لم يكن رفض مجلس الشورى تحويل رعاية الشباب إلى هيئة أو وزارة أمرا مفاجئا، بل يكاد يكون أفضل وأصوب قرار اتخذه المجلس في دورته الحالية، فعلى أي أساس تحول رعاية الشباب إلى هيئة وما الذي يؤهلها لهذا التحول في الوقت الحاضر إلا أن تكون (هيئة مشجعين) على وزن رابطة مشجعين!، ومشجعين لنادٍ وليس لمنتخب فلم ترق بعد لمستوى تشجيع منتخب وطني.
قلت للأمير نواف بن فيصل ذات حوار مفتوح في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عندما كان رئيسا للرعاية أن رعاية الشباب لا تعنى بعضو في الشاب مثل حنجرته!، فأنتم تريدون الشباب مشجعين فقط!، تغرونهم بنقلهم بحافلات لتشجيع المنتخب من مدينة لمدينة أو من الوطن لدولة مجاورة وهذا كل ما تقدمونه لهم وما تريدونه منهم (مجرد حناجر)، وقلت إن الشباب يعانون من سمنة مفرطة وسكر وأمراض عصر مبكرة ويمارسون التدخين وأنتم لا تفعلون شيئا ينم عن رعايتهم! (المداخلة طويلة وموجودة على اليوتيوب بعنوان الأحيدب لنواف بن فيصل هل تخشى الإعلام) لمن أراد الرجوع لها.
الأمير نواف بن فيصل من الشخصيات الذكية الواقعية التي تقبل الرأي والرأي الآخر، وأعلم من تغريداته أن رفض الشورى تحويل الرعاية إلى هيئة لم يعجبه، حتى وهو بعيد عن الرئاسة وأحترم وجهة نظره، لكن تقرير برنامج (في المرمى) الذي قدمه الزميل بتال القوس قبيل مباراة منتخبنا الوطني ومنتخب ماليزيا في جدة قد يكون صادما لكل من يعتقد أن شبابنا سهل!، بل هم أصعب وأذكى وأكثر عصامية وجدية مما يتوقع كثير من الوزراء.
في التقرير سأل الصحفي أكثر من عشرة شباب سعوديين عن مباراة المنتخب وكانت الإجابات جميعها أنهم لا يعرفون عنها شيئا وأنهم مشغولون بالبحث عن وظائف أو المذاكرة لامتحان!.
شباب اليوم أذكى وأصعب من أن ينجرفوا خلف كرة قدم تحولت إلى (بزنس) ومصدر رزق مليوني لشباب غير متعلم أصبح همهم فقط رصيد بنكي وقصة شعر جاذبة، كانوا يحبونها عندما كانت خالصة لوجه الوطن من شباب هواة يلعبون ويبحثون مثلهم عن عمل ومصدر رزق معقول!.
شباب اليوم أذكى وأصعب من أن ينجرف خلف إثارة كرة القدم الحالية وهو يرى أنها تحولت بالكامل إلى استغلال مادي لعقله!، اللاعب يلعب من أجل مزيد من المال فقط، والصحفي يحلل في البرامج ويتقبل إهانات (تخسى وأخواتها) من أجل المال، وخبير التحكيم يحلل من أجل المال، والبرامج تستفزه من أجل إعلان ومال، ورئيس النادي يدفع مالا مقابل شهرة وهو فقط يدفع سعر تذكرة مرتفع من أجل أن يحرق حنجرته.
الحديث يطول والمساحة لا تسمح.