اليوم: 18 سبتمبر، 2010

هذي المعايدة ولا «بلاش»

اليوم ومع بداية الأجهزة الحكومية والخاصة استئناف نشاطها بعد إجازة عيد الفطر المبارك تقيم كل دائرة حفل معايدة الموظفين لبعضهم البعض ولرؤسائهم، وهو سلوك جيد وعادة حميدة، نرجو أن تدوم، لكننا نتمنى أن نجري عليها بعض التحسينات لتتحقق الفائدة المرجوة منها أو لتكون فرصة مواتية لإنصاف الموظف الصغير وتذكر المواطن المستهدف بهذا التجمع الوظيفي أساسا، وهل قدم له هذا الجمع المهول من الموظفين ما جمعوا من أجله بالطريقة الصحيحة؟
في ما يخص الموظف الصغير فأنا أرى أن حفلات المعايدة تكاد تكون فرصته الوحيدة لمواجهة الوزير شخصيا وجها لوجه، هذا إن حضر الوزير أو المحافظ أو المدير المعايدة ولم ينب عنه وكيلا أو سكرتيرا، والإنابة هذه في حد ذاتها عامل إحباط ولها مدلولات سلبية على الموظفين، خاصة الصغار منهم، لأنها تشعرهم أن اللقاء مع رئيسهم أصبح بعيد المنال حتى في المناسبات الهامة.
الأمر الأكثر إحباطا في المعايدة هو التفرقة بين الموظفين في هذه المناسبة، والاستمرار في التعامل معهم على أساس فئات كبار موظفين وصغار موظفين، وعلية القوم وأدناهم، مع أن صغار الموظفين هم الأساس الذي تقوم عليه المؤسسة، ومع أن حفل المعايدة أساسه ديني إنساني بحت، ويفترض أن تلغى خلاله الفوارق الوظيفية التي هي منبوذة ومحبطة أصلا، والمسؤول الناجح هو من يستشعر أهمية الموظف الصغير ويراعي مشاعره على الدوام، سيما في مثل هذه المناسبات، فالملاحظ في معايدات بعض المؤسسات الحكومية والخاصة أن كبار الموظفين في معزل عن صغارهم، بعيدون عنهم، وأن الموظف الصغير تمد له اليد والعين متجهة للكبير وخير من مثل هذه المعايدة عدمها.
نشر خبر حفل المعايدة في الصحف أمر تحرص بعض الجهات على نشره بالصور الملونة، ولو دفعت مقابلا لذلك من ميزانية التلميع طبعا، لكن بعض الصور تفضح ما ذكرت وخير من نشر هذه الصور سترها.
الأهم من حفل المعايدة هو أن تتذكر الوزارة والمؤسسة كيف عايدت من أنشئت من أجلهم، وهل قدمت لهم الخدمة المناسبة بالطريقة اللائقة، وهل تحقق تطور في الخدمات عن العيد السابق أم أنها في تراجع؟!، هل نحن نتعايد وقد خفضنا البطالة وزاد القبول في الجامعات وتحسنت أحوال المباني المدرسية، وشمل الضمان كل المحتاجين للرعاية الاجتماعية؟! هل وفرت الجامعة المقعد، وركب في المدرسة مكيف ومهد السبيل ويسرت المداخل لمعاق ومقعد، هل حفظت مكانة وكرامة من كان في العيد السابق موظفا مجتهدا وهذا العام تقاعد؟ بل هل دعي لحفل التعايد؟!.
كل هذه أشياء تفوق في أهميتها أن نتعايد لمجرد التعايد ويفوقها أهمية أن يدرك المسؤول المتعالي أنه في العيد القادم قد لا يتواجد، اللهم اجعل خاتمتنا الذكر الحسن.

وقفات أسبوع

• أثناء أداء العمرة هذا الأسبوع تعرضت لموقفين لم أكن أتوقعهما، وأعترف أن حسن النية مع الاضطرار وعدم توفر الحل البديل كانت عناصر لها دور في ما حدث، وإنني أتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عنهما، ولكن لا بد من التنبيه، الأول أن أحدهم أجرني كرسيا متحركا لأستعين به لحمل طفلي اللذين أعياهما السعي، وطلب مني مبلغ خمسين ريالا وحرصني على إعادة الكرسي له عند المروة بعد الانتهاء وحين لم أجده أفادني أحد رجال الأمن في الحرم أن الكرسي وقف مجاني والمؤجر لا يعدو كونه محتالا لن يعود، أما الثاني فحين اعتذر موظف الحراسة الأمنية الخاص بالفندق المجاور للحرم بعدم توفر موقف للسيارة من مواقف الفندق التي يؤجرها بـ 150 ريالا لليوم، ويشير علي بمواقف الشركة المشغلة، وأن أدفع 200 ريال لليوم لأحد موظفي الشركة كحل وحيد وبعد أن فعلت توالت حالات الابتزاز عند كل اقتراب من السيارة بحجة أن علي أن أدفع لموظف الوردية الجديدة وإلا ستسحب السيارة لأن الإيصال الموعود لم يوضع على السيارة، واتضح فيما بعد أن مواقف الفندق شاغرة لكنني تعرضت للعبة مصالح، وهذه الممارسات يتعرض لها المعتمر في وقت لا يملك فيه لا الوقت ولا الخيار لتلافي ما يحدث ولا بد من رقابة صارمة لمنع ذلك.
• بين الرياض ومكة المكرمة طريق سريع يتصف بكل مواصفات الطريق الجيدة، عدة مسارات، سفلتة جيدة، إرشادات متوفرة، مراقبة سرعة، صيانة مستمرة، قيادة آمنة بفضل الله، نسبة ارتياد عالية فتدفق المركبات عليه يكاد يكون في المعدل العالي طوال السنة بحكم مواسم الحج والعمرة والنقل الدائم بين المدينتين، أي أن الطريق يحمل صفة الطريق المشغول بصفة دائمة، ومع ذلك لاتتوفر على جانبيه أبسط خدمات الطرق، بل الحد الأدنى من احتياجات المسافر الإنسانية ومنها دورات المياه النظيفة!!، أظنه يكمن في عدم تحديد جهة مسؤولة عن هذا النقص وتحاسب عليه، أو في كون الجهة الأقرب للمسؤولية لا تستشعرها ولم تسأل عنها.
• تحرص جهات المواصفات والمقاييس والجهات التوعوية وحتى تلك المعنية بالحوادث وتبعاتها على التركيز على الإطارات المقلدة كسبب هام للحوادث بسبب الانفجار المفاجئ للإطار ومن ثم حدوث حادث مفجع، لكن غاب عن كل هذه الجهات أن سبب الانفجار ليس مقتصرا على رداءة نوع الإطار فثمة أسباب خارجية تؤدي إلى ذلك وقد لاحظت أن كل محطات الوقود بلا استثناء تقوم الورش التابعة لها برمي قطع حديدية حادة وبقايا قطع غيار ومسامير كبيرة في ساحة الاستراحات ومحطات الوقود مما قد يلتصق بالإطار ويؤدي الى الحادث.