قنابل موقوتة في شوارعنا

  احتواء المرضى النفسيين وإيداعهم في مصحات نفسية لائقة ومجهزة تجهيزاً حديثاً ومتكاملاً بكافة الأجهزة والأثاث الخاص بمثل هذه المصحات والجهاز الصحي المتكامل من أطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين وجهاز تمريض وأدوية وبيئة تناسب حالتهم، ومن ثم علاجهم بالطرق الصحيحة ومتابعة العلاج وتوفير الأدوية، بات أمراً ضرورياً، إذا ما أردنا حمايتهم من مرض نفسي لا ذنب لهم في حدوثه، وحماية المجتمع من خطر ما يمكن أن يحدث منهم، دون وعي أو شعور إذا داهمتهم أعراض الانتكاسة النفسية .خلاف ذلك فإننا نترك في شوارعنا ومنازلنا والأماكن العامة قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة في وجه كائن من كان مثلما حدث ويحدث من حالات اعتداء أو قتل أو نحر لأب أو ابن أو أخ أو عابر سبيل أو عامل في غرفة طوارئ …إلخ .

نفس الشيء يقال عن مدمني المخدرات الذين ترفضهم مستشفيات الأمل بحجة عدم توفر سرير، فهؤلاء يشكلون خطراً كبيراً على أنفسهم وأسرهم والناس والمجتمع والشوارع والمرور وغرف الطوارئ في المستشفيات وكذلك الصيدليات المناوبة ليلاً، وعلينا أن نعمل جادين لاحتوائهم وعلاجهم بالطرق الصحيحة واستيعاب أعدادهم بتجهيز المزيد من مستشفيات علاج الإدمان .

ما لم نتعامل بجدية وواقعية وعن طريق هيئة من مجموعة من المتخصصين في رسم إستراتيجية سريعة وفاعلة للتعامل مع هؤلاء البشر الفاقدين للقدرة على التحكم في أفعالهم وأقوالهم وسلوكياتهم، فإننا بذلك نترك بالفعل قنابل موقوتة وننتظر انفجارها في أي لحظة مع أننا نملك القدرة على إبطال مفعولها وحماية المجتمع من شرها .

اترك رد