لم نعد نشاهد دوريات المرور في شوارع المدن بنفس الكثافة السابقة، أصبحت دورية المرور ترى المخالف ولا تحرك ساكنا، أصبح رجال المرور يجلسون في سياراتهم ولا يكترثون بتعطل السير والازدحام، هذه كلها شكاوى نستلمها يوميا ككتاب من الناس سواء عبر رسائل الجوال أو البريد الإلكتروني أو الاتصال المباشر، وبعضها نراها عيانا بيانا فنحن جزء من الناس، نرى ما يرون ونشعر بما يشعرون، وهم يشعرون أن هذا التقصير سببه (اتكالية) رجال المرور على نظام ساهر، وهو ما قد نقتنع به أحيانا، رغم معرفتنا أن كاميرات ساهر لا تفك اختناقا ولا تنظم السير ولا تصطاد 90 % من المخالفات المرورية خلاف السرعة في مواقع محددة وتجاوز الإشارة، لكن المرور (فرحان بساهر) وهذه الفرحة لها ثمنها، وأحيانا نختلف مع وجهات النظر تلك ونقول إن «الناس مقهورة من ساهر» مثل فرح المرور به، لذا فهم يحملونه كل قصور مروري كان موجودا في السابق قبل ساهر، والغضب من ساهر أيقظه في أذهان الناس.
الأمر الذي لا خلاف عليه هو أنني تحولت إلى هواية جديدة أمارسها كل يوم، وأنا أتجه -ذهابا وإيابا- إلى مقر عملي بين شمال الرياض وجنوبه الشرقي (خشم العان) وتكمن الهواية في تصوير السيارات التي لا تحمل لوحات وما أكثرها في طريقي، ولأنني (خواف) أو بلفظ أكثر إنصافا حريص فإنني أسترق الصورة استراقا خوفا (حرصا) من أن يراني صاحب السيارة، لأنه إن نزل وسلب جوالي أو أهدى إلى وجهي أصابعه مجتمعة في شكل (لكمة) أو متفرقة في شكل (تكفيخ) أو استل (العجرا) وهشم رأسي رحمة كي لا أرى تهشيم سيارتي فإنني في كل هذه الأحوال لن أتمكن من تسجيل رقمه لأنه بدون رقم!!، وهذا يعيدنا إل ى (ساهر) ويجعلني أتساءل كيف لهذه التقنية الرائعة أن تصطاد هؤلاء وهي تعتمد على رقم اللوحة، ولكثرة سؤالي عن هذا الأمر، أجابني صديق متفائل جدا بالقول إن كاميرات ساهر من الدقة بحيث تصور رقم (الشاصي) الموجود تحت الزجاج الأمامي، وإن صح هذا فإن علي أن أتمنى بدلا من اللكمة و(العجرا) أن يخبط السائق برأسي على زجاج سيارته الأمامي لعلي ألتقط رقم (الشاصي) للحصول على حقي الجنائي فوجدت أنه خير من هذا وذاك أن أمارس هوايتي باستراق التصوير.
نحن بتطبيق تقنية (ساهر) نحاول أن نقلد دولا متقدمة وأقربها لطبيعة شوارعنا أمريكا، لكن أمريكا لم تهمل قط الرقابة البشرية الميدانية فبمجرد أن تنحرف ذات اليمين أو الشمال دون تشغيل الإشارة ترى دراجة نارية (تصوي) وتضوي خلفك، أما عندما يكسر أحد الأطفال أحد الأضواء الخلفية لسيارتك فإن أول من يبلغك بذلك رجل مرور يستوقفك بسيارته، أما من لا يحمل لوحة الرقم فلا يستبعد أن تحلق فوقه (هيلوكوبتر) فالمسألة أمنية بالدرجة الأولى «وساهرنا وين وساهرهم وين؟!».

أنا من أشد المؤيدين لنظام ساهر ، ولعل القصور به أمر طبيعي سيزول بإذن الله متى وجد الدعم والتخطيط للتوسع عمودياً لا أفقياً ..
أما من ناحية القصور من رجال المرور فهو موجود فعلاً ونطالب بتفعيل دور رجل المرور في القضاء على المخالفات التي لا يرصدها حالياً نظام الساهر وهي كثيرة جداً .
أما عن المقارنة بين ساهرنا وساهرنا في ظالمة ، فالأولى المقارنة بين عهدهم وعهدنا مع التطبيق وعند التطبيق ..
باختصار وزارة الداخلية ( بدأت ) الاهتمام بالتوسع التقني في ظل تزاحم العثرات التي نتمنى تجاوزها ..
أستاذ / محمد نأمل التطرق للشركة المنفذة لنظام ساهر والبرامج الأخرى وما هو دورها لاحقاً ، وما مصير كل هذه البرامج ؟ .. ولماذا لا تشترى هذه الشركة وتكون تحت الإشراف الأمني المباشر ؟ .. وغيرها من الأسئلة المنطقة وحتى الفضولية ..
إعجابإعجاب
أخي محمد لاتتعب نفسك بالتصوير ولاغيرة فلن تصلح ماأفسدة الدهر لوحدك نحتاج الي قرار سياسي بمحاربة الفوضى وضبط الشارع مروريا كما صدر قرار سياسي بمحاربة والقضاء على الأرهاب وتجفيف منابعة , والدولة تعلم وتشاهد وتتفرج على مايحدث من فوضى مرورية وزحمة سيارات رهيبة وعدد الوفيات بسبب الحوادث الرهيب اليومي الذي وصل الي 18 حالة وفاة يومية , ولكنها لاتتحرك لانشاء سكك قطارات ومترو وانفاق وباصات نقل عام محترمة , فالمسؤلين لديهم سائقين والطرق تتوقف لكي يمروا بسرعة ولا يهمهم مايحدث لبقية المواطنين , وصدمت صدمة كبيرة عندما زرت الرياض امس وكنت اتخيل ان الطرق كلها زرعت كاميرات ساهر ولكن تمخض الجبل فولد فأرا ولا تزال سيارات ساهر على استحياء في بعض طرق الرياض والبقيه خالي على عروشها هل تصدق ان باص خط البلدة لازال يعمل في شوارع الرياض ؟؟؟
والكل شاهد و لاحظ عجز رجال المرور أمام هذه السيل الكبير من التجاوزات والسيل الكبير من الشباب وسياراتهم في ظل قلة وضعف إمكانيات المرور وسلبية رجال الشرطة الذين لايريدون مشاكل مع هؤلاء المراهقين بعد أن يئسوا من إصلاحهم بسبب تدخل الواسطة من الضباط ومن غيرهم لإخراج هؤلاء المراهقين والدفاع عنهم وإلغاء المخالفات عنهم , وفي النهاية الملام هو العسكري فهو الذي يواجه السب والقذف من الشاب والتحدي بالانتقام منه وبعد كل تلك المعاناة والتعب من قبل العسكري لكي يطبق النظام على المراهق , وبكل جرأة وقلة مسؤولية وبكل تبجح يتم إخراج هذا المراهق زي الشعرة من العجينة ويرجع لنفس المكان وفي نفس الساعة ويفحط ويستهتر بالعسكري بل تصل الجرأة بهم لمطاردة سيارة العسكري ومضايقته والاعتداء عليه !!
اخي محمد لوكنت عسكري مرور على ستطبق النظام على الناس وانت تعلم انهم سيخرجون بالواسطة وسيذهب جهدك هباءا منثورا .
إعجابإعجاب