اليوم: 26 مارس، 2003

نافذة لفلسطين

لابد من نافذة دائمة في الشاشات الإخبارية العربية مخصصة لنقل ممارسات الاحتلال الصهيوني في فلسطين هذه الأيام حيث يستغل شارون وعصابته انشغال القنوات الفضائية العالمية في تغطية كل ما يحدث في حرب العدوان على العراق.

إنها فرصة إعلامية ثمينة لابد من أن تستغلها القنوات العربية لإبراز القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الصهاينة وفرضها على المشاهد في أنحاء العالم، بدلا من حدوث العكس وهو الانشغال التام في تغطية أخبار الحرب على العراق دون توقف وبتكرار واضح.

لماذا اعتبر هذا الوقت بالذات فرصة ذهبية للقنوات العربية الاخبارية وكيف يمكن استغلالها؟!

هي فرصة ثمينة يجدر أن لا نفوتها لأن القنوات الفضائية العالمية التي طرد مراسلوها من العراق تنقل الأخبار عن القنوات العربية بشغف وهذا معناه أن وضع نافذة في الشاشة العربية تفضح الممارسات الاسرائيلية السابقة والحالية والتقارير المؤثرة في المشاعر والتنقل بين النافذتين سيجبر القنوات المستفيدة من عرض الممارسات التي كانت تغض الطرف عنها من أجل عيون اسرائيل.

هذا فيما يخص إجبار الاعلام الغربي غير المحايد على تذكير العالم بأن الفلسطينيين عانوا ولازالوا يعانون خاصة في ظل انشعال العالم عنهم رغم أن القضية الفلسطينية هي لب كل المواضيع.

ومن ناحية أخرى فإن على القنوات الفضائية العربية أن لا تقع في نفس الفخ الاعلامي المنصوب للإعلام الغربي والرأي العام العالمي وتنشغل بنسبة 100% في تغطية مكررة لأحداث العدوان على العراق وإعطاء صفر في المئة من الاهتمام لعدوان مستمر على الشعب الفلسطيني لا يقل ضراوة ولا شناعة.

إن من الذكاء أن نربط بين قضية فلسطين وقضية العراق ليس في التحليلات السياسية ولكن في التغطية الإعلامية وكشف حقيقة العدوان والوجه الحقيقي للارهاب وأين تكمن أسلحة الدمار الشامل.

وبدون أن نعيد عيون العالم لإخواننا في فلسطين المحتلة فاننا أولا نعزلهم في الظلام ونعرضهم لمزيد من الظلم والضرب خلف الكواليس، وثانيا نفوت فرصة فضح الممارسات الاسرائيلية التي تشكل أمثلة صارخة للإرهاب والعدوان وقتل الأبرياء، وثالثا نوهم العالم ان قضية فلسطين ليست قضيتنا الأساسية بدليل تناسيها مع أول إثارة لحدث جديد.

لعل من المناسب الاستشهاد بمثل “طازج” فقد قام الإعلام الامريكي ولم يقعد بعد بسبب نشر صور الأسرى والقتلى الأمريكان في حين كانت ولازالت صور أسرى الانتفاضة من الأطفال والنساء والشيوخ تنشر في الإعلام نفسه دون أدنى إحساس، بل إن صور القتلى الممثل بهم من أبطال الحجارة كانت تعرض ترافقها الموسيقى، ومن منا يمكن أن ينسى مشهد تكسير ذراعي شابين فلسطينيين الذي نقل حيا وعلى مدى عشر دقائق.

يجب أن لا نجعلهم يعتقدون أن قضايانا من قلة الأهمية بحيث ننشغل عنها بغيرها ولا نسمح لهم حتى بمجرد الإحساس بأن لهم أفضلية وتمييزاً في التعامل.