جربوها يا أمراء المناطق

يكفي للإقناع بأهمية وإنسانية وجدوى ونجاح الفكرة أن تقول إن الذي طبقها هو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا عندما كان في منصب عمدة إسطنبول، ولست هنا لأذكر المواقف المتتالية والنموذجية لهذا الرجل الذي سلب ألباب فقراء تركيا ومتوسطي الدخل فيها والمنصف من الأغنياء بدليل إعادة انتخابه بفارق كبير من الأصوات وبقائه (بالانتخاب) رئيسا للوزراء منذ 14 مارس 2003م وحتى اليوم.
عندما شعر أردوغان أن المواطن التركي والمقيم والسائح يستغل ماديا وصحيا وغذائيا وإنسانيا في طعامه من قبل المستثمرين في مجال المطاعم وهو استثمار كبير في بلد يعشق سكانه وزواره الأكل في المطاعم وعلى شاطئ البحر الجميل الذي يحيط بإسطنبول من كل مكان قام بإنشاء حوالي 20 فرعا لمطاعم غاية في الروعة والجمال ودرجة التصنيف التي تتفوق على الخمس نجوم التجارية وأسماها مطاعم اجتماعية (Social) واختار لها أجمل المواقع على البحر وداخل المدن وهي مفتوحة للجميع أتراكا ومقيمين وسائحين لكن السواح العرب لا ينتبهون لها ولا يعرفونها جيدا، وهي تقدم وجبات منوعة ولذيذة ونظيفة جدا (تحت إشراف مباشر وإدارة من بلدية إسطنبول) وأسعارها مقارنة بالمطاعم الأخرى تعتبر رمزية جدا، ولا يمكن أن تتخيل جمال مواقعها المختارة على البحر أو نوعية الوجبات المقدمة وتنوعها بين الشوربات والمقبلات والسلطات والوجبة الرئيسة والحلويات إلا عندما تجربها، وأعدكم أن أعرض في موقعي على تويتر صورا لمطاعم البلدية تلك والتي تعتبر من أقوى روابط بلدية إسطنبول مع سكان المدينة التي تشعرهم باهتمام البلدية بهم إلى جانب الحدائق العامة المجانية، ومع أن تلك المطاعم تعتبر فرصة للفقراء ومحدودي الدخل لتناول طعام يرقى إلى ما يأكله الأغنياء، إلا أنها ليست للفقراء فقط فجمالها وموقعها ونظافتها وأمن طعامها من الغش جعل الأغنياء والطبقة المخملية يرتادونها فأصبحت فرصة لاختلاط الطبقتين وتمازجهم وتساويهم في مطعم واحد وهذا من حكمة وإنسانية وبعد نظر المسؤول عندما يكون مخلصا وبعيد النظر وهو ما يعرفه الأتراك ويقولونه عن رجب طيب أردوغان وتقوله حتى مواقفه السياسية وإن كانت السياسة لها أهداف أبعد من مجرد الإنسانية.
حسنا ونحن مجتمع أكول في المطاعم ومستغل من تجارها ونعاني جفوة كبيرة بين الناس والبلديات لماذا لا يسعى أمير منطقة أو أمين مدينة إلى تطبيق تلك الخطوة ليكون مثالا يحتذى.

5 آراء على “جربوها يا أمراء المناطق

  1. ياكثر المطاعم عندنا خل البدلية اول تشوف البليلة والفشار .. الخ ، تحصلها في المتنزهات و مداخل المستشفيات والشوارع العامة ومصدرها ما تدري عنها

    إعجاب

  2. واحنا عندنا كذلك البلدية مو مقصرة .. كل يوم والثاني وشايفين جزء من الكورنيش ـ عفوا ـ اللي كان كورنيش ومأجرينه لناس قلبها علينا بالمررة لدرجة ان بعضهم ممنوع تدخل بدون ما تدفع .. وممنوع تجلس على كرسي بدون ما تطلب .. بل ممنوع حتى انك تصطحب قارورة موية معاك تبل ريقك من أسعارهم الخيالية .. وفوق هذا كله إن حبيت تزور أحد هذي الأماكن أنصحك أنك تبعد عن مكان مطابخهم .. لأنهم راح يسدو نفسك من البحر.

    إعجاب

  3. اتوقع ان المركزية هي سبب عدم التميز بين مدينه واخرى او منقطق ومنطقه.
    فعلى سبيل المثال مدارس التعليم العام تجدها نفس التصميم في جميع انحاء مدن المملكه على الرغم من التفاوت الكبير بين معطيات التصميم في كل مدينه.
    فلا نجد الابداع ولا التميز ولا تناغم المبنى مع مناخ تلك المدينه.
    واذا احد المسئولين ( فكر ) انه يبدع سوف يمل من الاجراءات المتبعه للموافقه على المشروع مهما كان حجم المشروع. ولسان حاله يقول (وش اللي مقردني) او اللي فوق يستعملون معه سياسة التطفيش.

    وجهة نظر متواضعه
    وهذا الموضوع كان يدور في ذهني منذ اكثر من شهر.
    بارك الله بك استاذنا الفضل وتظل مساند للقلم الصالح بعيد عن المجاملات.

    إعجاب

  4. رجب طيب أردوغان شخص يهتم للآخرين
    وهذا هو الفارق

    هل يمكن لمواطن عادي أن يجتمع مع مواطن غير عادي في مكان واحد لتناول وجبة؟

    إن ملئ البطون وزيادة أرصدة البنوك هو ما يشغل الغير عن الغير

    لذا سنظل في الخلف زاحفين للوراء

    إعجاب

اترك رداً على هاني الشراري إلغاء الرد