اليوم: 7 نوفمبر، 2005

المواطن السعيد

الاهتمام برفاهية المواطن وترفيهه وإدخال البهجة والسرور إلى نفسه وحمايته من كل ما يسيء إلى إنسانيته أو يهضم حقوقه أو يدخله ضمن دائرة الإحباط، هذه أمور مهمة جداً في خلق مجتمع صحيح سليم متماسك ومتحاب أفراده يلتفون حول وطنهم التفاف الجسد الواحد.
نحن في هذا الاتجاه السليم سائرون على الطريق الصحيح بإذن الله وثمة علامات فارقة واضحة تدل عى ذلك وأيضاً دلائل أخرى صغيرة لكنها تدل على الشيء نفسه.

الاهتمام بالترفيه أثناء عيد هذا العام والتركيز عليه على أعلى المستويات واحد من الدلائل الواضحة حتى ولو بدت صغيرة للبعض أو ثانوية أو وقتية لكنها ذات دلالات كبيرة فجميع الجهات ذات العلاقة أبدت هذا العام مؤشرات تدل على أن إسعاد المواطن والمقيم وإدخال البهجة والسرور للنفوس هو توجه عام ومهم وليس مجرد اجتهاد أشخاص أو بلدية أو أمانة مدينة وحسب.

الوطن أرضاً ومواطناً في أمس الحاجة إلى ما يدخل البهجة إلى النفوس، في أمس الحاجة إلى الخروج من حالات إحباط طالت، في أمس الحاجة إلى الاهتمام بالحالة النفسية للمواطن لتشجيعه على مزيد من العطاء، في أشد الحاجة إلى الفرح بعد أحزان الإرهاب والحروب والأوضاع الدولية السيئة المتلاحقة.

المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف والمواطن السعيد أقدر على التحمل والعطاء والإنتاج من المواطن الكئيب.

علينا أن نتذكر دائماً أن الإنسان بقدر ما أوتي من جبروت وقوة وعناد فقد أوتي قدراً كبيراً من الضعف والهشاشة وسرعة التراجع والتحول والتأقلم مع الواقع والتأثر السريع بما حوله، ألا ترى أن السياسيين وهم أعتى أصناف البشر وأصلبهم تؤثر فيهم الكلمة الواحدة سلباً أو إيجاباً (كلمة توديهم وكلمة تجيبهم) فكيف بالبشر العادي أو المواطن العادي؟!.

لقد رأينا كيف أن نزول قطرات المطر تحدث تغييراً غريباً في النفوس لأنها خلقت جواً نفسياً يعاكس الجفاف والحر والغبار، وهذه دلالة أخرى على سرعة تأثر الإنسان بمؤثرات بسيطة تدخل على نفسه البهجة.

أيضاً شاهدنا كيف أن إجازة اليوم الوطني وهي يوم واحد كان لها تأثير سحري في نفوس الناس وشعورهم أكثر من أي وقت مضى بأهمية اليوم الوطني.

المثال الأكثر وضوحاً وتأثيراً هو ما أحدثته زيادة الرواتب من أجواء الفرحة والالتفاف حول الوطن ومشاعر الحب والوئام، فإلى مزيد من مبادرات وأسباب السعادة والحب يا وطني.