اليوم: 12 نوفمبر، 2011

بل يستحق النقد

لست مع التعاطي الإعلامي مع مشكلة حالة خاصة فردية تمثل حالات عامة ووضعا عاما سلبيا سائدا ثم التفاخر بحل مشكلة تلك الحالة الواحدة المنشورة بينما الوضع العام كما هو، وبقية ضحايا الحالات الأخرى التي لم تنشرها الصحف أو تطرح في القنوات معاناتهم مستمرة وقائمة وهم يقرؤون ويرون ويسمعون عن حالة مشابهة لوضعهم تم التعامل معها بمثالية لمجرد أنها نشرت في وسائل الإعلام بينما مشاكلهم كما هي لم يطرأ ولن يطرأ عليها أي تغيير!!، أتدرون لماذا أنا واثق من أنه لن يطرأ عليها أدنى تغيير؟!؛ لأنني ومن واقع معايشة لبعض المسؤولين لمست الزهو والفرح الذي يسيطر على مدير أو وكيل أو وزير بمجرد نشر خبر تبنيه لحالة نشرت و(توجيهه) بسرعة التعاطي معها وكأنه بذلك التعامل مع ما نشر حل كل المشاكل المشابهة وأنهى كل الأوضاع القائمة وقام بكل مسؤولياته وأكثر!!.
ذلك التعاطي الإعلامي مع الحالات الخاصة، وشعور الناس (ومعهم كل الحق) أن مشاكلهم لا تحل إلا إذا تدخل الإعلام ونشرها جعلنا نتحول إلى وضع (شحاذة إعلامية) لا تسر الطامح إلى حلول جذرية وقيام كل مسؤول بواجباته ومسؤولياته دون نشر ومفاخرة ومظاهر وأصبحت بعض الصحف (مجبرة) على أن تطالعنا كل صباح بمواطن يستجدي علاجا وآخر يستجدي ضمانا اجتماعيا وثالث يتوسل لإنهاء معاملة ورابع يطلب إنصافه من خطاء طبي أو جور مدير؛ لأن تلك الصحف لا تجد بداً من (التعاطف) مع صاحب القضية، ولا ألومها في ذلك، لكنني لا أؤيد خروجها في اليوم التالي بعناوين تمجد المسؤول لسرعة تجاوبه و(توجيهه) بحل تلك المشكلة المنشورة؛ لأن الأصل هو عدم تجاوبه و(تخطيطه) و(عمله) لحل كل المشاكل المشابهة كونه باختصار لم يؤد واجبه الذي ائتمن عليه ويفترض بنا أن ننتقده حتى بعد تبنيه لتلك الحالة الفردية