السياحة الداخلية والسياحة الخارجية

قارنت بين السياحة في داخل المملكة والسياحة خارجها، بعد أن جربت كلا منهما مرات عديدة فوجدت فروقات جوهرية لا تتيح مجالا للمنافسة خلال خمس سنوات قادمة أو تزيد ما لم تحدث معجزة تعدل كفة التوازن إلى مستوى يقبل المقارنة ومن أهم الفروقات مايلي:
ــ داخليا أنت مجبر على ناقل لا يتقيد بموعد ولا يضمن حجزا ولا تتنبأ بما قد يفعل ولا خيار لك غيره إلا السيارة وما أدراك ما السيارة، أما خارجيا فأمامك خيارات عدة وناقلات مهنية محترفة يهمها جدا أن تسهم في صناعة السياحة لأوطانها بكل همة وشعور بواجب الضيافة.
ــ في الداخل وعندما تتنقل بالسيارة وما أدراك ما هي فإن أبسط احتياجات الطريق الطويل غير متوفرة فلا دورات مياه على الطرق تليق بالإنسان ولا استراحات ومطاعم ومبيت لائق يعين على سفر طويل، ولا حتى شركات خدمة طرق تعينك على إصلاح عطل طارئ فأنت تقود سيارتك ويد على المقود ويد على قلبك، أما خارجيا فإن خيار التنقل بالسيارة خيار ينافس الطائرة في كل شيء عدا زمن الرحلة فأنت تستمتع بالمرور على كل معلم سياحي ولا تحرم من احتياجات الطريق واحتياجاتك الإنسانية وتحظى بذات خدمة المدن وأنت في قرية أو هجرة.
ــ وفي مجال السكن وهو الأهم فإنك في الخارج تدفع وتحصل على الخدمة بناء على ما دفعته وفي حدود استطاعتك فإن شئت سكنت في خدمات فندقية أو شقق مفروشة ذات الخمسة نجوم بسعر معلوم ومقنن طوال فترة السنة وعلى حسب المواسم وإن شئت سكنت في أقل من ذلك لتوفر في مصروفك، أما في الداخل فإن موسم الصيف لا يعرف النجوم فأسعار السكن في مصايف المملكة تخضع لرغبة مالك جشع غير مراقب فقد تسكن شقة نجمتين بسعر فندق خمس نجوم وقد تكون محظوظا فتستأجر منزلا لمالك قنوع بسعر زهيد؛ أي أنه لا وضع ثابتا ومقننا يخدم الطرفين السائح والمالك.
ــ حتى في مجال السلع الاستهلاكية الأساسية فإن الدكان أو السوبر ماركت المجاور لسكن سياحي يبيع الأشياء بأسعار مضاعفة لا تقل عن أسعار السلع أو الطعام في فندق خمس نجوم.
ــ مجمل القول أعان الله هيئة السياحة فنحن على ما يبدو غير جاهزين ولن نكون جاهزين للاكتفاء بالسياحة الداخلية قريبا وإن كنا نعشق هذا الوطن كما نعشق الناقل الذي خذل الوطن وندرك جيدا أن وطننا هو الأكثر أمنا والأولى بما نصرف لكن كافة الأطراف يجب أن تدرك ذلك.

رأي واحد على “السياحة الداخلية والسياحة الخارجية

اترك رد