الشهر: يونيو 2020

لعش الدبور الفاسد بعوض إلكتروني .. لنعرف مصدره أولا ثم نرشه بمبيد!!

إما قيل لك أنت (تعمم) أو أتهمت أنك (معمم)، إذا انتقدت الواقع فأنت، لا شك، واقع  في عش الدبابير، و علينا أن لا نغالط أنفسنا، فلكل دبابير عش و إبر تلسع، و الناقد ناعم الجلد عليه أن يبتعد عن الأعشاش أو يلبس قفاز المجاملة، و قفاز المجاملة لا يعين الأوطان على البناء ولا يصلح فسادا.

الواقع يقول أن الاحتيال على القوانين و الأنظمة تربية سيئة، شئنا أم أبينا، ليس فقط أنظمة العقوبات بل حتى أنظمة المكافأة و المنافع تم الإحتيال عليها.

أليس منا من استغل قرضا صناعيا ولم يبني مصنعا و أخذ قرضا زراعيا ولم يغرس نخلة، و من استفاد من قرض صندوق التنمية العقارية ولم يبن مسكنا و لم يسدد قرضا، و من استفاد من السعر الرمزي للأسمنت يوما و صدره للخارج؟!، أليس منا من استغل معرفته بولادة قريبة لمشروع حكومي  و سبقه بتأسيس شركة تتولى تنفيذه و استغلاله بسوء؟ و من علم بمشروع صيانة ضخم فجهز شركة تتعهده بإسم إبن أو قريب؟ أليس منا من علم عن مشروع هدم وتثمين فاستبقوا بشراء بيوت أيتام؟.

كل تلك صور فساد، ونحن لسنا في مدينة أفلاطون، وكل تلك أعشاش دبابير و لكل دبور إبرة حادة طويلة سامة، ودور الناقد أن ينكش الأعشاش و عليه تحمل لسعات الدبابير!!.

في عهد ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز و عضيد العزم محمد بن سلمان تم تفعيل الحرب الشاملة على فساد (كائن من كان)، و أصبح الفاسد في خبر كان، وهذا يضع حملا أكبر بكثير على الناقد، لأنه سيسلط الضوء على بقع الفساد و يكشف خفايا القصور و ينبه هيئة الرقابة ومكافحة الفساد على ما قد لا يلفت انتباهها من أشكال فساد خفي و خلف كل ما إختفى عش دبابير، والدبابير في زمن (تويتر) و مواقع التواصل الاجتماعي طورت من وسائل دفاعها فأصبحت لا تلدغ بابرتها الخاصة بل تجند حراسا يبدون كعاملات نحل يقطرن عسلا وهم إناث بعوض ( و إن كانوا ذكورا) يصدر طنينا و (يقرص) و يحدث ألما و حكة، وهذا النوع من البعوض الذي يتخذ من مستنقعات الفساد مرتعا يجب أن تبحث هيئة الرقابة و المكافحة عن  مصدره (الإلكتروني) وهذا سهل جدا بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، فإذا كشفنا إنتماء حساب البعوضة أدركنا أن الدبور الذي استخدمها غير جدير بالبقاء في عشه فهو لا يملك لا قبول الرأي و النقد ولا حتى القدرة على مواجهته ولا يمكن الإعتماد عليه و الثقة في عمله، لنعرف إنتماء البعوض أولا ثم نرشه بمبيد لإيقاف  طنينه الذي يطرب الدبور الفاسد أما لسعاته فلدى الناقد جلد متين تنتحر إذا اقتربت منه البعوضة!!.                 

لو سقط رأس الضابط تحت ركبته لما عمت الفوضى

على قلوب أدعياء الحرية و (الليبرالية) أقفالها و على قلوب قلة من المنخدعين بهم في وطننا قفل قديم صدء ضاع مفتاحه في زحمة التقليد الأعمى، أثبتت مواقف كثيرة أننا الأفضل و أننا على الطريق الصحيح، لكن (المتلبرل) لا يسمع إلا بلحن قول أعجمي  ولا يرى إلا بعيون زرقاء.

في مجال حقوق الإنسان أثبتت جائحة كورونا أن المملكة العربية السعودية الأولى و الوحيدة عالميا التي تضمن كرامة الإنسان، كل إنسان سواء مواطنا أو مقيما أو قادما مخالفا، ولست هنا لأعدد الأدلة والأمثلة، فقد ذكرنا منها ما تتسع له المساحة المحدودة لمقال أو تغريدة، ويكفي أن نقول أن دولا يسمونها عظمى تخلت عن مواطنيها في الخارج و جعلتهم (يتسولون) غذاءً و علاجا و قيمة تذكرة سفر، لكن الملفت المؤسف، المحزن، المخزي، أن أولئك المنخدعين المقلدين ( أدعياء الليبرالية ) عندنا لم يكتبوا حرفا واحدا عن نجاحنا و فشل أصنامهم.

في حادثة قتل جورج فلويد، الذي كان يستجدي ذرة هواء و يصرخ ( لا استطيع أن أتنفس ) ويتوسل منحه الحياة بأن يرفع ضابط شرطة ركبته عن رقبته لثواني، فلا يحصل على حرية التنفس في بلد وضع للحرية تمثالا (صنما) لم ينفعهم بل ضرهم بالتخدير و ضر بعضنا ممن يعانون شعورا رهيبا بالنقص!!.

ألشعب الأمريكي الآن يستجدي العدالة التي كان رؤسائه و مجلس شيوخه و منظماته تدعي نشرها في العالم، و تقيم الحروب ولا تقعدها مدعية ترسيخ حقوق الإنسان!، والإنسان عندها يموت متوسلا رفع ركبة إنسان آخر لا يراه يستحق حرية تنفس الهواء.

الشعب الأمريكي ثار مستجديا العدالة و حطم الممتلكات و قتل أرواحا آخرى بريئة لأنه يعلم ومن تجارب عقود من الزمن أن حاله مع العدالة لم تتغير، بدليل أن القاتل بدم بارد سيتهم فقط بقتل من الدرجة الثالثة، وهو قتل عمد مع سبق الإصرار رغم التوسل من ضحية مقيد، و أن شركاء القتل طلقاء رغم تواطئهم باعتراف رئيس شرطة مينيابليس!.

الشعب الأمريكي يطالب اليوم بتهمة القتل العمد على الضابط، و يطالب منذ سنوات بعودة عقوبة الإعدام ل ٢٢ ولاية أمريكية ألغتها ومن بينها ولاية مينيسوتا التي ألغت العقوبة عام ١٩١١م، وهنا تفوق آخر لنا بتطبيق شرع الله في قول الخالق الرحيم: ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) وقول العفو الكريم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178). فالحياة تكون بالقصاص و العفو يكون من أهل الدم و لا عدوان بعد العفو.

لو علم ذلك الضابط أن رأسه سيسقط تحت ركبته قصاصا، ما تجرأ على فعلته، ولو علم الشعب الأمريكي أن الضابط و المتواطئون معه سيواجهون التهم التي يستحقونها و العقوبة الرادعة، أو العفو، ما ثاروا!!.

والمؤسف المخجل بعد هذا كله أن يخرج من بيننا من تمتدح خطوات سطحية للقضاء الفرنسي أو دول استعمرتها فرنسا و تتعامى عن تميزنا بالجمع بين عدالة و عقوبة أو عفو، جميعها قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.