إما قيل لك أنت (تعمم) أو أتهمت أنك (معمم)، إذا انتقدت الواقع فأنت، لا شك، واقع في عش الدبابير، و علينا أن لا نغالط أنفسنا، فلكل دبابير عش و إبر تلسع، و الناقد ناعم الجلد عليه أن يبتعد عن الأعشاش أو يلبس قفاز المجاملة، و قفاز المجاملة لا يعين الأوطان على البناء ولا يصلح فسادا.
الواقع يقول أن الاحتيال على القوانين و الأنظمة تربية سيئة، شئنا أم أبينا، ليس فقط أنظمة العقوبات بل حتى أنظمة المكافأة و المنافع تم الإحتيال عليها.
أليس منا من استغل قرضا صناعيا ولم يبني مصنعا و أخذ قرضا زراعيا ولم يغرس نخلة، و من استفاد من قرض صندوق التنمية العقارية ولم يبن مسكنا و لم يسدد قرضا، و من استفاد من السعر الرمزي للأسمنت يوما و صدره للخارج؟!، أليس منا من استغل معرفته بولادة قريبة لمشروع حكومي و سبقه بتأسيس شركة تتولى تنفيذه و استغلاله بسوء؟ و من علم بمشروع صيانة ضخم فجهز شركة تتعهده بإسم إبن أو قريب؟ أليس منا من علم عن مشروع هدم وتثمين فاستبقوا بشراء بيوت أيتام؟.
كل تلك صور فساد، ونحن لسنا في مدينة أفلاطون، وكل تلك أعشاش دبابير و لكل دبور إبرة حادة طويلة سامة، ودور الناقد أن ينكش الأعشاش و عليه تحمل لسعات الدبابير!!.
في عهد ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز و عضيد العزم محمد بن سلمان تم تفعيل الحرب الشاملة على فساد (كائن من كان)، و أصبح الفاسد في خبر كان، وهذا يضع حملا أكبر بكثير على الناقد، لأنه سيسلط الضوء على بقع الفساد و يكشف خفايا القصور و ينبه هيئة الرقابة ومكافحة الفساد على ما قد لا يلفت انتباهها من أشكال فساد خفي و خلف كل ما إختفى عش دبابير، والدبابير في زمن (تويتر) و مواقع التواصل الاجتماعي طورت من وسائل دفاعها فأصبحت لا تلدغ بابرتها الخاصة بل تجند حراسا يبدون كعاملات نحل يقطرن عسلا وهم إناث بعوض ( و إن كانوا ذكورا) يصدر طنينا و (يقرص) و يحدث ألما و حكة، وهذا النوع من البعوض الذي يتخذ من مستنقعات الفساد مرتعا يجب أن تبحث هيئة الرقابة و المكافحة عن مصدره (الإلكتروني) وهذا سهل جدا بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، فإذا كشفنا إنتماء حساب البعوضة أدركنا أن الدبور الذي استخدمها غير جدير بالبقاء في عشه فهو لا يملك لا قبول الرأي و النقد ولا حتى القدرة على مواجهته ولا يمكن الإعتماد عليه و الثقة في عمله، لنعرف إنتماء البعوض أولا ثم نرشه بمبيد لإيقاف طنينه الذي يطرب الدبور الفاسد أما لسعاته فلدى الناقد جلد متين تنتحر إذا اقتربت منه البعوضة!!.