سعودة «الديرة»

والديرة في المفهوم العام هي وسط المدينة أو وسط البلد أو المدينة القديمة وهي في العاصمة الرياض تحديدا حي عزيز على الوطن جميعا فمن مركز الديرة حيث قصر المصمك انطلقت أول خطوات توحيد هذا الوطن المعطاء على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ولذا فإن للديرة وخاصة المناطق الأثرية فيها وأسواقها وأزقتها القديمة ومراكز البيع فيها تقدير عظيم لدى كل أبناء هذا الوطن ومشاعر حب وحنين.
شخصيا لا أقبل أن يمضي شهر دون أن أزور (الديرة) وأتجول في سوق الزل وسوق الأثاث وباعة البشوت والعود والملابس الوطنية التراثية وسوق الذهب والأسواق المتفرعة منها وأحرص أن أصطحب أبنائي جميعا في هذه الجولة لكي أربطهم بهذا التراث الذي أحبه والماضي الذي أعشقه، ولا أخفي استمتاعي بالحديث مع كبار السن السعوديين من الباعة الذين لازالوا يحافظون على دكاكينهم الصغيرة والكبيرة وفروعها ويعمل معهم بعض أبنائهم وبعض الأبناء ورث هذه التجارة من والد رحل وحافظ عليها والذي لاحظته أن الباعة السعوديين بدأوا بالتناقص بسبب مد أسيوي وعربي كبير أصبح يفقد هذه المنطقة طابعها المميز ويفقدها طعمها كمزار ووجهة سياحية أعلم جيدا أن عشاقها من المواطنين كثر ومن السياح الأجانب عدد كبير فقد شاهدت بعيني شيبا وشبابا سعوديين يحتفظون بهدايا ونياشين تذكارية من زوار أجانب مشهورين.
إن المد غير السعودي سواء من الأخوة العرب من اليمن وسوريا وغيرهما أو من التجار الأسيويين مد قوي ومتكاتف وينافس بقوة طاردة للمواطن الذي لديه مسؤوليات أسرية أكبر والتزامات أشد ونفس منافسة أضعف ولذا فإنني أرجو أن يتم تدارك هذا الوضع بفرض سعودة لا استثناء فيها لهذه المنطقة وغيرها من أواسط المدن لتعكس صورة وطن ومواطن لدى زوارها ولتكن لغة التخاطب والبيع والعهود والعقود مع زائرها وطنية صرفة، فإذا كانت المرأة تريد شراء ملابسها من امرأة فإن المواطن والزائر يريد شراء الثراث الوطني من مواطن.

رأي واحد على “سعودة «الديرة»

  1. فعلا اخي محمد
    المد الاسيوي واليمني غزا كل قديم
    وشعبي في بلدنا
    كل المحلات البقالات الاسواق
    الشعبية لا تجد فيها غير العمالة
    الاسيوية واليمنية
    لدرجة ان اغلب النساء
    تخاف الذهاب بمفردها
    شكرا لك اخي محمد
    على طرحك الذي يلامس
    واقع المواطن

    إعجاب

أضف تعليق