اليوم: جوان 5, 2011

الحل الإندونيسي وجلدنا لذاتنا

جميل ذلك الحوار الذي أجراه الزميل حمدان الحربي مع رئيس الهيئة الوطنية لتوظيف وحماية حقوق العمالة الإندونيسية السيد محمد جمهور هداية ونشرته «عكاظ» أمس (السبت) فقد كشف عن حلول جيدة لجأت إليها إندونيسيا للخروج من أزمة مشاكل العاملات المنزليات مع بعض الكفلاء السعوديين وفي نفس الوقت ضمان حق الكفيل السعودي الذي كان ضائعا بسبب الهروب ورفض العمل، وحزمة الإجراءات التي ذكرها السيد محمد جمهور جميلة ومثالية وإن كان بعضها صعب التحقيق مثل الفحص النفسي للعاملة قبل تصديرها، فمثل هذا الفحص ليس بالسهولة بمكان لأنه يجرى خارج بيئة العمل وقبل معرفتها بما سوف تواجهه في الخارج من ظروف ثم لأن الفحص العضوي المخبري أصلا يعاني من التزييف ولا يمكن المراهنة عليه فما بالك بالفحص النفسي!، وعلى وجه العموم فإن الإجراءات التي بشر بها جيدة وتدل على أننا عندما نواجه تعنت بعض الأطراف الدولية التي نتعامل معها بحزم فإنها تجبر على إيجاد الحلول وترضخ للحل المرضي للطرفين مثل حل التأمين بريال عن كل يوم عمل المضمون بالتقاضي لحصول الكفيل على حقه عند الهروب، والعاملة على حقها عند عدم دفع الرواتب.
السؤال المحير هنا هو لماذا ننتظر الحلول من الآخرين (الأطراف التي تحدث بيننا وبينها مشاكل)؟! بمعنى لماذا لانؤسس نحن أصلا لدرء حدوث المشاكل باستباق الحلول؟! والسؤال الأهم لماذا لايعمم الحل الإندونيسي مع بقية الدول التي نستقدم منها العمالة؟!، كل العمالة، وليس عاملات منزليات فقط، فهذا الموضوع (هظم الحقوق من الطرفين) موضوع مؤرق لنا وتسبب في إساءة ظالمة لسمعتنا، ومزمن لعدة عقود، ولم نحاول جديا حله!! وانتظرنا حلا مصنوعا في إندونيسيا رغم سهولته وسلاسته!!.
الأمر الآخر الهام جدا هو ما ورد في الحوار من نفي رئيس الهيئة نيته إيقاف تصدير العمالة للمملكة وأن المقصود دول أخرى منها جارتهم ماليزيا وجارتنا الكويت، بينما تصور بعض صحفنا أننا نحن من يسيء للعمالة المنزلية، وأننا المعنيون بكل منع ونحن من هذا وذلك براء وأفضل حالا من غيرنا لكننا نجيد جلد الذات.