي برامج أو وزراء إعلام وهم جميعا من كان يخرج في الصورة لكنني أتحدث عن شباب في ذلك الحين كانوا يعملون خلف الكواليس ولم نعرفهم حتى في حفل التكريم!!

في المعرض المقام على هامش الحفل توقفت كثيرا أمام أجهزة قديمة عرضت في المعرض وشعرت بأنها شاهدة عصر على الفنيين الذين أقصدهم، كأني بتلك الأجهزة القديمة تقول كان يعمل أمامي رجال نذروا أنفسهم للعطاء دون منة والعمل دون أجر مجز ودون رغبة في الظهور ولا في التنافس على المناصب والبدلات، تقول الأجهزة كنت أكاد وأنا جماد أن أشعر بحسهم الوطني وإخلاصهم ومشاعر حبهم لعملهم وهوايتهم ورغبتهم في التعلم وقدرتهم الخارقة على استيعاب تقنية معقدة، وكنت أنا أود أن أقول لذلك الجماد ليتك فرضت على المعرض أن يعرض صورهم معك.

حتى جدران المعرض كانت تعرض صورا لمن شاهدنا صورهم كثيرا من الوزراء القدامى ومسؤولي التلفزيون ومديري الفروع والبرامج فلم نتعرف على الجنود المجهولين حتى الآن وحتى في حفل التكريم!!.

مع هذا كله كان الحفل رائعا والفيلم الوثائقي يذكر بالماضي الجميل للتلفزيون والإذاعة الذي كان جميلا قويا رغم عدم وجود المنافس.