الكاتب: محمد الأحيدب

اليوم العالمي للمساج

اكتشف ارتباط مرض المناعة المكتسبة (الإيدز) عندنا بمحلات التدليك (المساج) منذ خمس سنوات فقط، عندما اكتشف أن (دكانا) للتدليك (المساج) أسس سرا وبدون ترخيص بجانب أحد الفنادق الكبيرة بالرياض، وعلى قولة سعد وحسينوه في (درب الزلق) (كنه مهوب لهم وهو لهم)، ووجد آنذاك أن عامل المساج في الدكان آسيوي مصاب بالإيدز وشاذ جنسيا يغري الشباب بتدليكه هو، واكتشف علاقته جنسيا بعدد منهم وأحدث الأمر إرباكا وهلعا عظيما، تحدثت عنه في حينه في برنامج ٩٩ مع صلاح الغيدان والحلقة موجودة على (اليوتيوب). ولأن التعاطي مع هذا الأمر منذ بدايته تم في الظلام والخفاء فلم تعرف نتائجه الوخيمة وعدد ضحاياه، ولا يمكن أن يتوقف تزايد عدد ضحاياه فطبيعي أن يكون من بينهم زوجات بريئات بعد زواج الشباب الضحايا وأطفال أبرياء بعد ولادة الزوجة البريئة ووطن يصاب بالوباء ويضطر لصرف مبالغ طائلة لعلاجه لمجرد عدم الصرف على رقابة صارمة واستغلال تاجر جشع لغياب الرقابة.
أرجو أن لا يخرج علينا موسوس متلبرل ويقول إننا ضد (المساج) لأسباب فكرية!، فالتدليك فرع من العلاج الطبيعي وهذا علاج يحتاج إلى تخصص دقيق وفروع تخصصات وشهادات وتدريب وخبرة وأخلاقيات مهنة، وعموما فإن أمانة مدينة الرياض وحدها أغلقت منذ بداية شهر ديسمبر الحالي ٣٠ مركزا للمساج وأعلنت ذلك في تغريدات على موقعها الرسمي بإغلاق بلدية العليا ١٢ مركزا وبلدية الروضة ١٨ مركزا، وجميعها لمخالفات تتعلق بالاشتراطات الصحية، والمصادفة التي اعتبرها إنذارا أو نذرا أن الإغلاق تم في بداية ديسمبر، حيث يحتفل العالم في ١ ديسمبر باليوم العالمي للإيدز.
مهمتي ككاتب أن أنبه الشباب وأحذر آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم من خطورة هذه الدكاكين وخطورة من يعمل فيها، وغني عن القول التذكير بحرمة ممارسة الشذوذ الجنسي وبشاعته وسوء سبيله في الدنيا والآخرة.

خائف من وزير الصحة!

لمعلومية من يخفى عليه الأمر فإن المرضى النفسيين في وطننا الغالي لا يجدون الحد الأدنى من الرعاية الصحية، منذ تأسست وزارة الصحة وحتى تاريخه، ولم يسعد المريض والمريضة النفسية بوزير صحة يعيرهم أدنى اهتمام باستثناء المرحوم بإذن ربه غازي القصيبي الذي غير مسمى مستشفيات (الأمراض) النفسية إلى مستشفيات (الصحة) النفسية، ولم يسعف الوقت الوزير الشاعر المرهف ذا المشاعر لإسعاف حالهم، ومن بعده لم يكترث بهم لا وزير ولا مسؤول شؤون صحية في أي قطاع، وأشكر الصحف التي كتبت فيها (الجزيرة والرياض وعكاظ) أن أتاحت لي فرصة المطالبة برعاية صحية لهم، وأشكر البرامج المتلفزة أن سمحت لي بأن أقول أن لا أحد يهتم بهم مثل الاهتمام بمرضى القلب و(الشحوم) وآثار النعمة، لأنهم لا يمدحون وإذا مدحوا فمدحهم كالقدح!، ولا ينتقدون وإذا انتقدوا قيل كلام (مهبل)، وكنت ولازلت أقول بأن المرض النفسي هو نصف الصحة المهمل؛ لأن المرض إما عضوي أو نفسي والعضوي رعايته (ترقل) والنفسي ليس له رعاية! وكان يسمح لي بقول ذلك في قناة يديرها محمد التونسي أما الآن فبعض قنواتنا تحتاج لعلاج نفسي!.

عاتبت ذات مرة مدير قطاع صحي قائلا: لماذا لا تنفرد بتأسيس مستشفى صحة نفسية حكومي مثالي فتكون سباقا؟!، رد علي (يبدو أن أول من سيدخله أنا وأنت!)، فخفت أنه سيقتادني إليه ويتركني ويخرج وبلعت العافية ومن شروط بلع العافية أن تبلع لسانك!.

يبدو لي – وأرجو أن أكون مخطئا – أن وزير الصحة الحالي خالد الفالح لا يتفاعل مع الرأي الصحفي بدليل عدم تجاوبه، وكناقد أحب أن أعطي الوزير الجديد الوقت الكافي قبل انتقاد وزارته، لكن الأمر الذي لدي كصيدلي لا يقبل الانتظار، فمعلوماتي تؤكد أن الصيدليات الخاصة جميعا توقفت عن توفير الأدوية النفسية، وأنها مقطوعة من السوق، وهذه كارثة؛ لأن المرضى النفسيين ينتكسون بسرعة وبشدة إذا توقفوا عن الأدوية، و(هم مش ناقصين وحنا مش ناقصين كوارث انتكاسات نفسية)، ومعلوماتي تقول إن قرارا للوزير بضرورة تواجد صيدلي سعودي مسؤول عن عهدة الأدوية النفسية هو من أحد أسباب عزوف الصيدليات، والمؤكد عندي أن ملاك الصيدليات جشعون متمردون على الأنظمة، وأن الوزير لم يدرس قراره بواقعية لقلة أعداد الصيادلة السعوديين!، والحل أن تجرد الأدوية النفسية على الصيدلي غير السعودي دوريا ولا يسافر إلا بتبرئته من عهدتها ويشاركه مالك الصيدلية في المسؤولية، ويفرض تأمين الأدوية النفسية على كل صيدلية أو تغلق.


جوري لكل عسكري

لاحظ أن جوري أنقذت ولم نسمع ذكرا لاسم مدير شرطة منطقة الرياض وهذه خاصية تميز فريد، وسبق أن أشدت بتميز الموظف العسكري في الانضباط والالتزام بالدوام أيا كان مركزه ومهما علت رتبته، واستشهدت باستشهاد عميد وإصابة عقيد في مركز حدودي في ساعات الفجر المبكرة، حيث لا يتواجد لو كان مدنيا في مكان عمله بهذا الانضباط ولو تواجد فلن يباشر العمل بنفسه.

الإنجاز الأمني العظيم بإنقاذ الطفلة جوري من براثن مجرم خطير اختطفها في ظروف غامضة ودون دلائل تشير إلى الخاطف أو كاميرات خارجية في المستوصف تساعد في الدلالة عليه، إنجاز يؤكد ما نقول دائما عن تميز الجهات الأمنية نتيجة تميز عمل العسكريين العاملين فيها بخصائص لو استفدنا منها في الجانب الوظيفي المدني لحققنا الكثير في وزاراتنا ومؤسساتنا الخدمية المدنية.

من أنقذوا جوري من رجالات شرطة منطقة الرياض سواء منهم رجال البحث والتحري أو رجال المباشرة والقبض وكل من ساهم في هذه العملية بدءا من أصغر فرد رتبة إلى مدير شرطة منطقة الرياض جميعهم نهجوا منهجا مثاليا في التعاطي مع هذه المهمة، ومن هذا المنهج أن كلا يقوم بدوره بمنتهى الإخلاص والتفاني وبعيدا جدا عن البحث عن مجد شخصي أو ظهور إعلامي، وفي هذا النهج أيضا كلٌ يؤدي دوره ويستفيد من أدوار الآخرين لتحقيق هدف واحد لا غيره وهو النجاح في المهمة وتحقيق المجد للوطن، والوطن فقط، ولذلك تحقق النجاح وفي فترة وجيزة رغم صعوبة المهمة.

تخيل لو أن هذا العمل أو المهمة مناط بوزارة أو مؤسسة مدنية فستجد أن الكلام والتصريحات تسبق العمل، وأن كلا يدعي الإنجاز لنفسه (هذا لو حدث إنجاز)، وأن الوزير أو المحافظ أو مدير عام المؤسسة هم من ينسب لهم الفضل في العمل والإنجاز (هذا لو حدث إنجاز)، وستجد أن كلا يطالب بمكافأة وخارج دوام ويشتكي من عدم تقدير عمله وعدم التكريم، وستجد أن مديرا يسرق إنجاز الموظف الصغير، وآخر يشاركه في المكافأة، ومديرا ثالثا (يترزز) في وسائل الإعلام متحدثاً عن النجاح (هذا لو تحقق نجاح).

بينما نجاح إنقاذ الطفلة جوري لم نسمع ولم نقرأ إلا للمتحدث الرسمي، ولم نسمع قط باسم مدير شرطة منطقة الرياض وكانت الشكوى الوحيدة لأبطال الإنجاز هي من نشر الشائعات والأخبار المغلوطة التي كادت أن تعرض حياة جوري للخطر.

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نطالب باقتداء الموظف المدني بأخيه العسكري في الانضباط والإخلاص والتفاني وإنكار الذات وأن نقدم باقة ورد جوري احتراما وإجلالا لكل فرد عسكري.


مكافحة فساد صارمة

لماذا كلما أوكلنا عملا أو مهمة للقطاع الخاص لتساند بها عملا حكوميا فإن تلك الجهة الخاصة لا تؤدي على أكمل وجه بل تحاول جاهدة أن تقتر وتقصر وتستغل فيخرج العمل ناقصا؟!.
حاولت الدولة أن تنعش أعمال هذا القطاع وتمنحه الفرصة للمشاركة والاستثمار بما يدر عليه ربحا حلالا، لكن بعض الشركات والمؤسسات التجارية تأبى إلا أن تمارس فسادا في هذا الخصوص وتقصيرا في إنجاز مهمات مساندة وضرورية أوكلت إليها ومنحت مبالغ طائلة بل خيالية لا تجدها في مكان آخر وربحا مضمونا لا يقل بأي حال من الأحوال عن 30% إن لم يكن أكثر، ومع ذلك أغلب المهام المساندة التي توكل لمتعهد تعاني من قصور وتقصير وتقتير.
لك أن تستعرض ما شئت من الأمثلة فالمشاريع الكبيرة حدث ولا حرج، وقد أثبتت مشاريع السيول والأمطار التي أنجزت و(استلمت) بأن بعضها في أسوأ حالاته، وبان فشلها وضعفها ووهنها للجميع ولا تحتاج إلى تفصيل، وخذ على سبيل المثال أيضا المهام المساندة الأخرى فإن أوكل النقل إلى متعهد فإنه يختار أسوأ الحافلات وأسوأ السائقين ويقتر في المشاوير والأوقات، وإذا أوكلت النظافة لمتعهد فإنها تكون أقرب للوساخة، حتى التخلص من النفايات الطبية الخطرة لم يسلم من الفساد والتقصير.
إذا أوكلت الإعاشة الحكومية لمتعهد فقل على الوجبات السلام من حيث سلامة الغذاء ونوعيته وجودته ونظافته فتخشى على من يأكله ضررا وخطرا وهذه ليست مبالغة.
تلك كانت أمثلة سريعة لمهام مساندة أوكلت للقطاع الخاص ليستفيد ويفيد لكنه استفاد وما أفاد (إلا أن يفيد فاسدا مستفيد) فما هو سر هذا الفشل، هل هو جشع المتعهد والمقاول فقط؟!، أم أن هناك من يصر على مشاركة المتعهد في رزقه فيضطر للتقتير؟! أم أن المتعهد يدفع من أرباحه رشوات فيصبح ربحه على المحك أو يمسي خاسرا.
هذه الأسئلة لا يجيب عليها إلا مكافحة فساد صارمة.

جثث في تحويلة وحول مروري

في تحويلة طويلة ومتعرجة وقديمة ليست جديدة ولا مفاجئة وعلى طريق الشيخ جابر آل صباح في شرق الرياض وفي وضح النهار وليس ليلا، جثث ممددة على جانب الطريق والمرور يباشر حادثا لسيارة صغيرة من سيارات الشباب اصطدمت في صبات التحويلة، ونتج عن الحادث تلك الوفيات على الفور.

سبق أن تحدثنا كثيرا عن حوادث السيارات وحصدها للملايين في المملكة العربية السعودية بإحصاءات بلغت عشرين حالة وفاة يوميا و٧١٥٣ حالة وفاة سنويا وأكثر من ٣٩ ألف مصاب و٢٠٠٠ معاقٍ ومعدل وفيات وصل إلى ٢٣ حالة وفاة لكل ١٠٠ ألف نسمة، ولا شك أن للطرق دورا في الحوادث بنسبة كبيرة ولسوء التحذيرات وتعليمات الطرق دور، لكن أن يحدث الحادث في تحويلة داخل البلد وينتج عنه وفاة من بالسيارة رغم وضوح التحويلة وتحذيراتها فإن ثمة سؤالا آخر أهم يطرح نفسه وهو: هل مدارس تعليم القيادة التابعة لشركة متعاقدة مع المرور تعرف هؤلاء الشباب بما يحدث للمركبة عندما تسير بسرعة معينة وكيف تخرج عن السيطرة وحقائق وأرقام عن القوة العظيمة لارتطام كتلة الحديد تلك عندما تنزلق بسرعة ولو بسيطة وسرعة اندفاع جسم السائق والراكب فيها عند حدوث الارتطام.

شخصيا أشك كثيرا في التعليم بهذه الدقة في تلك المدارس التجارية، خصوصا وأن فترة الدراسة في مدارس القيادة قصيرة وتتركز على فن القيادة وأنظمتها وليس على النواحي الفيزيائية والظواهر التي تتعرض لها المركبة المسرعة أو تلك التي تعوم في الماء وإلا لما تجرأ شاب أو شايب على السرعة أيا كانت ولا على الخوض بسيارته في وادٍ يجري.

العامل الأكثر خطورة هو أن المرور لا يسأل عن الرخصة أصلا، وبالتالي فإن استخراج الرخصة ودخول مدرسة القيادة لا يحدث في الأصل، وهنا مربط فرس أرجو أن يركز عليه كل فارس يهدف إلى إنقاذ أنفس بريئة بسبب جهلها، فبين الإسراع في تحويلة متعرجة وحول المرور في رؤيته لأهمية السؤال عن الرخصة يكمن الخطر.


«أجواء لندنية» .. حرام

كثر بالأمس وأمس الأول القول بأن الأجواء في الرياض وما حولها وفي مناطق المملكة الممطرة أجواء لندنية وهذا في ظني لا يحق لنا قوله، وفتواي في عدم تشبيه الأجواء بلندن ليست كفتوى بعض من لا يحق لهم الإفتاء، ويفتون بالتحليل والتحريم على هواهم و(أجوائهم) وما يرغبون من مخالفة أهل العلم الشرعي المؤهلين للفتوى.
فتواي بعدم القول بأن «أجواءنا لندنية» منبعها واقع الحال والفروقات بين حالنا وحالهم، فعند هطول الأمطار في لندن وما حولها لا يخرج الناس لقطع الأودية والشعاب بسياراتهم ويعرضون أنفسهم وأطفالهم ونساءهم للغرق ثم يصرخون الفزعة يا رجال ويعرضون حياة أهل النخوة والشهامة للخطر ويتسببون في موت المنقذين بسبب جهلهم المتكرر وتجاهلهم للتعليمات والتحذيرات والحوادث السابقة التي يشاهدونها في (اليوتيوب)، وفي لندن تكفى لا تهز الرجال ولو فعلها أهوج وقطع التايمز أو حتى مجرى سيل بسيارته وعرض عائلته للخطر فإن هيئة حقوق الإنسان تحضر قبل الدفاع المدني ولا يكتفي مندوبها في الظهور في برنامج تلفزيوني ليتفلسف على المشاهدين وهو للتو عاد قاطعا ذات الوادي!.
في لندن لا تغرق الأنفاق بسبب المطر كما هي الحال في الرياض ولا تغرق الأحياء اللندنية والسيارات والممتلكات كما يتكرر في جدة ولا يخر مطار ولا يغرق مستشفى كما في تبوك وبريدة ولو حدث ذلك فإن البرلمان لن يتركه ويناقش بيض الحباري!.
في لندن إذا نزلت الأمطار الغزيرة مهما بلغت من مليمترات مكعبة في الدقيقة، لا يغرد وزير التعليم بتعليق الدراسة بل يعلق كل طالب شمسيته ويصل لموقف حافلة المدرسة الأنيقة السليمة الواسعة ويستقلها بأمان لتسير غير مبحرة في طريق مغمور بالمياه بل في شوارع ناشفة إلا من قطرات ماء بالكاد تلون الأسفلت غير المتحفر ولا المتشقق والذي لا يحتوي على غرفة صرف صحي مفتوحة تهدد الأبرياء!.
وبعد أليس من الحرام علينا أن نقول أجواء لندنية؟!.

استخفاف يحتاج لردع وإيقاف

ثمة انطباع لدى الكثيرين عن استهتار فروع بعض الشركات العالمية للتوصيل البريدي السريع بالمراسلات داخل وطننا الغالي وتهاون واضح في إيصال إرساليات هامة جدا وحساسة من قبل موظفيها في داخل المملكة!، ورغم ذلك لم نجد ردعا رسميا وعقوبة صارمة تنتصر للوطن من هذا الاستخفاف المسيء!، ولا أدري حقا من المسؤول أو الوزير أو الفارس الغيور الذي سيبادر لرد اعتبار الوطن وإيقاف هذه الشركات عن ممارسة الاستهتار بالمراسلات عندما تكون داخل وطننا الغالي والتفريط في حقوق المواطنين وتضييع بطاقاتهم الائتمانية وجوازاتهم ورخصهم وأوراق هامة جدا وإرساليات حساسة فالأمر خطير وقديم ويتكرر دون رادع!.

على المستوى الشخصي حاولت جاهدا التبليغ عن هذا الاستخفاف المقصود وإيصاله لكل من يعنيه أمره فخاطبت رؤساء مجالس البنوك التي لا تلتزم شركات التوصيل البريدي السريع بعقودها معها فلا تقوم بإيصال بطاقات الائتمان للعملاء وتعيدها للبنك بكذب وافتراء بأنها لم تتمكن من الوصول للعميل، وأبلغت مستويات أعلى عن خطورة هذه الممارسات خاصة أن هذه الشركات تتعامل مع مستندات هامة وخطيرة كجوازات السفر والبطاقات البنكية الائتمانية وبطاقات الصراف وأوراق اجتماعات هامة وحساسة.

وإعلاميا لا أعتقد أن أحدا ينسى أو نسي إضاعة إحدى هذه الشركات العالمية الشهيرة لجواز طالب سعودي مرسل من السفارة الأمريكية وبه تأشيرة دخول للدراسة مما حرمه من البعثة ومواصلة الدراسة.

باختصار ما يحدث هو أن موظفا غير سعودي يتصل بك من رقم ثابت ليبلغك بوجود إرسالية للتسليم، وبعد أن يأخذ منك وصفا مفصلا لعنوانك يعدك بالاتصال عند وصول الموقع ثم ينقطع تماما ولا يرد على اتصالاتك وبعد عشرة أيام تصلك رسالة بإعادة الطرد للمصدر!.

وأكرر القول إن ثمة شبه إجماع من مسؤولي البنوك وموظفي بطاقات الائتمان على شيوع هذا السلوك وكثرت الشكاوى منه لكن دون تحرك وردع!.

وشخصيا أرى أنه وقياسا بشهرة تلك الشركات عالميا وتوليها لمهام توصيل بريدي سريع على المستوى العالمي بين الدول فإن المشكلة تكمن في استهتار ممثليها عندنا فقط وتوظيفهم لعينات من الموظفين المستهترين وأرجو أن لا يقول قائل بأن العناوين لدينا تعتبر مشكلة فهي لم تعد كذلك ولكل حي وشارع وزقاق اسم واضح لا تخطئه (خرائط قوقل)!، فالخلل في استخفاف يحتاج إلى إيقاف.


الغرق الأخطر

قد يكون غرق أحياء جدة وأنفاق الرياض وطرق الباحة وغيرها من المدن في سنوات سابقة هو الغرق الأكثر ضحايا بشرية وفي الأملاك، وقد يكون خرير أسقف المطارات والأنفاق الجديدة في سنوات مضت الأكثر مفاجأة، لكن غرق مدن عديدة هذا العام من أول زخات مطر سيكون هو الأخطر والأكبر من حيث اطمئنان المسؤول وأمنه للعقوبة، وذلك بناءً على تعود المسؤولين واستمرائهم لحدوث التقصير دون نتائج محاسبة.
ندفع اليوم ثمن تأخر تحديد المسؤولية وصرامة المحاسبة لغرق السنوات الماضية وسوف ندفع مستقبلاً الثمن غالياً إذا لم تتم المحاسبة وإصدار وإعلان عقوبات صارمة على المقصرين في غرق هذا العام وفي فشل مشروعات جديدة ومباني مطارات ومباني مستشفيات في تحمل زخات مطر أثبتت أن الرقابة الهندسية على المشاريع ضميرها يخر فساداً ويقطر بعدم المهنية ويعلن فشلاً ذريعاً للمهندسين وللشركات الاستشارية وللرقيب الهندسي.
ما يحدث أيضاً يثير تساؤلاً عريضاً مفاده ما فائدة الهيئات والجمعيات المهنية إذا كانت لا تقوم بدورها في محاسبة وشطب المهنيين المقصرين، فإذا كانت هيئة المهندسين لن تحاسب وتشطب المهندس المقصر في أمانته المهنية وجمعيات الأطباء لن تحاسب وتشطب الطبيب الذي خان أمانة المهنة وأهمل في رعاية المريض وإذا كانت الجمعية الصيدلية لن تحاسب الصيدلي الذي خان أمانة المهنة ووافق على شراء دواء غير فعال أو تهاون في صرف الأدوية المخدرة، وإذا كانت هيئة المحاسبين لن تحاسب محاسباً مالياً قصر في مسؤولياته ومارس فساداً فما فائدة وجود مؤسسات المجتمع المدني؟!.
يبدو أن علينا أن نراجع حساباتنا في أمور كثيرة ونستفيد من أخطائنا في كوارث سابقة في هذه الدنيا، أما في اليوم الآخر فإن الحساب سيكون عسيراً ودقيقاً وحقيقة فإنني أستغرب ممن يؤمن باليوم الآخر وينام قرير العين وهو يرى جثمان غريق واحد يطفو على زبد سيلٍ يعلن فساده.

أهل العقول بنعمة

رجل كان منذ بضع دقائق عاقلا ثم بدأ يروي لجلسائه أسراره مع زوجته ووصفا لما خفي منها وفضحا لأسرار بيته والمقربين من أصدقائه، ويستمر به الأمر من سيئ إلى أسوأ حتى يجهش بالبكاء ثم يترنح ويصبح غير قادر على الوقوف ويتعرض لحالة من القيء، وليس هذا هو الإخراج الوحيد بل قد يصل به الأمر إلى أن ينجس نفسه.
ورئيس دولة أفريقية وفي زيارة رسمية ينتشر له مقطع يوتيوب وهو يترنح في حفل استقبال غير قادر على مصافحة رئيس الدولة المستضيفة في إحدى مناسبات سياسية لدول أفريقيا منقولة على الهواء.
وينقل لنا أحد برامج المواقف المحرجة في قناة تلفزيونية عالمية واسعة الانتشار مواقف مخجلة مهينة لرجال ونساء مشهورين وغير مشهورين يقومون بتصرفات غريبة لا يقوم بها الحيوان الذي لا يعقل، فمنهم امرأة تتبول أمام المارة (أعزكم الله)، ومنهم من يتشاجر مع كل من مر ثم يسقط على وجهه على قارعة الطريق أو في وسط مسار طريق سريع وآخر لأنه لا يعي ما يفعل يقبل ويلعق حذاء أحد المشردين ظناً منه أنه يعانقه.
كل هذه مشاهد لأناس تعمدوا إزالة عقولهم بتناول كأس أو عدة كؤوس من الخمر، ثم يأتيك من يقول إنني أسكر ولكن بعقل، أو من يقول إنني أشرب ولكن لا أصل لحد الثمالة، هذه أوهام يقنع بها بعض السذج أنفسهم وليس مستغرباً أن يقنع نفسه بذلك طالما أنه اختار بنفسه أن يزيل نعمة العقل التي منحها إياه خالقه وميزه بها عن الحيوان واستخلفه في الأرض وكلفه بالمسؤولية عن نفسه وأهله وأبنائه وماله وأسراره فاختار بطوعه أن يفقد عقله!، فأي عقل لهذا ليقنعه بأن الكحول لن تذهب عقله؟!.
سبق أن كتبت ومن منطلق التخصص في علم الأدوية والسموم، ومنها الكحول، أن السكيرة يتوهمون أن الكحول تجذب لهم الدفء وهي على العكس تخفض الحرارة، إلى درجة أن من تسمعون أنهم ماتوا في دول أوروبية متقدمة بسبب موجات البرد أغلبهم ماتوا مخمورين بسبب انخفاض الحرارة داخل الجسم، وسبق أن ذكرت أن السكيرة يتوهمون أن الكحول تقوي قدرتهم الجنسية وتطيلها، وواقع الحال أنه يضعفها كثيراً جداً إلى درجة أن المخمور يتوهم أنه يمارسها وهو (ما عندك أحد).
بقي أن أقول إن نسبة كبيرة جداً من حالات تليّف الكبد وتدمير هذا العضو الأساسي للحياة سببها تعاطي الكحول، فهل يعي الإنسان أي إيذاء يؤذيه لنفسه فيمتنع؟!، هذا قرار يجب أن يتخذه شريطة أن يعي.

لماذا تركيا؟!

بداية أرجو أن لا يزايد أحد على حرصي على السياحة الداخلية فقد كانت عسير وجهتي السنوية وكتبت عنها مقالا منذ عشرين سنة في صحيفة (الرياض) تشرفت بأن نشره أمير عسير آنذاك الأمير خالد الفيصل إعلانا في الصفحة الأخيرة لصحيفة (الوطن) مذيلا بعبارة (شكرا لمن صدق) وتوقيع سموه.

عندما تواجه السياحة الداخلية بعض المعوقات خاصة مع الناقل الجوي أو السكن والخدمات فإنني أعتبر أن تركيا اليوم هي الخيار السياحي الأول لكل من يعقل ويحترم نفسه وأسرته، خاصة من الخليجيين، والسؤال الذي يطرحه بعض خصوم المحافظة والاعتدال هو لماذا تركيا؟!.

الأهم عندي أنك في تركيا تجد احترام حرية وحق زوجتك وبناتك في ارتداء النقاب وهو ما أصبح حرية مسلوبة في كثير من دول أوروبا وبطرق مهينة لا يقبلها من يحترم حقوقه، بل يفترض أن لا يقبلها من يحترم حرية الآخرين في لبس ما يشاؤون طالما أنه لا يخدش الحياء العام، لكن الأمر انعكس تماما للأسف في دول آخرها ولن تكون الأخيرة بلجيكا فمن حق نساء ورجال السير عراة والمشاركة في سباق دراجات بعري تام مقزز لا يستسيغه إلا الحيوانات بينما تعتقل من تتنقب! هذا أحد أهم الأسباب.

أما بقية مميزات تركيا فهي أنك تصرف أموالك على إخوة مسلمين وتنعش اقتصاد بلد مسلم صديق سواء ما يذهب منه لمالك شقة أو سائق أجرة أو صاحب مطعم أو بائع، أو حتى تأشيرة دخول تحصل عليها في المطار وبكل احترام ودون استجواب مهين!.

في تركيا تأكل طعاما حلالا ولا تفقد صوت الأذان وتجد المسجد والمصلى في كل حي وسوق وتتعايش مع شعب مسلم شهم يتميز بالنخوة والتعاطف معك ومع أسرتك وبالمناسبة يكثر الحديث (التويتري) عن صلافة بعض الأتراك وقد وجدت بعد تسع سنوات أنك أمام ألطف وأكثر الشعوب مشاعر جياشة لكن مشكلتهم في عائق اللغة كما أن احترامهم لأنفسهم وللغير يجعل من تعود على تسخير الناس بماله لا يجد قبولا لديهم بينما يمكنك تكوين العديد من صداقات وود يدوم عندما تتعامل معهم باحترام لهم ولنفسك بعيدا عن استعراض المال.

جبت أغلب دول العالم بما فيهما أوروبا والأمريكيتان ولم أجد أمنا في محطات القطار الأرضي مثلما وجدته في إسطنبول فلم أشهد حالة واحدة لشاب مشاكس أو مستفز كما شهدت في لندن أو نيويورك وواشنطن!، كما أنني لم ألحظ احتراما للمرأة والمسنين كما رأيته في تركيا خاصة في وسائل النقل العام التي تعتبر مقياسا هاما فلا أحد يترك مقعده لامرأة أو شيخ كبير كما يفعل الرجال الأتراك.

في تركيا تخضع المطاعم لرقابة بلدية صحية صارمة فلا مجال لغذاء فاسد أو تسمم وقد تجد فاتورة تفوق المتوقع لكن قائمة الأسعار ملزمة للمطعم إذا اعترضت، وسائق الأجرة مجبر على تشغيل العداد ومشكلتهم مع بعض السياح العرب يكمن في ركوب أكثر من أربعة.