اليوم: 9 نوفمبر، 2010

عين المسؤول ضد الكسر

والعين المكسورة هي تلك العين التي ارتكب صاحبها خطأ فعرفه بعض الناس أو كل الناس، فيصبح صاحبها غير قادر على مواجهة من اطلع على ما ارتكب ناهيك عن القدرة على توجيهه أو زجره عن ممارسة مثل ما ارتكب أو ما يشبهه.
وعندما تنكسر عين المدير أو أي مسؤول فإنه يفقد القدرة على السيطرة على موظفيه أو حتى إقناعهم، لذا فإن من متطلبات القيادة الناجحة أن تكون مثلا أعلى يقتدى به في خلو السجل مما يكسر العين قبل تولي المسؤولية والمحافظة عليه خاليا خلالها.
المسؤول الذي يعلم الناس أنه بنى مجده على أكتاف الآخرين يجب أن لا يتوقع أن أحدا سيعينه على بناء مجد في أية مسؤولية يتولاها، والمدير الذي لا يخلص لعمله لا بد أن يدرك أن موظفيه يكتشفون ذلك وقد يخلصون بحكم أمانتهم ووطنيتهم لكن عينه لا تستطيع مواجهة من لايخلص منهم، ومن يسرق إنجازات موظفيه وينسبها لنفسه يخطئ إذا اعتقد أن أمره لا يكتشف وأن كل من يتعامل معه في أي موقع يوكل إليه لا يعلمون عن طبيعته، فالموظفون في أي مكان لديهم شغف شديد لمعرفة كل شيء عن من يتولى قيادة مركبهم حتى وإن كانوا غير قادرين على فعل شيء حياله، فهم قادرون على التكيف مع واقعهم الجديد بما يليق به.
المسؤول الذي يمارس أي نوع من الفساد الإداري أو المالي هو مسؤول مكسور العين أمام موظفيه صغارا وكبارا، والعين المكسورة لا تقود صاحبها إلى الطريق الصحيح، لأنه لايملك القوة والشجاعة والقدرة على المواجهة التي تؤهله لتصحيح العيوب أو حتى مجرد التحدث عنها.
نفس الشيء يقال عن أستاذ الجامعة والمعلم والأب والأم والمسؤول عن الرقابة والمراقب والقاضي والمحامي وغيرهم ممن تضعف قدرته على المواجهة لأنه ارتكب ما قد ينهى عنه وعلم به من يفترض به أن ينهاهم.
المشكلة الكبرى أننا نعنى كثيرا بفحص البصر وسلامة العين من قصر النظر أو طول النظر لكننا لا نعير اهتماما بفحص العين من آثار الكسر وهو بالمناسبة كسر لا يظهر في فحوصات العين والعين منه براء؛ لأن الأصل هو كسر في الشخصية ووهن في القلب وضعف نفسي نابع من سوابق يعلمها الناس وما العين إلا أداة تعبير مجازي عن عدم القدرة على المواجهة الذي من علاماته طأطأة الرأس وخفض النظر وغض البصر عن كل منكر.
نحن في أمس الحاجة إلى إدخال عنصر فحص العين من الكسر ضمن أولوياتنا في الاختيار؛ لأن من الخطورة بمكان أن يقود جماعة من الموظفين قائد لا يستطيع المواجهة ولا التوجيه.