كورونا المرور ووزارة النقل

لدي شعور بأن مدير عام المرور لم يعد يطيق ما نكتب، فهو لم يعد يتجاوب مثل تجاوبه عندما كان مديراً لمرور الرياض، ربما لأننا نحن النقاد (ما ننعطى وجه) أو لأن وجه المدير العام أثمن من مدير المنطقة، لا أدري، لكنني سوف أستمر في تقديم ملاحظاتي وعلى قول المثل الشعبي (إن لقحت ولا ما ضرها الجمل).

من محاسن الصدف أن الأمر يتعلق بالجمل، فقد كنت على طريق الرياض – سدير – القصيم السريع جداً متجهاً من الرياض شمالا إلى مدينة جلاجل وتحديداً عصر الجمعة قبل الماضي وبعد مخرج الحسي ببضعة كيلومترات فوجئت وغيري بقطيع من الإبل الضخمة بيضاء اللون تجول وسط الطريق وعددها يفوق الدرزن وتشكل خطراً حقيقياً على المركبات سواءً اصطدمت بها أو انحرفت عنها.

كان الأمر مخيفاً جداً ومقلقاً، قطيع (بعارين) وسط طريق سريع مشبوك آمن؟! في زمن أصبح فيه الموت من البعير حاصل لا محالة سواء من حادث التصادم أو دخول (خشة) بعير تحمل الكورونا عبر الزجاج الأمامي للسيارة لتطبع قبلة الموت أو عطسة يرحمكم الله.

ارتبكت واتصلت من جوالي غير المشحون بالمرور بدلاً من أمن الطرق فرد علي موظف الرقم ٩٩٣ وأبلغته بالخطر المحدق برواد الطريق بعد أن عبرت بسلام فما كان منه وبكل برود إلا أن طلب مني إبلاغ أمن الطرق!!، قلت له بلغهم أنت، فلم أعد أتذكر الرقم وبطاريتي غير مشحونة وقد أحتاج للتوقف لتحذير الآخرين، فرد اتصل على ٩٩٦ هذه ليست مهمتنا!!، وعبثاً حاولت إقناعه بأنك مواطن مثلي ولديك وسائل الاتصال فبلغهم، لكنه رفض ببرود، وقبل أن تنفذ البطارية قلت له (إذا كانت المكالمة مسجلة فإن رئيسك لابد أن يعاقبك) ولم يعقب.

بقي أن نتساءل كيف دخل قطيع إبل من خلال شبك الطريق السريع؟! والجواب يكمن في فيروس (كورونا) آخر أصاب وزارة النقل فخفض حرارة الصيانة واحتياطات السلامة فأصبح السياج الذي يقطعه حادث أو عابث لا يحظى بالصيانة لأشهر طويلة تكفي لتتعرف عليه قطعان البعارين قبل فرق الصيانة والمتابعة!!.

اترك رد