التشهير بـ(بعض الناس)

طالما أن لدينا حساسية مفرطة تجاه لفظ (تشهير)، دعونا نتحول إلى لفظ آخر أكثر قبولا بل أصبح مدعاة للمفاخرة والتباهي والادعاء هو (شفافية)، كنا نطالب ونطالب ونكرر المطالبة بتطبيق (التشهير) كعقوبة رادعة بل أكثر ردعاً، لكننا كنا ولا نزال نصدم بعدم قبول (التشهير) وإيجاد المبرر تلو الآخر، تارة لحساسية الأسماء، وتارة الأسرة وتارة القبيلة وأحياناً أخرى مراعاة لمشاعر من لم يراع مشاعر غيره في غش أو خداع أو تقصير أو تدليس قد تصل نتائجه للوفاة التي تجرح كل المشاعر.
هيئة الغذاء والدواء علقت الجرس، ورأت أن التحذير من غذاء أو شراب دون ذكر اسمه أمر مستحيل بل هزلي ومدعاة للتندر!! كيف أقول إن شامبو (بعض الناس) مسرطن أو ماء الشركة (التي ماؤها بلا لون ولا طعم ولا رائحة) به رائحة تلوث، ووجدت أن ذكر الاسم يجعل المستهلك يحمي نفسه بنفسه إلى جانب وقف توزيع المنتج وسحبه من الأسواق ثم جاءت صحة البيئة في أمانة مدينة الرياض فأغلقت عدداً من المطاعم بملصقات بارزة (مغلق بسبب تسمم) وقام (الإعلام الحديث) بدوره في نقل الخبر بوصف للمطعم وموقعه وشارعه وأقرب معلم له ولو كان صراف بنك، أي أن إعلام الإنترنت أزال الضبابية، وطبق عبر تويتر والفيس بوك والواتس أب والبلاك بيري الشفافية المطلوبة، فما الذي حدث؟!.
ارتدع كل صاحب مطعم وأصبح يقف بنفسه على ضمان عدم استخدام مواد منتهية الصلاحية، وإنشاء قسم للجودة النوعية ومراقبة تحضير الطعام بطرق تمنع التلوث وهذا هو المطلوب من التشهير من أجل الردع.
وما دام التشهير مفردة حساسة أرى -والله أعلم- أن نتحول للمطالبة بالشفافية بدلاً من التشهير، المهم أن نصل إلى الهدف وهو الردع.

رأيان على “التشهير بـ(بعض الناس)

اترك رداً على بندرإلغاء الرد