الشهر: أفريل 2003

نواعـم ‘العليجات’

نشرت بعض الصحف الغربية ضمن تغطيتها لأحوال جنود الغزو الأنجلو أمريكي صورة لمجندتين أمريكيتين تتوسد إحداهما خصر الأخرى وتغطان في نوم عميق في ظلال ناقلة جنود في صحراء العراق على ما يبدو.

وعلى طريقة وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف في إطلاق وصف “العلوج” على الجنود الأمريكان فإنني يجب أن أستخدم وصف “عليجات” على المجندات الأمريكيات والتصغير هنا للتمليح مع أن “العليجتين” اللتين في الصورة لا ينقصهما “الملح” ولا تحتاجان إلي تمليح ولعل هذا هو بيت القصيد.

فتاتان في غاية الجمال والفتنة وفي كامل الزينة (رغم الغبار) وترقدان في ساحة المعركة في وضع أقل ما يقال عنه انه أمر يثير الشكوك حول نية وجدية بل وقدرة الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحرب.

الشكوك حول نيتها وهل هي حرب على أسلحة الدمار الشامل أم على معتقدات أهل الطهر والوضوء، والشك في جديتها وقدرتها على إنهاء الحرب بسرعة باستخدام نواعم “العليجات” تلك وفشلها في ذلك أمر بات أقرب إلى اليقين منه إلى الشك والحرب تتجاوز عشرة أيام ولم تتجاوز جيوش العليجات بلدة أم قصر. وشك في قدرة أمريكا وحليفها الإنجليزي على تحقيق نصر في هذه الحرب وإن طالت طالما أنها تغزو بمجموعة فاتنات وأشباه رجال.

حروب الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً سواء في الصومال أو أفغانستان أو حالياً في العراق أثبتت فشل العنصر الأهم في الحرب وهو المقاتل والذي لا يمكن أن تعوضه الصواريخ مهما بلغ ذكاؤها ولا الطائرات مهما بلغ ارتفاعها وتقنيتها.

العيب المتمثل في غياب عنصر الشجاعة والإقدام والذكاء في المقاتل الأمريكي أساسه عدم توفر أهم عنصر وهو الدافع وعدم الاقتناع بمبرر وجوده في ساحة القتال وعدم وضوح الهدف وأمريكا أدركت جيداً هذا العيب وحاولت ولازالت تحاول تغطيته بادعاء أن تحاشيها لخوض معارك مواجهة على الأرض يعود لحرصها على أرواح الجنود وتلافي الخسائر في الأرواح لكن الواقع أن جيوش أمريكا في تلك الحروب كانت تفتقد للروح.

تمعن في حالة الذعر التي كان عليها الأسرى الأمريكيون خاصة الرقيب جيمس رايلي والمجندة “شانا” أثناء التصوير التلفزيوني وسيصبح من السهل عليك أن تتنبأ بالوضع النفسي لذلك الجندي في ساحة الوغى وستعرف لماذا يحرص الأمريكان على تكثيف الملابس والواقيات لتضخيم جسد الجندي، تماماً مثلما يفعلون في لاعبي كرة القدم الأمريكية. لكن هذا الجندي الضخم أشبه بثمرة الملفوف تزيل طبقاتها الواحدة تلو الأخرى علَّك تجد لباً وتنتهي دون أن تجد شيئاً وفي حالة الملفوف الأمريكي فإنه ينكشف عن علج مذعور أو “عليجة” جميلة.