التطور الذي واكبنا فيه العالم المتطور فيما يخص تقنية المعلومات يستوجب أن نفي بأهم متطلباته وهو ضمان الحفاظ على السرية الشخصية للإنسان، وحماية معلوماته من التسريب عن طريق سن تشريعات واضحة وصريحة ومعلنة تحدد عقوبات صارمة على الموظف الذي يستغل توفر المعلومة المفصلة في غير شؤون العمل الذي أتاح له الإطلاع عليها وتحديد محاكم عاجلة ومرنة للبت في شكاوى الاعتداء على السرية الشخصية وتسريب المعلومات.
نحن نضع أنظمة ومتطلبات لتوفير المعلومات عن كل فرد لكننا لم نضع قوانين واضحة لحمايتها وقنوات لشكوى سوء استغلالها، فمثلا مؤسسة النقد فرضت على البنوك الحصول على معلومات تفصيلية محدثة لكل عميل، إضافة ــ بطبيعة الحال ــ إلى المعلومة الأهم وهي رصيد حسابه وبالتالي فإن أي موظف في أي بنك يستطيع (إذا أراد) أن يطلع زيدا على معلومات عبيد، وليس أمام عبيد إلا أن يشتكي لمدير الفرع ولن يتمكن من معرفة خصمه لأنه اشتكى على خصم ولن يحصل على إنصاف بعقوبة رادعة أو تعويض.
لا بد أن نفخر بأننا تطورنا كثيرا في مجال قاعدة المعلومات وسهولة الرجوع لمعلومات تفصيلية فمن مجرد رقم لوحة سيارة يمكن معرفة الكثير عن مالكها بما في ذلك عنوان منزله ورقم هاتفه ورقم هويته الوطنية، وهذه الأخرى يمكنها أن تطلعك على مزيد من المعلومات التفصيلية عن كافة الأسرة، ومن الإنصاف أن نقول أننا أيضا وفرنا ما يضمن صعوبة الدخول إلى هذه المعلومات لكننا في الوقت نفسه لم نوفر أساليب الردع والخوف من تسريب هذه المعلومة، وهذا جد خطير، وهو ما أسميه التطور الأعرج المتمثل في طول ساق التقنية المعلوماتية وقصر ساق حماية السرية.
من السهل على أي موظف تسجيل في المستشفى تسريب كم هائل من المعلومات الصحية والشخصية عن المريض بمجرد معرفة اسمه أو رقمه الطبي، وموظف البنك كذلك والموظف في الأحوال المدنية والجوازات والمرور كلهم مؤتمنون على معلومات غاية في السرية ولكن دون مقاضاة سريعة وعقوبات معلنة.
في السابق كان الشبان (الصيع) يضطرون لملاحقة سيارة صالون تحمل فتيات لفتن الأنظار، وذلك لمعرفة المنزل أو الحصول على قطعة منديل تحمل قذارة ورقما، أما اليوم فقد قلت المطاردات ليس لأن الشبان ارتقوا بفكرهم وعقلوا ولكن لأن رقم اللوحة يوفر كل المعلومات المهمة فهو رجل الديك التي تجلب الدجاجة قبل الديك، لأن ديك تقنية المعلومات أعرج .
الشهر: أغسطس 2010
طاش إسلامي
لا بد أن نعترف أن مسلسل (طاش ما طاش) في بداياته كان ضالة المواطن السعودي؛ ففي ذلك الزمن لم يكن هامش حرية انتقاد الخدمات ولا سقف الحرية الصحافية كافياً فكان هذا المسلسل الرمضاني متنفساً ينتقد القصور بطابع كوميدي محبوب جعل الغالبية تعقد معه موعداً، وأذكر أنني كتبت آنذاك أن طاش ما طاش بجرأة طرحه (النسبية آنذاك) سحب البساط عن صفحات الشكوى في الصحف فأصبح الواحد يقول للمسؤول (نشتكيك على طاش) بدلاً من أن يقول الصحف.
لا أظن أنني تغيرت عن ذي قبل فأنا كما أنا لم ألتح ولم أقصر ثوبي ولكنني أعتقد أن (طاش) قد تغير كثيراً وتحول من عمومية طرح هم المواطن السعودي إلى شخصنة الطرح بين شخصي طاش القصبي والسدحان والتيار الذي انتقدهما بسبب زلة في حلقة أو حلقتين تم خلالهما آنذاك السخرية من شخصية المتدين.
تطور الأمر وأصبح هم المسلسل هو تصفية الحسابات مع التيار الآخر الذي لا أسمح لنفسي بتصنيفه أو وصفه بالمتشدد لكنني أستطيع القول إنه أقل غضاً للطرف عن الزلل وأكثر دخولاً في النوايا فسمح لنفسه باستعداء فريق طاش وربما تهديدهم لأنه تيار لا يملك فرصة في الإعلام فلجأ إلى (النت) ومواقع الإنترنت مثل الوشاية شأنها في إثارة الفتنة خطير لأنها تتم بالنقل وبعيداً عن المواجهة والحوار.
رد طاش ما طاش في ربيعه الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر كان عدائياً جداً واستفزازياً جداً فافتقر للرزانة وركز تركيزاً واضحاً على تصفية الحسابات ففقد غالبية جمهوره لسببين الأول أن الوسطية استفزت هي الأخرى وهي غالبية ساحقة والثاني أن هم المواطن لم يعد هو هم طاش فأصبح ثمة إجماع أن طاش قد أفلس، ولم يكن هذا هو شعور الجمهور فقط بل حتى السدحان والقصبي ساورهما ذات الشعور فأعلنا أكثر من مرة عن توقف المسلسل أو طرحه بقالب مختلف، ولكن الفريق سرعان ما عاد لهم المواطن في طاش 17 وتحديداً في حلقة الاستثمار الأجنبي حتى وصلت به الجرأة أن شكك في عبارة (ارفع رأسك أنت سعودي غيرك ينقص وأنت تزودي) فظن الناس أن (طاش) زمان قد عاد لكن يبدو أن للسدحان والقصبي قلب جمل فقد جاءت حلقة (خالي بطرس) لتكون صاروخ كروز موجها آلياً وبالرموت للإسلام وليس لذلك التيار وحسب، لقد قلت بعد مشاهدتها أن طاش قد نقل الحرب من السخرية بالملتزمين بالدين الإسلامي إلى التبشير بخصال المسيحيين وأعتقد في تلك الحلقة أن قلب البعير أنساهم مبادئ كانوا يكررونها وهي أن السلوك شأن شخصي لا علاقة له بالهوية أو الدين (لا يحافظ الشخص على مجوهرات أبناء أخته لأنه مسيحي ولا يسرقها آخر لأنه مسلم) فتلك الحلقة بالغت كثيراً وتمادت في الإساءة لنا جميعاً كمسلمين وعادت بنا إلى طاش 15 و 16.
في حلقة الاختلاط كان ثمة شخصنة واضحة وبطريقة مؤذية وظالمة واستفزازية والرد عليها لو وجدت ذات الإمكانات الفنية والمهارات التمثيلية لدى الطرف الآخر لا يمكن أن تكون إلا بتصوير منزل فريق طاش من الداخل وسلوكياتهم الأسرية في مسلسل (طاش إسلامي) وهذا ما لا يملكه ولا يريده الطرف المستفز، اللهم استر على مجتمعنا وأطفئ الفتنة التي هي أشد من القتل.
مواطن عاري
أرجو أن لا أفهم خطأ فكلمة (عاري) هنا لا تعني أننا والعياذ بالله (من غير هدوم)، فعندما تقول عن شيء إنه (عاري) بالعامية فأنت تقصد أنه لا غطاء له أو حماية فيكون معرضا أو مجردا من غطائه، مع اختلاف الأثر والتأثير، فسلك الكهرباء العاري يكهرب ويلذع وقد يقتل من يلمسه، أما المواطن العاري فهو من يتكهرب وهو من يلدغ وهو من تقتل حقوقه.
رغم ما حققناه من تطور على عدة أصعدة، إلا أننا لا نزال غير قادرين على فرض احترام العميل والمشترك والزبون على الشركات الخدمية، التي ينعم بخدماتها المدفوعة مسبقا كل من تعامل معها في كل أنحاء العالم إلا عندنا، حيث لا حماية للعميل ولا احترام لحقوقه، وسوف أسرد بعض الأمثلة التي توضح ما أقول وإن كانت لا تبشر بخير؛ لأنها تسعد شركات تجد لدينا أكبر سوق وأضعف عميل.
في وقفات الخميس الماضي، تطرقت إلى أن شركة تقوم بالتوصيل البريدي السريع اتصلوا بي لتسليم خطاب هام ومن شخصية هامة سلم لهم قبل خمسة أيام من الاتصال، وعندما اتصلوا بي ووصفت لهم المنزل (الواضح جدا) قيل لي بالحرف الواحد (تكرم عينك بعد بكرة بالليل). وفي مقال الخميس، استغربت كيف أن التوصيل السريع لا يسلم إلا بعد يومين من الاتصال وبعد سبعة أيام من استلام الإرسالية من المرسل!!. هل تصدقون إذا قلت لكم إنه وحتى كتابة هذا المقال (السبت) لم يصل الخطاب السريع الهام المرسل من شخصية هامة ومؤثرة؟! وأنني تلقيت اتصالات من أربعة أشخاص من جنسيات مختلفة (طبعا ليس من بينهم موظف سعودي)، وكل منهم يطلب الوصف ويذكر أنه سهل جدا، ويطلب مني أن أبقى في المنزل للاستلام خلال دقائق ولم يحضر أحد؟!، وهل تصدقون إذا قلت إن ذات الشركة في دول مجاورة لا يعدو سكانها ربع سكان الرياض لا تجرؤ على مثل هذا الاستهتار.
لماذا لا ننعم بسرعة وسهولة ومصداقية الخدمات التي ينعم بها عملاء هذه الشركات، رغم أننا أكبر الأسواق في المنطقة؟! السبب واضح لأن العميل عارٍ من الحماية.
شركات تأمين السيارات أكلوا أموال الناس ولم ينفذوا التزامات التأمين، وتنقلنا من بين التأمين على الرخصة إلى التأمين على المركبة، وربما نصل للتأمين على (الدركسون فقط) دون تحقق الحقوق. التأمين الطبي هو الآخر مليء بالاستثناءات والحرمان إلى حد قد يصل إلى اشتراط عدم المرض مع أنه الأعلى رقما في العالم ولا يوجد التزام، وشركات تأجير السيارات التي أصبحت الأسهل والأكثر مرونة عالميا تمارس كل أشكال الاستقطاع والاستغلال لدينا، وموضوع الضمان (ضمان الأجهزة والسيارات وخلافه) أصبح بالنسبة لنا مجرد إغراء على الشراء وتنافس على الزبون بزيادة عدد السنوات لأن الالتزام (صفر)، وإذا كان الالتزام غير مضمون فإن الضمان مدى الحياة هو الوعد.
ألا يعني هذا أن المستهلك عندنا عارٍ من كل أشكال الحماية ومكهرب ومذبوح بكيد الشركات.
«بزنس» مع أمير
من المؤكد أن كل واحد منا يرغب في الاطلاع على الأخبار العاجلة في أسرع وقت ممكن، رغم أنها ستنشر في الصحف في اليوم التالي، بل ستنقلها قنوات التلفاز خلال ساعات قليلة وتكررها في شريطها الإخباري طوال اليوم، ومع ذلك فإن كثيرا من الموسرين وحتى ذوي الدخل المتوسط يشتركون في واحدة أو أكثر من خدمات الأخبار العاجلة عبر رسائل الجوال النصية (sms) برسم شهري لا يقل عن 12 ريالا شهريا. عدد لا يقل عن هؤلاء يدفعون نفس الرسم الشهري للاشتراك في خدمة أخبار ناديهم المفضل وتلقي بياناته ونتائجه، رغم أنها ستعلن في أقرب برنامج رياضي على التلفاز وفي كل الصفحات الرياضية على الصحف وعبر مواقعها الإلكترونية.
ذلك الرسم الشهري (12 ريالا) الذي يضاف على فاتورة جوالك هو في واقع الحال مبلغ شبه مهدر تماما، لأنك تشتري به خبرا مجانيا في الأصل سوف يبث في قنوات مجانية خلال دقائق (قديما قالوا خبر اليوم بفلوس بكره ببلاش) أما في هذا العصر فإن الخبر الذي تدفع له 12 ريالا هو ببلاش بعد دقائق.
حسنا.. أنا لا أريد أن أقطع رزق وكالات الأخبار عبر الجوال أو أنافسهم، لكنني أريد فقط أن أثبت لكم أننا لا نجيد استثمار الاشتراكات الشهرية الرمزية في فائدة مؤكدة وربح مضمون وخبر أكيد، ولاحظ أنني قلت ربح مضمون أي أن تكون شريكا مستثمرا في ما تدفع للحصول على الخبر وليس مجرد زبون يشتري الخبر المجاني بـ(12 ريالا) بل مساهم بالمبلغ الذي تدفعه (أيضا عبر الجوال) وتحقق ربحا مضمونا والحصول على خبر مؤكد، ليس هذا فحسب، بل إن هذا لاشتراك عبر رسائل الجوال يتيح لك معرفة أخبار غاية في السرية والغموض لا تجدها في الصحف. هذا الاشتراك أنا أحد مندوبي الدعاية له، ولتسمح لي (عكاظ) أن أستغل زاويتي (بصوت القلم) للدعاية له ولو أن استغلال العامود الصحفي في الدعاية لمشاريع استثمارية شخصية أمر غير مهني، ولكن جرأتي في هذا الاستغلال مستمدة من كون رئيس التحرير الأستاذ محمد التونسي شريكا هو الآخر في ذات المشروع (أو البزنس) وأجزم أنه سوف (يمرر) هذا التجاوز ليحقق الربح المضمون.
للاشتراك معنا أرسل رسالة نصية عبر جوالك بالرقم (1) إلى الرقم (5060) وبذلك سوف تصلك أخبار مؤكدة عن أنك شاركت في تنقية كلى مريض فشل كلوي غير قادر على دفع تكاليف الغسيل وأنك استثمرت المبلغ في عمل خيري مضمون من حسابك لوريد مريض محتاج لا يسأل الناس إلحافا ولا يقدر على التكاليف، وحاجته مثبتة في تقرير بنسبة الأملاح والسموم في دمه، وأنت تساهم في غسلها بحسنة تعود عليك بربح عظيم مضاعف مئات الأضعاف، وخبر أكيد من أخبار اليوم الآخر كان سرا غامضا لكنه أصبح خبرا مؤكدا بأنك كمن أحيا الناس جميعا.
المالك المؤسس لهذا المشروع هو المرحوم بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز ويقوم عليه شقيقه النشط عبدالعزيز بن سلمان وكل من يحمل قلما أو يجيد حديثا يجب أن يكون له من مندوبي الدعاية.
وقفات أسبوع استغفال «زغبي»
* نحن كمتخصصين لا يعنينا لا نصر ولا هلال ولا اتحاد ولا أهلي، ما يعنينا ويهمنا أن لا يستغفل المواطن السعودي؛ لأنه ليس مغفلا، ولم يكن قط مغفلا، ويسوؤنا أن تلوى أعناق الحقائق العلمية في محاولة لاستغفاله، وما يتردد في الإعلام الرياضي مجددا، وبعد أن هدأت العاصفة لأكثر من سنة عن أن شركة (زغبي) عادت لتبرر نتائج استطلاعها عن جماهيرية الأندية السعودية الذي واجه انتقادا أكاديميا حادا لسطحيته وعدم علميته ومحدودية عيناته، فذكرت الشركة أن عينتها القليلة مثل تحليل السكر في الدم تكفي منه نقطة دم لتدل على مستوى السكر في الدم كله.. نقول، وبالله التوفيق، إن هذا التبرير يدل على قصور أو استغفال أو هما معا، وهذه المقارنة عودة لتبرير سوء الأداء السابق بمبرر أكثر فشلا وبعدا عن العلمية التي تقتضي مقارنة الأشياء بمشابهاتها، فنقطة الدم في تحليل السكر تعكس كمية مادة واحدة ومركب واحد هو الجلوكوز في هذه النقطة ليعكس نسبة نفس المادة في مضاعفات الكمية للوصول إلى نسبتها في 100ملي لتر من الدم وإعطاء تقدير لمتغير واحد فقط هو الجلوكوز، أما لو أردت أن تعرف نسبة مواد أخرى غيره مثل: الكوليسترول والدهون والأنزيمات والهرمونات والأملاح (مواد متعددة)، فإنك في حاجة إلى عدة أنابيب من الدم كل واحدة منها لا تقل عن 5 ملي لتر أي أكثر من 100 نقطة دم في كل أنبوب تحليل (قد تحتاج ألف نقطة أي ألف ضعف تحليل السكر)، وبذلك فإنه لا مقارنة مطلقا بين تحليل السكر في الدم والعينات العشوائية في استطلاعات الرأي والانتخابات والاستفتاءات لأكثر من متغير أو عنصر، فنحن لا نريد من مكابرة شركة دراسات استطلاع تأمل في مشروع جديد أن تربك مفاهيم جماهيرنا عن الانتخابات حتى لا يأتي مرشح لمجلس بلدي (بنقطة) من قبيلته تؤيده فيقول إنها تمثل كل سكان المدينة مثل تحليل السكر!!، فنقطة زغبي صحيحة لقياس جماهيرية نادٍ واحد فقط في عينة قليلة (نقطة) وليس 12 ناديا في الجمهور كله.
** حتى شركات التوصيل البريدي السريع تستغفلنا للأسف، فما هو تسليم فوري في كل أنحاء العالم يستغرق عندنا عدة أيام، رغم توفر رقم الهاتف وهو أسرع وسيلة اتصال، إحدى شركات التوصيل البريدي السريع سبق أن أضاعت جواز طالب سعودي فحرمته التأشيرة إلى أمريكا وحرمته البعثة، وبالأمس تلقيت اتصالا من شركة توصيل سريع تحمل لي خطابا استلمته الشركة منذ أكثر من خمسة أيام، وبعد أن حددت لهم وصف المنزل (مكان التسليم) حسب طلبهم رد الموظف: «خلاص تكرم عينك يوصلك بعد بكره بالليل بس خليك بالبيت» (خوش توصيل سريع).
** من الاستغفال أيضا، أن يصرح رئيس شركة الكهرباء بالقول إن انقطاعات التيار أقل بكثير من السابق، وكأننا لا نتحدث عن تيار كهربائي مستمر أو الأصل فيه أن يكون مستمرا لا أن يكون انقطاعه أقل من السابق، فنحن ندرك أن الانقطاع 12 ساعة أقل من 13 ساعة، لكنه انقطاع طويل، فهل أكثر من أن ينقل مستشفى المويه (مثلا) جثث الموتى إلى مستشفى الخرمة بسبب طول الانقطاع والخوف من تحلل جثث عباد الله. تلك التصريحات أقرب للاستفزاز منها للتطمين.
الرقص بالحجاب
الأغرب مما يواجهه الحجاب في فرنسا من منع ارتدائه كبتا للحريات الشخصية المزعومة، هو ما يواجهه الحجاب من امتهان في أماكن ارتدائه ليس بمنع ارتدائه ولكن بالسماح بارتدائه في غير موضعه.
منذ سنوات وأنا في حيرة من أمري في أمر الحجاب، طبعا ليس في أمر مشروعيته أو ضرورته ولكن في أمر استهدافه، فقد لاحظت منذ مدة أن الحجاب يربط بنقائضه، خاصة حينما تقام حفلات غنائية راقصة منقولة عبر الفضائيات، وتتكرر مشاهد مقربة لنساء يتراقصن مع الموسيقى الصاخبة وهن يضعن الحجاب الإسلامي!!، والإشكالية عندي ليست في أن تتحجب من ترقص ولكن في أن ترقص من تحجبت!!، لأنها حرصت على تغطية رأسها، بينما هي حريصة جدا على هز جسدها الممشوق وتحريك مفاتنها أمام ذات الكاميرا التي حجبت عنها الشعر فقط، فتساءلت هل تغير مفهوم الفتنة في المرأة بعد سني شبابنا فأصبح تطاير الشعر أهم من اهتزاز سائر الأعضاء؟! أم أن أحدا يريد أن يرسخ قلب المفاهيم ليقول بأن الحجاب مجرد غطاء رأس أرخص الجسد؟!
عدت بالذاكرة إلى زمن الرئيس الفرنسي السابق، ففي الوقت الذي اعتلت فيه مطالبات المسلمين للرئيس الفرنسي جاك شيراك بأن يعيد النظر في قرار منع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، وفي الوقت الذي كانت خلاله المظاهرات تجوب شوارع فرنسا تتقدمها متحجبات حقيقيات مخلصات لمعتقدهن، أقول في نفس الوقت كانت بعض «الفضائحيات» العربية إياها تنقل حفلات غناء تحضرها متحجبات تهتز أجسادهن طربا، فخفت على شيراك أن يحتار مثلي بل أشد؛ لأنه لا يعرف الفرق وقد لا يدرك أن الغناء في تلك القنوات لا يرتبط بالمشاعر ولا الشعائر والمناسبات الدينية أو الأحداث المأساوية، فهي قنوات رقص وحسب، وأن هذه القنوات أشبه بـ «كبريهات» آخر الليل لا تعرف غير الرقص واستعراض البضائع الرخيصة للفنانات.
وتوقيت الرقص ليس مستغربا أن يتم في وقت تتظاهر فيه المسلمات مطالبات بمنحهن حرية التستر، فقد سبق لتك القنوات أن رقصت أثناء وبعد مقتل محمد الدرة، وأثناء وبعد ضرب أفغانستان والعراق، وفي جميع المناسبات العربية والإسلامية المأساوية؛ لسبب واحد هو أنها قنوات أنشئت للهو، فهي إما أن تمارسه أو تقفل أبوابها، لا يوجد لديها قدرة على التكيف مع بعض الأوقات العصيبة عربيا وإسلاميا، فهي لم تصمم لذلك، ولا تحمل رسالة هادفة، ولا تتحرك بموجب خطوات محسوبة إلا الكسب من الإغراء والعيش على الأهواء.
الآن.. ذات الصورة تتكرر وفي عهد من؟! في عهد ساركوزي، وهذا الرجل بالذات مغرم باللذات، ولا بد أن يلفت نظره أن القنوات الفضائية التي تبث من بلاد المحجبات تغني وترقص في رمضان وبالحجاب، ويتساءل ما الفرق بين محجبات ومنقبات يتظاهرن غضبا في شوارعه، ومحجبات يرقصن في شوارعهن.. هذا التناقض له فائدة واحدة وهي أنه حير الغرب ونشف ريق ساركوزي، مما جعله يسمح بتوزيع الشوربة الرمضانية الإسلامية في شوارع باريس.
منخل الوزير
حكايتنا مع هذا الوطن لا تخلو من العجب والتناقضات، فهو يمنحنا المنصب، فمنا من يعمل له بوفاء ومنا من يعتبره تتويجا توقف عطاؤه عند الحصول عليه، وهو يمنحنا الإعانة، فمنا من يسخرها للإنتاج ومنا من يسخر الإنتاج لها فيحصل على الإعانة، ولا يحصل الوطن على شيء وهو يمنحنا القرض، فمنا من يرده عملا ويوفي قيمته نقدا ومنا من لا يرده لا عملا ولا نقدا.
ما صورته أعلاه ديدن الحياة فالناس ليست سواء وهكذا قال عنهم الخالق وهكذا أرادهم، فلا عجب في النهاية أن نختلف في تفاعلنا لكن الغريب جدا هو تعاطينا مع عمل الآخرين واتخاذنا المواقف السلبية مما يعمل غيرنا، فبشيء من التدقيق نجد مثلا أننا في مرحلة ما كنا نطالب المسؤول بعد تعيينه في المنصب أن يضع خطة عمل منشورة تحدد للناس ما ينوي عمله، ثم بلغ بنا الطموح أن نطالب ذلك المسؤول عند انتهاء قرب فترته أن يراجع معنا ما تم عمله ومدى مصداقيته فيما وعد، وكانت تلك مطالبة صحافية لكثير من الكتاب لكنها لم تتحقق، فخفضنا مستوى الطموح إلى أن أصبحنا نطالب بأن يحافظ المسؤول الجديد على منجزات سابقة؛ لأنها منجزات من الوطن وللوطن لا فضل لمسؤول سابق ولا لاحق فيها إلا حسن أداء الذي حققها ونجاح الجديد في استمرارها.
هذه الأيام يبدو أننا نواجه ما هو أصعب، فقد بلغ التنكر لأفضال الوطن لدى البعض أن أصبح يريد أن يهدم كل جهد سابق، لكي يبدو وقد بدأ العمل من جديد، ومثل هذا الموظف أو المسؤول أسميته في أحد لقاءاتي التلفزيونية المسؤول الذي يريد أن يمسح السبورة ليبدأ من جديد، ليشعرنا أن كل ما عمل سابقه خاطئ (مثل الطبيب الذي يرمي كل أدويتك في سلة المهملات ليشعرك أنه الأفضل) وهذا المسؤول في واقع الأمر لم يبدأ ولن يبدأ؛ لأن من ينقص أهدافه النبل فجدير بأعماله أن تكون كذلك.
إن إنجازات الوطن التي سعت لها قيادته الكريمة وبذلت من أجلها الفكر والمال والتوجيهات الدائمة والمتابعة المستمرة حتى أصبحت منجزا طموحا عالي البنيان، تتعرض الآن للتجاهل وأحيانا الإلغاء، كل ذلك لأن موظفا، أو مديرا، أو محافظا، أو وزيرا يريد أن يغطي منجزات سابقه، ومن العبث أن تغطى الشمس بمنخل، كما أن التغطية في حد ذاتها أو محاولة تغطية شمس الوطن بمنخل عمل لا يليق بأن يكون مكافأتنا للوطن.
ما يقال عن عدم رد جمائل الوطن في المنصب ينطبق على الإعانة والقرض، إلا أن الفرق أن التنكر للإعانة والقرض مربوط بالجشع وحب المال، أما التنكر لمنجزات الوطن فمقرون بالأنانية وكره الآخرين، وفي كل الأحوال لا بد لنا أن ننصف الوطن ونحفظ له ماله وشمسه من عبث النوايا.
حتى الفساد مل منا
حتى الفساد يبدو أنه مل منا، وأصبح يعلن عن نفسه بطريقته الخاصة ويقول: شوفوني، اسمعوني (شموني)، ولا أحد يلتفت إليه.
ويفترض فينا جميعا، امتثالا لتعاليم ديننا وتوجه قائدنا خادم الحرمين الشريفين ملك الإصلاح والسيف المسلط على الفساد، أن نفتح أعيننا ونشنف آذاننا ونصفي أنوفنا لنرى ونسمع ونشم الفساد ونعين قيادتنا في حربها عليه، فالفساد له عدة صور وله عدة طرق في الإعلان عن نفسه ولبعضنا عدة طرق في تجاهله، فالفساد الذي يرى بالعين المجردة واضحا عيانا بيانا يمكن تجاهله بإغماض العين، وهل أسهل من إغماض العين (عين الرضا عن كل عيب كليلة)، والفساد الذي يسمع يعلن عن نفسه بكثرة اللغط ويتم تجاهله بوضع عجينة في أذن وطينة في أخرى، والأذن حساسة إذا أرادت أن تسمع وضيقة جدا فيسهل سدها (والأذن تعشق قبل العين أحيانا)، أما الفساد الذي يشم بالأنف فإن وسيلته للإعلان عن نفسه أن تفوح رائحته النتنة (لتسعط) الأنوف وتصرع النفوس ويسهل تجاهلها بوضع كمام، ولن أستغرب لو أنتجت كمامات لتجاهل الفساد بحيث تحتوي على مواد كيميائية تتفاعل مع ذرات الرائحة النتنة فتحولها إلى مركبات عطرية فواحة. تقولون يبالغ، تقولون يمزح، تقولون جلد ذات.. بيننا وبينكم الدليل، ودعونا نبدأ من الآخر. هل أشد رائحة فساد من رائحة اللحم الفاسد؟! وهذه أطنان من اللحم تتعفن في مطار الملك عبد العزيز بجدة لمدة خمسة أيام، ولا تلتفت إليها شركة الشحن الجوي التابعة للخطوط السعودية إلا بعد شكوى الجمارك وبعد خمسة أيام (يستغرق ذوبان اللحم المجمد ست ساعات)، ويتعفن خلال 24 ساعة و(يخيس)، وتبلغ رائحته ذروتها خلال 36 ساعة، أي أقل من يومين، هذا للكيلو فما بالك بتراكم 11 طنا لو أثر كل طن في أنف واحد فإن 11 رجلا وامرأة سيكتشفونه، أي ما مجموعه (22 منخرا)، والمنخر فتحة الأنف الواحدة ويوجد منها زوج (منخران)، ولكن لا يوجد كمام مفرد، فمن حسن الحظ أن الكمامات تغطي الأنف كاملا عندما ينوي تجاهل رائحة الفساد، أو أن يجد لعفن اللحم عذرا فيقول ربما هو لعمل (قفر) وإرساله للرياض (مقفرا) بدلا من إرسال المتسبب (مخفرا)، والقفر هو اللحم المجفف في نجد، ويسميه الحضارم (لخم) بوضع نقطة الفساد على كلمة (لحم)، ويسميه أهل مصر (فسيخ) ربما على أساس أن اللحم البشري إذا (تفسخ) أمام الناس فهو فاسد.
الفساد المرئي لا أرى ما يعبر عنه أبلغ من صورة نشرتها «عكاظ» لفندق يعترض الطريق السريع، أما الفساد المسموع فلم يعبر عنه أجمل من الزميل خالد السليمان في مقاله يوم أول أمس السبت، والفساد أشكال وليس ماليا فقط.. كما نتصور، فحتى العناد فساد يضر بالوطن.
مجتمعنا ينتحر
وضعت الإحصاءات المملكة في المرتبة الثالثة عالميا في أمرين غاية في الخطورة، الأول تدخين الأطفال، والثاني التحرش الجنسي في أماكن العمل.
وصل عدد المدخنين في المملكة إلى ستة ملايين مدخن من إجمالي عدد السكان وارتفعت نسبة المدخنين الذكور إلى 35 % من جملة السكان الذكور ونسبة المدخنات البالغات 5.7 % من جملة السكان الإناث والأدهى والأمر أننا في مرتبة متقدمة جدا في أعداد المدخنين المراهقين (الثالثة عالميا) وهذا معناه أننا في انتظار جيل كامل من المدخنين والمتضررين من أخطار التبغ وعلى رأسها السرطان وأمراض القلب والشرايين.
من جهة أخرى يصادف أن نحتل أيضا المرتبة الثالثة من بين 24 دولة في قضايا التحرش الجنسي في مواقع العمل، وأن نسبة التحرش الجنسي في مكان العمل لدينا أعلى بكثير من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والسويد وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وأستراليا وأسبانيا.
هذه الأرقام والإحصاءات والمرتبة الثالثة عالميا يجب أن نأخذها بجدية بالغة لا بالسخرية والتهكم بمصادفة المرتبة الثالثة، أو أن يستخدم النسبة كل طرف في إثبات صحة مرئياته وأفكاره وخطأ الآخر.
نحن أمام خلل واضح جدا في جدية مكافحة التدخين وغياب الأنظمة والقوانين والعقوبات الرادعة فيما يخص إساءة استغلال المنصب وسوء استغلال بيئة العمل والافتقار للعقوبات الصارمة في حق من يتحرش بالمرأة في أي مكان وعند أي فرصة وخاصة في بيئة العمل (أي عمل).
كنا نعتقد أن المرأة في مجتمعنا تكتم أمر التحرش حماية لسمعتها مما يجعل التحرش الجنسي ينهش جسد أجواء العمل ويختبئ خلف الكواليس ويجري جريان الماء تحت التبن، ولكن هذه الأرقام وتصريح العاملات لمن أجرى الدراسة تنفي ذلك، فالواضح أن ثمة مشكلة وثمة شكوى ولكن مع غياب للجدية في الردع، وللأسف فإننا بذلك نسيء تقدير خطورة نتائج هذا التقاعس نحو المشكلة على مستقبل المجتمع ونفسيات أفراده والعاملين والعاملات فيه وانعكاس ذلك على النتائج بدءا بالإحباط في العمل وانتهاء بارتفاع نسب اللقطاء ومجهولي الوالدين.
لا زلنا نعتقد أن جمعيات مكافحة التدخين تعمل لكننا نجهل أنها تعمل دون سند فيما يخص الأنظمة والإجراءات والمحاكمات فسعر السجائر لا يزال الأرخص والذي لم يرتفع مقارنة بالسلع المفيدة ولازال كثير منا يتهكم بخطوة الدكتور حمد المانع في مقاضاة شركات التبغ، متجاهلين أن احتلالنا للمركز الثالث عالميا في تدخين المراهقين معناه احتلال للمركز الثالث في الصرف مستقبلا على علاج نتائجه في شكل سرطان وأمراض قلب وشرايين وتداعيات صحية قد لا تكون لدينا الإمكانات للتعامل معها فنكون في المركز الأول لعدد الوفيات.
تركنا هذه السلبيات دون تكاتف نظامي وإجرائي وقضائي للقضاء عليها أو خفض نسبها معناه أن مجتمعنا ينتحر ونحن نراقب كيف يفعل ذلك.
جمهور حجر الزاوية فاق طاش
بطبيعتي لا أرى أن الزاوية الصحفية مكانا لامتداح الأشخاص وإن كنت أرى أن امتداح الأفعال أهون من امتداح الفاعل وزاد شعوري هذا منذ عدة سنوات بعد أن استمعت إلى الشيخ محمد بن عثيمين ــ تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ــ في مقطع مؤثر يمنع شاعرا من الاسترسال في قصيدة ثناء على الشيخ ويصر ناصحا الجميع بعدم ربط الحق بالأشخاص فقال لا تقيدوا الحق بالأشخاص لأن كل حي سيموت، حتى أن ابن مسعود قال من كان مستنا فليستن بمن مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، ولازال الحديث للشيخ ابن عثيمين فيقول «لا تجعلوا الحق مقيدا بالرجال لأن ابن آدم بشر وقد يغتر ويظن أنه معصوم وإن كل مايفعل هو الحق» (انتهى). وفي ذات الوقت أرى أن برنامج (حجر الزاوية) الذي تقدمه كل من قنوات ( إم بي سي) و(دليل) وإذاعة ( إم بي سي إف أم) فعلا يستحق الإشادة كونه أداة من أدوات التغيير الإيجابي الذي اتضح أثره في مجالات عدة ليس على الجمهور الهائل من المشاهدين والمستمعين وحسب ولكن على الأساليب والوسائل والتوقيت ونوعية الاختيار. ولا أدري حقا كيف يمكن لي أن أشيد بهذا الحجر دون أن أمتدح من نحته ــ الشيخ الدكتور سلمان العودة ــ فهو البرنامج والتغيير والأسلوب والوسيلة والتوقيت والنوعية ونحن الجمهور، لكن دعني أجد مخرجا في القول بأن الشيخ سلمان عرف بالحق ولم يعرف الحق بسلمان العودة، ونحن هنا نشيد بالحق.
برامج الوعظ والنصح كثيرة ولله الحمد والمنة ويأتي في مقدمتها وذروة سنامها ما تقدمه إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية والتي سبق لي أن قلت وأقول إنه لو كان لي من الأمر شيء لوضعت لها سماعة في كل بيت، لأنها تبث من البرامج ماهو كفيل ببناء أسرة سليمة صالحة حتى لو افتقدت الأسرة للأب المرشد والأم المدرسة، فبرامجها تلامس هدف حل كل معضلة أسرية ويتخللها استماع لكتاب الله يتلى بصوت مؤثر يساعد على التدبر وتفسير يعين على الفهم.
ما يميز برنامج (حجر الزاوية) أنه يبث من قناة (mbc) التي تتابعها شريحة أخرى من المشاهدين بحثا عن مسلسل تركي، أو برنامج تلفزيوني يجتذب عشاق الفن والغناء وخلافه قبل رمضان أو مسلسل محلي رمضاني ساخر خلال رمضان وهذا ما قصدت به التوقيت ونوعية الاختيار، ذلك الاختيار الذي قوبل بانتقاد حاد ثم مالبث أن اقتدى به أو بأشد منه أشد منتقديه لأنهم وجدوه الاختيار الموفق، فمثل هذا البرنامج أشبه بمركب إنقاذ يرسو في بحر متلاطم، من الناس من يأتيه سابحا قاصدا ومنهم من يتوقف عنده حبا في الاستطلاع ومنهم من يتعلق فيه لأنه منهك ينشد الراحة فيرتاح له ومنه، ومنهم من يقذفه الموج على ظهر المركب صدفة، ومنهم من يمر به ويتجاهله ليعبره إلى غيره ولابد يوما أن يعبر غيره إليه فيتوقف.
وأسلوب البرنامج بشيخه ومقدمه والصحفي محامي المشاهدين كفيل بجذب كل من يمر به، فالحضور الذهني وسرعة استحضار الدليل والسند من الكتاب والسنة وإيصال الوعظ بتواضع، عناصر كفيلة ليس بالجذب وحسب بل بالإقناع ولعل نوعية وتنوع جمهور البرنامج كما ذكرنا أوضح دليل، فهو خليط من جمهور (طاش) وجمهور (ماطاش) وبذلك فقد تفوق بالتأكيد على جمهور (طاش ماطاش) عددا وعمقا فحق له القول (الميدان يا القصبي والسدحان).