اليوم: 13 نوفمبر، 2011

كفر العرب «طاح»

حسب الوكالات فإن ركاب إحدى الطائرات المتجهة من مدينة اكسيتر البريطانية إلى نيوكاسل شاهدوا إطار الطائرة يسقط بعد الإقلاع بدقائق ولم يبلغوا قائد الطائرة ولم يحركوا ساكنا، هذه القصة ذكرتني ببرود الإنجليز عامة وهو ما كنا نقرأ عنه منذ الصغر، وذكرتني ببرود سكان مقاطعة يوركشير ومدينة اكسيتر تحديدا، حيث درست فترة من الزمن في شبابي فقد كنت كعربي يفور دمي لرؤية رجل ينزف دما على الرصيف بعد علقة ساخنة بينما يمر الناس على ذات الرصيف ويبعدون أقدامهم عن الدم ويمضون، وقبلهم مضى من رآه يضرب دون أن «يفزع» ولو لفض النزاع، فكنا نحن العرب عامة نتندر على برود الإنجليز والأوربيين عامة.
كان هذا على مستوى الشعوب وكان ولا زال للبرود ما يبرره، فتلك الشعوب تركن إلى جهات أمنية وإسعافية لا تتوانى في الحضور ومحاكم تبادر في الحكم على المعتدي وإنصاف المعتدى عليه فلا يوجد ما يدعو لتدخل المارة، أما على مستوى الدول فإن المعادلة تنقلب تماما رأسا على عقب، ففي الوقت الذي تصمت فيه الدول العربية على ما يحدث في سورية وقبلها ليبيا من سفك للدماء على الرصيف السياسي وتمر الدول العربية على ذات الرصيف وتبعد أقدامها عن ملامسة الدم العربي المسلم ولا تتدخل إلا تدخلا خجولا سامجا بطيئا، كما يحدث من الجامعة العربية هذه الأيام تجاه نظام بشار المنشار، عبر مبادرة «ذى ون كونتري شو»، نجد أن الدول الأوروبية تتحالف لإنقاذ ليبيا وتتحالف لتطبيق العقوبات على النظام السوري وتهديده بفزعة عسكرية للشعب ويأتي العمل الجاد لإنقاذ الشعب الجريح من طرف تركيا.
حسنا .. إذا كان لدى الشعوب الغربية المبرر للبرود وعدم التدخل لإنقاذ مصاب وهو الركون إلى قوات أمن وأجهزة إسعاف لا تتوانى في الحضور، فما هو مبرر الدول العربية للبرود وعدم التدخل لإنقاذ شعب؟!، هل هو الركون لقوات أمن وأجهزة إسعاف أجنبية لا تتوانى في حماية مصالحها؟!، إذا فقد سقط «الكفر» العربي لكنه هذه المرة ليس «الكفر» العجلة ولكنه «الكفر» الغطاء.