التصنيف: بصوت القلم

الضمان الاجتماعي .. القلة تغلب الجماعة

وزارة الشؤون الاجتماعية لم تصلح حالها قط، ولم تغير من أساليبها في تضييق الواسع على كل المستفيدين من الضمان الاجتماعي، بسبب احتيال بعض منهم ثبت للوزارة أن لدى بعضهم خادمات أو سائقين أو مكفولين أو حتى عمائر وفلل.
قلنا مرارا وتكرارا إن تعامل وزارة الشؤون الاجتماعية مع المستفيدين من الضمان يجب أن يتم من خلال زيارة الأخصائية الاجتماعية ودراسة الحالات دراسة ميدانية ولا مانع أن يتبعها الاستفادة من نظام المعلومات المرتبط بالهوية الوطنية ونظام البصمة وأنظمة الحكومة الإلكترونية التي انفردت وزارة الداخلية دون غيرها بتطبيقها والإبداع فيها، في زمن لا تزال بعض الوزارات فيه تستخدم الملف العلاقي ولا تقوم بتحديث موقع الوزارة على النت!.
وزارة الشؤون الاجتماعية حاليا بدأت في إجراء حذف لكثير من المميزات عن كثرة محتاجة بسبب اكتشافها لقلة محتالة، وهذا لا يجوز ولو طبقناه في كل شيء فإن ثمة موظفين يزيفون في الانتدابات ويستلمون بدلات ميدانية وهم إداريون! فهل نطبق عليكم ذات الجور ونوقف كل انتداب أو بدل عن الجميع؟! (لماذا سكتم الآن؟ جاوبوا )، فليس من العدل إيقاف الإعانة السنوية (10000 ريال) التي تصرف كبدل إيجار سنوي عن أسر معتمدة في دفع الإيجار على هذه الإعانة!، خصوصا أن العقاريين هذه الأيام في حالة نفسية متوترة جدا ويطرقون أبواب المستأجرين بقوة والفقير منهم لا حول له ولا قوة بعد أن أوقف عنه الدعم السنوي.
ما بال وزارة الشؤون الاجتماعية تقلد وزارة المياه؟، فالأخيرة تريد ترشيد الاستهلاك في صندوق الطرد (السيفون) وترفع التعرفة بهذه الحجة، ومواسيرها المكسورة تغرق الشوارع والأحياء، ولا تهون وزارة الصحة التي تريد أن تتقشف بتقليص عدد مرافقي مرضى السرطان في أمريكا ورواتب بعض موظفيها في خانة مئات الآلاف.

مستشار وشيال بشوت

بعض أساتذة الجامعات يتم التعاقد معهم كمستشارين لبعض الجهات، كان ذلك أمرا جميلا ومفيدا في بداياته، عندما كانت الاستشارة علمية بحتة، تهدف للاستفادة من التخصص الأكاديمي و القدرة البحثية لأستاذ الجامعة في معالجة بعض المشاكل التي تعاني منها الوزارة أو المؤسسة أو تلك المصاعب التي تحتاج إلى دراسة بحثية للتعامل معها.

ومثل أي خطوة سليمة يساء استخدامها تدريجيا حتى تصبح مجرد تنفيع، أو (شرهة) يكسب بها الوزير صوتا أكاديميا له بعد إعلامي، أو صدقة يصرفها المسؤول لقريب غير محتاج، أو مخصص (ضمان اجتماعي) يتوسط أحدهم لتمنحه الجهة لمستشار عزيز عليه وهو غير عزيز نفس.

الساحة شهدت أخيرا بعض الأكاديميين الذين لعبوا لعبة مدافعين شرسين عن بعض الوزراء، وفي بعض حالات الدفاع مارس كتاب و أكاديميون وخبراء في مجالهم دفاع المنطقة عن الجهات التي تدفع لهم بدل استشارة، وكان الدفاع مستميتا، بل تم في بعض الحالات بطريقة (الانبراش) على المنتقد أو المهاجم!.

المؤكد أن الاستشارة العلمية في صورتها التي أرادتها الدولة وأقرتها براء من تلك الممارسات القائمة على المجاملات والنفاق والأنانية والبحث عن مصالح شخصية دون تقديم مقابل، وبالمناسبة الاستغلال السيئ لفرصة الاستشارة قديم بقدم السماح بالاستفادة من أساتذة الجامعات كمستشارين، لكنه لم يكن بما هو عليه الآن من شيوع الممارسات الخاطئة.

أذكر من المواقف القديمة أن وكلاء وزارة ومديري عموم في وزارة الصحة كانوا يطلبون من أستاذ في كلية الصيدلة عين مستشارا للوزارة في شأن الدواء أن لا يحضر ويقولون له (يا دكتور أجلس في بيتك وتجيك الاستشارات!) طبعا كانوا يريدون أن لا يكتشف المستور، لكنه رفض، وهذه من المواقف المثالية للمستشار، أما مستشار آخر فبدأ بالحضور أسبوعيا ثم كل أسبوعين ثم صار يحضر فقط لاستلام شيك الاستشارة ثم أصبح يرسل سائقه لاستلامه!، أما أعجبهم فكان يدبر المكائد ويزيف الخطابات على من انتقد وزير التربية والتعليم (آنذاك) محاولا التقرب للوزير حتى انكشف أمره و مثل هذا لو حمل بشت الوزير لكان أستر له من استشارة أستاذ جامعي.

المهم أن الاستشارة اليوم شاع فسادها وتحتاج لإعادة صياغة ومراقبة!.


يا خطوطنا..هل ندفع رسوم مقعد لا يطير؟!

حسب صحيفة (الرياض) الخميس فإن قرار الخطوط السعودية بفرض رسوم على اختيار المقاعد قد باركه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط السعودية ووافق على فرض رسوم على الاختيار المسبق للمقاعد على متن الرحلات الداخلية، إثر خطاب رفعه مدير الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر.
يبدو أن الخطوط السعودية اختارت تقليد قلة نادرة من خطوط الطيران العالمية (البريطانية مثلا) في تطبيق الرسوم، قبل أن تختار تقليدها في الانضباط وفي احترام العميل وحفظ حقوقه، ويبدو أيضا أننا وبعد تخبط إدارة الأطباء في الصحة سنعاني من قسوة إدارة المهندسين في الطيران وهيئته وخطوطه، ويبدو جليا أن خطوطنا الحبيبة لا تعرف حمرة الخجل من مواقفها مع الركاب في تأخر الرحلات، بل وإلغائها (خاصة الرحلات الداخلية التي ستفرض على ركابها رسوم المقاعد)، وعدم الخجل هذا يبرر لها فرض رسوم على مقعد قد لا يطير في وقته بل في يومه!! ويفترض أن لا تفكر مجرد تفكير في فرض رسوم على الرحلات في الوقت الحالي.
يا مهندس صالح الجاسر: قبلك بأشهر قليلة نقلت الخطوط ركابا إلى تبوك بدلا من أبها وتأخرت رحلات بالساعات بل وبالأيام ولم تكن الخطوط تمنح الركاب المنتظرين لفرج الإقلاع ما يسد جوعهم ومقاطع الفيديو في (اليوتيوب) تشهد بذلك، وبعدك استمر تأخير الرحلات الداخلية لساعات و إلغاء بعضها بعد انتظار لليوم التالي!، وحال كتابة هذا المقال ينتظر أفراد فريق الرائد للشباب في مطار بريدة يوما كاملا على أمل إقلاع رحلتهم التي يفترض أن تنقلهم إلى جدة للعب مباراة مع الأهلي ودخل يوم المباراة ولم تقلع الرحلة، وقبل ذلك حدث الشيء نفسه مع فريق النصر مرتين في عهدك، وأول أمس الجمعة كان تأخيركم لفريق الرائد مدعاة تندر لبرنامج (أكشن يا دوري) فقال خبير تحكيم البرنامج محمد فوده أن الخطوط السعودية غير صريحة مع ركابها تأخذهم بالتدرج فتقول تأخير ساعة ثم ثلاث فيوم كامل، ليرد الزميل وليد الفراج (الفودة ملدوغ منكم أعطوه تذكرة الرياض لوس انجلس الرياض درجة أولى لتسلموا) وأظن الفراج أصاب كبد واقعكم ومن يدافع عنكم.
أتريدون منا أن ندفع رسم اختيار مقعد قد لا يطير؟! نحن لا نملك خيار التزامكم بموعد الإقلاع والوصول فكيف ندفع لاختيار مقعد؟! ادفعوا لنا بدل التأخير أولا.

اجعلوا «تويتر» بالبصمة أيضًا

سعدت كثيرا عندما علمت أن هناك توجها جادا وسريعا لتطبيق نظام البصمة على كل اسم لمالك رقم جوال سواء (مفوتر) أو مسبق الدفع، وأن النظام سيفرض على كل مشترك في هاتف لدى أي شركة اتصالات أن (يبصم) على كل رقم مسجل باسمه على انفراد للقضاء على سوء استخدام الهاتف، بدءا بالإزعاج وانتهاء بالإرهاب !.

منذ اتصالات الإزعاج الشهيرة (ألو من ذا بيته؟) بعد التحول من تلفون (أبو هندل) إلى الهاتف الثابت الآلي المستقل ومرورا برسائل الجوال المهينة المزعجة، ومكالماته المجهولة معدلة الصوت، وانتهاء بتوظيف أرقام مجهولة مسبقة الدفع في الإرهاب ونحن نعاني من الرقم مجهول المرجعية.

يكفي من تطبيق البصمة أنها تذكر من نسي أو تناسى نعم خالقه عليه، وحكمته ودقته في خلقه، واحدة من نعمه ومعجزاته تتمثل في عدم تشابه بصمات الأيادي والأرجل، وشخصيا عندما أتدبر القرآن الكريم أجتهد وأشعر أن شهادة الأيدي والأرجل على العبد يوم القيامة (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.. الآية) سهل فهمها وسهولة تحققها ما نراه من عرض المعلومات فوريا بمجرد وضعك إصبعك على جهاز قراءة البصمة!، فالخالق، الذي ألهم الخلق على اكتشاف هذه الخاصية وتوظيفها في دنياهم، جعلها دليلا وعبرة وتنبيها لما هو أعظم من آياته وقدراته سبحانه، وبنفس الطريقة يكفي من يعجب ويستغرب أن يلقى سجله كاملا مكتوبا في اللوح المحفوظ، أن يعتبر بنعمة شريحة البيانات (كرت لا يتعدى حجمه سنتمترا واحدا مربعا) تخزن فيه كما هائلا من البيانات!، فالاكتشافات العلمية ما هي إلا نعمة لترسيخ الإيمان.

وشخصيا أتمنى أن يتم عاجلا تطبيق البصمة أيضا على معرفات كل وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر) وفيسبوك) وغيرهما سواء محليا أو عبر اتفاق (عالمي) لاحقا، وهذا لا يعني رقابة على ما يرد عبرها من آراء أو حجرا على حريتها، بل التأكد من هوية من يستخدمها!، بمعنى قل ما تشاء ولكن وأنت معروف! لا جبان مختبئ خلف اسم مستعار!، وتابع من تشاء ولكن وأنت معروف لا فرخ وسط بيضة!.

حقيقة ذبحونا بيض (تويتر) باختفائهم الذي لا يردعهم عن قول فاحش وتعليقات إجرامية وإرهاب ومتابعة وهمية لأشخاص منحوا أنفسهم هالة وهمية وشهرة زائفة عبر الإطلالة من بين أكوام بيض فاسد!، وليتها مجرد شهرة زائفة يشبعون بها شهوة تافهة! بل هم يستغلونها لمكانة اجتماعية وقيادة قطيع!.

لو طبقت البصمة في (تويتر) وتكسر البيض فكم من طاووس سيتحول إلى دجاج مسحب عالفحم! في صينية بيض عيون!.


إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة

إلا مرضى السرطان يا وزير الصحة ومثلهم مرضى الأمراض العضال أو ما سمي بالأمراض السبعة ومنها، إضافة للسرطان، أمراض الكبد والكلى والقلب وشلل الأطفال والإيدز والتشوهات الخلقية لحديثي الولادة، فإن مملكة الإنسانية لن تقبل أي أفكار تقشفية في أمر علاجهم في الداخل والخارج، فهؤلاء يعالجون لإنقاذ أرواحهم وإحياء نفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا، ومع كامل الاحترام لخطواتك التقشفية وأفكار مستشاريك ومساعديك فإن التوفير لا يجوز بالتقتير على هؤلاء المرضى، لا في الداخل ولا في الخارج فمريض السرطان مثلا لم يذهب للولايات المتحدة الأمريكية للترفيه أو لنفخ شفايف أو تجميل أسنان أو تقوية فحولة!.
وقفنا مع وزير الصحة ونائبه وسنستمر في خطواته في محاربة الفساد في كميات المشتريات غير الضرورية من الأدوية والأجهزة الطبية التي تتم للتنفيع وكتبنا نؤيد قراراته للحد من الشراء وسنكتب، لكن قرار معالي الوزير رقم ٣٠٤٢٢٠٩ وتاريخ ٨/٣/١٤٣٧ والمبلغ للمرضى ولمرافقيهم في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الملحق الصحي بأمريكا وكندا سليمان الشعيبي والقاضي بتقليص عدد المرافقين للمرضى من اثنين إلى واحد، قرار يجب إعادة النظر فيه وعدم تطبيقه على مرضى السرطان والأمراض السبعة.
يا معالي الوزير إن مريض السرطان، رجلا وامرأة، يعاني من كلٍ من المرض والعلاج، ومن مضاعفات المرض والعلاج معاناة جسدية ونفسية تمس قدراته ووظائف أعضائه ويحتاج إلى أكثر من مرافق داخل وخارج المستشفى ويجب استثناء مرضى السرطان من هذا القرار المستعجل وغير المدروس حتى اقتصاديا، بدليل أن المرافق يصرف له مبلغ ١٦٠ دولارا يوميا سواء كان المريض يعالج في دولة غالية المعيشة أو دولة أرخص، مثلا، يتساوى من يعالج في أمريكا أو الهند (بصرف النظر عن مستوى المعيشة والغلاء).
إن مريضة السرطان التي تتعاطى العلاج الكيميائي لا يمكن مقارنتها بغيرها في حاجتها لأكثر من مرافق من الجنسين، ثم أن قرار الحاجة لمرافق أو أكثر أمر لا يحدده قرار إداري بل يفترض أن تدرس كل حالة على انفراد عن طريق أخصائية اجتماعية سعودية، فأنت تتحدث عن مريض سرطان يعالج في بلد غربة ولمدد طويلة، ومع ذلك فإن التقشف لا ينطبق عليه مطلقا!، بل يستلزم الدراسة المتأنية والتعامل الإنساني، وأمام الوزارة والوزير سبل كثيرة للتوفير داخل الوزارة تبدأ بالبطالة المقنعة وأصحاب الرواتب الفلكية الذين لا تتناسب رواتبهم مع إنتاجيتهم وحالات التكدس الوظيفي والمكاتب الفارهة.
إلا مرضى ومريضات السرطان والأمراض السبعة يا وزير الصحة، فعلى رسلك حفظك الله من كل مكروه.

إعلامنا والتصنيف في الوطنية والخيانة!

مشكلتنا الحقيقية في سطحية بعض العاملين في الإعلام، نتيجة عدم تأهيلهم التأهيل الكافي وعدم اشتراط حصولهم على مؤهل ولا دورات أو حتى خبرة، وهذا الموضوع قديم لا جديد فيه، بدأ أول ما بدأ مع طرح أسئلة سطحية وبعضها ينم عن جهل في مؤتمرات صحفية هامة لساسة كبار يمثل الصحف والقنوات فيها مراسلون صغار!.
السطحية وعدم العمق ليست حكرا على المراسلين، فحتى مواقع قيادية في بعض الصحف أو بعض القنوات الفضائية لابد أنها مرت في مرحلة من مراحل عمرها بمطب هوائي في قياداتها، فنحن مازلنا لا ندقق كثيرا في السيرة الذاتية في المواقع الإعلامية رغم حساسيتها وطنيا.
خذ على سبيل المثال التعاطي مع الخيانة الوطنية العظمى التي تم بحمد الله كشف خلاياها واحدة تلو الأخرى، لاحظت أن تركيز بعض الصحفيين والمراسلين للقنوات الفضائية انصب على أن من بين الخونة أساتذة جامعات، وكانت الأسئلة تركز على التعجب من أن يخون الوطن حامل شهادة دكتوراه!، وكأن حامل الإبتدائية يحتمل أن يخون!، مع أن عكس الخيانة وهو التفاني والبذل والإخلاص للوطن غير مرتبط بدرجة التعليم بل مرتبط أولا بالخوف من الله والالتزام بتعاليم الدين الحنيف الذي يحث على طاعة ولي الأمر والأمانة ويصف المنافق بثلاث صفات كلها موجودة في الخائن لوطنه (إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد أخلف) ثم تعتمد على التربية الأسرية والنخوة والفروسية والغيرة على الوطن وأهله، فتدني مستوى التعليم لا يفضي للخيانة أو قلة الوطنية بدليل أن من يبذلون أرواحهم وتنزف دماؤهم فداء للوطن غالبيتهم تعليمهم ليس عاليا والتعليم العالي لا يضمن الإخلاص للوطن والولاء له، بدليل أن بعض من غدروا بالوطن كانوا متعلمين تعليما عاليا، لكن هذا لا يعني الربط بينهما ولا الاستغراب، ومن حكمة قادة وطني أنهم لا يصنفون ولا يربطون بين صفة أو عائلة أو مؤهل وجريمة المجرم معتمدين على أساس شرعي (لا تزر وازرة وزر أخرى).
مشكلة بعض وسائل إعلامنا تكمن في التصنيف والإصرار عليه في مواقف كثيرة، والربط بين السلوك الفردي الإجرامي مثل الخيانة وصفة من تورط فيه أو مؤهله وتعميمه على كل من يحمل ذات الصفة أو نفس المؤهل، فإذا كان الفاسد ظاهره التدين، شمت الليبرالي من كل المتدينين، وإذا كان العكس شمت المتدين بكل الليبراليين، وهذا ما جعل البعض يركز في أسئلته مستغربا أن يكون من بين الخونة أساتذة جامعات وهو استغراب سطحي، حري بنا أن ننعتق منه فالتقوى في القلب لا في الشهادة ولا في المظهر.

أضواء الطوارئ تهدد بالصرع

الملاحظ أخيرا كثرة استخدام سيارات الدوريات لأضواء الطوارئ لسبب وبدون سبب، فغالبا تقوم دورية المرور أو الشرطة أو أمن الطرق أو سيارات الإسعاف بتشغيل تلك الأضواء كإجراء روتيني، حتى بدون حاجة للاستعجال أو وجود حالة طارئة وعندما توجد الحاجة أو يتم الاستدعاء لحالة عاجلة يتم تشغيل الصوت كتنبيه فعلي لفسح الطريق.
ما لا يعلمه كثيرون أن تلك الأضواء (الفلاشات) ضارة جدا بمن لديهم مشاكل في النظر وتشكل خطرا على ضعاف البصر بل وحتى على الأشخاص الطبيعيين وخاصة الأطفال وكبار السن، كما أنها ونتيجة لتأثير مباشر على حدقة العين قد تؤدي إلى زغللة وعدم استقرار في الرؤية لفترة ليست بالقصيرة مؤدية إلى حادث.
المشكلة الكبرى أن استخدام الأضواء التنبيهية متعددة الألوان قد زاد كثيرا عن الحد المقبول، فحتى سيارات بعض الشركات العاملة في مشاريع طرق وسيارات الأمن الصناعي وبعض الناقلات وعربات النظافة أصبحت تستخدم تلك الأضواء بكثرة، لكن المشكلة الأكبر هي استخدام أضواء عاكسة قوية وذات وميض سريع على (صبات) التحويلات خاصة في الرياض حيث مشروع قطار الأنفاق، وفوق جدران الحواجز الأمنية وبعضها وحسب تقارير أطباء العيون أدت إلى مشاكل وخيمة، وبات الحد منها واستبدالها بطرق أقل خطورة أمرا ضروريا للسلامة.
كل ما سبق أعزائي يهون عندما تعلم حقيقة علمية لا خلاف عليها، وهي أن الضوء الوميضي من مسببات بداية حدوث الصرع وأن مرضى نوبات الصرع يتأثرون كثيرا بالوميض الضوئي فيتسبب في حدوث النوبة الصرعية بشكل أكبر مما لو كان مريض الصرع بعيدا عن ذلك الوميض، بل إن بعضهم تنتابه نوبات الصرع إذا تعرض لتلك الأضواء رغم انتظامه في تعاطي الأدوية، وإذا حدثت النوبة وهو يقود سيارته فإن في ذلك خطرا على حياته وحياة ركاب المركبات الأخرى وكل من يمر بالطريق، وقد سبق لي شخصيا أن باشرت حادثا انحرفت فيه مركبة أمامي دون سبب واخترقت سور أحد المباني وعند إخراج السائق كان للتو أفاق من نوبة صرع حدثت، حسب إفادته، بسبب تعرضه لضوء مباشر تسبب في حدوث نوبة الصرع رغم تناوله الأدوية بانتظام.

دعوهم يصلحون الصحة!

باستثناء المرحوم بإذن ربه غازي القصيبي، أثابه الله على إخلاصه في كل مهمة تولاها، فإن كل من تولى أمر وزارة الصحة كان يتعامل معها كمهمة (تسيير أمور) حسب ما يراه شخصيا، وأحيانا حسب ما يحقق إنجازات جديدة وبناء جديد، ولكنه قائم على نفس الأساس القديم المعطوب أصلا، وبعضهم كان همه الأكبر إلغاء جهود من سبقه واختراع عجلة جديدة لا لتعني أنه عمل، ولكن لتشير إلى أن عمل من سبقه لم يكن صحيحا.
ذلك كان وصفا تاريخيا مختصرا لتاريخ وزارة عايشتها عمرا طويلا لا يقل بل يزيد على ٣٠ سنة كنت خلالها أنتقد بحدة، وأعترف أن مواقف الثناء كانت نادرة لندرة العمل المخلص الجاد الموفق؛ لأن غالبية من تولى إدارة الصحة كانوا أطباء جميعهم يجهلون العمل الإداري؛ لأنه ليس تخصصهم ولم يدرسوه أو يمارسوه وقلة منهم يضيف إلى جهله بالإدارة تعصبه لمهنة الطب وحرصه على مستقبل استثماره في الصحة كطبيب.
من مواقف الثناء ما قلته وأقوله عن المرحوم بإذن الله الطبيب محمد المعجل وكان مديرا عاما للشؤون الصحية بالمنطقة الوسطى، ولم يكن وزيرا، لكنه أخلص في عمله إلى درجة أنه كان ينتدب أطباء للمستشفيات الخاصة لمراجعة فواتير المرضى، وما يصرف لهم من أدوية ومحاليل ويجرى لهم من تحاليل وأشعة للتأكد أنها كانت ضرورية وليست استغلالا ورفعا للتكلفة، وقد اكتشف من غش القطاع الصحي الخاص ما يشيب له الوليد.
الوزير الحالي خالد الفالح مهندس لا تربطني به أدنى علاقة، وربما هو لا يعرفني وانتقدت أسلوبه في عدم التجاوب مع النصح والتعاطي مع الإعلام، لكنني أعلم جيدا أنه يعمل بصمت على قطع دابر فساد طبي متمثل في طلب لأدوية وأدوات طبية مكلفة من شركات لتنفيعها، وأكثر كثيرا من الحاجة، إلى درجة أن نسبة كبيرة منها تتلف، فهو لم يقلل شراء الأدوية بنسبة ٥٠% إلا لأنها كانت تتلف!، وقام بإبعاد الأطباء عن الإدارة وخاصة إدارة التموين الطبي وغيرها من الإدارات التي ليست مجالا لطبيب.
وأعاد اكتشاف ما كشفه المرحوم المعجل من تلاعب في الفواتير وتعويضات تكلفة العلاج في القطاع الخاص الذي تعوضه وزارة الصحة!، بل وجد أن ثمة فسادا طبيا في الإحالات أصلا للمستشفيات الخاصة من قبل أطباء حكوميين يعملون فيها جزئيا عملا غير مشروع (حذرت منه مرارا ومستمر في التحذير).
الرجل نحسبه والله حسيبه يعمل أساسات صالحة وقوية لبناء جديد نظيف، ومثل هذا يحاربه المتمصلحون، فدعوه يعمل عسى أن يصلح الصحة، و إذا أخفق بعد منح فرصة كافية، فليس محصنا من النقد الهادف البناء.

التأمينات الاجتماعية العائل المستكبر

بعض المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية تعاني من ازدواجية غريبة فتجدها تقتر على من تشملهم خدماتها من المواطنين بحجة التوفير وشح الموارد المالية، لكنها في الوقت ذاته تصرف بسخاء عندما يتعلق الأمر بتذاكر السفر والانتدابات والبدلات لكبار الموظفين فيها، ومؤسسة التأمينات الاجتماعية باتت مثالا مناسبا لهذا النوع من المؤسسات!.
مؤسسة التأمينات استثمرت في شركات مساهمة واستحوذت على حصص كبيرة في أسهمها وهذا أمر لا غبار عليه عندما لا يتطاير منه غبار يسبب الحساسية، لكن الواقع أن ممثل المؤسسة في عضوية مجلس إدارة تلك الشركات يتقاضى مكافأة جزلة جدا لا تقل عن ثلاثين ألف ريال شهريا خلاف الانتدابات وتذاكر السفر المكلفة جدا لحضور أربع جلسات يكون دوره فيها، في الغالب، سلبي جدا، أو مجرد متابع، دون أن يبذل أدنى مجهود للتحليل أو التدقيق والدراسة والتقييم بما يحفظ حقوق المؤسسة ويقلل المخاطر في استثماراتها بدليل أن إحدى شركات الاتصالات التي تستثمر فيها المؤسسة تعرضت لخسارة في القيمة السوقية بما تخطى ستة مليارات من الريالات دون تحرك من المؤسسة الممثلة في مجلس الإدارة.
المشكلة التي لا تقل خطرا هو أن بعض الموظفين يمنح أكثر من تمثيل في عدة شركات ويحصل من كل منها على مكافأة شهرية فيصبح دخله الشهري يفوق راتب وزير بينما زملاؤه لم يمنحوا فرصة واحدة، وهذا يحدث حزازيات بين الموظفين وشللية وجو عمل مكهربا وغير صحي بسبب تميز فئة من الموظفين عن غيرهم.
المؤسسة اقترحت نظام ساند على المؤمن عليهم كنوع من التوفير، ولم يطبق على موظفيها!، لكن ذلك يصبح سهلا إذا علمنا أن ما يصرف كتعويض لتذاكر لكبار الموظفين يعتمد سعرا عاليا جدا خصوصا في الانتدابات لدول أوروبا وشمال أمريكا، وأن مكتب الطيران الذي قدم نموذج أسعار معقولا، لم يستمر طويلا في تعاقده مع المؤسسة وعادت لمتعهد أغلى كثيرا في نماذج أسعار التذاكر فأين التوفير هنا؟!.
أيضا من التبذير والإهمال أن تؤمن المؤسسة سكنا عينيا لبعض الموظفين ثم تصرف لهم بدل تعويض إسكان!.
مؤسسة التأمينات الاجتماعية مؤسسة شبه حكومية هامة جدا، خصوصا أن المؤمن عليهم ومن تقتطع المؤسسة من رواتبهم أصبحوا شريحة كبرى في ظل تزايد توظيف السعوديين في برامج تشغيل ذاتي وانتعاش السعودة في القطاع الخاص، فهي لا تقل بل ربما تفوق المؤسسة العامة للتقاعد، ودخولها ومصروفاتها يجب التأكد من عدالتها وسلامتها، فلا تقتر في جهة وتدعي التقشف ثم تبذر في جهة أخرى فتكون أشبه بعائل مستكبر.

(سيف الرعدة) بين عاصفة الجنوب ورعد الشمال

حق لكل مواطن سعودي بل لكل مسلم وعربي أن يفخر بأن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تشكل قوة السلام العظمى في العالم التي لا تهاب الحرب من أجل السلام.
عندما يكون توحيد الكلمة والسلم مطلبا إسلاميا لتلافي اقتتال طائفتين من المؤمنين كانت المملكة، ومازالت، صاحبة الريادة في الصلح بينهما، والشواهد والأمثلة كثيرة من المصالحة بين الفلسطينيين في بيت الله الحرام إلى ما سبقها في مؤتمر الطائف الأشهر، وبين هذا وذاك مواقف جمع صف عربي ليس بالضرورة أن تكون قد أعلنت.
ومن صبر وحكمة قيادة هذا البلد الأمين على مر التاريخ ظن الأعداء أن المملكة العربية السعودية داعية سلام لا تقدر على حرب!، ومن نعم الله على خلقه أن أنعم على الحليم بصبر يخفي قوة، واستعاذة من غضبه، وجعل لدى الجبان استهانة بقوة من صبر على استفزازه.
عندما جاوز الظالمون المدى وحق الجهاد وحق الفدا، وأصبحت الحرب مطلبا لإحلال السلم ورفع الظلم عن الشعوب، تحولت المملكة العربية السعودية إلى رحمة لكل مظلوم في شكل (ظاهرة مناخية) تعصف بكل مستبد في شكل عاصفة حزم وعزم حققت انتصارا غير مسبوق في أرقام الانتصار بأقل الخسائر وإعادة الأمل والسعادة لليمن السعيد.
ثم استخدمت ثقة العالم في قيادة شجاعة بحكمة، وصبورة بحلم، وغاضبة بحزم، فحققت رقما زمنيا غير مسبوق في جمع أسرع تحالف دولي لمحاربة الإرهاب.
واليوم ترسم على الأرض، وواقعا لا أحلاما، أكبر مناورة عسكرية في تاريخ المنطقة تجمع بين ٢٠ دولة إسلامية وعربية وصديقة أسمتها (رعد الشمال)، ألم أقل إن المملكة العربية السعودية باتت (ظاهرة مناخية) متكاملة تتحول حسب ما يريد لها من أحكم صنع هذا الكون وجعل هذا البلد الأمين مهبطا للوحي وأرضا طاهرة للحرمين وأوكل أمره وأمر المسلمين لرجال حكماء، فعلى يدهم تتحول الظاهرة المناخية بين نسمات سلم ومصالحة، إلى عاصفة حزم ورعد شمال، فاختاروا السيف والنخلة شعارا، تلك النخلة لطالما تساقطت على العالم أجمع رطبا جنيا فيه حلاوة السلم، والسيفان مسلطان على من ظلم، ولمن لا يعلم فإن أجدادنا يسمون البرق (سيف الرعدة) ومنه جاءت شجاعة وطني في سرعة البرق الذي يضرب جنوبا عندما ترعد في الشمال، ويحتاج العدو إلى ترجمة فارسية ليعرف الأعداء أي منقلب ينقلبون.