البنك المركزي وحمايتنا من أنفسنا

لا أظن توعية وتحذيرا كانا أشد ولا أكثر من التوعية بخطورة إعطاء الرقم السري للحسابات البنكية والتحذير من الاتصالات المشبوهة التي تتعلق بالحساب البنكي والتحويلات المالية، ومع ذلك وقع عشرات المواطنين في فخ لصوص الحسابات البنكية وأصبحنا نسمع يوميا عن قصص ضحايا خسروا أموالا و(شفطت) حساباتهم في غمضة عين وبدأت حالات الاستنجاد بالبنوك والبنك المركزي وارتفعت أصوات النواح والعويل بعد فوات الأوان.

ولقد فعل البنك المركزي خيرا عندما أعلن عن إيقاف فتح الحسابات عن بعد (إلكترونيا أو أونلاين) مع حزمة إجراءات تمدد فترة التحويلات البنكية فتمنح فرصة ساعتين للتحويل السريع ومهلة 24 ساعة للحوالات الدولية تبقي في مصرف المحول وتقليص حد التحويل اليومي للخدمات الإلكترونية ليكون 60 ألف ريال كحد أعلى، كل ذلك لحماية عملاء البنوك من أنفسهم، حيث يبدو جليا أن التحذير وحده لا يكفي البعض ولا بد من حمايتهم من إهمالهم بقرار، والبعض الآخر لا يرتدع إلا بعد أن يلدغ، وصنف ثالث قد يبلغ به البرود أن يلدغ من جحر مرتين!

القرارات في رأيي جيدة جدا ولا أؤيد من يطالب بزيادة الحد الأقصى للتحويل اليومي عن 60000 ريال فالمبلغ كبير جدا كتحويل يومي للخدمات الإلكترونية وسرقته – لا سمح الله -، مؤثرة جدا في أصحاب الدخل المتوسط، فكيف بالأقل دخلا؟!، كما لا أؤيد من يقول إن البنك المركزي تأخر كثيرا في هذه القرارات فقد سبقها توعية مكثفة وتحذيرات من البنوك نفسها ومن (ساما) ومن وسائل الإعلام المختلفة، وكان يفترض أن يكون لها بالغ الأثر في الحذر، لكن ذلك لم يحدث ولم يكن بد من حماية الإنسان من نفسه لأن ضرر التهاون والإهمال يعم في هذه الحالات فقد تستفيد من السرقة جهات معادية وقد تتأثر الأسرة أو الأفراد جراء (تهكير) حساب الأب أو العائل أو سرقة تحويشة العمر وتتعرض الجهات المعنية للإزعاج والإشغال عما هو أهم.

نشر في صحيفة الرياض يوم الأحد 9 رمضان 1443هـ 10 أبريل 2022م

اترك رد