سيدفع عنا الغلاء

نبرة صوت المأمومين وهم يقولون “آمين” عندما يدعو الإمام قائلاً “اللهم ادفع عنا الغلاء” كانت في السابق نبرة عادية غير متميزة عن غيرها.
في هذا العام وتحديداً في هذا الرمضان اختلف الوضع كثيراً نظراً لوقوع مصيبة الغلاء، فقد اختلفت النبرة فأصبحت عالية يصحبها أنين وربما بكاء وإلحاح من المأمومين وهم يردون خلف الإمام، كما أن الإمام أصبح يكرر هذه الدعوة ويركز ويلح فيها.

لا شك أن هذا أحد مؤشرات حجم المعاناة والتأثير الذي أحدثه ارتفاع الأسعار في نفوس الناس على اختلاف مداخيلهم ووضعهم الاقتصادي، وهو ليس المؤشر الوحيد، لكنه مؤشر له دلالات يتميز بها هذا البلد الأمين الذي يتوجه أهله إلى ربهم ويلجأون للدعاء قبل أن تصيبهم المصيبة وبعدها (ومن الطبيعي أن تختلف النبرة والإلحاح بين وضع ما قبل حدوث المصيبة وما بعدها).

وسبق أن سجلت نفس الملاحظة على نبرة تأمين المأمومين عند الدعاء (اللهم آمنا في أوطاننا) بين فترة ما قبل وما بعد اعتداءات الفئة الضالة على أمن الوطن، وكتبتها في هذه الزاوية بعنوان (الأمن بالدعاء) في 2004/11/20م.

النبرة المرتفعة لصوت ملايين المصلين أثناء التأمين عندما يدعو الإمام “اللهم ادفع عنا الغلاء” سواء وهو يختم خطبة الجمعة أو أثناء صلاة التراويح، تلك النبرة، هي أقوى من أي استفتاء عن حجم تأثير ارتفاع الأسعار في الناس ومقدار الارتفاع الكبير في الأسعار ويفترض أن تؤثر في وزارة التجارة والجهات المعنية بالمستهلك (إن كانت قد بدأت أعمالها)، لأن تلك النبرة العالية من الملايين أقوى من مئات المقالات وعشرات الرسوم الكاريكاتورية في جريدة، على الأقل فهي ليست “كلام جرايد” كما يدّعون ليقللوا من أهميتها.

الذي نؤمن إيماناً قاطعاً ونجزم به أن الله سبحانه وتعالى سوف يستجيب لدعاء المؤمنين فهو مجيب الدعاء (ادعوني استجب لكم) وإن لم تأت استجابته سبحانه على أيدي هؤلاء فنرجو أن تأتي على يد غيرهم.

3 آراء على “سيدفع عنا الغلاء

  1. أي غلاء وأي كلام فاضي!
    الحمدلله أمورنا يسره,واحنا أحسن من غيرنا ( مقديشو,السودان,,,,)

    يابعدي تخيل في سوق الخضار في القصيم ..زرت سوق الخضار بعد زيارة سابقه الفارق بين الزيارتين 20 يوم

    وجدت أن الزيادة أكثر من 70% .

    تخيل بعض الخضار كالفلفل الكبير.. الحبة وصلت ريال..الطماطم كان ب 25 -30 ارتفع ليصل 40-45

    ياراجل شكلنا ننرجع لخبزة الجمر 🙂

    تحياتي

  2. عندي سؤال ياوزارة التجارة :
    هل أنت معنا في هذا المجتمع ؟ واذ انت معنا أين انت إلى حتى الان. فإننا نسمع صوتك فقط يردد عبارات فارغة وغبية لايفهمها أهل القرى ( و جدي في الديرة يسأل ليش الأسعار كلها غليت مرة وحدة!! ) نريد حلا ياوزارة التجارة..
    وأتمنى من الجهات المعنية لحماية المستهلك من تغيير اسمها من حماية المستهلك إلى تفقير وتجويع المستهلك

  3. أستاذ محمد كان هذا يمر في ذهني .اللهم أحفظ بلادناوبلاد المسلمين من المحن ماظهر منها وما بطن.
    الله يستر
    الدنيا مالها أمان ودوام الحال من المحال . لاأبرر الإرتفاع إذا لم يكن الإرتفاع عالمي . لكن الرساله الي أريد توصيلها أننا لانطمئن ونقول حنى ماعلينا خطر.

    ودائما متميز . رعاك الله

اترك رداً على اللغة اليابانيةإلغاء الرد